قال تقرير سنوي دولي عن التجسس والتسلل الإلكترونيين في العالم إن روسيا قد ضاعفت من توظيف وسائل التجسس الإلكتروني الصناعي، للتعرف على توجهات الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط، في ظل تخمة الأسواق من النفط، وانهيار أسعاره، فيما زادت الصين من اختراقاتها لنظم الغرب الإلكترونية.
وأوردت شركة «كراودسترايك»، في تقريرها السنوي الصادر أول من أمس، أن تدهور أسعار النفط زاد من التوتر بين الدول النفطية، وقاد إلى ازدياد عمليات التسلل والمراقبة بين دول مثل روسيا وإيران والسعودية وغيرها.
ووصف التقرير تدهور الأسعار بأنه كان من «أكثر القوى تأثيرا» في دفع ومضاعفة عمليات الاختراق الإلكتروني الذي تقوده الدولة الروسية. وأكد آدم مايرز، نائب رئيس الأمن الإلكتروني في الشركة، أن الشركة سجلت قفزة واضحة في إعداد عمليات التجسس الروسية ضد الدول المنتجة للنفط.
وتقدم شركة «كراودسترايك»، ومقرها في إرفن بولاية كاليفورنيا الأميركية، خدماتها للأمن الإلكتروني إلى عدد من المؤسسات، بهدف رصد نشاطات منافسيها أو أعدائها. وشمل تقريرها رصدا وتحليلا لسلوك أكثر من 70 مؤسسة معادية من حيث اختراقاتها وتسللها الإلكتروني.
وأضاف مايرز، في التقرير، أن «تدهور أسعار مصادر الطاقة العالمية، وأعباء العقوبات الغربية على روسيا، أدتا إلى تأثيرات ملموسة على اقتصادها. وقد رأينا تضاعفا في عمليات الاستطلاع والتجسس، بهدف جمع البيانات لصالح مؤسسات الحكومة الروسية».
وقال التقرير إن «مجموعة القراصنة التي أطلقت عليها شركة (كراودسترايك) اسم (الدب المنفلت) ظلت تركز جهودها على التجسس لجمع البيانات باختراق نظم مؤسسات النفط والغاز في الشرق الأوسط». وأشار إلى أنه «وبينما لم ترصد الأهداف، أو المؤسسات، المحددة لهذه الحملة بالضبط، فإن قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط كان هو المستهدف منها». وتحاول روسيا اتخاذ إجراءات فعالة لتقوية اقتصادها لمواجهة التدهور في أسعار النفط.
وحول اختراقات الصين الإلكترونية قال التقرير إنها ظلت تحتل الموقع الأول في التسلل. ورصد التقرير 28 مجموعة صينية منفصلة تستهدف عددا متنوعا من الأهداف. ولا يبدو أن هذه النشاطات ستتوقف رغم توقيع الصين على معاهدات مع عدد من الدول لوقف اختراق الأهداف التجارية.
وكانت الحكومة الأميركية قد فكرت في سبتمبر (أيلول) الماضي في وضع عقوبات على الصين بعد سرقة قراصنة لبيانات شخصية حساسة من مكتب شؤون الأفراد الأميركي، إلا أن البلدين اتفقا على الامتناع عن أي اختراق إلكتروني للطرف الآخر، بهدف الحصول على مغانم تجارية. وقد وقعت الصين قبل ذلك اتفاقا مماثلا مع روسيا.
إلا أن هذه الاتفاقات لم تمنع الصينيين من القرصنة، وفقا لتقرير «كراودسترايك»، الذي أشار إلى أن توقيع الصين الاتفاق مع روسيا في مايو (أيار) الماضي لم يمنع الصينيين من القيام بنشاطات للتسلل إلى أهداف روسية. وأطلق التقرير على الهجمات الصينية ضد روسيا اسم «مطرقة الباندا».
وكانت اختراقات «عملاقة قد وقعت العام الماضي، إذ تعرض أكثر من 21 مليون سجل شخصي في مكتب إدارة شؤون الأفراد بالولايات المتحدة للقرصنة، منها عدة ملايين من بصمات الأصابع. كما تعرضت بيانات أكثر من 37 مليون زائر لموقع «آشلي ماديسون» للتعارف للقرصنة. كما حدثت عمليات أخرى اختراق لشركة «سوني» عام 2014 وقرصنة نحو 10 ملايين سجل.
وركز تقرير «كراودسترايك» على نشاطات روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وبعض من دول أميركا اللاتينية، ولم يتناول بالتفصيل نشاطات القراصنة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وإسرائيل، وهي الدول المعروفة بنشاطاتها التجسسية النشيطة.
8:17 دقيقة
موسكو تتجسس على دول الشرق الأوسط النفطية.. وبكين على الغرب
https://aawsat.com/home/article/560506/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D8%AA%D8%AA%D8%AC%D8%B3%D8%B3-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A8%D9%83%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8
موسكو تتجسس على دول الشرق الأوسط النفطية.. وبكين على الغرب
تقرير يتحدث عن «الدب المنفلت» الروسية و«مطرقة الباندا» الصينية
- لندن: د. أسامة نعمان
- لندن: د. أسامة نعمان
موسكو تتجسس على دول الشرق الأوسط النفطية.. وبكين على الغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة