يفتش جيسون ساندي، وهو يرتدي مصباح رأس، ليلا، شواطئ نهر التايمز في لندن، بحثًا عن أشياء قد تقدم لمحة عن الحياة في العاصمة البريطانية قبل مئات الأعوام. مع مرور قارب الحفلات بين الحين والآخر، بموسيقاه الصاخبة، وأنواره الضاربة، ليس أمام المعماري ذي الاثنين والأربعين عامًا سوى سويعات ينحسر فيها المدّ ليعثر على ضالته.
كان البحث على ضفاف الأنهار هو هواية ساندي طوال الخمس سنوات الماضية، حيث يمسح ويفتش ضفاف الأنهار بحثًا عن أدوات تاريخية. بعض الأشياء التي عثر عليها نادرة جدًا إلى درجة جعلتها معروضات في متاحف. وقال ساندي: «على مدى ألفي عام، كان يتم إلقاء كل شيء في نهر التايمز، ومن ثم يُفقد دون قصد». وأضاف، وهو يصف شعور العثور على شيء قديم مفقود، قائلا: «إنه لأمر مثير يشبه السفر عبر الزمن، ومعرفة أن آخر شخص لمس هذا الشيء كان من تلك الحقبة التاريخية».
عثر ساندي، القادم من شيكاغو، على أدوات كثيرة منها مشط شعر يعود إلى إنجلترا خلال حقبة تيودور في القرن السادس عشر، وفرشاة أسنان تعود إلى القرن التاسع عشر، ودبوس شعر نسائي روماني يعود إلى عام 43 ميلاديا بحسب تقدير متحف لندن.
ويعتقد أن أصل استكشاف ضفاف الأنهار يعود إلى القرنين الثامن عشر، والتاسع عشر، عندما كان يفتش المستكشفون ضفاف نهر التايمز بحثًا عن أشياء يمكنهم بيعها. هذه الأيام المولعون بالتاريخ وعلم الآثار هم من يأملون في العثور على آثار قديمة مثل العملات، أو القطع الخزفية، أو الأدوات، أو الأشياء التي تستخدم يوميًا، التي تعود إلى مختلف العصور.
إنهم ينتظرون انحسار المد ليستكشفوا مناطق معينة من الشاطئ، وهو تحديدًا ذلك الجزء من الشاطئ الذي يغطيه الماء أثناء ذروة المدّ.
ويقول ضفاف الأنهار نيك ستيفنز: «إذا كنت في ميدان، فيمكنك البقاء طوال اليوم، أما في حالة النهر، فأنت مقيد بساعتين، أو ثلاث ساعات». وأضاف قائلا: «على عكس الصيد، حيث يمكنك اصطياد سمكة من بين عشر سمكات، في حالة استكشاف ضفاف الأنهار تكون احتمالات عثورك على الأشياء لانهائية».
في الوقت، الذي يستعين فيه كثيرون بالعين المجردة عند قيامهم بالبحث، يعتمد آخرون على أجهزة الكشف عن المعادن التي يتطلب استخدامها الحصول على تصريح من «هيئة موانئ لندن»، ويحتاج الحفر أيضًا إلى موافقة.
بحسب جمعية «مستكشفي ضفاف نهر التايمز»، عدد محدود من المستكشفين فقط هم الحاصلون على التصريحات الضرورية، ويمكنهم دخول المناطق المحظورة على طول النهر.
بالتعاون مع متحف لندن، يسجل مستكشفو ضفاف الأنهار ما يعثرون عليه لدى برنامج «الآثار القابلة للحمل» الممول من الحكومة، حيث يجب تسجيل أي شيء يزيد عمره على 300 عام. وقال ساندي: «من المثير الذهاب إلى ذلك الجزء من لندن الذي لا يُسمح بالدخول إليه إلا لفترة قصيرة. لا تزال آلاف السنوات من تاريخ لندن بانتظار اكتشافها على ضفاف نهر التايمز».
8:17 دقيقة
مستكشفو ضفاف الأنهار في لندن يفتشون عن التاريخ على شواطئ المدينة
https://aawsat.com/home/article/724221/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81%D9%88-%D8%B6%D9%81%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%B7%D8%A6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9
مستكشفو ضفاف الأنهار في لندن يفتشون عن التاريخ على شواطئ المدينة
يسجلون ما يعثرون عليه لدى برنامج مخطط الآثار
مستكشفو ضفاف الأنهار في لندن يفتشون عن التاريخ على شواطئ المدينة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة