د. شملان يوسف العيسى
كاتب كويتي
TT

التعامل مع أزمة اللاجئين

تعهد الرئيس الأميركي ترامب باقتلاع الإرهاب، وأكد أنه «سنعزز التحالفات القديمة ونشكل تحالفات أخرى جديدة، ونوحد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف الذي سنقتلعه من وجه الأرض...».
كلمات الرئيس الأميركي بملاحقة الإرهاب واضحة.. وهي تعني ببساطة مزيدًا من الإجراءات الأمنية وحرب ملاحقة الإرهابيين؛ مما يتسبب في مزيد من المآسي الإنسانية التي سيواجهها الناس البسطاء الذين يحاولون الهرب من الحروب الأهلية التي تشعل المنطقة العربية؛ فاستمرار الحروب الأهلية في العالم العربي خلقت أزمة إنسانية وسياسية تمثلت في هجرة الملايين من البشر اللاجئين، وبخاصة العرب إلى الدول المجاورة، مثل لبنان والأردن وتركيا... لكن أعدادًا كبيرة تحاول الهجرة إلى أوروبا، ففي عام 2015 بلغ عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا نحو مليون شخص.
السؤال: ما الأبعاد الإنسانية والسياسية على أوروبا والمنطقة العربية نتيجةً لتدفق اللاجئين العرب؟
هنالك تخوف في الدول الأوروبية من صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة للسلطة؛ فالانتخابات البلدية والبرلمانية بدأت تفرز فوز الأحزاب اليمينية المعارضة المناهضة لسياسة الأبواب المفتوحة للاجئين، فوصول أعداد كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا تقدر بأكثر من 750 ألف لاجئ أثرت في الهيكل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لألمانيا الاتحادية.
حزب البديل، وهو من أحزاب المعارضة اليمينية الرافضة لسياسة الأبواب المفتوحة للاجئين يدعو إلى وقف التدخلات الخارجية في شؤون الدول المستقلة، مثل العراق وسوريا وليبيا، فهو يعارض سياسات الزعزعة ومحاولة تغيير الأنظمة التي يمارسها حلف الناتو والولايات المتحدة؛ مما يؤدي إلى تدمير دول مستقلة وخلق مشكلة اللاجئين.
ما الأسباب التي عززت صعود الأحزاب الشعبية اليمينية في الغرب والولايات المتحدة؟... الجواب بالتأكيد، هو الهجمات الإرهابية المتكررة في أكثر من بلد أوروبي، مثل باريس وبروكسل وألمانيا وغيرها، بعد نجاح «داعش» في زرع خلايا إرهابية نائمة بين الجاليات العربية والإسلامية الحاضنة للتطرف الديني.
المراقبون للشأن الأوروبي يؤكدون أن المستقبل السياسي لألمانيا والانتخابات الاتحادية المقبلة هذا العام مرتبط بشكل أساسي بأزمة اللاجئين، وقدرة حكومة ميركل على تهدئة الاحتقان الداخلي الذي يتفاقم بسبب سلوك بعض اللاجئين المنتمين إلى الأحزاب الإسلامية المتطرفة التي تدعم الإرهاب.
السؤال: ما دور الدول العربية في قضية اللاجئين، وهل ساهم العرب مثل الأوروبيين في المساعدة بخصوص هذا الموضوع, وخصوصا أن تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2016 أشار إلى أن الدول العربية التي تمثل 5 في المائة من سكان العالم أنتجت 57.5 في المائة من اللاجئين في العالم و47 في المائة من النازحين داخليًا؟... هل لدى العرب نظام أو آلية لمواجهة ظاهرة اللاجئين؟ هل لدينا التزامات سياسية جادة؟
وهل نملك سياسات واستراتيجيات للتعامل مع هذه الظاهرة، وهل لدينا مستوى معين من التمويل لتنفيذ البرامج الخاصة باللاجئين؟... لدينا قرارات اتخذتها القمة العربية في نواكشوط بموريتانيا يوم 25 يوليو (تموز) 2016 تشير فيه القمة إلى ضرورة استمرار دور «الأونروا» بتحمل مسؤولياتها في تقديم الخدمات للاجئين، مع تأكيد أهمية استمرار توفير الدعم المالي اللازم، وهذا يعني أن دور كثير من الدول العربية اقتصر على تقديم الإغاثة المالية،لا محاولة معالجة الأوضاع القانونية للاجئين.
ما الآثار السلبية للاجئين على العالم العربي؟ تدهور مستوى معيشة قطاع كبير من المواطنين العرب وحرمانهم من الحياة الكريمة، وعدم توفير الصحة والتعليم والخدمات المطلوبة للشباب سيدفعهم ربما إلى التطرف، مما يشكل فرصة سانحة لمزيد من العنف والإرهاب في المنطقة والعالم أجمع.