د. شملان يوسف العيسى
كاتب كويتي
TT

القمة الأميركية ـ الخليجية

سيقوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأول زيارة له خارج بلاده منذ أن نُصّب رئيساً للولايات المتحدة، وستكون السعودية هي الوجهة الأولى له، وسيزور بلدانا أخرى قبل لقاء حلفائه داخل الحلف الأطلسي بلقاء قمة مجموعة الدول السبع.
اختيار الرياض كأول محطة للضيف الكبير له دلالة خاصة على مدى عمق العلاقة بين الرياض وواشنطن، وتأكيد حرص الولايات المتحدة الحفاظ على علاقاتها التاريخية وتحالفاتها.
الرئيس الأميركي سوف يلتقي بقادة دول الخليج وبعض القادة العرب وقادة بعض الدول الإسلامية مما يعطي اللقاء أهمية خاصة...
المراقبون السياسيون اختلفوا حول طبيعة الزيارة، فالمتفائلون يرون فيها بأن هنالك تحولاً في السياسة الأميركية عهد ترمب تختلف عن سياسة سابقه الرئيس السابق أوباما... من الصعب إعطاء حكم نهائي عن سياسة ترمب خلال هذه الأشهر القليلة من رئاسته، خصوصاً في قضايا الشرق الأوسط، إلا أنه بيّن على لسان مستشاره للأمن القومي الأميركي هربرت مكماستر أن الرئيس سيعلن عند زيارته للسعودية دعمه حق تقرير المصير للفلسطينيين.
صحافيو ومحررو وسائل الإعلام الخليجية متفائلون من الزيارة لأن الرئيس حدّد في حملته الانتخابية بأنه سيتخذ مواقف متشددة من الإرهاب، وأنه سيضع حداً للتمدد الإيراني في المنطقة.
الرئيس الأميركي في سياسته يريد تحقيق المصالح الأميركية في المنطقة، لذلك تم الكشف عن جدول أعمال القمة المقبلة، ومن أهم بنودها السعي لعقد صفقات أسلحة ضخمة، ومن أهم النقاط في جدول القمة تعزيز التعاون في مواجهة إرهاب «داعش» والتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة... كما يسعى الرئيس الأميركي لتسويق السلام بين دول الخليج وإسرائيل والذي سيسبق السلام العربي - الإسرائيلي.
السؤال: موقف الولايات المتحدة واضح ومعلن، الأمر الذي لا نعرفه حتى الآن هل تملك دول الخليج العربية رؤية موحدة تجاه الولايات المتحدة؟ أم أن كل دولة لديها رؤيتها ومصالحها، فبالنسبة للولايات المتحدة الأمر المعروف أن دول الخليج تملك رؤية مشتركة في الدفاع عن بلدانها من الناحية الأمنية، وهذا شيء طبيعي ومطلوب... لكن هل لدينا خطة مشتركة لمحاربة الإرهاب و«داعش» تحديداً بعيداً عن المنظور الأمني؟ بمعنى هل دول الخليج لها منظور ثقافي مشترك يحدد جذور الإرهاب الفكرية، ومن يمول الإرهابيين وكيفية التعامل مع من يروج ويمول الإرهابيين؟ خصوصا أن هنالك أحزاباً إسلامية مثل الإخوان المسلمين محظور عملها في معظم دول الخليج... لكن لديهم نفوذ وقوة في أكثر من بلد خليجي مثل الكويت وقطر... دول الخليج تأمل أن يتخذ الرئيس الأميركي موقفاً قوياً ضد إيران، خصوصا أنه أعلن عدة مرات أنه سيلغي الاتفاق الذي عقده أوباما مع إيران بخصوص برنامجها النووي، والذي نتج عنه إلغاء كثير من العقوبات الاقتصادية. المراقبون يرون أن الرئيس ترمب قد يلجأ إلى إجراء تعديلات طفيفة في الاتفاق دون إلغائه، ويرى آخرون أن على ترمب الضغط على إيران بما يرغم الحكومة الإيرانية على إلغاء الاتفاق بنفسها، وذلك بمطالبته إيران الالتزام حرفياً بالاتفاق، وهذا يتطلب تفتيشاً دولياً للمنشآت الإيرانية، وهذا سترفضه إيران حتماً، خصوصا أن النخبة الإيرانية تخوض انتخابات الرئاسة الإيرانية، فليس من مصلحة أي مرشح التنازل عن الاتفاقية.
الولايات المتحدة كانت مترددة في إنهاء الحرب في سوريا أو العراق، وسياسة الرئيس ترمب أفضل من سابقه الرئيس أوباما، واقعياً وعملياً الولايات المتحدة تحرص على الحفاظ على مصالحها بالمنطقة سواء أكانت اقتصادية أو سياسية أو عسكرية، فالقواعد الأميركية موجودة بالمنطقة ولن تجرؤ أي دولة في المنطقة أو العالم على التعرض لدول المنطقة... المطلوب اليوم من دول المنطقة إصلاح أوضاعها السياسية والاقتصادية... حتى لا تتعرض بلداننا لأزمات اقتصادية بعد أفول نجم الدول الريعية النفطية، وكثرة المطالب الشعبية للتغير الأفضل.