عصرنا مؤلم لأنه سريع الوتيرة، إنه أشبه بقافلة تشد رحالها وتمشي بعتادها دون النظر إلى الخلف، أنت وأنا ضمن هذه القافلة إذا ما غفلت أعيننا نرى نفسنا وحيدين قابعين على قارعة الطريق الطويلة لا نستطيع العودة إلى الوراء، ولا يمكننا أن نمشي بصفوف أفراد القافلة الذين يهزون الأرض تحت أقدامهم وكأنهم يبعثون برسائل يعلِمون العالم بقدومهم وهيمنتهم عليه. هكذا أرى وضعنا اليوم في خضم التطور السريع الذي يصعب في بعض الأحيان ركوب موجته، فلا يجوز أن تغفل عينك ولو للحظة؛ لأن الوضع يختلف فتشعر وكأنك في عزلة عن الحاضر لتتقوقع في مفردات قديمة تصبح في زمننا أشبه بالطلاسم، لا يدركها إلا من أتقنها ولا يستعملها إلا من يفه