جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.

ملكة ومليون عاطل عن العمل

انتخب لبنان ملكته لتمثله في مسابقة ملكة جمال الكون في السابع عشر من ديسمبر (كانون الأول) في بانكوك في تايلاند، وكانت الفائزة بتاج الجمال في لبنان مايا رعيدي البالغة من العمر 22 عاماً وهي من أب لبناني من منطقة تنورين ومن أم روسية. فازت رعيدي باللقب عن جدارة في ما يخص تقاسيم الجمال الخارق التي أنعم الله عليها به، والشبه الكبير بينها وبين الملكة السابقة جورجينا رزق التي فازت باللقب عام 1971 زاد من شهرتها التي «ولعت» منصات التواصل الاجتماعي. لم يختلف اثنان على جمال رعيدي إنما اختلف الملايين في ما بينهم على وسائل التواصل الاجتماعي، لتتحول مسابقة جمال بريئة تبعد اللبنانيين عن همومهم اليومية وتنسيهم

عندما ننطق الحمص بالـ«هاء»

عندما تعيش في أوروبا لا بد أن تتعلم لغة البلاد التي تسكن فيها، ولا بد أن تندمج في المجتمع وتصبح جزءاً منه، ولا بد من مشاهدة البرامج المحلية والأخبار السياسية الداخلية وتذكر اسم رئيس الوزراء على الأقل، ولا بد ولا بد. ولكن وبالمقابل يجب أن تحافظ على لغتك الأم ويجب أن تكون سفيراً لهويتك ولبلدك الأصلي، ويجب التقرب من ثقافتك من شتى النواحي، بما فيها الأكل لأن الطعام هو من ضمن الثقافة التي يتبادلها الشعوب ويكتشفها السياح وتحافظ عليها الجاليات في بيوتها وتربي عليها الأجيال الجديدة. فكرتي اليوم وليدة حادثة أجدها تتكرر كثيراً في المطاعم العربية في لندن، والأمر يشكل إزعاجاً غير طبيعي يجعلني أسأل بمجرد د

تغريدات منتصف الليل!

شدتني مقابلة أُجريت أخيراً مع الأكاديمية ماري بيرد مقدمة برنامج «حضارات على عتبتك» الذي يعرضه تلفزيون الـ«بي بي سي»، ومهمته تعريف المشاهد بأماكن تاريخية في بريطانيا، تحكي قصصاً وحكايات عن الرومان ومومياء الفراعنة، وغيرها من المواضيع المهمة للبعض، والمملة بالنسبة لغير الآبهين بالتاريخ والثقافة. وأكثر ما شدني في تلك المقابلة رد بيرد على «أصحاب القلوب السوداء الإلكترونيين» الذين أتحفوها بتعليقاتهم المسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتحديد على موقع «تويتر»، وأعجبتني بردها البسيط بأنها لا تأبه لـ«الكتائب الإلكترونية»، لا بل وقدمت بعض النصائح لهم، كالتغريد في أوقات معينة، لأنها ترى أن التغريدات

السفر على الطريقة العربية

«السفر هو الشيء الوحيد الذي تُنفِقُ عليه لكنَّك تزداد غنى» مقولة قرأتها ولكني لم أتمكن من معرفة صاحبها، وإلى أن أكتشف العبقري الذي أطلقها فلا يسعني إلا أن أبدأ حكايتي المتواضعة منها. في أطول رحلة قمت بها من حيث الأميال، ومن حيث الجغرافيا، ومن حيث القارة، اكتشفت أشياء لم أكن أعرفها ومشاهد لم يألفها نظري، لأني زرت تشيلي الواقعة على حافة العالم وفي آخره فعلياً. ففي صباح صيفي ساخن من صباحات دبي انطلقت الرحلة الأولى لطيران الإمارات إلى تشيلي، ويا له من شعور عندما أقفلت الأبواب ودوى صوت محركات «البوينغ» على الإسفلت الساخن، مدركة من قبل أن الرحلة تستغرق 20 ساعة، دون ذكر الساعات الـ6 من لندن إلى دبي.

بانوهات وبنات

في لبنان طريق سريعة يجب تغيير اسمها إلى طريق بطيئة نسبة لزحمة السير الخانقة فيها، وبما أن كل شيء في لبناننا الأخضر يختفي، فحتى الجسور تختفي.

شكراً...

كلمة واحدة تختصر الكثير من العبارات، تريح نفس ناطقها وتطرب أذن سامعها... «شكراً». وما أجملها من كلمة، وبخاصة إذا ما كانت نابعة من القلب.

عصر «عدم اللمس»

التكنولوجيا في أيامنا هذه تتفوق على نفسها وسرعتها تفوق سرعة المرحومة طائرة الـ«كونكورد» فوق الصوتية، وركوب موجة التكنولوجيا صعب للغاية، بغض النظر عن المهنة والمكانة الاجتماعية وحتى السن. والتطور التقني بوتيرته فائقة السرعة أتى بطريقه على الكثير من طرق التعامل والمعاملات التقليدية التي أصبحت اليوم شيئاً من الماضي، وأبرز مثال على ذلك سيطرة التكنولوجيا على العملات النقدية، حيث حلت مكانها طريقة الدفع على طريقة الـ«Contactless» أو «عدم اللمس»، ولم تعد هناك حاجة حتى لوضع بطاقة الائتمان داخل الماكينة الخاصة للدفع، ويكفي تمريرها بسرعة لكي تتم عملية تحويل المبلغ. ففي مقاهي القهوة بلندن مثل «ستاربكس» لم

تعبت من السفر؟ سافر من جديد

عذراً منك أخي الكاتب صمويل جونسون، سأستعير منك عبارة شهيرة وأحوّرها على ذوقي، بما أن زمن سرقة الأفكار مباحة، وشحة الإبداع متوفرة.. وبكثرة. فالكاتب يقول: «إذا تعبت من لندن تكون قد تعبت من الحياة»، وأنا أقول: «إذا تعبت من السفر فشخصيتك بخطر»، هذا ليس رأيي الشخصي فقط، إنما هو رأي الباحثين والاختصاصيين النفسيين الذين توصلوا في نهاية دراسة أجروها على مجموعتين من الطلاب في جامعة ألمانية، إلى أن السفر يغذي الشخصية. فتمت مقارنة المجموعتين، الأولى، لم تسافر خلال فصلين دراسيين خارج البلاد، في حين قضت المجموعة الأخرى الفصلين بالكامل في اكتشاف أصقاع جديدة من العالم.

الإفتاء في الحب

كان في قديم الزمان كاهن يدعى فالنتاين، يخدم رعية إحدى كنائس روما في القرن الثالث. عندما ارتأى الإمبراطور كلاوديوس الثاني أن الرجال غير المتزوجين يؤدون مهام العسكرية أفضل من هؤلاء المتزوجين، ومن هم لديهم عائلات وأطفال، منع زواج الرجال اليانعين في السن. فأخذ فالنتاين المسألة على عاتقه وقرر مساعدة العشاق على الزواج، وتسهيل أمورهم بالسر، إلى أن جاء اليوم الذي اكتشف فيه الإمبراطور فعلته، فأمر بقتله، ليصبح بعدها فالنتاين قديس الحب والأحباب. هذه هي باختصار قصة القديس فالنتاين الذي تحول رمزا للحب الذي يحتفل به سنويا في الرابع عشر من فبراير (شباط) تخليدا لذكراه.

العواطف على مفترق الواقعية

نفتخر نحن العرب بعواطفنا الجياشة وروابطنا العائلية وأخلاقياتنا ومجتمعاتنا المحافظة وو...