محمد النغيمش
كاتب كويتي

هكذا يكتب «الكفيف» مقالي!

كتبت هذا المقال باستخدام تقنية التلقين الصوتي عبر هاتفي لأول مرة.. وذلك لكي أعيش تجربة تكيف كفيف البصر مع تحديات الكتابة وغيرها. قد يعاني الزملاء في التدقيق اللغوي مع نص المقال، لكنني آثرت أن أجرب كيف يعاني أحبتنا الكفيفون. لفتني لهذه التجربة موقف لأحد المغردين في «تويتر»، يزعم أنه كفيف البصر، إذ قال له أحدهم: «يا كذاب، تريد أن تصبح مشهوراً على حسابنا»؟ ويبدو أن الكويتي عبد الله السنافي الذي تلقى هذه التهمة قد نجح بالفعل في لفت أنظار الناس، لكونه يقرأ الأخبار والتعليقات، ويناكف المغردين، فهو يتمتع بحس دعابة ملحوظ مع الناس، كغيره من الكفيفين.

حكومة الظل!

ستقدم «حكومة الظل» في بريطانيا مقترحاً لافتاً ربما يثير حفيظة الشركات. ينص المقترح على منح الشركات التي يعمل فيها نحو 250 موظفاً «خيارات تملّك أسهم» (stock options)، وذلك باستقطاع الشركات نسبة 1 في المائة من حقوق ملكيتها سنوياً، بغية الوصول إلى أن نسبة تملك الموظفين لا تزيد عن 10 في المائة من أصول الشركات التي يعملون فيها.

إيماءات «سوبرمان» الخادعة!

يبدو أن الرجل الخارق «سوبرمان» قد خدعنا في أفلامه، ليس بسبب أساطير صولاته وجولاته؛ بل لأنه أضلنا بوقفته «المسيطرة أو المهيمنة» التي يربع بها ذراعيه على صدره، ويباعد بها بين ساقيه. هذه الوقفة «السوبرمانية» كثيراً ما تثير استغرابي؛ خصوصاً إذا صاحبتها نبرة صوت واثقة، وكأن صاحبها لا يفقه شيئاً مما يقول، أو يمعن في الكذب من دون ذرة حياء تحترم عقل المتلقي. تأملت هذه الحالة وغيرها من إيماءات كثيراً؛ لأن بعضها مرتبط بتوريطنا في شراء سلعة أو خدمة لا نحتاجها، أو دفعنا دفعاً نحو الإمضاء على عقد ملزم، سرعان ما نكتشف لاحقاً أنه كانت تقف وراءه «تمثيلية لغة جسد» لتعكس ثقة زائفة بالنفس. والأخطر حينما يخدعنا ا

القياديون وتهمة «الانشغال بالصغائر»

ما المشكلة إذا أخطأ الرئيس الأميركي في رسم علم بلاده ذي الخمسين نجمة أو يزيد؟ لماذا ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بين متندر وشامت لأن دونالد ترمب أخفق في رسم العلم الأميركي خلال زيارة عابرة لمستشفى أطفال في ولاية أوهايو عندما بادر في مشاركة الأطفال فقرة للرسم والتلوين. فذلك الخط الأزرق الذي أضافه ترمب بدلاً من الخطين الأبيض والأحمر، هي رمزية جديدة تذكرنا بمفهوم راسخ في القيادة وعالم الإدارة عموماً، وهو أن مهمة القيادي تكمن في عدم الانشغال بالصغائر على حساب الصورة الكلية (الأولويات) التي تتطلب عيناً تتابع المشهد واتخاذ ما يلزم من قرارات عن طريق آخرين مناط بهم الاهتمام بالتفاصيل. هذا هو القائد.

متى تلوم نفسك؟

بعيداً عن المثاليات، حاولتُ تتبع إجابة سؤال «متى تلوم نفسك؟» وذلك في دراسات رصينة ذات صلة، فوجدت أن «الاعتراف بالخطأ فضيلة»؛ ليس في أدبياتنا؛ بل في الأدلة العلمية. ذلك أن العلماء حينما جاؤوا بمجموعة من التقارير السنوية لأداء الشركات لتفحص كلمات المسؤولين فيها، وجدوا أنه حينما تعزو المنظمات إخفاقاتها إلى أسباب داخلية، فإن ذلك سينعكس إيجاباً؛ ليس فقط على نظرة عامة الناس إليها؛ بل على أرباحها بصورة ملحوظة. فهم يرون أن تعليق اللوم على أسباب داخلية في وسعهم التحكم بها، يظهر المؤسسة بصورة أكثر مقدرة على التحكم بمواردها وبمستقبلها.

متى تتدفق مشاعر السعادة؟

كنت دائماً أردد أن هناك أعمالاً تولد سعادة فورية يجب ألا يخلو منها جدولنا اليومي، حتى قرأت دراسة في غاية الأهمية للباحث الشهير ميهالي كسيسنتميهالي، قدمت لنا دليلاً علمياً على أن تلك السعادة الغامرة التي تنتابنا في أثناء قيامنا بعمل قد يكون بسيطاً، هي في الواقع ترتكز على أمور محورية، وذلك بعد أن سأل وحلل إجابات نحو ألف شخص. باختصار، تبين أن تلك المشاعر الجميلة التي تغمرنا أثناء عمل نستمتع به أو ما يسميه «لحظة التدفق» (flow) تعود إلى أن سعادتهم ترتكز إلى خمسة أسباب، وهي أن تدفق السعادة يحدث حينما ينغمس الفرد في عمل «محدد»، من «اختياره»، ويكون عملاً يتطلب «تحدياً» أو جهداً كبيراً، أو عملاً سهلاً

المرأة وولع التفاصيل

جمعني حديث مع محقق عربي في النيابة العامة عن مدى استفادتهم من الفروقات البيولوجية بين الجنسين خصوصاً التي تتفوق فيها المرأة على الرجل، مثل ملاحظة التفاصيل. فقال، حينما يتعلق التحقيق بشرح تفاصيل المكان وأوصاف المتهمين، فإننا نهتم كثيراً بما تقوله المرأة. فهي تلاحظ دقائق أوصاف المجرم، وملامح وجهه، ولباسه، وشعره، بشكل يفوق ما يتذكر الرجال في حالات كثيرة. ويبدو أن ولع المرأة بالتفاصيل ليس مرتبطاً بحالة خوف تعيشها، فهي كذلك حتى في أتراحها وأفراحها.

لا تترك «الألمعي» وحيداً!

حينما نعتقد أننا الأفضل أو «الألمع»، لا نعير من حولنا آذاناً صاغية. ويقف وراء قصص تخبط كثيرة هذا السلوك البشري، الذي قد يكون بالفعل صحيحاً، في بعض الأحيان، غير أن هناك عوامل خفية قد نغفلها. إحدى تلك القصص ما ذكر النبي موسى - عليه السلام - حينما سئل: من أعلم أهل الأرض؟ فقال: أنا. وذلك ربما لاعتبارات النبوة وأنه كليم الله؛ لكن الله - تعالى - عاتبه، وأوحى إليه بأن الخضر أعلم منه. وتكملة القصة في سورة الكهف، عندما انطلق النبي موسى في «رحلة الدهشة» مع الخضر، ففوجئ من صنيعه الذي بدا غريباً لأول وهلة، كخرق السفينة الآمنة، وهدم جدار اليتيمين، وغيرهما، ثم اكتشف أنه إنما يفعل ذلك لعلم راسخ عنده.

البقرة المدللة والإنسان المنبوذ!

قرأت تقريراً لافتاً عن تلك البقرة الهندية التي أُهدِيت إلى مُزارع برازيلي في الستينات، والتي سرعان ما تحولت سلالتها الشهيرة «جير» إلى هجين فأصبحت الآن المسؤولة عن نحو 80 في المائة من إنتاج الحليب في البرازيل. والطريف أن تلك السلالة، التي تشتهر بها «غوجرات» الهندية، قد بدأت في التناقص في الهند، فصارت البلاد تحرص على استيراد نطفة الأبقار من أقاصي الأرض، جمهورية البرازيل. قصة البقرة «كريشنا»، التي نشرتها «بي بي سي»، ذكّرتني بأنه إذا كان يمكن للدواب المستوردة أن تُحدث ثورة في بلدٍ ما، فكيف بنا إنْ نجحنا في استقطاب أمهر عقول البشر، ليطوروا بلداننا وشبابنا العربي لا أن يحتكروا مناصبهم إلى الأبد.

هذه مواطن ضعفي!

حينما يقول أحدنا لزملاء عمله أو أصدقائه، هذه نقطة ضعفي أو أود أن أصحح إحدى المعلومات التي ذكرتها أمس، فهو بطريقة غير مباشرة يقنعنا بأن كل ما ذكره آنفاً كان صحيحاً ما عدا تلك المعلومة. هذه ليست تمثيلية وإنما تصرف كشفت دراسات عدة قوته في كسب ثقة الناس، وإن كان البعض يمارسه بصور بعيدة عن الأمانة. ومن أشهر الإعلانات في عالم التسويق الذي طبق ذلك المفهوم ما يروى عن سيارة الزعيم النازي هتلر «الفولكس»، حيث ذكرت شركتها في إحدى إعلاناتها الشهيرة بأن عيبها يكمن في قبح شكلها.

عاجل مسؤول إيراني: حياة الرئيس رئيسي ووزير الخارجية في خطر عقب حادث المروحية (رويترز)