محمد بن حسين الدوسري

استحضار النص «الجهادي» للفكر المتطرف

يبدو أن الفكر الإنساني في ناحيتنا لم يتطور بعدُ، ولما يبلغ الحلم لدى تلك الجماعات المتطرفة التي اختطفت النص الديني التشريعي واختزلته باستجلابها لذلك النص، دون وعي بحقيقته وتأويله فأنزلته على واقعها، وكان تكييفها لواقعها وتصويرها له يشوبه القصور والخلل، وذلك لنقص الأدوات العلمية والخبرات الواقعية لمعرفة حقيقة التكييف والتصور للوقائع، ومن ثَم طرق ومسارات استحضار النصوص الدينية كي يتم تنزيلها على ذلك الواقع، ففي طريقة الجماعات «الجهادية» المتسمة بالتطرف، وكذلك الأحزاب الدينية ذات الفكر السياسي المتطرف، خلل في كيفية الوصول لتأويل النص، وكذلك في التعامل معه وخطورة هذا التعامل حتى في كيفية زمان قراء

الأسطورة بين فهم حقيقة «داعش» ومصطلح «الجهاد»

يكاد يكون التطرق لهذه اللفظة (داعش) منفرًا، وذلك للسيل المتواصل الذي يقذف بتلك التقارير والكتابات لجميع المستويات التي تخط بقلم أو تحبس أنفاس صورة ثابتة أو متحركة، وكلُ كتابةٍ أو تقريرٍ قد يلامس شيئًا من حقيقة تلك اللفظة، بيد أن بعض تلك الملامسة تجعل تلك اللفظة موغلةً في الغموض واتساع الهوة بين واقع تلك اللفظة ومفهومها وما تحمله من حقائق ومعان، وبين تلك الملامسة وبعض من تلك الملامسات توغل في بيان معانٍ محيطة بتلك اللفظة تجعل من أصل تلك الكتابة حافزًا وداعمًا لما لم ترم إليه تلك الكتابة، لأن من تصدى الآن لتصنيف كتاب مختصر أو مطول لم يكن له موقع، ولا عليه معول، وإنما ينبغي الاهتمام بتنقيح المواض

الأفكار القطبية ودورها في خلق حياة الشباب الانعزالية

«ولكن الأمة الإسلامية تمر اليوم بظروف خاصة، ربما لم تمر بها من قبل، فقد هبطت معرفتها بالإسلام إلى أدنى حد وصلت إليه في تاريخها كله، وأما ممارستها للإسلام فهي أدنى من ذلك بكثير!» محمد قطب – كيف ندعو الناس - ص 5 - دار الشروق ط3 1424هـ. بمثل هذه المقدمة يبتدئ المفكر المزعوم محمد قطب كتبه ذات التأثير التدميري للنشء المتدين، وإن هذه الحقيقة لم أكتبها جُزافًا أو اعتباطًا بل هي من خلال خبرة نحو ثلاثة عقود من الزمن قد مررنا خلالها بمنعرجات وانكسارات خطرة وكانت جلها فكرية تأسيسية سواءً أكانت معارك مع النفس أم معارك مع الغير لتقرير فكرة تجسدت من خلال الارتواء الفكري ببدايات الكتب الفكرية التي جسدها محمد

تمزيق الإنسان نفسه إلى أشلاء

«فلما سمع الذباحون بأمره أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه، وذلك من الفتون يا ابن جبير»، (تفسير «ابن كثير» - 5/285 و«البداية والنهاية» 1/307)، وهو جزء من حديث الفتون، وهو حديث طويل جدا رواه النسائي وغيره، وقد صححه ابن كثير ووافقه الحافظ المزي، وهو حديث حري بأن يُقرأ ويفهم. لم أعد أفهم ما يجري في تلك النفس البشرية التي أقدمت على تقطيع جسدها وتمزيقه إلى أشلاء وكتل من اللحم تتناثر على تلك الأرض التي خُلقت ليبقى عليها ذلك الإنسان لعمارتها. أهو بحق طلبها للشهادة (مصطلح له مدلوله ومفهومه الشرعي بحسب كل مذهب قديما، وبحسب كل رؤية وفهم للجهاد لدى كل مجموعة معاصرة)؟ أهو بسبب إخفاقها في حياتها اليوم