نوح فيلدمان
أستاذ القانون بجامعة هارفارد وكاتب بموقع «بلومبيرغ»

لماذا تدريس الإنجليزية للإرهابيين ليس عملاً من أعمال الحرب؟

أعلن حلفاء الولايات المتحدة في سوريا عن اعتقالهم مواطناً أميركياً بعث بسيرته الذاتية إلى تنظيم داعش الإرهابي عارضاً خدماته عليهم، ثم انطلق منضماً إلى صفوفهم للعمل كمعلم للغة الإنجليزية. ولقد أُثيرت مشكلة كيفية التعامل مع الرعايا الأميركيين العاملين في صفوف التنظيم الإرهابي من قبل.

هل يزعزع إغلاق الحكومة الأميركية استقرار العالم؟

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي، يوم الجمعة الماضي، إنه على استعداد لمواصلة الإغلاق الحكومي الجزئي لشهور مقبلة، أو ربما لسنوات، إن لم يحصل على المال اللازم لبناء الجدار على امتداد الحدود المكسيكية مع بلاده. من السهل ملاحظة رؤية تلك التوقعات تتحقق على أرض الواقع؛ فكلا الجانبين قد صور القضية بحيث يبدو أي انتصار يحققه أحد الجانبين في تمويل الجدار بمثابة هزيمة للطرف الآخر، والأعقد من ذلك أن أياً من الطرفين لديه حافز للوصول إلى حل وسط. ولو افترضنا أن الرئيس ترمب على حق، فإن أطول فترة إغلاق حكومي في التاريخ لم تتعدَ 21 يوماَ، بدءاً من نهاية ديسمبر (ك

تعديل الجينات البشرية والقلق الأخلاقي

من السابق لأوانه الوقوف على حقيقة مزاعم أحد الباحثين الصينيين بنجاحه في تعديل الجينوم البشري لتوأم صيني حديثتَي الولادة. ولكن إن أثبت حقيقة نجاحه في ذلك، وإن تبين أن الفتاتين تتمتعان بصحة جيدة وطبيعية، فإن ذلك يبشّر بتغيير جذري وكبير في الأوضاع العلمية والأخلاقية في ما يتعلق بتعديل الجينات البشرية. ويستقر إجماع الآراء في الأوساط العلمية في الآونة الراهنة على أن تعديل الجينات البشرية من الأمور المحفوفة بالكثير من المخاطر على الصعيد الطبي، وأمر يجب تجنبه تماماً على الصعيد الأخلاقي.

أسانج وسرية المحاكمة

جاء الخطأ في معالجة الكلمات الذي كشف عن غير قصد الأحكام السرية ضد مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج، مثيراً للغط ولكثير من الأمور، ليس أقلها وجود أخطاء أخرى تعود إلى ما قبل هذا التاريخ. يثير هذا الخطأ سؤالاً جوهرياً بشأن سن السياسات: بماذا تفسر المحاكمات السرية في دولة حرة منفتحة؟ أو هل هناك آليات قيمة تكفل سيادة القانون؟ لقد جاء الكشف عن قضية أسانج بالمصادفة عن طريق قاضٍ فيدرالي كان بصدد رفع دعوى ضد شخص يدعى سيتا سليمان كوكاي، لكن حدث بالخطأ مرتين أن دوّن الاسم على أنه «أسانج» بدلاً من «كوكاي»، والأخير رفعت السرية عن قضيته مؤخراً.

حرية الأديان لا تعني حرية التمييز

طالبت وكالة لرعاية الأطفال في ولاية ساوث كارولينا من إدارة الرئيس دونالد ترمب الحكم بأحقيتها الدستورية في التمييز ضد الآباء غير البروتستانت والوالدين ذوي التوجهات المثلية (من الذكور والإناث) بموجب ضمانات الحريات الدينية المنصوص عليها في التعديل الدستوري الأميركي الأول. سوف يشعر بعض المسيحيين الإنجيليين بالانزعاج الشديد إن فشلت الوكالة المذكورة في الحصول على الإعفاء من قواعد مكافحة التمييز على أساس ديني، حتى يتسنى لها الحصول على التمويل الفيدرالي.

حتى الصحافة الحرة بإمكانها التكتم على بعض الأخبار!

هل يحق لمجلة «ناشيونال إنكوايرار» شراء موضوعات عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لكي لا تنشرها؟ لو أن هذا صحيح، ما هو الخطأ إذاً في شراء تقرير كارين ماكدوغال، وهي الفعلة التي أقر مايكل كوهين محامي ترمب السابق بالذنب فيها؟ لقد باتت هذه الأسئلة ملحة بعد أن اتضح أن مجلة «إنكوايرار» كانت تشتري موضوعات عن الرئيس الأميركي لتخفيها على مدار عقود. فقد أراد كوهين، شراء الأرشيف الكامل ليعطيه لترمب لكي يضمن بقاء محتواه في طي الكتمان. لنبدأ الحديث هنا بحق شراء الموضوعات بغرض عدم نشرها. في الولايات المتحدة، فإن حق الصحافة في نشر ما يروق لها من موضوعات يتضمن أيضاً الحق في الامتناع عن نشر ما لا يروق لها.

فكرة الموضوعية والصحافة

ما هي القيمة الحقيقية في الصحافة المجانية؟ إنها الاستماع لرأي الصحافة - كما هي الحال في العديد من المقالات الافتتاحية التي نُشرت بالتنسيق خلال الأسبوع الماضي تعقيباً على خطاب الرئيس الأميركي المناهض للصحافة، فإن الإجابة عن السؤال المطروح تعد من قبيل التغطية الواقعية والموضوعية للأحداث الراهنة. غير أن هذا ليس ما كان يفكر فيه صائغو دستور البلاد الأوائل، أو ما كان يفكر فيه القاضي أوليفر ويندل هولمز عندما وضع مجموعة قوانين الصحافة الحرة خلال الحرب العالمية الأولى.

كيم يراهن على قبول ترمب نصف الصفقة

كما هي العادة دائماً في كل أفعال الرئيس دونالد ترمب، لم نر في الرقص مع كوريا الشمالية إلا ما يخالف القوانين غير المكتوبة. فما كان أي من رؤساء الولايات المتحدة السابقين ليسمح لديكتاتور بأن يتلاعب به. لكن ترمب لا يبالي. لكن إلى أي مدى سيذهب ترمب في اهتمامه بالقوانين، خصوصاً إذا ما كانت جائزة نوبل في المتناول؟ هل سيكون ترمب مستعداً لتوقيع اتفاقية سلام ليضع حداً للحرب الكورية الشمالية، ويجمد برنامج أسلحتها؟

حول استخدام الذكاء الصناعي في عمل الشرطة

جاء خبر استعانة قسم شرطة مدينة «نيو أورلينز» الأميركية بإحدى شركات التكنولوجيا بـ«وادي السيليكون» للتنبؤ بالجرائم قبل حدوثها، ليثير مشكلات شبيهة بتلك التي تنشأ نتيجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في غيرها من المجالات، مثل مجال سلوك المستهلكين، والطب، والتوظيف.

سوريا... أفغانستان جديدة

لقد تحولت سوريا رسمياً إلى ساحة حرب يتقاتل فيها الجميع ضد الجميع. جاء الدليل في الخبر الأخير الذي قال إن الطائرات الأميركية قتلت ما بين أربعة إلى 200 «مرتزق» روسي الأسبوع الماضي. وقبل ذيوع الخبر بأسبوع واحد، أسقطت إسرائيل طائرة «درون» إيرانية، جاءت من سوريا ثم هاجمت أهدافاً إسرائيلية؛ لكنها خسرت طائرة «إف 16» في الطريق، وقبل ذلك بأيام شنت تركيا حرباً واسعة على الأكراد السوريين المدعومين من الولايات المتحدة، وربما كانوا هم أنفسهم من طالبوا بتوجيه ضربات جوية ضد الروس. وهنا نعود لعبارة توماس هوبز التي قال فيها إن «الجميع يتقاتلون ضد الجميع».