بعد نحو أربعة عشر شهرا من التحاور والجدل والاجتماعات من غدامس الليبية إلى جنيف السويسرية الأوروبية الى الصخيرات المغربية، تم التوصل الى توافق برعاية دولية على تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتوافق لا يعنى الاجماع، لأنه يستحيل أن تجمع كل القوى والتيارات السياسية والعسكرية على وثيقة واحدة خاصة، بعد أن فشلت لجنة الستين المنتخبة في انجاز مسودة الدستور، حيث أن أمضت قرابة العامين، وخيار الوفاق الذي يمكن تحقيقه هو وفاق أغلبية القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة، والقادرة على تقديم خطاب معقول يعبر عن ضرورات المرحلة ويتجاوب معه أكثرية الشعب.