ميشال أبو نجم

الدبلوماسية الروسية ومصير الأسد

تجتهد الدبلوماسية الروسية للعب دور «الوسيط» الساعي إلى حل سياسي تقبله جميع الأطراف للحرب في سوريا التي أوقعت وفق الأمم المتحدة ما يقارب الـ240 ألف قتيل وشردت 13 مليون إنسان ودمرت البنية التحتية وفتحت البلاد أمام المنظمات الإرهابية وتمددت إلى العراق، وهي تهدد لبنان والأردن وتركيا وبلدان الخليج. خلال الأسابيع الأخيرة، راحت الدبلوماسية الروسية تتحرك في كل الاتجاهات: الوزير لافروف كان في الدوحة لاجتماع ثلاثي مع نظيريه الأميركي والسعودي بينما نائبه بوغدانوف زار طهران والتقى، إلى جانب المسؤولين الإيرانيين، وزير الخارجية السوري.

إيران.. من «دولة مارقة» إلى «دولة متمدنة»؟

لم يعد السؤال المطروح اليوم ما إذا كانت إيران ومجموعة الدول الست ستتوصل الى اتفاق نهائي بعد أيام معدودة بشأن ملف طهران النووي الذي يتم التفاوض المكثف بشأنه منذ عشرين شهرا. والسبب في ذلك أن الجواب محسوم لأن المعلومات الواردة من فيينا تؤكد كلها أن الطرفين يحرزان تقدما ملموسا الى درجة أن المفاوض الروسي سيرجي ريابكوف قدر أن الاتفاق أنجز بنسبة 91 بالمائة.

واشنطن والشكوى من بطء تدريب المعارضين السوريين

في الأيام الأخيرة أعرب مسؤولون أميركيون عن خيبتهم من تأخر برنامج تدريب أفراد المعارضة السورية وفق برنامجهم المعلن والذي يأملون بموجبه تدريب خمسة آلاف مقاتل في العام لمدة ثلاث سنوات. ورصدت الإدارة الأميركية مبلغ 500 مليون دولار لهذا الغرض وأوجدت قاعدتين أصبحتا اليوم جاهزتين في تركيا والأردن وأرسلت المدربين والأسلحة والتجهيزات. وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء العمل بهذا البرنامج، ما زالت أعداد المؤهلين لاتباع التدريبات ضئيلة للغاية؛ إذ أن هؤلاء يتراوحون ما بين 100 و200 فرد بحسب الكولونيل ستيف وارن، الذي شكا من صعوبة الانتقاء والتأكد من ميول وإيديولوجيات المتطوعين.

خلفيات استهداف التحالف مواقع «داعش» في حربه مع «النصرة» وأخواتها

تثير الضربات الجوية التي قامت بها قوات التحالف الدولي ضد مواقع لتنظيم "داعش" ليل السبت ــ الأحد شمال سوريا قريبا من معبر أعزاز الحدودي مع تركيا حيث تدور معارك بين قوات "داعش" وأخرى تابعة لـ"جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام"، أكثر من سؤال حول توقيت التدخل ومعناه وأبعاده، وعما إذا كان يشكل تحولا في الموقف الأميركي وبداية تدخل مباشر في الحرب الدائرة بين "داعش" وقوى المعارضة المسلحة وعلى رأسها "النصرة".

أوروبا الخائفة من الهجرة وأنصاف الحلول

بإجماع قل نظيره، أقر وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي بعد ظهر الاثنين «خطة عمل» لكسر تدفق المهاجرين من شواطئ ليبيا إلى الشواطئ الأوروبية، وخصوصا إلى إيطاليا (صقلية) وبدرجة أقل إلى اليونان ومالطا وقبرص...

من جنيف إلى جنيف

عندما عرض المبعوث الدولي سيتيفان دي ميستورا الأسبوع الماضي "خطته" لجولة موسعة من "المشاورات" حول الحرب في سوريا تحاشى الإشارة الى "جنيف 3"، ربما من اجل عدم التذكير بالفشل الذي أصاب جنيف 2 الذي جرى تحت إشراف من سبقه في منصبه {الأخضر الإبراهيمي} أو من عمل لصدور "بيان جنيف 1 " {كوفي عنان} وكلاهما سبقاه الى الاستقالة بعد وصولهما الى طريق مسدود. ودي ميستورا أعطى نفسه "من أربعة الى ستة أسابيع" ليرى ما إذا كانت الأطراف الداخلية، الإقليمية أو الدولية المعنية بالأزمة مستعدة للوصول الى "ردم الهوة" بخصوص الحرب والوصول الى قراءة متقاربة "في الجوهر".

حذارِ من استهلاك أسماك البحر المتوسط

لا نعرف حتى الآن ما الذي ستتفتق عنه قرائح القادة الأوروبيين الذين سيلتقون «قريبًا» للبحث في موضوع المهاجرين «غير الشرعيين» الذين يموتون بالمئات وهم يحاولون الوصول إلى «الإلدورادو» الأوروبية على متن مراكب عفنة بعد أن يكونوا قد دفعوا كل ما يملكونه لمهربين فاقدي الإنسانية والضمير ويتاجرون بمصائر البشر. من أصغر دبلوماسي وحتى أعلى مسؤول، الجميع يعرفون الأسباب التي جعلت هذه الظاهرة تأخذ هذا الحجم غير المسبوق. وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال فإن المسؤولين الإيطاليين، الذين تتحمل بلادهم العبء الأكبر إنْ في عمليات الإنقاذ أو الاستيعاب، يتوقعون أن يصل إلى شواطئهم ربما نحو نصف مليون مهاجر.

ستيفان دي ميستورا ما زال حيا يرزق

حسنا فعل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عندما طلب علنا من الوسيط الدولي ومبعوثه الى سوريا ستيفان دي ميستورا، التركيز على إعادة إطلاق عملية سياسية لوضع حد للحرب التي أوقعت ما لا يقل عن 220 ألف قتيل، وقسمت سوريا لمناطق نفوذ بين النظام والقوى التي تقاتله من "داعش" الى "النصرة" الى الجيش السوري الحر والفصائل المقاتلة الأخرى.

هل ستبقى إيران «دولة مارقة» بعد اتفاق لوزان؟

منذ أن خرج الدخان الأبيض من فندق بوريفاج مؤذنا بالتوصل الى اتفاق ــ إطار حول برنامج إيران النووي بعد مفاوضات شاقة دامت 18 شهرا، سال الكثير من الحبر تمحيصا وتأييدا وانتقادا. وذهب بعضهم الى حد تشبيهه بـ"اتفاقات ميونيخ"؛ التي أبرمت في 29 سبتمبر (ايلول) عام 1938 بين الزعيم النازي أدولف هتلر والإيطالي بنيتو موسوليني من جهة ورئيس الوزراء البريطاني نفيل تشمبرلين ونظيره الفرنسي أدوار دالاديه. وبموجب هذه الاتفاقات تخلت فرنسا وبريطانيا عن جمهورية تشيكوسلوفاكيا وقبلت بأن يضم هتلر الى "الرايخ الكبير" منطقة السوديت التشيكوسلوفاكية التي كانت تسكنها أقليات ألمانية، بعد أن كانت ألمانيا قد "بلعت" النمسا.

هل يلهث أوباما وراء اتفاق مع إيران؟

ليس سرا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يريد بقوة اتفاقا مع إيران حول برنامجها النووي. لذا لا يفتأ يرسل الإشارة تلو الأخرى الى المسؤولين في طهران لإفهامهم أن غايته هي التوصل الى اتفاق "عادل" يتخلى الإيرانيون بموجبه عن طموحاتهم النووية العسكرية وعن حلم تصنيع القنبلة النووية، الذي إن نجحوا في تحويله الى واقع، فإنهم يغيرون معادلات الشرق الأوسط الجيوسياسية والعسكرية وينضمون الى النادي النووي الذي (يزنّرهم) من الشرق مع باكستان والهند ومن الشمال مع روسيا ومن الغرب مع إسرائيل. أما جنوبهم فهو الخليج الذي تبحر فيه حاملات الطائرات الأميركية والسفن الحربية الغربية.