راجح الخوري
كاتب لبناني

فيينا قطبة قطبة كسجادة عجمية؟!

عندما استؤنفت المفاوضات النووية في فيينا، عاد الوفد الإيراني حاملاً ثلاثة عوامل هدفها الاستمرار في المراوغة وكسب المزيد من الوقت، بعدما كانت طهران قد كسبت خمسة أشهر ونصف الشهر، بعد توقف المفاوضات التي بدأت في أبريل (نيسان)، ويونيو (حزيران)، واستهلكت ست جلسات من دون أي نتيجة، سوى تصاعد معادلة التحدي التي تتبعها إيران، أي تسريع عمليات تخصيب اليورانيوم ورفعه إلى درجة 60 في المائة، مقابل إبطاء وتيرة التفاوض في فيينا، عن طريق المراوغة وطرح الشروط والمطالب التي يعرف النظام الإيراني جيداً أنها لن تمر، خصوصاً في ظل مواقف حتى روسيا والصين، التي بدت أقرب إلى موقف دول الغرب في معارضتها لطموحات طهران النو

«الحكومة ماشية» لكن لبنان مخطوف!

كان على الرئيس نجيب ميقاتي أن يضمن قدرته على دعوة حكومته إلى عقد جلسة على الأقل، قبل أن يقول للصحافيين مباشرة بعد الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن هذا يشكل خطوة مهمة لعودة العلاقات التاريخية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، «وأريد أن أؤكد التزام حكومتي بالوفاء بالتزاماتها الإصلاحية»! ربما كان عليه أن يتذكر، أنه بينما كان ذلك الاتصال جارياً، بعد الأزمة الخانقة التي ضربت علاقات لبنان بالسعودية ودول الخليج، كان «حزب الله» يواصل حملاته واتهاماته ضد السعودية والدول الخليجية، سواء عبر تلفزيون «المنار» أو عبر إعلام الانقلابيي

دويلة الأوهام والحزب الدولة!

آخر إبداعات نجيب ميقاتي رئيس «حكومة الإنقاذ» اللبنانية الكسيحة، أنه صعد إلى بعبدا والتقى الرئيس ميشال عون بعد عودته من قطر، ثم خرج هاشاً باشاً بحمد الله ليقول للصحافيين بالحرف «الحكومة ماشية، لكن مجلس الوزراء مش ماشي»! طبعاً هذا كلام بلا أي معنى، ما دام هو وعون يعجزان عن دعوة مجلس الوزراء للاجتماع لأن الثنائية الشيعية تعطّله بحجة انعدام الميثاقية، على خلفية المطالبة بقبع المحقق العدلي في جريمة المرفأ طارق البيطار، الذي يعني استطراداً قبعاً للسلطة القضائية. هكذا صارت الدولة اللبنانية في «العهد القوي» المتحالف مع «حزب الله»، مجرد سلطة وهمية يديرها مسؤولون ضربهم الوهم، إلى درجة جعلت من لبنان أشبه

أيُّ ردٍّ على نسف إيران مفاوضات فيينا؟

تُستأنف يوم غد الاثنين المحادثات النووية في فيينا بعد توقف استمر منذ يونيو (حزيران) الماضي، وسط شكوك متزايدة بأنها ستواجه الفشل ولا يمكنها أن تصل إلى نتيجة، في ظل التطورات الأخيرة، التي شهدت تصعيداً إيرانياً في كل الاتجاهات، ومن الواضح أنها تأتي في سياق سياسة النظام الإيراني رفع التحدي في وجه الإدارة الأميركية وحلفائها الأوروبيين والتي تتمثّل بما يأتي: أولاً- المضي بعيداً في عمليات التخصيب النووي ورفع منسوب يعض ما أنتجته من اليورانيوم إلى حدود 60%، ما قيل إنه سيضعها على عتبة إنتاج سلاح نووي، وكذلك المضي بعيداً في تصعيد تدخلاتها الإقليمية المخرِّبة والمزعزِعة للاستقرار في المنطقة من اليمن إلى غ

عن لبنان المختنق بالعزّة والسيادة!

عندما جال سفير لبنان لدى السعودية فوزي كبارة وزميله السفير لدى البحرين ميلاد نمور والقائم بالأعمال في الكويت هادي هاشم، على الرؤساء اللبنانيين بداية هذا الأسبوع، لعرض تطورات الأزمة الخانقة بين لبنان ودول الخليج العربي الشقيقة، لم يكن في أذهانهم أنهم سيحصدون مزيداً من الصدمة والخيبة، وأن دولتهم اللبنانية تقف عاجزة تماماً أمام هذه الأزمة الخطيرة، ولا تملك قراراً أو تصوراً للحل أو لمعالجة هذا المأزق الخانق، الذي نتج من هيمنة «حزب الله» على قرارات الدولة وسياستها، وحوّل لبنان قاعدة للتدخلات الإيرانية في المنطقة، وإلى درجة أن يكرر النظام الإيراني مراراً، أنه بات يسيطر على بيروت من ضمن أربع عواصم عر

لبنان المعطَّل وتفكّك الهلال الإيراني!

يوم الثلاثاء الماضي تناقلت الأخبار قرار وزارة الداخلية الكويتية وقف إصدار كل أنواع التأشيرات لأبناء الجالية اللبنانية، بعدما طفح كيلها بسبب تاريخ طويل من العمليات التخريبية نفّذها «حزب الله» منذ عام 1983 داخل الكويت، التي كانت قد قطعت علاقاتها هي والدول الخليجية الشقيقة مع لبنان، في سياق الأزمة القاتلة وغير المسبوقة، التي تضع المسؤولين اللبنانيين وحتى الشعب اللبناني أمام خيارات مصيرية وحاسمة: فإما أن يكون لبنان بلداً عربياً حريصاً على ما ينص دستوره حرفياً، وإما أن يكون تحت الهيمنة الإيرانية، بعدما عجز حتى عن الالتزام بنظرية «النأي بالنفس» التي ابتدعها بما يمنع الانزلاق إلى حرب أهلية جديدة، تل

المشكلة: هل يستعيد لبنان رأسه؟

خلاصة كل هذه الأزمة الخانقة وغير المسبوقة في تاريخ لبنان، الكلمات المخلصة والواقعية والمعبرة جداً، التي قالها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: «إن الأزمة ليست بين المملكة ودول الخليج العربي وبين لبنان، إنما هي أزمة داخل لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران». عملياً ليس خافياً على أحد أن هذه الأزمة التي تتغول بين المكونات اللبنانية، هي نتيجة عملية للأزمة المتصاعدة عبر التداعي المتصاعد للدولة اللبنانية، الساكتة والقاصرة والمتعامية عن سعي «حزب الله» لسلخها عن هويتها، والعمل على إلحاقها بما يسمى «محور الممانعة»، الذي توظّفه إيران لفرض محاولات هيمنتها الإقليمية معلنة صراحة ومراراً، أنها باتت تسي

التحقيق والانتخابات تحت ركام المرفأ!

يشكل الحطام الكارثي لإهراءات القمح في مرفأ بيروت، بعد ذلك الانفجار الذي هدم نصف العاصمة ودمّر ما تبقى من روح لبنان، صورة موازية تماماً لحطام الدولة اللبنانية التي تتداعى مؤسساتها وسلطاتها، والتي ربما لن يكون في وسعها أو لن يُسمح لها بالتوصل إلى نهاية واضحة للتحقيق في تلك الجريمة المروعة التي عدّها العالم جريمة العصر. منذ الرابع من أغسطس (آب) من العام الماضي إلى اليوم صار واضحاً أن هناك إصراراً عند «حزب الله» على فرض معادلات متلاحقة ومتصاعدة، هدفها النهائي دفن التحقيق في انفجار المرفأ، وهكذا قامت محكمة التمييز في الثاني من يوليو (تموز) الماضي بكفّ يد المحقق العدلي الأول فادي صوان، الذي كُلّف ال

حطام الدولة يوازي حطام المرفأ!

تبدو الدولة اللبنانية أشبه بحطام سياسي متهالك، يوازي في انهياره وتداعيه ذلك الحطام الأسطوري المأساوي الذي ينتصب دماراً مخيفاً، في إهراءات مرفأ بيروت، الذي تعرض قبل 12 شهراً لأكبر انفجار بعد نوويات هيروشيما وناغازاكي.

الشوكة الأفغانية والعقدة الإيرانية!

يخلص تقرير دبلوماسي أوروبي إلى أن محاولات إيران كسب المزيد من الوقت قبل العودة إلى مفاوضات فيينا المتوقفة منذ يونيو (حزيران) الماضي، تتم انطلاقاً من خلفيتين متلازمتين؛ أولاً المراوغة وكسب الوقت للمضي في تصعيد عمليات التخصيب النووي، يرافقها تأجيج التدخلات في دول المنطقة على ما هو واضح تحديداً في اليمن ولبنان، وثانياً المضي في المراهنة على التراجعات الأميركية، سواء في أفغانستان أو حتى في المنطقة، على قاعدة الافتراض أنه من يهون عليه عقد التسويات مع «طالبان» سيهون عليه عقد المصالحات مع إيران. في 20 أغسطس (آب) الماضي، قالت عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني زهرة الهيان، إن مفاوضات إحياء الا