مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

عِمّة ولا كل العمائم

كانت الأخطاء المطبعية منتشرة في السابق، ولكن بعد تطور الوسائل الحديثة أصبحت نادرة في هذه الأيام، وكنوع من التحدي فقد رصدت «التايمز» البريطانية مكافأة مقدارها ألف جنيه، لكل قارئ يعثر على خطأ مطبعي واحد، وبعد انقضاء سنتين وسبعة أشهر، لم يحصل عليها أي قارئ.
ومما يروى أن الشاعر الإنجليزي كيبلينغ قرأ خبر وفاته في إحدى الصحف، فكتب إلى رئيس التحرير:
لقد نشرت جريدتكم اليوم خبر وفاتي، ولما كانت الجريدة من المطبوعات الجادة، فلا شك أن خبر موتي صحيح، لهذا آمل منكم شطب اسمي من قائمة المشتركين، فجريدتكم لن تفيدني ما دمت قد انتقلت إلى العالم الآخر - انتهى.
وفي عام 1907 نشرت إحدى الصحف، وصول سلطان الأطرش إلى إحدى الحفلات في مصر - وهو زعيم درزي سوري له مواقف مشرفة ضد الاستعمار.
ونشرت الصحيفة الخبر بخط عريض قائلة: وصل الزعيم الكبير سلطان باشا الأطرش، راكباً (جراده) - فقد حلت الراء محل الواو في كلمة (جواده).
وغضب الزعيم وكاد يقطع زيارته لولا اعتذاراتهم الشديدة له بأن الخطأ مطبعي.
ويروي المرحوم الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السعودي الأسبق، أنه في عام 1991، ذكر في مقابلة له مع «المجلة العربية» أنه أنشأ دار (القبلة) للنشر.
فتفاجأ باتصال الصحافي اللبناني بديع سربية الذي يصدر عدة مجلات فنية، يعرض عليه أنه سوف يهديه كتاباً له، يتضمن عدد قبلات إحدى المطربات في أفلامها السينمائية، واضطر الدكتور يماني أن يصحح له الكلمة، من أن حرف القاف في الكلمة هو (بالكسر) وليس (بالضم) - انتهى.
وسبق لجريدة «الأهرام» أن نشرت مقالاً تبجل فيه الشيخ الخضري وكان المفروض أن يكون العنوان: «الأهرام تثني على همّة الشيخ الخضري الكبيرة»، غير أنه حدث خطأ مطبعي فبدلاً من حرف (هـ) وضع حرف (ع)، وأصبحت الكلمة (عِمّة)، وكانت عِمّة الشيخ بالفعل كبيرة، مما أثار غضبه معتقداً أنهم تعمدوا (التريقة) عليها - انتهى.
ومهما كان، فعِمة الشيخ لا يمكن أن تضاهي عمّة رجل دين هندي اسمه ماوني في ولاية البنجاب، حيث يحتاج إلى نحو 6 ساعات متواصلة حتى ينتهي من لفها على طريقته الخاصة.
وهو يريد أن يدخل بعمامته العجيبة تلك إلى كتاب «غينيس» للأرقام القياسية، ويبلغ وزنها ما لا يقل عن 55 كيلوغراماً.
وحيرني عندما قال: إن المرات التي لا أرتديها أشعر أنني مجرد من ثيابي، لهذا لا أخرج على الناس إلاّ وهي على رأسي - انتهى.
ولا أدري كيف يستحملها رأسه؟! ولا شك لو أنها وضعت على رأسي لانبطحت على الأرض خلال دقيقة واحدة.