ارتفاع ضغط الدم عند الشباب
تشير الدراسات الحديثة إلى أن فئة الشباب من الناس يبدو أن لديهم وعيا ضعيفا عن المستوى المطلوب حول صحة أجسامهم ولا يتوجهون بسرعة إلى معالجة ما يتعرضون له من أمراض هذا العصر مثل «ارتفاع ضغط الدم»، وعلاجه مبكرا وبالتالي يتعرضون لخطر مضاعفاته أكثر من الأشخاص الأكبر سنا.
وللتأكد من هذه الظاهرة الخطيرة التي يمر بها الشباب، أجريت دراسة على المجتمع الأميركي، قام بها كل من الدكتور زانغ واي Zhang Y والدكتور موران أ Moran A... وضع فيها الباحثان فرضية محددة وهي أن وبائية ارتفاع ضغط الدم واتجاهاتها الزمنية قد تختلف في البالغين الأصغر سنا مقارنة مع كبار السن في المجتمع.
فحص الباحثان كلا من: نسبة الانتشار والاتجاهات الزمنية لارتفاع ضغط الدم، الوعي، العلاج، السيطرة والتحكم في المرض بين البالغين في الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاما مقارنة مع الفئات العمرية الأخرى الأكبر سنا خلال الفترة الزمنية للسنوات من 1999 إلى 2014.
على الرغم من أن بعض عوامل الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتدهور مستواه مثل الوعي والعلاج والسيطرة على المرض قد تحسنت عند معظم الشباب الأصغر سنا خلال الفترة الأخيرة من الزمن، وكذلك معدلات ما قبل ارتفاع ضغط الدم قد انخفضت، إلا أن الوعي وإدارة علاج المرض، عموما، ما زالت أقل بكثير بين البالغين الأصغر سنا مقارنة مع أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 40 سنة وما فوق.
كما وُجد في نتائج هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة ارتفاع ضغط الدم (Hypertension 2017)، أن ما يقرب من نصف عدد الشباب (6.7 مليون) الذين كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم في الفترة 2013 - 2014 قد تلقوا العلاج، وأن 40 في المائة منهم فقط الذين استطاعوا تحقيق السيطرة على ضغط الدم.
ومن الجدير بالذكر أن الشباب البالغين من «الرجال» لديهم نقص عال في نسبة الوعي لارتفاع ضغط الدم وعلاجه والسيطرة عليه مقارنة مع الفئة العمرية نفسها من «النساء». وقد أوضحت الزيارات المتكررة للرعاية الصحية من قبل النساء الشابات البالغات الكثير من الاختلافات المتعلقة بالجنس بالنسبة للجوانب الثالثة (الوعي - العلاج - السيطرة)، وأشار الباحثان إلى أن الرجال من الشباب البالغين قد يحتاجون إلى الفحص خارج نطاق العيادة الطبية، كأن يتم ذلك في المدارس أو أماكن العمل مثلا.
التطبيقات الصحية الذكية
وكبار السن
على الرغم من توافر التطبيقات الإلكترونية التي تستهدف شريحة محددة من المجتمع وهم الأشخاص المصابون بالخرف dementia بشكل كبير، فإن وجود تطبيقات ليس لديها سياسة المحافظة على خصوصية هؤلاء المرضى أو تطبيقات أخرى تفتقر إلى الوضوح في أهدافها ومعلوماتها قد يعني أن بيانات المستخدمين معرضة للاختراق.
إن ضعف الإدراك لدى هؤلاء الأشخاص الذين هم في مرحلة المعاناة من الخرف يجعلهم في خطر متزايد من انتهاكات خصوصيتهم عن طريق هذه التطبيقات.
هذه الاحتمالات الخطيرة كانت وراء قيام مجموعة من الباحثين لإجراء دراسة نشرت في المجلة الأميركية للطب النفسي في مرحلة الشيخوخة (American Journal of Geriatric Psychiatry، Volume 25. Issue 8. Pages 873 - 877). قام الباحثون فيها، وفقا للموقع الطبي يونيفاديس الذي نشر نتائج الدراسة يوم 24 أغسطس (آب) الماضي 2017 بتجميع التطبيقات كافة، تقريبا، التي صممت لأجهزة الآيفون، واستخدموا في البحث والحصول على تلك التطبيقات كلمات وعبارات محددة مثل: «الطبية + الخرف» أو «الصحة واللياقة البدنية + الخرف» واستطاعوا من خلال تلك التطبيقات جمع محتوى المعلومات التي كان مصدرها إنشاء «بروفايل» (أي صورة عامة شخصية) المستخدم. ثم تم تقييم سياسات الخصوصية المتاحة في كل تطبيق من التطبيقات، استنادا إلى المعايير التي تقيس بشكل منهجي كيفية التعامل مع بيانات المستخدم الفردية.
ومن بين 72 تطبيقا توفرت فيها المعايير المطلوبة وقيمت من الباحثين، لم يكن متاحا سوى 33 تطبيقا فقط (46 في المائة) ملتزما بسياسة خصوصية المستخدم، ومع ذلك فقد لوحظ وجود نقص كبير في المعلومات بتلك التطبيقات. وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك حالات واضحة يمكن فيها تبادل بيانات المستخدم مع أطراف خارجية.
أوصت هذه الدراسة التي قادتها الدكتورة فاهيا إبست في وزملاؤها (Vahia، Ipsit V. et al.) إلى أن هناك حاجة ملحة لتعزيز الضمانات وتحسين التواصل حول حماية الخصوصية، في مثل هذه التطبيقات التي تختص بفئات معينة من المجتمع، والتي بدورها تساعد على تسهيل ثقة المستخدم في استخدام تلك التطبيقات. وأضافوا أن ذلك سيتيح للأشخاص المصابين بالخرف والمهتمين برعايتهم أن يستخدموا التطبيقات بنطاق أوسع وأن تكون المعلومات ذات مغزى.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة