> من يعتقد أن السينما كما نعرفها اليوم ستبقى للأبد ونشاطها سيتطور ولن ينقضي، يستند إلى رأي يقول إن السينما مرّت بأزمات كثيرة وبمراحل متعددة، لكنها لم تتوقف بعد، تجاوزت العثرات والمحن واستطاعت أن تستمر حيث ما زالت الترفيه الأول حول العالم.
> للتأكيد، يستعرض أصحاب هذا الرأي سلسلة التغييرات التي عاصرتها، وخصوصاً المخاوف التي انتشرت في الخمسينات عندما وقف التلفزيون على قدميه لأول مرة فتوقع الكثير أن يسحب بساط الإنتاجات والعروض السينمائية من الشاشات الكبيرة. ثم حدث الأمر نفسه عندما توفرت وسائل عروض أخرى: تنتظر انتهاء عرض الفيلم الهوليوودي الكبير من صالات السينما ثم تستأجره أو تشتريه وتشاهده في البيت.
> طبعاً في الحالتين المذكورتين لم تسقط السينما أرضاً أو تتعثر؛ لأن البديل لم يكن قوياً وشاملاً بما فيه الكفاية. لكن ذلك لا يعني أنها لم تصب بأذى، بل يعني أن الأذى كان يمكن تجاوزه وتطويعه ليصبح مردوداً إضافياً.
> لكن الواقع الحالي مختلف ومؤثر. أولاً: لا يتوقف استنباط بدائل عدة لأجل تطويق العروض السينمائية في الصالات. «أمازون» و«نتفلكس» لا تشتريان وتعرضان الأفلام المنتجة حديثاً فقط، بل تموّلان أفلامهما وبرامجهما الخاصة ضمن مفهوم تجاوز صالات السينما والعرض مباشرة في المنازل.
> من ناحية أخرى، فإن رد فعل الصالات دفاعاً عن مصالحها كان بتأكيد تميّـزها. تبنّت سريعاً نـظام الأبعاد الثلاثة الذي كان فشل في تحقيق غايته عندما انطلق ذات مرّة في الخمسينات، وبات لدينا اليوم نـظام الأبعاد الأربعة وهو نظام مزود بمناظير تجعلك تنتقل إلى الفيلم المعروض عوض أن يأتي هو إليك. كما اعتمد الكثير منها خدمات توفير الطعام في القاعة. كل هذا رغبة منها في مواجهة عزوف محتمل.
> لا أقول إن السينما ستنتهي كـ«بزنس» (رغم أن الإقبال الشعبي خف في أميركا هذا العام، وقسم من الأرقام الهائلة المسجلة يعود إلى ارتفاع سعر التذكرة وليس لارتفاع عدد المشاهدين)، بل أقول إن التغيير أصاب كل الأفلام بما في ذلك ما يعرض في مهرجانات السينما؛ لأن الثورة الثقافية في الستينات التي أنجبت كل القمم، لم تعد بدورها موجودة.
7:57 دقيقة
شكل السينما
https://aawsat.com/home/article/1030301/%D8%B4%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7
شكل السينما
شكل السينما
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة