لافتة هي أسماء بعض المطاعم والمقاهي في لبنان التي استعارت أسماء قديمة لتجديد شبابها وجذب الزبائن من عناوينها. فإذا مررت في شوارع بيروت اليوم ستطالعك سلسلة من أسماء المطاعم والمقاهي التي تقفز أمام عينيك من النظرة الأولى فترسم على شفاهك ابتسامة لخروجها عن المألوف من ناحية، كما تحثك لدخولها كي تكتشف طابعها عن قرب من ناحية ثانية.
وتطول لوائح أسماء هذه المطاعم لتندرج فيها عناوين مسلسلات تلفزيونية قديمة حققت نجاحات واسعة في السبعينات مثلا ك«الدنيي هيك» و«أبو ملحم» و«شوشو»، وأخرى اتخذت من أسماء جداتنا «لوريس» و«قرنفل» و«أم نزيه» إشارة لتميزها بوجبات تتمتع بمذاق أطباق ما زالت تخطر على بالنا إذ كانت تحضّرها لنا الـ«تيتا» عندما تزورنا.
ومن بين هذه التسميات تلك التي تأخذك في نزهة إلى القرية اللبنانية لمجرّد قراءتها كـ«بيت سلوى» و«بيت الورد» و«بيت جدي»، فيما اختار بعض أصحاب هذه المقاهي والمطاعم ما يرتبط بأهوائهم وأحلامهم كـ«مسمكتي» للممثلة رولا شامية و«شقة نجيب» للملحن طارق أبو جودة.
فهذا الأخير أطلق هذا الاسم على مطعم افتتحه مؤخرا في بيروت على شكل شقة حقيقية تتألف من غرف جلوس وأخرى للنوم وصالونات مفتوحة على بعضها تقدّم على طاولاتها وجبات لذيذة من المازة اللبنانية وأطباق أخرى تقليدية. «لطالما حلمت بافتتاح مطعم يحمل هذا الاسم» يقول أبو جودة المعروف بحبّه لتناول الطعام على أنواعه. ويضيف: «كانوا ينادونني نجيب عندما ولدت واحتار أهلي في تسميتي طارق أو نجيب وفي النهاية حملت اسمي المعروف به اليوم. وعندما قررت افتتاح مطعم في شارع السراسقة في بيروت فضّلت أن أسميه (شقة نجيب) استذكارا للحيرة التي أصابت والدي في يوم مولدي». يوضح طارق أبو جودة الذي يقدّم في مطعمه إلى جانب أطباق لبنانية لذيذة ألعاب وتسالي (ماكينات فليبر وبايبي فوت) ويسوده ديكورات حديثة يطغى عليها البرتقالي والأصفر في تفاصيلها. كما تتضمن سهراته عزفا على العود والرقّ مرفقة بأغاني عالبال. أما جديد هذا المطعم فهو تخصيص زاوية بعنوان «نجيب ديتوكس» للأشخاص الذين يتابعون نظاما غذائيا يرتكز على إخراج السموم من أجسادهم من خلال تناول السوائل الطبيعية والعصائر. أما رلى شامية فتؤكد من ناحيتها بأنها شغوفة بتناول السمك على أنواعه ولا سيما من نوع «البزري» (سردين) ولذلك أطلقت على مطعمها هذا الاسم «مسمكتي» لأنه حسب ما تقول لا يوجد فيه إلا السمك الطازج كونها تحرص على عرضه مستلقيا على لوحات الثلج كما يجري في المسامك (محلات بيع السمك) عادة.
أما مطعم «أم شريف» في بيروت والذي يشهد إقبالا لدى اللبنانيين الذواقة فقد أطلقت عليه صاحبته (ميراي حايك) هذا الاسم تيمنا بأحد أبنائها (شريف) فلاقى نجاحا كبيرا لتنوع أطباقه من ناحية ولعملية التأني الملحوظة في تحضيرها كما في تقديمها. والمعروف أن «أم شريف» تحب تحضير الطعام والطبخ منذ صغرها ويبدو أن ابنتها تسير على خطاها كونها قررت الالتحاق بأحد مطاعم الدنمارك لتحصد خبرة واسعة في عالم الطهي.
ومن المقاهي التي أطلقت أسماء تمتّ مباشرة بأسماء أكل لبناني معروفة «عنب» و«قمر» و«زهر الليمون» و«جوز» و«توت» و«عنبر» فيما أخرى ارتأت إعطاء محلها الطابع اللبناني مباشرة ك«حكيني لبناني» و«بيروت».
ولم تقتصر هذه التسميات على مطاعم في بيروت إذ شقّت طريقها إلى العالم من خلال أصحابها من أصل لبناني كمطعم «إيليلي» لفيليب مسعود والواقع في مانهاتن و«منقوشة» في نيويورك و«صاج» و«تنورين» في بروكلين.
مطاعم بيروت تستعير أسماء قديمة عنواناً لجديدها
https://aawsat.com/home/article/1052141/%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B9%D9%85-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%B1-%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D9%87%D8%A7
مطاعم بيروت تستعير أسماء قديمة عنواناً لجديدها
عنبر وشقة نجيب والدنيي هيك
مطاعم بيروت تستعير أسماء قديمة عنواناً لجديدها
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة