كيف استجابت بلدان شمال أفريقيا لتوصيات صندوق النقد؟

مصر سبقت في التعويم... وتونس في تخفيض العملة

كيف استجابت بلدان شمال أفريقيا لتوصيات صندوق النقد؟
كيف استجابت بلدان شمال أفريقيا لتوصيات صندوق النقد؟
TT

كيف استجابت بلدان شمال أفريقيا لتوصيات صندوق النقد؟

كيف استجابت بلدان شمال أفريقيا لتوصيات صندوق النقد؟
كيف استجابت بلدان شمال أفريقيا لتوصيات صندوق النقد؟

قطعت كل من مصر وتونس والمغرب أشواطاً متفاوتة في مسار تطبيق الإصلاحات الاقتصادية التي يوصي بها صندوق النقد الدولي، وتنظر حكومة كل بلد لقرينتها بعين الدارس لتجارب المنطقة، في محاولة لتفادي الأخطاء. بينما تثير سياسات الصندوق جدلاً واسعاً بين شعوب منطقة شمال أفريقيا.
- المغرب تنظر إلى سياسة الصرف في مصر
قبل أيام من توقيع مصر اتفاقها باقتراض 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن البنك المركزي تخليه تماماً عن التدخل لحماية العملة المحلية، وهو ما قاد الجنيه المصري للانخفاض بشكل متسارع، ليفقد بنهاية 2016 أكثر من نصف قيمتها أمام الدولار. لكن صندوق النقد الدولي أثنى على تحرير العملة المصرية، وإن تم بشكل صادم، لما ساهم فيه من القضاء على تعاملات السوق الموازية التي كانت تستنزف بشكل تدريجي قيمة العملة المحلية، وتقلص من إتاحة السيولة الدولارية في أسواق التعاملات الرسمية.
كما تتسق سياسة سعر الصرف المرنة التي تتبعها مصر حاليا، حيث يتم تحديد سعر العملة بشكل حر تماما في المصارف المختلفة، مع معتقدات الصندوق بأن قوى العرض والطلب يجب أن تظل هي المعيار الأساسي لتحديد الأسعار.
وفي مقابل إشادة المدير الإقليمي بصندوق النقد، جهاد أزعور، بالسياسات النقدية المصرية فقد قال خلال اجتماعات الخريف في واشنطن إنه يترقب خطوة من قبل بنك المغرب المركزي.
وتبدو المغرب مترددة بشأن تحرير سعر الصرف؛ ففي فبراير (شباط) الماضي قال صندوق النقد الدولي، في تقرير عن البلاد، إنه يرى أن الوقت ملائم لتبني سياسة سعر صرف مرنة، لكن تلك الخطوة تأجلت كثيراً بالرغم من أن المغرب سبقت مصر في الحصول على قرض من الصندوق لدعم الإصلاح الاقتصادي بحوالي أربعة أشهر، بلغت قيمته 3.5 مليار دولار. ويأتي تأجيل تحرير سعر الصرف في المغرب مخالفا لتوقعات سابقة باتخاذ هذه الخطوة بحلول منتصف العام الجاري، وقد تسببت تلك التوقعات في إرباك سوق الصرف في البلاد، حيث اضطر البنك المركزي التدخل لحماية العملة خلال مايو (أيار) ويونيو (حزيران)، مما قلص من مستويات احتياطي النقد الأجنبي. وتتركز تفسيرات التأخر المغربي حول تأثير تغيير رئيس الوزراء على صناعة القرار، ولم يحدد رئيس الحكومة الجديد، سعد الدين العثماني، أجلاً محدداً لتطبيق خطوة التعويم.
وبدا الصندوق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وكأنه يطمئن صناع القرار في المغرب إلى أن التعويم في بلادهم لن يكرر التجربة المصرية بالضرورة، فخلال هذا الشهر كان الجنيه المصري قد تهاوى بقوة أمام الدولار، بينما قال الصندوق في تصريحات نقلتها «رويترز»، إن الدرهم لن ينخفض بمجرد سماح السلطات بتطبيق سياسة سعر صرف مرنة.
- التعويم على نار هادئة في تونس
تونس قد تنتظر أيضا خطوة تعويم مماثلة، حيث اعتبر الصندوق في تقرير عن البلاد خلال يوليو (تموز) الماضي أن «سعر الصرف الحقيقي لا يزال مقوما بأعلى من قيمته بناء على فجوة الحساب الجاري في 2016».
«لقد خفضت تونس بالفعل قيمة عملتها بقدر التخفيض نفسه الذي جرى في مصر، ولكن ما حدث في مصر بشكل صادم جرى في بلادنا بشكل تدريجي»، كما تقول جيهان شندول، الباحثة بالمرصد التونسي للاقتصاد لـ«الشرق الأوسط». وبناء على حسابات المرصد التونسي فقد انخفض الدينار التونسي بنحو 50 في المائة خلال الفترة من مارس (آذار) 2014 وحتى يونيو 2017.
وكانت تونس قد توصلت لاتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي في أبريل (نيسان) الماضي بقيمة 2.8 مليار دولار، لكن شندول تقول إن الكثير من الإجراءات التحررية في السياسات النقدية سبقت هذا القرض. «سعت السلطات لتعديل السياسات النقدية مؤخرا لكي تقنع صندوق النقد باستحقاقها لقرض جديد، والتي تمثلت في منح البنك المركزي استقلالية أكبر عن الدولة، بما يجعل العملة أكثر عرضة للتغير أمام قوى العرض والطلب بجانب تعديل القانون المنظم للقطاع المصرفي». لكن هذا التوجه التحرري في إدارة السياسة النقدية لم يمنع المركزي التونسي من التدخل في سوق الصرف خلال أبريل الماضي، بعد أن ارتفع سعر اليورو أمام الدينار بمعدلات تفوق المتوسطات المعتادة، كما تضيف شندول.
- التضخم مشكلة مصر الكبرى
وتسببت خطوة التعويم الكبرى في مصر في نوفمبر الماضي في رفع معدلات التضخم بقوة مع زيادة تكاليف الواردات، ويضع صندوق النقد في تقريره الأخير عن الآفاق الاقتصادية مصر في مقدمة البلاد العربية من حيث توقعات التضخم.
حيث تأتي مصر كثاني أعلى بلد عربي في توقعات التضخم لعام 2017 بنسبة 29.8 في المائة، وقد ساهم ارتفاع العملة التدريجي في ارتفاع التضخم أيضا في تونس، ولكن لا تزال البلاد تدور حول معدلات منخفضة نسبيا عن مصر، إذ يتوقع لها الصندوق في ذات العام تضخما بنسبة 4.5 في المائة.
بينما استطاعت المغرب أن تحافظ على معدلات متدنية للتضخم إذ يتوقع لها الصندوق خلال 2017 نسبة 1.1 في المائة.
وسعت مصر لكبح التضخم المرتفع من خلال زيادة كبيرة في أسعار الفائدة، بلغت سبعمائة نقطة أساس منذ نوفمبر الماضي، وهو ما ساعد البلاد على جلب تدفقات نقد أجنبية في سوق الدين السيادي، لكنه رفع من تكاليف الإقراض وأثر على النشاط الاقتصادي.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» الإخبارية في تقرير هذا الشهر تعليقاً من بنك أوف أميركا عن أن أسعار الفائدة في مصر مرتفعة لمستوى يعوق النمو الاقتصادي ويصعب على الحكومة الاقتراض، ويشير المسؤولون في مصر إلى خطوة مرتقبة في الأجل القصير لتخفيض أسعار الفائدة مع اتجاه التضخم للانخفاض.
ولا تقتصر أسباب التضخم في مصر وتونس على التعويم فقط، ولكنهما يشتركان أيضا في توجهاتهما لرفع أسعار الوقود الذي كان له انعكاس على الأسعار. ويضاف إلى أسباب التضخم في تونس أيضا المستويات المرتفعة لنمو الأجور، ويثير ملفا الأجور والدعم جدلا واسعا بين شعوب المنطقة، في ظل ضغوط صندوق النقد لتطبيق سياسات تكبح من الإنفاق عليهما لمعالجة العجز المالي.
- تباين حول إجراءات الأجور والدعم
تتباين معدلات الإنفاق على الأجور الحكومية بين البلدان الثلاثة، كنسبة من الناتج الإجمالي، فوفقاً لحسابات صندوق النقد الدولي بلغت تلك النسبة في مصر خلال العام المالي 2017 نحو 6.4 في المائة، بينما ترتفع في المغرب إلى 11.7 في المائة، وتصل إلى أعلى معدلاتها في تونس عند 14.1 في المائة.
وبينما سنت الدولة المصرية تشريعاً في 2015 لكبح معدلات نمو الأجور الحكومية بقوة، قانون الخدمة المدنية، فإن التنظيمات العمالية في تونس كانت تضغط في مسار الحفاظ على وتيرة نمو للأجور تواكب ارتفاع الأسعار.
ويرى صندوق النقد أن «الأجور العامة والمعاشات تمثلان تحديا ماليا جادا على الأجل المتوسط (في تونس)، مع ارتفاع نسبة المنفق عليها من الناتج الإجمالي من 10.7 في المائة في 2010 إلى 14.5 في المائة في 2016».
لكن تونس سعت بقوة لكبح معدلات نمو الوظائف لدى الدولة «وتيرة النمو في تعيين الوظائف الجديدة في الجهاز الحكومي كانت تتراوح بين نحو 20 و30 في المائة بين عامي 2011 و2013، لكن الدولة اتجهت لتخفيض أعداد العاملين بنسبة 2.4 في المائة في 2014 وتقريبا لم تزد الأعداد في 2015 إلى بنسبة 0.1 في المائة»؛ كما تقول الباحثة بالمرصد التونسي.
وعلى صعيد نفقات الدعم، تحظى مصر بنسبة الإنفاق الأكبر 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2017، وتشمل هذه النسبة أيضا المنفق على المنح والمزايا الاجتماعية.
بينما يتم إنفاق 6.7 في المائة من الناتج المحلي في تونس على سياسات الدعم و2.6 في المائة في المغرب.
وترتفع فاتورة الدعم في مصر رغم تبني البلاد لبرنامج للتخارج من دعم الوقود والكهرباء بشكل تدريجي، إلا أن الاعتماد القوي لمصر على الاستيراد لتلبية احتياجاتها الأساسية رفع من كلفة دعم الطاقة والغذاء بقوة بعد التعويم القوي للعملة في نوفمبر.
«صندوق النقد يضغط في مسار إلغاء صندوق الدعم (في تونس) واستبداله بنظام موجه للفقراء» كما تضيف الباحثة بالمرصد التونسي، وهو إجراء مشابه للسياسات المطبقة في مصر حالياً.
وترى شندول أن إلغاء صندوق الدعم سيترتب عليه ارتفاع تكلفة الغذاء على قطاعات من المجتمع التونسي، مضيفة أن دعم الطاقة أيضا مرشح للتحرير في حالة استجابة الحكومة لمطالب الصندوق بتطبيق سياسة الخصخصة في هذا القطاع البترولي.
سياسات الصندوق في مجملها وإن كانت تتسم بقلة الشعبية في بعض الأحيان لكنها تلقى دعما من الحكومات، لما تسهم فيه من تحسين المؤشرات المالية الكلية في مجالات مثل عجز الموازنة واحتياطات النقد الأجنبي.
إلا أن عمرو عادلي، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأميركية في القاهرة، يرى أن تركيز الصندوق بشكل أساسي على السياسات المالية والنقدية ليس كافيا، وأن الحكومات في حاجة لتطبيق إصلاحات أخرى.
«لا توجد جهود كافية في الوقت الحالي لعلاج مشكلات تنافسية بلدان شمال أفريقيا في الأسواق الدولية لتحسين أدائها بشكل أكبر في مجالي الصادرات وجذب الاستثمارات الأجنبية»، كما يقول عادلي لـ«الشرق الأوسط»، مضيفا: «من دون هذه الإصلاحات فإن الاستقرار المالي الذي أنتجه الصندوق قد يكون مهددا بعدم الاستدامة، وقد تحتاج البلاد لتدخل الصندوق من جديد في الأجل المتوسط».



الاتحاد الأفريقي يهنئ فاي على فوزه بانتخابات السنغال

صورة وزَّعتها الرئاسة السنغالية في 28 مارس 2024 تُظهر الرئيس السنغالي المنتهية ولايته ماكي سال (على اليمين) وهو يصافح الرئيس السنغالي المنتخب باسيرو ديوماي فاي في القصر الرئاسي بداكار (أ.ف.ب)
صورة وزَّعتها الرئاسة السنغالية في 28 مارس 2024 تُظهر الرئيس السنغالي المنتهية ولايته ماكي سال (على اليمين) وهو يصافح الرئيس السنغالي المنتخب باسيرو ديوماي فاي في القصر الرئاسي بداكار (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأفريقي يهنئ فاي على فوزه بانتخابات السنغال

صورة وزَّعتها الرئاسة السنغالية في 28 مارس 2024 تُظهر الرئيس السنغالي المنتهية ولايته ماكي سال (على اليمين) وهو يصافح الرئيس السنغالي المنتخب باسيرو ديوماي فاي في القصر الرئاسي بداكار (أ.ف.ب)
صورة وزَّعتها الرئاسة السنغالية في 28 مارس 2024 تُظهر الرئيس السنغالي المنتهية ولايته ماكي سال (على اليمين) وهو يصافح الرئيس السنغالي المنتخب باسيرو ديوماي فاي في القصر الرئاسي بداكار (أ.ف.ب)

هنأ الاتحاد الأفريقي «بحرارة» المعارض باسيرو ديوماي فاي على فوزه في الانتخابات الرئاسية في السنغال مرحّباً في بيان ﺑ«قبول الجميع بالنتائج»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

جاء في البيان أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد «يهنئ بحرارة الرئيس باسيرو ديوماي فاي لمناسبة الإعلان الرسمي لانتخابه من الدورة الأولى» بحصوله على أكثر من 54 في المائة من الأصوات الأحد، متمنّياً له «كامل النجاح في مهمته النبيلة والكبيرة».

وسيصبح فاي البالغ 44 عاماً، الذي لم يسبق أن تولى منصباً منتخَباً على الصعيد الوطني، الرئيس الخامس لهذا البلد الواقع في غرب أفريقيا، ويبلغ عدد سكانه 18 مليون نسمة. وهو أصغر رؤساء هذا البلد سناً.

وخرج فاي من السجن قبل 10 أيام من الانتخابات الأحد بالتزامن مع مرشده وزعيم الحزب الذي ينتمي إليه عثمان سونكو بعدما شملهما قانون العفو.

وأظهرت النتائج النهائية الموقتة التي يبقى على المجلس الدستوري المصادقة عليها، فوزاً كبيراً لباسيرو ديوماي فاي من الدورة الأولى بحصوله على 54.28 في المائة من الأصوات متقدماً بأشواط على مرشح السلطة أمادو با الذي حصل على نسبة 35.79 في المائة.

وكان أمادوا با أقر منذ الاثنين بفوز المعارض.

وفي البيان، رحّب الاتحاد الأفريقي «بقبول كل الطبقة السياسية السنغالية بالنتائج... ما يثبت تجذراً عميقاً في التقاليد الديمقراطية بهذا البلد المنارة في الديمقراطية الأفريقية».


45 قتيلاً على الأقل بسقوط حافلة من فوق جسر في جنوب أفريقيا

صورة لحافلة منقلبة جراء حادث (أرشيفية - متداولة)
صورة لحافلة منقلبة جراء حادث (أرشيفية - متداولة)
TT

45 قتيلاً على الأقل بسقوط حافلة من فوق جسر في جنوب أفريقيا

صورة لحافلة منقلبة جراء حادث (أرشيفية - متداولة)
صورة لحافلة منقلبة جراء حادث (أرشيفية - متداولة)

لقي 45 شخصاً حتفهم، اليوم (الخميس)، في جنوب أفريقيا بحادث سقوط حافلة من فوق جسر بارتفاع 50 متراً قبل أن تتحطم في قاع وادٍ، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلنت وزارة النقل في بيان أن «الحادث، الذي تعرضت له حافلة كانت على ما يبدو تقل ركاباً من بوتسوانا، الدولة الحبيسة داخل جنوب أفريقيا، إلى بلدة موريا (شمالاً)، أدى إلى سقوط 45 قتيلاً على الأقل وإصابة شخص بجروح خطيرة».

وقالت الوزارة إن السائق فقد السيطرة على الحافلة التي اصطدمت بحاجز جسر ثم سقطت على الأرض واشتعلت النيران فيها.
وقالت إدارة النقل في ليمبوبو في بيان منفصل إن عمليات الإنقاذ استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء الخميس وإن بعض الجثث احترقت لدرجة يصعب فيها التعرف عليها بينما حوصر آخرون داخل الحطام.


إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو

رئيس بوركينا فاسو النقيب إبراهيم تراوري (أ.ف.ب)
رئيس بوركينا فاسو النقيب إبراهيم تراوري (أ.ف.ب)
TT

إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو

رئيس بوركينا فاسو النقيب إبراهيم تراوري (أ.ف.ب)
رئيس بوركينا فاسو النقيب إبراهيم تراوري (أ.ف.ب)

قرر رئيس بوركينا فاسو النقيب إبراهيم تراوري، الخميس، تمديد حالة «التعبئة العامة» لمدة عام آخر من أجل مواصلة الحرب على الجماعات المسلحة الإرهابية التي تسيطر على مناطق من شمال وشرق البلاد.

كانت بوركينا فاسو قد أعلنت الدخول في وضعية «التعبئة العامة» للحرب في منتصف شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، وتستعد لتمديد هذه الوضعية عاماً آخر، وذلك بعد أن حقق الجيش بعض الانتصارات أمام الجماعات الإرهابية.

وتنتشر الجماعات الإرهابية في بوركينا فاسو وتشن فيها هجمات إرهابية شبه يومية منذ عام 2015، ما تسبب في أزمة سياسية واجتماعية أسفرت عن وقوع عدة انقلابات عسكرية، كان آخرها الانقلاب الذي وقع يوم 30 سبتمبر (أيلول) 2022 وقاده رئيس البلاد الحالي النقيب إبراهيم تراوري.

وفور وصوله إلى السلطة أعلن تراوري أن هدفه الوحيد هو تحقيق النصر على الإرهاب، وبدأ بالفعل في إعادة هيكلة الجيش وإصلاح المؤسسة العسكرية، قبل أن يعلن حالة «تعبئة عامة» يوم 19 أبريل (نيسان) 2023، أي بعد مرور 6 أشهر على وصوله إلى السلطة.

وتشبه حالة التعبئة العامة حالة طوارئ، وهي عبارة عن وثيقة موقَّعة من طرف النقيب إبراهيم تراوري، وتنص على استدعاء «الشباب الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر، والذين يتمتعون باللياقة البدنية» إلى «التجنيد وفقاً للاحتياجات التي تعبر عنها السلطات المختصة».

ونصّت الوثيقة ضمن بنودها البالغ عددها 14 بنداً، على دعوة المدنيين إلى المساهمة في الحرب على الإرهاب، وذلك من خلال «تنظيم أنفسهم، تحت إشراف قوات الدفاع والأمن، للدفاع عن مناطقهم ضد جميع أشكال التهديدات، خصوصاً الجماعات الإرهابية».

وفيما يتعلق بالحريات العامة، فقد أشارت الوثيقة إلى أن «الحقوق والحريات الفردية والجماعية التي تكفلها القوانين والأنظمة يجوز في بعض الحالات تقييدها»، وهي النقطة التي أثارت بعض الجدل، ولكن سرعان ما توقف بسبب الحالة الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

وقالت الحكومة الانتقالية في بوركينا فاسو، في وثيقة جديدة صادرة، الخميس، إنها قررت «نظراً إلى الوضع الأمني السائد على الأراضي الوطنية، مرسوماً بالتعبئة العامة» لمدة سنة، مشيرةً إلى أن قرار التمديد جاء بسبب «تعزيز الإنجازات ومواصلة الحرب ضد الإرهاب في بلادنا».

وحسب السلطات، فإن التمديد يسمح «بمواصلة تعبئة الموارد واستعادة الأمن وضمان حماية السكان وممتلكاتهم من التهديد والأعمال الإرهابية».

وخلال الأشهر الأخيرة أعلن جيش بوركينا فاسو أنه حقق مكاسب كبيرة في حربه على الجماعات الإرهابية، بفضل سلاح الجو والوحدات الخاصة المدربة خصيصاً على مكافحة الإرهاب، وكبّد الجماعات الإرهابية خسائر كبيرة تمثلت في تحييد مئات المقاتلين، كما أعلن الجيش أنه استعاد السيطرة على بعض المناطق.

ورغم ذلك لا تزال الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، تشن هجمات إرهابية شبه يومية على مواقع الجيش والقرى التي يقطنها المدنيون، وتتركز هذه الهجمات في المناطق المحاذية لدولتَي مالي والنيجر.


مقتل العشرات جراء هجوم لجماعة «الشباب» في الصومال

أحد أفراد قوة الشرطة البحرية يقف للحراسة على ساحل بوساسو في منطقة بونتلاند شبه المستقلة بالصومال (رويترز)
أحد أفراد قوة الشرطة البحرية يقف للحراسة على ساحل بوساسو في منطقة بونتلاند شبه المستقلة بالصومال (رويترز)
TT

مقتل العشرات جراء هجوم لجماعة «الشباب» في الصومال

أحد أفراد قوة الشرطة البحرية يقف للحراسة على ساحل بوساسو في منطقة بونتلاند شبه المستقلة بالصومال (رويترز)
أحد أفراد قوة الشرطة البحرية يقف للحراسة على ساحل بوساسو في منطقة بونتلاند شبه المستقلة بالصومال (رويترز)

ذكرت تقارير أن حركة «الشباب» المسلحة شنَّت هجومين بوسط الصومال أسفرا عن مقتل 53 جندياً على الأقل.

وفجَّرت الحركة مركبات محملة بالمتفجرات أمام ثكنة عسكرية، وأعقب التفجير قتال عنيف. ورغم ذلك قال متحدث باسم الحكومة الصومالية إن عشرات المسلحين لقوا حتفهم أثناء الهجوم. وأشار إلى مقتل 5 جنود فقط.

أفراد من قوة الشرطة البحرية في الصومال يجلسون على متن قارب سريع أثناء قيامهم بدوريات في مياه خليج عدن (رويترز)

وشنَّت حركة «الشباب» هجوماً آخر ببلدة هاراديري، التي تم تحريرها من قبضة الجماعة مؤخراً. وأعلن متحدث باسم وزارة الإعلام في مقديشو الأربعاء عن مقتل العشرات من الجانبين.

وازدادت هجمات حركة «الشباب» في البلاد في السنوات القليلة الماضية خلال شهر رمضان.

وحاولت الجماعة الإرهابية في الأسابيع القليلة الماضية استعادة السيطرة على مقديشو، بعدما تم إجبارها على التراجع من المدينة.

امرأة صومالية نازحة داخلياً تتلقى حصصاً غذائية للإفطار في شهر رمضان بضواحي مقديشو - الصومال 20 مارس 2024 (رويترز)

وشنّ الجيش الصومالي والميليشيات المتحالفة معه هجوماً على معقل لحركة «الشباب» الإرهابية في منطقة قريبة من مدينة حررطيري بإقليم مدغ في وسط البلاد.

وأشار رئيس إدارة حررطيري محمد يوسف في تصريحات إلى أن القوات المتحالفة شنت هجوماً من عدة اتجاهات على مقاتلين تجمعوا في المنطقة المذكورة، وكبَّدتهم خسائر. وقال: «قتلنا عدداً كبيراً من المسلحين في الحرب، من بينهم أجانب، والآن نحن نسيطر على المنطقة». ودعا المسؤول الحكومي إدارة غلمدغ الإقليمية والحكومة الفيدرالية الصومالية إلى مواصلة الدعم للقوات المسلحة وحلفائها في العمليات ضد حركة (الشباب) الإرهابية».


إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً..

صورة لإعصار ضرب مدغشقر عام 2022 (رويترز)
صورة لإعصار ضرب مدغشقر عام 2022 (رويترز)
TT

إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً..

صورة لإعصار ضرب مدغشقر عام 2022 (رويترز)
صورة لإعصار ضرب مدغشقر عام 2022 (رويترز)

لقي 11 شخصاً حتفهم وتضرّر أكثر من 7 آلاف آخرين من جرّاء الإعصار «غاماني» الذي ضرب، صباح الأربعاء، الطرف الشمالي لمدغشقر، بحسب ما أعلن المكتب الوطني لإدارة المخاطر والكوارث، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت السلطات إن 6 أشخاص قضوا غرقاً فيما قُتل خمسة آخرون نتيجة انهيار منازل أو سقوط أشجار. وأفادت حصيلة سابقة بمقتل ستة وتضرر 2600 آخرين.

واجتاحت المياه أكثر من 1200 كوخ ومنزل. وأظهرت مشاهد لافتة السيول تجتاح بلدات وأشخاصاً يتقدمون مشكلين سلسلة بشرية بينما المياه تصل إلى مستوى الخصر في محاولة لإخراج سكان آخرين من منازلهم. وأدت الفيضانات أيضاً إلى توقف حركة السير على طرق وجسور.

وقال المكتب، في بيان، مساء الأربعاء، إنّ الإعصار سبقته أمطار غزيرة استمرت طوال الأسبوع الماضي وتضرّر بسببها أكثر من ألف شخص آخرين.

وحذّر المكتب من أنّ حصيلة القتلى والمتضرّرين مرشّحة للارتفاع.

وليل الأربعاء، تراجعت قوة الإعصار «غاماني» إلى عاصفة استوائية شديدة.

ومن المتوقع أن يغادر «غاماني» الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي بعد ظهر الجمعة.

وقال الجنرال إيلاك أندرياكاجا، المدير العام للمركز الوطني لرصد الكوارث الطبيعية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ «الأعاصير المماثلة نادرة. حركته شبه ثابتة. عندما يتوقف الإعصار في مكان واحد، فإنّه يدمّر البنية التحتية بأكملها. هذا الأمر يسبّب عواقب وخيمة على السكّان ويتسبّب بفيضانات كبيرة».


المعارض فاي يحصد 54.28 % من أصوات الانتخابات الرئاسية السنغالية

خلال إعلان نتائج الانتخابات السنغالية، اليوم الأربعاء 27 مارس 2024 في العاصمة السنغالية داكار (أ.ف.ب)
خلال إعلان نتائج الانتخابات السنغالية، اليوم الأربعاء 27 مارس 2024 في العاصمة السنغالية داكار (أ.ف.ب)
TT

المعارض فاي يحصد 54.28 % من أصوات الانتخابات الرئاسية السنغالية

خلال إعلان نتائج الانتخابات السنغالية، اليوم الأربعاء 27 مارس 2024 في العاصمة السنغالية داكار (أ.ف.ب)
خلال إعلان نتائج الانتخابات السنغالية، اليوم الأربعاء 27 مارس 2024 في العاصمة السنغالية داكار (أ.ف.ب)

فاز المعارض باسيرو ديوماي فاي بانتخابات الرئاسة السنغالية بفارق مريح، مع حصوله على 54.28 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى، وفقاً للنتائج الرسمية الأولية التي أُعلنت اليوم (الأربعاء)، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقدم فاي بفارق كبير على مرشح الائتلاف الحاكم أمادو با الذي حصل على 35.79 في المائة. ولا يزال يتعين أن تصادق أعلى هيئة دستورية في السنغال على فوز فاي الذي أفرج عنه من السجن قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات، وهو ما قد يحدث في غضون أيام قليلة.


مدير مشروع سد النهضة يتوقع الانتهاء من البناء بحلول العام المقبل

«سد النهضة» الإثيوبي (أرشيفية - أ.ف.ب)
«سد النهضة» الإثيوبي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

مدير مشروع سد النهضة يتوقع الانتهاء من البناء بحلول العام المقبل

«سد النهضة» الإثيوبي (أرشيفية - أ.ف.ب)
«سد النهضة» الإثيوبي (أرشيفية - أ.ف.ب)

أكد مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي كيفلي هورو، اليوم الأربعاء، أن أعمال البناء في السد ستكتمل بحلول العام القادم على الرغم مما وصفها بـ«العقبات الفنية والنكسات التشغيلية» التي يواجهها.

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، قال هورو، في مقابلة مع هيئة الإذاعة الإثيوبية: «على الرغم من التحديات في الأعمال الكهروميكانيكية والمعدنية، فضلاً عن أوجه القصور في الخبرة بين المقاولين»، فإن جهود البناء في السد سوف تكتمل بحلول العام المقبل.


رئيس النظام العسكري في النيجر يبحث مع بوتين «تعزيز» التعاون الأمني

تواجه النيجر أعمال عنف متكررة ودامية منذ سنوات ترتكبها الجماعات المتطرّفة (أرشيفية - أ.ف.ب)
تواجه النيجر أعمال عنف متكررة ودامية منذ سنوات ترتكبها الجماعات المتطرّفة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

رئيس النظام العسكري في النيجر يبحث مع بوتين «تعزيز» التعاون الأمني

تواجه النيجر أعمال عنف متكررة ودامية منذ سنوات ترتكبها الجماعات المتطرّفة (أرشيفية - أ.ف.ب)
تواجه النيجر أعمال عنف متكررة ودامية منذ سنوات ترتكبها الجماعات المتطرّفة (أرشيفية - أ.ف.ب)

بحث رئيس النظام العسكري في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي، الثلاثاء، «تعزيز» تعاونهما الأمني، وفق ما جاء في بيان رسمي صادر عن النيجر.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، ناقش «رئيسا الدولتين»، «الحاجة إلى تعزيز التعاون الأمني» بين روسيا والنيجر «لمواجهة التهديدات الحالية»، وفق ما جاء في بيان تُلي عبر الإذاعة العامة في النيجر.

وتشهد منطقة الساحل هجمات ينفّذها متطرّفون إسلاميون.

وناقش الزعيمان أيضاً «مشاريع للتعاون الاستراتيجي متعدد القطاعات والشامل»، وفق البيان الذي لم يذكر تفاصيل.

وأعرب الجنرال تياني الذي يقود النيجر منذ إطاحة الرئيس محمد بازوم في يوليو (تموز) الماضي، عن شكره على الدعم الذي قدمته روسيا للنيجر، وأشار إلى «نضال» هذا البلد الساحلي من أجل «السيادة الوطنية»، وفق البيان.

وقال بيان للكرملين إن الجانبين عبّرا عن «استعدادهما لتفعيل حوار سياسي، وتطوير تعاون فيه منفعة متبادلة في مختلف المجالات».

وأضافت موسكو: «جرى أيضاً تبادل وجهات النظر حول الوضع في منطقة الصحراء والساحل، مع التركيز على تنسيق الإجراءات لضمان الأمن ومكافحة الإرهاب».

وفي الجانب النيجري، جرت المكالمة بحضور رئيس الوزراء علي محمد الأمين زين ووزير الدفاع الجنرال ساليفو مودي ووزير الداخلية الجنرال محمد تومبا.

ومنتصف مارس (آذار)، ألغى النظام العسكري الحاكم في النيجر «بمفعول فوري» اتّفاق التعاون العسكري المبرم في 2012 مع الولايات المتحدة، ما قد يؤدّي إلى طرد العسكريّين الأميركيّين من البلاد على غرار الجيش الفرنسي.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 1100 جندي يشاركون في القتال ضدّ الإرهابيين في البلاد، ولديها قاعدة كبيرة للمُسيّرات في أغاديز (شمال).

وتواجه النيجر وجارتاها بوركينا فاسو ومالي، أعمال عنف متكررة ودامية منذ سنوات، ترتكبها الجماعات المتطرّفة المرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.

وفي هذه البلدان الثلاثة، أطاحت انقلابات عسكرية متعاقبة الحكومات المدنية منذ عام 2020. إضافة إلى ذلك، ابتعدت هذه المستعمرات الفرنسية الثلاث السابقة عن باريس، واقتربت اقتصادياً وعسكرياً من شركاء جدد بينهم روسيا، قبل أن تجتمع في تحالف دول الساحل بهدف إنشاء اتحاد فيدرالي.

وفي منتصف يناير (كانون الثاني)، أعلنت روسيا أنها وافقت على «تكثيف» تعاونها العسكري مع النيجر.

وزار وفد روسي نيامي في ديسمبر (كانون الأول) لإجراء محادثات مع الجيش أعقبها توقيع اتفاقات حول تعزيز التعاون العسكري.

وأعلنت النيجر وبوركينا فاسو ومالي في نهاية يناير انسحابها من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس)، وتشكيل قوة مشتركة ضد الجماعات الجهادية.

ويأتي الاتصال بين بوتين وتياني بعد 4 أيام من هجوم على قاعة للحفلات الموسيقية قرب موسكو، تبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وخلَّف 139 قتيلاً على الأقل.


مقتل سبعة جنود بانفجار لغم في منطقة بحيرة تشاد

الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو (أرشيفية - رويترز)
الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو (أرشيفية - رويترز)
TT

مقتل سبعة جنود بانفجار لغم في منطقة بحيرة تشاد

الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو (أرشيفية - رويترز)
الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو (أرشيفية - رويترز)

أعلن الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو مقتل سبعة جنود (الاثنين) في انفجار لغم أثناء مرور مركبتهم في منطقة بحيرة تشاد حيث تنشط الجماعات الإرهابية المسلحة.

تقع بحيرة تشاد المترامية الأطراف المليئة بالمستنقعات والجزر الصغيرة التي تشكل بعضها معاقل للجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا» (إيسواب)، بين نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد. ويشن الإرهابيون بانتظام هجمات على جيوش ومدنيي هذه الدول الأربع.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أعلن الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو مساء الاثنين على صفحته في «فيسبوك» أن «سبعة جنود تشاديين قُتلوا وأصيب عدد آخر» في بلدة تشوكو تيليا بمنطقة بحيرة تشاد التي تبعد 200 كيلومتر عن العاصمة أنجامينا.

وتسبّب النزاع الجهادي بمقتل أكثر من 40 ألف شخص في شمال شرقي نيجيريا وتشريد أكثر من مليوني شخص منذ عام 2009.


تشاد: إقصاء نصف مرشحي الرئاسة بسبب «وثائق مدنية»

الرئيس التشادي المؤقت محمد إدريس ديبي يُحيي مؤيديه قبيل إعلان ترشحه للانتخابات في نجامينا (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التشادي المؤقت محمد إدريس ديبي يُحيي مؤيديه قبيل إعلان ترشحه للانتخابات في نجامينا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

تشاد: إقصاء نصف مرشحي الرئاسة بسبب «وثائق مدنية»

الرئيس التشادي المؤقت محمد إدريس ديبي يُحيي مؤيديه قبيل إعلان ترشحه للانتخابات في نجامينا (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التشادي المؤقت محمد إدريس ديبي يُحيي مؤيديه قبيل إعلان ترشحه للانتخابات في نجامينا (أرشيفية - أ.ف.ب)

قرر المجلس الدستوري في تشاد إقصاء 10 مرشحين من أصل 20 يتنافسون، في سباق الانتخابات الرئاسية المرتقبة يوم 6 مايو (أيار) المقبل، ما أثار جدلاً واسعاً في البلد الذي يعيش أزمة سياسية متصاعدة بإدارة مجلس عسكري انتقالي منذ 3 سنوات.

وبين المرشحين الذين تم إقصاؤهم من السباق؛ المعارضان الشرسان للمجلس العسكري الحاكم؛ ناصر إبراهيم نيغي كورسامي ورخيص أحمد صالح، بالإضافة إلى مرشحين آخرين من المعارضة.

مبنى المحكمة الدستورية في نجامينا (أرشيفية - أ.ف.ب)

ورد ائتلاف من أحزاب المعارضة بالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المرتقبة، واصفاً ما يجري بأنه «مهزلة»، الهدف الرئيسي منها أن تستمر «ديكتاتورية» أسرة ديبي الممتدة منذ 1991.

فخ شهادة الميلاد

المبررات التي ساقها المجلس الدستوري لإقصاء المرشحين، كانت في أغلبها تتعلق بوثائق مدنية غير متطابقة أو مخالفة للقانون، خصوصاً شهادات الميلاد وبعض الوثائق الأخرى، وهي حجج وصفتها المعارضة بأنها واهية وذات أسباب سياسية.

المجلس الدستوري قال إنه رفض ترشح ناصر إبراهيم نيغي كورسامي، وهو معارض شرس للمجلس العسكري الحاكم، لأن شهادة الميلاد في ملفه «لا تستجيب لقانون الحالة المدنية بتشاد»، كما أن هنالك «عدم تطابق» فيما يتعلق بمحل الميلاد.

وأضاف المجلس أن المرشح لديه مشكلة تعدد الجنسيات، مشيراً إلى أنه يحمل الجنسيات: التشادية والبريطانية والسودانية، ومولود في الجنينة بالسودان، بل إن المجلس الدستوري أعلن أنه «أحال جميع وثائق الملف إلى وكيل الجمهورية لفتح تحقيق أولي، لتحديد إن كانت وقعت مخالفات جنائية فيما يتعلق بتزوير الوثائق، أم لا».

مرشح المعارضة ناصر إبراهيم نيغي كورسامي وسط عدد من أنصاره بعد تقديم طلب ترشيحه للرئاسة في نجامينا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وفي تعليق على «فيسبوك» كتب ناصر ساخراً من ذلك: «إنها عدالة تتلقى الأوامر وتنفذها»، في إشارة إلى أن المجلس الدستوري ووكيل الجمهورية يتلقيان الأوامر من المجلس العسكري الحاكم في تشاد.

وبشأن رفض ترشح رخيص أحمد صالح، من حزب التجمع والديمقراطية، أعلن المجلس الدستوري أن شهادة الميلاد الموجودة في ملفه غير متطابقة، بالإضافة إلى غياب بعض المعلومات الحيوية المتعلقة بسنوات وأشهر وأيام وأماكن ميلاد والديه.

ورفض المجلس الدستوري أيضاً ترشح جيميت كليمان باغاو، بحجة أن شهادة ميلاده لم تسجل لدى الحالة المدنية بعد ولادته خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد مولده، وفق ما ينص عليه القانون، كما أنه في سيرته الذاتية عرف نفسه بأنه «العقيد والبروفسور جيميت كليمان باغاو»، في حين أنه «عقيد سابق»، وهو ما يثير الشكوك حول دقة بقية المعلومات، على حد تعبير المجلس الدستوري.

جنود تشاديون في أحد شوارع نجامينا (أرشيفية - أ.ف.ب)

ضغوط قوية

وفي سياق ردود الفعل، ندد حزب الوسط المعارض بما سماه «المسخرة» التي قادت إلى الإقصاء «الظالم» لرئيسه عبد الرحيم يونس من السباق الرئاسي، رغم أن «ملفه كان مكتملاً»، وفق ما جاء في بيان صحافي صادر عن الحزب.

واتهم الحزب جهات «غير ديمقراطية» داخل النظام العسكري الحاكم بالضغط أولاً على المرشح من أجل الانسحاب من السباق الرئاسي، وحين رفض توجهوا نحو الضغط على المجلس الدستوري من أجل إقصاء ملفه.

وأضاف الحزب: «لقد كان مرشحنا حازماً في قرار ترشحه، استجابة لتطلعات الشعب التشادي نحو التغيير»، مشيراً في السياق ذاته، إلى أن إقصاء المرشحين المعارضين «ظلم ستكون له تداعيات وعواقب».

سباق صوري

لا تزال قائمة المرشحين تتضمن 10 شخصيات، من أبرزهم الرئيس الانتقالي الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو، ورئيس وزرائه سكسيه ماسرا وهو معارض سابق، أصبح رئيساً لحكومة ائتلاف وطني قبل أن يترشح للرئاسيات، ولكن المعارضة تقول إنه لم يعد معارضاً، وإن ترشحه يهدف إلى إعطاء تعددية شكلية على الانتخابات.

ناصر إبراهيم كورسامي، وهو مرشح مدعوم من ائتلاف معارض يحمل اسم «المجموعة التشاورية للفاعلين السياسيين»، سبق أن قال إن «الحكومة لا تريد أن تواجه معارضة ذات مصداقية في صناديق الاقتراع».

المعارض يايا ديلو الذي اتهمت المعارضة النظام بقتله (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويأتي رفض ترشيح المعارضين الرئيسيين للمجلس العسكري بعد أقل من شهر من مقتل المنافس السياسي الأبرز للجنرال ديبي، ابن عمته يحيى ديلو دجيرو الذي قضى في 28 فبراير (شباط)، برصاص قوات الأمن في هجوم على مقر «الحزب الاشتراكي بلا حدود» الذي كان يتزعمه.

وتقول المعارضة التشادية إنه بعد قرار المجلس الدستوري، أصبحت الطريق مفتوحة أمام الجنرال محمد إدريس ديبي، للبقاء في القصر الرئاسي، والفوز المريح بالانتخابات الرئاسية المقبلة.