قال الفنان الشاب إلياس الزايك إنه عادة ما لا يحضر للدور الذي يجسده، وإن اللحظة التي يعيشها خلال تصويره المشهد هي التي تحفّزه على إبراز طاقته في التمثيل. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هي تقنية تمثيلية بحد ذاتها لا نتعلّمها بل نكتسبها من خبراتنا. بعض الممثلين يتباهى بتحضيره لدوره طويلا وبأنه يعيش الدور بحيث لا يفارقه حتى في حياته اليومية. أما أنا فأرى في هذا الكلام مبالغة، لا بل أشك في واقعيته. برأيي أن الشخصية التي نلعبها يمكن أن نرسمها في خيالنا وأن نضيف بعض التفاصيل الدقيقة إليها، فإما أن تقنعنا ونمتلكها وإما العكس. فالفصل ما بين التمثيل والحقيقة هو أهم ما تعلّمنا إياه تجاربنا. وكلما مرّ الوقت وكبرنا، استوعبنا التقنية التي يجب أن ترافقنا في أدائنا». وتابع الممثل اللبناني الذي يشارك حاليا في مسلسل «الحب الحقيقي»، ويعرض على شاشة (إل بي سي آي): «أحاول عندما أقوم بدوري ألا أكذب على المشاهد وهذا هو الأهم في مجالنا، فإما أن تكون كتلة إحساس تتفاعل مع كل مشهد وإما لا تكونها بكل بساطة».
وكانت الممثلة رلى حمادة قد وصفت الممثل إلياس الزايك بالرائع متوقعة له النجومية في وقت قصير وذلك إثر تعاونهما معا في مسلسل «سوا» ويعلقّ: «شكل كلامها فخرا لي لا سيما وأنني حلمت في الوقوف إلى جانبها في عمل ما، وأنا مستعد لإعادة الكرة ومشاركتها عملا جديدا فيما لو طلب مني ذلك». ومن الممثلين الذين يحب أيضا الوقوف إلى جانبهم؟ يرد: «يعجبني كثيرا الممثل السوري غسان مسعود الذي برع في الغرب أكثر من بلادنا العربية».
ورأى إلياس الزايك أن النص يلعب دورا أساسيا في عملية نجاح مسلسل ما، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا على الممثل نفسه. «لا نملك الوعي الدائم لنقوم بعملية التحضير للدور وأثناء قراءتنا النص نأخذ برسمه في خيالنا وبلورته في ذهننا فنكون قطعنا مسافة لا يستهان بها من تركيبته». وشدد الزايك على الأجواء التي تحيط عادة بتنفيذ العمل وأوضح: «إن وجود مخرج صاحب عين ثاقبة وفريق عمل محترف يقدّر الممثل وعطائه ويعرف كيف يتعامل معه، هي عناصر من شأنها أن تؤثّر بشكل مباشر على أداء الممثل برأيي، وهو الأمر الذي أعيشه حاليا مع فريق مسلسل (الحب الحقيقي)، الذي لا أفكر بقبول أي عرض عمل آخر بموازاته كي لا أفترق عنه ولو لفترات قصيرة».
درس إلياس الزايك فن التمثيل في جامعة «ستيلا ألدر ستوديو» في هوليوود لنحو ثلاث سنوات وهناك اكتشف الخطوط الأساسية للأداء التمثيلي الأفضل: «كنت أرغب في التخصص بمجالي في أفضل جامعة ولو كانت في الهند، ومن هذا المنطلق اخترت هوليوود. وهذه التجربة غيرتني تغييرا جذريا فهي علمتني كيف أختلي بنفسي وأشعر بالسلام معها، وكذلك بأن أتمتع بالحس الإنساني بالمرتبة الأولى، فإذا لم توجد كل هذه العناصر حسب رأيهم فإنك لن تنجح بأي مهنة تمارسها». ويشرح: «هناك علمونا كيف نتلقف النجاح بحيث لا نتباهى به، وهو أمر ينقصنا في بلادنا، كما أنهم يعلموننا كيف نغذي موهبتنا بعمق، فنتعرى تماما أمام أنفسنا ونتخلص من القشور. ويفهمونك بأنك لست غير شخص عادي مهما بلغت من نجاحات، والمطلوب منك تجسيد قصة دور كما يجب، وليس كما تحب أن تؤديه».
ويروي في سياق حديثه أنه عادة ما يخزن مواقف وردود فعل يشاهدها في حياته اليومية ويلجأ إليها خلال تقمصه شخصية ما. «هي عملية شغف نعيشها تسكننا بكل ما فيها من خطورة وإيجابية فتصقلنا وتطورنا». وعن الفرق الذي لمسه ما بين تقنية التمثيل في بلاد الغرب وبلادنا أجاب: «عندما نتحدث عن هوليوود فلا يمكن أن يفوتنا نجاحها في هذا المجال، وهو أمر ناتج عن تاريخها الطويل في هذا الموضوع، والذي ولد لديها ثقافة غنية وأنا ممتن لخوضي هذه الفرصة التي علمتني كيف أقسم خزاني الفكري وأستفيد من كل ما يحفظه».
وعمن يقنعه في أدائه التمثيلي من زملاء له يقول: «قليلون هم الأشخاص الذين يقنعونني بأدائهم، وبشكل عام لا أحب مشاهدة المسلسلات وخصوصا التي أشارك فيها لأنني ناقد قاس لنفسي وللآخرين ولست في موقع يسمح لي بأن أحاكم أحدا قبل محاسبة نفسي».
إلياس الزايك الذي يذكر اللبنانيين بـ«آل باتشينو» في بداياته، يصف نفسه بالمختلف كونه يمارس التمثيل من باب الحب وليس أكثر.
وهل تقصد في ذلك أن الشهرة لا تشكل هدفا لك؟ «منذ كنت في الرابعة عشرة من عمري مارست هذه المهنة، وكنت أحلم بأن أصبح عالميا. وعندما ذهبت إلى هوليوود أدركت بأنه علي تقديم إنسانيتي على أي شيء آخر ولذلك الشهرة لا تهمني وما طمحت يوما في الوصول إلى النجومية». لماذا؟ «أعتقد أنه كلما كبرت الأمور (الخسة) في رأسنا كلما ضعنا، وأنا من الأشخاص الذين تعلموا كيف يبقون أقدامهم على الأرض. كما أنني أعيش في عالم خاص بي، فلا تهمني الاجتماعيات وتلبية الدعوات، بل أفضل أن أبقى في منزلي في منطقة غزير بين أحضان الطبيعة، وهو أمر ينعكس إيجابا على موهبتي وعلى طريقة تفكيري ورؤيتي للأمور. وهدفي اليوم جمع المبلغ اللازم لتكملة عملية ترميم منزل جدي القديم. كما أتمنى أن أنصرف للعمل الفني الذي يصب في فلك الإنسانية».
وعما إذ هو مطلع على أعمال نجوم الدراما أيام زمان أجاب: «فترة المسلسلات القديمة وتلك التي تعود إلى زمن الأسود والأبيض تجذبني بشكل كبير. فأنا معجب مثلا بالراحلين هند أبي اللمع وإبراهيم مرعشلي وغيرهم من الذين عانوا الكثير للوصول إلى القمة، فأسسوا لنا وحاكوا للدراما اللبنانية مكانتها في العالم العربي. فهؤلاء النجوم كانوا حقيقيين لا وقت لديهم لغش المشاهد. فمع الأسف صورة الممثلين اليوم تبرز صورة العالم الذي نعيش فيه حاليا».
ويعترف إلياس الزايك بأن شخصية وائل التي يجسدها في «الحب الحقيقي» ستمر بتطورات كثيرة إثر تعرضها لموقف معين يغير مجرى حياتها مما سيفاجئ المشاهد. أما عن طبيعة العلاقة التي تربطه بباقي فريق العمل من ممثلين قال: «يوجد انسجام كبير بيني وبين الممثلين باميلا الكيك وجوليان فرحات، حتى إننا صرنا من أعز الأصدقاء ونتمرن مرات كثيرة على أدوارنا بشكل تلقائي فيما بيننا فأنا أستمتع كثيرا بمشاركتي في هذا العمل الذي قد تصل حلقاته الإجمالية إلى الـ200».
7:57 دقيقة
إلياس الزايك: أعيش في عالمي الخاص والشهرة لا تهمني
https://aawsat.com/home/article/1057801/%D8%A5%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D9%83-%D8%A3%D8%B9%D9%8A%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B5-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%87%D9%85%D9%86%D9%8A
إلياس الزايك: أعيش في عالمي الخاص والشهرة لا تهمني
يذكّر اللبنانيين بـ«آل باتشينو» في بداياته
إلياس الزايك: أعيش في عالمي الخاص والشهرة لا تهمني
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة