> في العصور الغابرة كان طبيعياً قيام الممثلين البريطانيين بتمثيل شخصيات نسائية. التقاليد كانت تمنع في القرن الثامن عشر النساء من التمثيل. في اليابان الأمر ذاته. الرجال في ملابس النساء لاستكمال الأدوار. والغالب أن الأدوار بدأت في التبدل واستيطان الطبيعة مع نهاية القرن الثامن عشر ما حذا بالممثلة المسرحية سارا برنهارد للعب دور الأمير «هاملت» في مسرحية قُدّمت في منتصف سنة 1899.
> لكن اليوم أمر مختلف وإن لم يكن هناك من سبب وجيه لقيام الممثل بلعب دور المرأة أو العكس، فإن السؤال حول السبب الداعي لقيامه بارتداء ثياب المرأة وشخصيتها معاً جائز. شيء أن يضطر الممثل الكوميدي للتخفي في ثياب امرأة (كما فعل الراحل إسماعيل يس في بعض كوميدياته) شيء آخر أن يقوم الممثل بلعب دور المرأة طوال الفيلم.
> لكن هذا ما يفعله الممثل تايلر بيري في فيلمه الجديد (تمثيلاً وكتابة وإخراجاً وإنتاجاً) في Boo2! كما كان فعل ذلك في أكثر من فيلم له من بينها بالطبع الجزء الأول و«ماديا في الكريسماس» و«ماديا تجد عملاً». ماديا (Madea) هو اسم الشخصية التي يؤديها. قبله إيدي مورفي لعب بعض هذه الأدوار خصوصاً في «البروفسور المعتوه»، لكن لأسباب مجازة نوعاً تبعاً لحكاية الفيلم.
> مهما يكن فإن الجمهور شبع من تايلر بيري وأفلامه الركيكة ولم يقبل بالحجم الموعود والمعتاد. نعم استولى على المركز الأول في الإيرادات، لكن بحفنة من الملايين الضعيفة. نسبة لحقيقة أنّ الفيلم لم يكلف كثيراً لتحقيقه (25 مليونا) سيجعله قادراً على امتصاص الخسارة وتحقيق وضع متوازن في نهاية الأمر، وهذا لا يمكن قوله بالنسبة للفيلم الذي أتى ثانياً في إيرادات الأسبوع: «جيوستورم» لأنّه تكلف 130 مليون دولار (عدا الإعلانات والنسخ) وحصد بالكاد نصف المبلغ تماماً في عشرة أيام.
> الحال أنّ هجمة من الأفلام التي لا يمكن لها أن تحقق نجاحاً كبيراً بدأت منذ أسابيع قليلة وستستمر لأسابيع مقبلة. فيلم جورج كلوني «سوبيربيكون» قد يصل إلى المركز الأول في الأسبوع المقبل، لكن على خجل. وإذا لم يفعل فإن السبب سيكون نجاحا غير متوقع لفيلم بعنوان «شكراً لخدمتكم» وهو عنوان مباشر لفيلم وطني مباشر يتحدث عن المارينز العائدين من العراق محاولا إلقاء نـظرة إيجابية على الدور الذي لعبوه في حرب العراق سابقاً وإلى اليوم.
> وكما في السابق سترتفع بعض الأصوات المنددة على الأرجح: كيف يمكن لهوليوود الحديث عن تضحيات الجنود الأميركيين وتغفل عما سببوه من دمار وقتل؟ الحقيقة أن هوليوود كيان مستقل يستطيع أن ينتج ما يشاء. إذا أراد البعض عندنا نقض رسالاتها بأفلام تتحدث عن بطولات عربية فلا أحد يمانع. المشكلة هي أن الكثيرين يغرق سريعاً في توظيف الأفلام لحسابات خاصة.
> وثمة فيلم أميركي آخر يتحدث عن بطولات وهو «فقط الشجعان»، لكن أبطاله ليسوا جنوداً عائدين بل طواقم رجال ونساء الإطفاء وهم يحاولون إنقاذ بلدة كاملة من سعير النيران المشتعلة في كاليفورنيا.
7:57 دقيقة
عائدون من العراق
https://aawsat.com/home/article/1064716/%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82
عائدون من العراق
عائدون من العراق
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة