مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

إنني أحلم بشرب «حليب العصافير»

في إحصاء طريف للأمم المتحدة، قرأت ما تداولته بعض الدول العربية من رسائل وخطابات في أواخر الأربعينات الميلادية، حيث لم يكن في ذلك الوقت أي تواصل اجتماعي غير تلك الوسيلة. وفي 1949، ولتعرفوا مدى الفروقات، فقد وصل في حينها عدد التداول في مصر إلى 167,515,000، في حين أن عدد التداول في السعودية كان فقط 2,155,000، ولا تسألوني عن دولة الإمارات التي وقتها لم تولد بعد.
ولا أعلم الآن ونحن في عام 2017، ما وصل إليه عدد التواصل بين الدول، وعليكم أنتم الحساب.
***
أهل فيتنام كانوا ولا يزالون يكرهون تناول الحليب؛ لأنه ينتج من الأبقار، فتفتقت قريحة رئيس شركة لإنتاج الحليب لترويج بضاعته، بأن كتب على كل علبة أنه من «حليب العصافير»، والغريب أنها (مشيت عليهم) وصدقوه وعُمِّم استهلاكه، وأصبح الإقبال عليه الآن كبيراً.
هل تصدقون أنني منذ طفولتي حتى الآن، وأنا أحلم بشرب حليب العصافير؟! ولا بد لي من الذهاب إلى فيتنام.
***
لتعرفوا كم هي الضمائر والرحمة تنعدم حتى عند بعض من يديرون المستشفيات! في أحد المستشفيات في الهند نزعوا أجهزة الإعاشة عن رضيعة عمرها خمسة أيام؛ لأن والدها عجز عن دفع فاتورة 200 روبية، أي ما قيمته ثلاثة دولارات ونصف.
وقال والدها وهو يبكي: «لقد توسلت لطاقم العمل أن يبقوها في الحضانة؛ لأنني لا أملك ذلك المبلغ، ولكنهم رفضوا وتوفيت رضيعتي».
وما إن علم متأخراً وزير الصحة في تلك الولاية بهذه الحادثة، حتى أمر بإغلاق المستشفى، ولكن (بعد إيه؟!).
***
أعجبتني (غرسونة) في أحد المقاهي بلندن، عندما حاول رئيس الوزراء البريطاني السابق كاميرون أن يطلب فنجان قهوة، وبما أنه كان مستعجلاً فقد أفسح له المجال من كانوا قبله لكي يتقدم بعد أن عرفوه، غير أن الغرسونة الشجاعة عندما لاحظت ذلك نهرته بأدب رافضة طلبه، وهي تقول له: «عليك أن تقف في آخر الطابور حتى يأتي دورك»، فاعتذر لها وامتثل لأمرها، فهل هي متسلطة، أم أن الرئيس هو (الخيخة)؟!
***
ثلاث طبيبات مصريات افتتحن محلاً للجزارة، ولا أظن أن هناك مشكلة في ذلك، غير أن ما لفت نظري أنهن كن طبيبات متخصصات في العمليات الجراحية والتشريح، فهل هن يا ترى قد استفدن من عملهن وخبرتهن في هذا المجال الدموي الحيوي؟! ولو قُدر لي وسافرت إلى القاهرة، فلا شك أنني سوف أذهب إلى تلك المجزرة، لأسألهن عن الفرق بين تشريح الإنسان وتشريح الحيوان؛ لأن الأمور قد اختلطت علينا في هذا الزمان (المتّنك).