نشرت الممثلة إيمانويل سينييه، زوجة المخرج رومان بولانسكي، كلمة على حسابها في «إنستغرام»، نفت فيها أن تكون قضية اغتصاب زوجها لفتاة أميركية قاصر سبب منعها وزوجها من حضور جنازة مغني الروك الفرنسي جوني هاليداي. وأبدت سينييه استهجانها للشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع، مؤكدة أنّ السبب هو تأخرهما لأكثر من ساعة عن الموعد المقرر، نظراً لزحام المرور بمئات الآلاف من المعجبين الذين تجمعوا في الشوارع التي مرّ فيها جثمان المغني الراحل.
وكان أحد المواقع قد نشر شريطاً مصوراً يظهر فيه حراس كنيسة «لا مادلين»، في باريس، التي جرت فيها مراسم الجنازة، وهم يعترضون طريق بولانسكي وزوجته وابنته عند مدخل الكنيسة ويجبرونهم على العودة من حيث جاءوا.
وعلى الرغم من مرور 40 سنة على قضية الاغتصاب التي تورط فيها بولانسكي، فإنّ التهمة ظلت تلاحقه، نظراً لأنه كان، وقت الحادث، في سن 44 سنة بينما لم تكن الضحية سامانتا غيمر قد تجاوزت سن 13 سنة. وهي تهمة كانت ستقود إلى دخوله السجن نظراً للقانون الأميركي المتشدّد في هذا النوع من القضايا. ولم تشفع لبولانسكي الحالة النفسية السيئة التي كان عليها بعد مقتل زوجته الممثلة الأميركية شارون تيت على يد مجرم سفاح، فقد أدانته محكمة في لوس أنجليس في ست من التهم الموجهة ضده، ومنها حث الضحية على تناول مواد أفقدتها الوعي وساعدته على الاعتداء عليها في ممارسات عنيفة. وقد أنكر التهمة في البداية ثم عاد ووافق على المثول أمام القاضي والإقرار بالجرم، مع محاولات حثيثة للتوصل إلى تسوية مالية مع والدة الفتاة. لكنّ المخرج استغل مهلة بين الجلسات وهرب عائداً إلى أوروبا قبل استكمال إجراءات التقاضي. ومع عودته إلى فرنسا عاود عمله كممثل في السينما والمسرح والإنتاج والإخراج وحقق نجاحات كبرى ونال جوائز وتكريمات كثيرة من دون أن تغفل العدالة الأميركية عينها عنه. فقد جرى اعتقاله، في مدينة زيوريخ السويسرية، في صيف 2009 أثناء حضوره حفلاً لتكريمه عن مجمل مسيرته الفنية، وأودع قيد الإقامة الجبرية نظراً لاتفاقية للتعاون القضائي وتبادل المجرمين في موقعة بين سويسرا والولايات المتحدة.
في فرنسا، مسقط رأس المخرج البولوني الأصل، شنت الصحافة والأوساط الفنية حملة للتضامن مع رومان بولانسكي انتهت بالسماح له بالعودة إليها. وكانت العقلية الأوروبية تتعامل مع قضايا العلاقات بين الجنسين من زاوية احترام الحياة الخاصة للأفراد، كل ذلك قبل تزايد نشاط الجمعيات المناهضة للعنف الواقع على النساء والسعي لتجريم التحرش بهن في الأماكن العامة. ثم جاءت فضيحة المنتج الأميركي هارفي فاينشتاين الذي يواجه تهماً متعددة بالتحرش بممثلات شهيرات واستغلالهن جنسياً، آخرهن النجمة المكسيكية سلمى حايك، لتعيد تحريك قضية بولانسكي التي تناساها الرأي العام، خصوصاً بعد تقدم الضحية في السن وإعلانها الصفح عن مغتصبها ورغبتها في نسيان الماضي. وتبعاً لكسر حاجزي الخوف والصمت في السنوات الأخيرة، فقد تقدمت 10 نساء أخريات بدعاوى ضد بولانسكي بتهمة الاعتداء الجنسي.
هل كانت هذه السيرة المشبوهة للمخرج القدير سبباً في منعه من دخول كاتدرائية «لا مادلين» في باريس، باعتبارها مكاناً تابعاً للكنيسة الكاثوليكية التي لا تتهاون، رسمياً، في قضايا العلاقات غير الشرعية والتصرفات المنافية لتعاليم الدين؟ كتب معلقون أنّ ارتداء بولانسكي لثياب غير لائقة هو الذي دفع الحراس للحيلولة بينه وبين حضور جنازة تضم كبار الشخصيات السياسية والفنية في فرنسا. فهو كان يرتدي سروال «جينز» وحذاء رياضياً. لكن من المؤكد أنّ الحراس تعرفوا عليه وليس في الإمكان التعامل معه مثل أي شخص عادي. كما ليس من صلاحياتهم رفض دخول المدعوين للجنازة من دون أخذ تعليمات من المشرفين على تنظيم المناسبة. وقد أكدت زوجة بولانسكي أنّه كان صديقاً للمغني الراحل جوني هاليداي، وأنّهما تلقيا دعوة من أرملته ليتيسيا للمشاركة في التشييع. ومهما كان السبب، على ما يبدو أنّ قضية الاغتصاب التي حدثت قبل 4 عقود ستطارد المخرج البالغ من العمر، حالياً، 84 سنة، حتى النفس الأخير.
7:57 دقيقة
هل لاحقت تهمة الاغتصاب المخرج بولانسكي إلى جنازة هاليداي؟
https://aawsat.com/home/article/1113151/%D9%87%D9%84-%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%82%D8%AA-%D8%AA%D9%87%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%B1%D8%AC-%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D9%83%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%A9-%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%9F
هل لاحقت تهمة الاغتصاب المخرج بولانسكي إلى جنازة هاليداي؟
زوجته تشرح سبب منعهما مع ابنتهما من حضور العزاء في الكنيسة
هل لاحقت تهمة الاغتصاب المخرج بولانسكي إلى جنازة هاليداي؟
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة