راهول غاندي... سليل بيت السياسة الأول في الهند

زعيم جديد على رأس حزب المؤتمر

راهول غاندي... سليل بيت السياسة الأول في الهند
TT

راهول غاندي... سليل بيت السياسة الأول في الهند

راهول غاندي... سليل بيت السياسة الأول في الهند

شهدت الهند أخيراً حدثاً سياسياً لافتاً تمثل بتولّي راهول غاندي، سليل أشهر عائلة سياسية في البلاد، قيادة حزب المؤتمر الهندي، الذي أسس قبل 132 سنة، وارتبط خلال القرن العشرين باسمين يجمع بينهما الزعيم الجديد هما «غاندي» و«نهرو».
أسس حزب المؤتمر الهندي - وهذا اسمه الرسمي - الذي قاد كبرى ديمقراطيات العالم إلى الاستقلال عن بريطانيا في عام 1885. ومنذ تأسيسه نشط في قيادة معركة استقلال شبه القارة الهندية، وكان صاحب الفضل في تأسيسه النظام الديمقراطي للهند الحديثة. أضف إلى ذلك أنه تولى السلطة في معظم السنوات الـ70 التي هي عمر الهند المستقلة عام 1947.
الزعيم الجديد للحزب، راهول غاندي (47 سنة)، هو الزعيم الخامس من عائلته الذي يشغل هذا الموقع. ويذكر أنه لم يتقدم أي مرشح لمنافسته لدى طرح اسمه كمرشح، ما سهّل العملية الانتقالية.
غاندي يخلف في زعامة الحزب أمه سونيا، الإيطالية الأصل، التي تولت الزعامة بلا انقطاع لمدة 19 سنة، وهي أطول فترة لأي زعيم في تاريخ الحزب؛ إذ كانت قد شغلت المنصب في عام 1998، ومنذ ذلك الحين قادته في مرحلة تولى خلالها الحكم بين عامي 2004 و2014. وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن إسناد زعامة الحزب إلى راهول جاء بعد شهور من التكهنات، وسنوات من الترقب الآمل من جمهور حزبي ضخم دأب على محبة أجيال من عائلة غاندي – نهرو، وسعد بقيادتها له.
راهول هو ابن وحفيد وابن حفيد لشخصيات تولت منصب رئيس وزراء الهند. فهو ابن حفيد جواهرلال نهرو أول رؤساء الهند المستقلة، وحفيد ابنته إنديرا غاندي التي باتت أول امرأة تحكم كبرى ديمقراطيات العالم، وابن ابنها البكر راجيف الذي سار على خطى أمه وجدّه في عالم السياسة والسلطة.
مع هذا، نشأ راهول في الفرع الذي كان ينظر إليه على أنه الفرع غير السياسي في العائلة. ذلك أن أباه راجيف شق طريقه في الحياة مختاراً مهنة الطيران المدني، وفعلاً، عمل لفترة طياراً مدنياً. وكانت الأنظار في حينه تتجه إلى شقيقه الأصغر سانجاي الذي كانت تعده أمه الرئيسة إنديرا لخلافتها في قيادة الحزب والسلطة. غير أن سانجاي – وهنا المفارقة – قُتل في حادث سقوط طائرة، فاضطر راجيف رغمه إلى القبول بهجر مهنته المفضلة والانتقال إلى عالم السياسة. ولم يطل به الزمن حتى قاد حزب أمه وجدّه إلى السلطة، وتولى منصب رئيس الوزراء قبل اغتياله في جنوب الهند على يد حركية قومية تاميلية. وكانت أمه قبله قد قضت اغتيالاً برصاص حرسها من طائفة السيخ.

بطاقة هوية
ولد راهول غاندي يوم 19 يونيو (حزيران) 1970 في العاصمة الهندية نيودلهي. وهو أحد ولدي رئيس الوزراء الأسبق راجيف غاندي وزوجته الإيطالية سونيا ماينو (غاندي)، وله شقيقة واحدة أصغر منه هي بريانكا (بريانكا فادرا).
بدأ حياته الدراسية في مدرسة سانت كولومبا الخاصة بالعاصمة، ثم مدرسة دون، أرقى مدارس الهند الخاصة بين 1981 و1983. وفي خريف العام التالي 1984 صار أبوه رئيساً للوزراء على أثر اغتيال أمه إنديرا في أعقاب أمرها القوات الهندية بإخماد تمرد حركيين متطرفين من السيخ شمل اقتحام الجنود «المعبد الذهبي» بمدينة أمريتسار، الذي يعد أقدس أقداسهم. وبالتالي، لدواعٍ أمنية أكمل راهول وشقيقته بريانكا تعليمهما في تلك المرحلة في البيت.
في عام 1989 التحق بكلية سانت ستيفنز الجامعية التابعة لجامعة دلهي، غير أنه لم يكمل فيها، بل انتقل للدراسة بجامعة هارفارد المرموقة في الولايات المتحدة. ومجدداً تدخلت الظروف الأمنية في ظروف دراسته؛ إذ اغتيل أبوه خلال جولة انتخابية بجنوب الهند عندما فجّرت حركية انتحارية من حركة «نمور التاميل» نفسها لدى اقترابها منه بحجة تحيته. وعلى الأثر انتقل لمتابعة دراسته في كلية رولينز بولاية فلوريدا، ومنها حاز عام 1994 شهادة البكالوريوس في الآداب، وكان يدرس تحت اسم مستعار هو «راهول فينتشي»، ولا يعرف حقيقته إلا مسؤولو الكلية. وبعدها انتقل إلى بريطانيا وحصل من جامعة كمبريدج العريقة على درجة الماجستير في الفلسفة عام 1995، وذلك من كلية ترينيتي أغنى كليات كمبريدج، الكلية التي درس فيها من قبله أبوه وجد أبيه الزعيم نهرو.
بعد كمبريدج، عمل راهول لمدة سنة في شركة استشارية بالعاصمة البريطانية لندن. ثم انتقل إلى مدينة ممباي (بومباي) الهندية، عضواً في مجلس إدارة شركة خدمات تكنولوجية.

حياته الخاصة
عام 2004 وجد راهول غاندي حياته الخاصة في بؤرة اهتمام الرأي العام، بعدما اكتشفت الصحافة «صديقته» المهندس المعمارية الإسبانية فيرونيك كارتيللي. وكان «الصديقان» يومذاك يمضيان إجازة معاً في أرخبيل أندامان بخليج البنغال. غير أن راهول صرح لاحقاً في عام 2013 بأنه لا يفكر بالزواج.
من ناحية أخرى، كتب عنه المصوّر المعروف راغو راي، مؤلف كتاب «يوم في حياة إنديرا غاندي» في كتابه أن راهول كان قريباً جداً من جدته، وكان يرافق رئيسة الوزراء السابقة يومياً حتى باب سيارتها عندما تتوجه من منزلها إلى مكتبها. مع هذا، مثل أبيه، ما كانت السياسة شغفه الأبرز؛ إذ شبّ فتى خجولاً، يتابع برياضة الكريكيت ويحب الحياة في البرّ لا في ردهات العمل السياسي. وبعكسه، كان المتابعون يعتقدون أن شقيقته الجذابة والمحبوبة بريانكا هي من سيحمل الشعلة السياسية للعائلة.
وتبعاً، لتقرير نشره موقع «فيرست بوست» الهندي فإن راهول عاد إلى الهند لمساعدة أمه سونيا على أبواب حملة انتخابات عام 1999، إلا أنه اختفى عن المشهد السياسي بعد الانتخابات، ولم يظهر مجدداً إلا عام 2002». وفي عام 2004، عندما كان في الرابعة والثلاثين من عمره، تردد في دخول الحلبة السياسية. وكان الاقتصادي الهندي اللامع أماراتيا سن – الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد – قال خلال إحدى المقابلات الصحافية، إنه التقى راهول غاندي عندما كان يدرس في بريطانيا، وقال أمامه إنه لا يحب السياسة.

في المعترك السياسي
الانتخابات العامة التي أجريت في الهند عام 2004 كانت المناسبة التي خاض فيها تجربته السياسية الأولى، وذلك عندما ترشح لدخول البرلمان عن دائرة آميثي، معقل العائلة الانتخابي في ولاية اوتار براديش، كبرى ولايات الهند، وشغل المقعد الذي شغله أبوه قبله. وإبان الحملة الانتخابية شعر بتعاطف الجماهير معه وتعلقها به. بل ثمة من يقول: إنه ما كان هناك أدنى شك عن جموح الناخبين المتحمسين أنهم ينظرون إلى زعيم الهند المستقبلي.
وهكذا، بعد الفوز، استقر راهول غاندي مرتاحاَ في عالم السياسة. وعام 2007 تولى الإشراف على تنظيم شباب حزب المؤتمر، وكذلك الاتحاد الوطني لطلاب الهند. ولاحقاً، مع ترفيعه في عام 2013 إلى منصب نائب رئيس الحزب ازدادت مسؤوليات راهول بينما كانت حكومة الولاية بقيادة حزب المؤتمر تواجه نفوراً من الناخبين الساعين إلى التجديد والتغيير. والواقع أن عام 2013 شهد حدثاً لافتاً في تاريخ الحزب، وذلك عندما عقد راهول غاندي مؤتمراً صحافياً مفاجئاً يوم 27 سبتمبر (أيلول) مُزق خلاله أمراً للحكومة الهندية برئاسة مانموهان سينغ (من حزب المؤتمر) ينقض قرار المحكمة العليا بمنع المدانين بجرائم من خوض الانتخابات. وعلى الأثر سحبت الحكومة أمرها.
ولكن فيما بعد أخذت شعبية القيادي الشاب تتراجع في أعقاب سلسلة من الهزائم الانتخابية التي لحقت بحزبه عامي 2013 و2014، حتى تقلص عدد نواب الحزب في مجلس النواب الهندي إلى 44 فقط مقابل 206 مقاعد في الانتخابات العامة السابقة. ووفق الأرقام التي لا تكذب، خسر حزب المؤتمر ما لا يقل عن 25 معركة انتخابية منذ تولى راهول منصب نائب رئيس الحزب.

صعود بعد تراجع
مع هذا، فإن الأشهر الأخيرة، أدى ظهور الزعيم الشاب بصورة متكرّرة في عدد من المناسبات العامة إلى لفت الأنظار إليه، والاهتمام به من جديد، ولأسباب عدة بدا وكأن كل المشهد أخذ يتبدل من حوله. وكانت باكورة العودة إلى الأضواء جولته في الولايات المتحدة الأميركية، التي شملت لقاءات له وحوارات في الجامعات ظهر فيها رصيناً وواثقاً من نفسه، ومتمكناً من التعبير عما يجول في خاطره بمنطق سديد. غير أن الجمهور أعاد اكتشافه حقاً خلال مشاركته في حملتين انتخابيتين في ولايتين هنديتين. ومع أنه – كما يرى مراقبون – لا يبدو في مستوى رئيس الوزراء اليميني الحالي ناريندرا مودي، فإن راهول غاندي طوّر لنفسه أسلوباً خاصاً به، وظهر على المنابر هادئاً وواثقاً بنفسه، وخطيباً متمكناً يخاطب مستمعيه على مهل، بوضوح وفاعلية من دون تعقيد.
لقد كانت خطب راهول غاندي الأخيرة مصوبة بقوة على مودي وسياساته، ومن سماتها الصيغة التفاعلية مع عبارات مختارة جذابة تعلق في الأذهان. كذلك دأب على الظهور وسط الجموع بوجه نصف حليق مرتدياً زياً تقليدياً - «كورتا» أبيض - منتعلاً حذاءً رياضياً. وهذا، بعدما كان قبل بضع سنوات يشاهَد في شوارع دلهي على صهوة دراجة نارية مع صهره روبرت فادرا، وهو أمر كان يثير حفيظة حراسه الأمنيين. ثم إنه، حافظ على صورة عامة له بين الناس العاديين كزعيم على تواصل وتفاعل معهم، بما قرع أبواب بيوتهم والتحادث معهم إبان حملاته الانتخابية، وهو يفضل اللقاءات الحميمة الصغيرة، حيث يصغي ويجيب على المهرجانات الحاشدة التي تضيع فيها العلاقة الشخصية.
من رافقوا مسيرة أبيه راجيف يقولون: إن راهول يذكّرهم به تماماً، ولا سيما عندما يهرب من طاقم حرسه ليصافح أفراد الجمهور ويحييهم. وفي إحدى المناسبات أخيراً، انتشرت صورة له في وسائل التواصل الاجتماعي وهو يحتضن محاضرة غير متفرغة بمدينة أحمد آباد، أثناء مشاركته في حملة انتخابية بولاية غجرات – معقل غريمه رئيس الوزراء الحالي مودي –، وذلك بعدما شكت له معاناة المعلمين في الولاية.
وهنا، ترى رأي البروفسورة غوربريت ماهاجان، أستاذة العلوم السياسية في جامعة جواهرلال نهرو بنيودلهي، أنه «سيظل ينظَر إليه (راهول غاندي) على أنه زعيم بالوراثة، لكن التحدي الحقيقي أمامه في نهاية المطاف هو ما سيقدّمه لحزبه... الدرع الوحيد الذي يحميه من الانتقاد سيكون الأداء السياسي».
من جهة ثانية، جاء في عمود رأي نشرته صحيفة «الفاينانشيال تايمز» خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أنه «شخص قريب إلى القلب وطيب، إلا أنه يفتقر إلى العزيمة الطامحة إلى الفوز أو غريزة الغلبة وإنهاء الخصوم، وهما من السمات الضرورية لمعارك السياسة في الهند».
وحقاً، في استطلاع أجراه «مركز بيو للأبحاث» في وقت سابق من العام الحالي، حصل راهول على نسبة 58 في المائة فقط من التقدير الإيجابي، وكشف عن أن رئيس الوزراء مودي يتفوق عليه بـ30 نقطة مئوية.
أما ما يقوله هو فجاء خلال مقابلة تلفزيونية قال فيها «في مشوار حياتي شاهدت كيف قتلت جدتي، وكيف قتل أبي... شاهدت أيضاً جدتي وهي تساق إلى السجن. لقد عرفت الكثير من الألم في صغري». وأردف: «عندما تحدث لك هذه الأمور، هل هناك شيء يمكن أن يخيفني؟ إطلاقاً ليس هناك شيء أخاف منه».
في ضوء هذه الثقة بالنفس، يرى مناصروه أنه نجح بالفعل خلال الأشهر الفائتة في تسديد ضرباته موجعة لخصومه، وذلك بعد فترة طويلة بدا فيه حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي اليميني بزعامة مودي وكأنه قوة لا تُقهر.

التحديات المرتقبة
الانتخابات العامة الهندية مقررة عام 2019، وتحضيراً لها، سيتوجب على راهول غاندي إعادة تركيب تحالفات حزبه وترتيب أوضاعه وعلاقاته مع القوى المحلية والإقليمية. وما لا شك فيه، أن على حزب المؤتمر بناء تحالفات انتخابية مع القوى العلمانية والديمقراطية التي تنسجم من فلسفته، وتنفر من التشدد الديني – القومي الذي يشكل صلب تفكير بهاراتيا جاناتا وممارساته. وكما ترى البروفسورة زويا حسن، الأستاذة المتقاعدة في مركز العلوم السياسية بجامعة جواهرلال نهرو «مع بدء المرحلة الانتقالية باتجاه عصر زعامة راهول، فإن الزعيم الجديد سيواجه تحديين: الأول هو إثبات القدرات القيادية الشخصية، والآخر هو إعادة بناء المؤسسة الحزبية وتوجهاتها من أجل إعادتها صوتاً سياسيا مسموعاً».
في هذا السياق، سيكون على الزعيم الجديد المبادرة إلى التفاهم مع أحزاب أخرى بهدف تشكيل تحالفات عريضة قوية. وفي لغة الأرقام، حصل في آخر انتخابات، حزب المؤتمر الهندي على نسبة 19.3 في المائة من التأييد مقابل 31 في المائة لبهاراتيا جاناتا. وهذا يعني أنه سيكون بمقدور المؤتمر تحدي الحزب الهندوسي الحاكم إذا أحسن توزيع القوى والأدوار وتقاسم المقاعد وتبادل الأصوات مع الأحزاب والقوى الأخرى، ولا سيما إذا عقد معها تحالفات تأهباً لانتخابات 2019.



بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا

صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)
صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)
TT

بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا

صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)
صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)

نفت بكين، اليوم الثلاثاء، «كل المزاعم بتجسس صيني مزعوم» منددة بـ«افتراء» بحقها، بعيد إعلان برلين توقيف مساعد لنائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين، وذلك غداة توقيف 3 ألمان بالشبهة ذاتها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ونبين، إن «نظرية التهديد بتجسس صيني مزعوم ليست أمراً جديداً لدى الرأي العام الأوروبي»، مديناً «افتراء» هدفه «القضاء على جو التعاون بين الصين وأوروبا»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلن الادعاء العام الاتحادي الألماني، اليوم الثلاثاء، أنه تمّ القبض على الموظف في مدينة دريسدن بتهمة تمرير معلومات من البرلمان الأوروبي. وبحسب مصادر أمنية، فإن الموظف المعتقل يعمل لدى النائب في البرلمان الأوروبي، ماكسيميليان كراه، المنتمي لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي. ولم يذكر الادعاء العام حتى الآن اسم النائب.

ووفقاً لمكتب المدعي العام الاتحادي، ألقى أفراد المكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية سكسونيا القبض على الموظف أمس (الاثنين)، في دريسدن، وتم تفتيش منازل خاصة بالمتهم.

وذكر الادعاء العام أن الموظف متهم بممارسة أنشطة تجسسية لصالح استخبارات أجنبية في وقائع بالغة الخطورة. ويشتبه في أن المواطن الألماني يان جي يعمل موظفاً لدى جهاز استخباراتي صيني. وبحسب تقارير لشبكة «إيه آر دي» الإعلامية وصحيفة «دي تسايت» الألمانية، يعمل المتهم منذ عام 2019 لدى النائب في البرلمان الأوروبي، كراه.

وبحسب المدعي العام الاتحادي، مرر المتهم على نحو متكرر معلومات حول مفاوضات وقرارات في البرلمان الأوروبي منذ يناير (كانون الثاني) الماضي. ويُشتبه أيضاً في أنه تجسس على معارضين صينيين في ألمانيا لصالح الاستخبارات الصينية. ومن المقرر أن يمثل المتهم أمام قاضي التحقيقات في المحكمة الاتحادية في وقت لاحق اليوم.

وقال المكتب الاتحادي لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليوم (الثلاثاء): «التقارير المتعلقة باعتقال أحد موظفي السيد كراه للاشتباه في قيامه بالتجسس مثيرة للقلق للغاية. وبما أنه ليست لدينا حالياً أي معلومات إضافية حول هذه القضية، سيتعين علينا انتظار مزيد من التحقيقات من قبل المدعي العام الاتحادي». وكانت السلطات الألمانية اعتقلت أمس (الاثنين)، 3 أفراد في دوسلدورف وباد هومبورغ للاشتباه في تجسسهم لصالح الصين.

وتشتبه السلطات في أن المتهمين، وهم رجلان وامرأة، حصلوا على معلومات حول التكنولوجيا العسكرية في ألمانيا لنقلها إلى الاستخبارات الصينية. وفي وقت الاعتقالات كان المتهمون يجرون مفاوضات حول مشروعات بحثية يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص لتوسيع القوة القتالية البحرية للصين.


الصين تصدر أعلى مستوى إنذار بعد أمطار غزيرة وفيضانات جنوب البلاد

تظهر هذه الصورة الجوية  المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الجوية المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين تصدر أعلى مستوى إنذار بعد أمطار غزيرة وفيضانات جنوب البلاد

تظهر هذه الصورة الجوية  المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الجوية المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)

أصدرت السلطات الصينية اليوم (الثلاثاء) أعلى مستوى إنذار في مناطق بجنوب البلاد بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل في مقاطعة قوانغدونغ، وهي الأكبر من حيث التعداد السكاني.

وبات مستوى الإنذار الأحمر نافذاً اعتباراً من الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينتش) الثلاثاء في شينزن، وفق ما أفادت هيئة الأرصاد الجوية في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 17.7 مليون نسمة، والواقعة مقابل هونغ كونغ.

وحذّرت السلطات من خطر «مرتفع للغاية» من حصول فيضانات خلال فترة من تساقط الأمطار الغزيرة يتوقع أن تستمر لما بين «ساعتين وثلاث ساعات».

والأمطار الغزيرة ليست أمراً غير معتاد في جنوب الصين، خصوصاً في الصيف، إلا أنها نادراً ما تحصل خلال فصل الربيع.

وتشهد قوانغدونغ أمطاراً غزيرة منذ الخميس. وهذه المقاطعة هي الأكبر من حيث عدد السكان في الصين مع 127 مليون نسمة، وتحظى بأهمية محورية في قطاع الصناعة، إذ تضم عشرات الآلاف من المصانع، وغالبية إنتاجها مخصص للتصدير.

وأدت الأمطار والفيضانات إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وإجلاء عشرات الآلاف من السكان، وفق ما أفادت السلطات في حصيلة صادرة الاثنين.

مشهد من أعلى لمياه الأمطار والفيضانات التي تغمر جنوب الصين (أ.ف.ب)

وتسبّب هطول الأمطار في ارتفاع منسوب الأنهر، وأثار مخاوف من فيضانات «لا يحدث مثلها سوى مرّة واحدة في قرن من الزمن»، وفق السلطات.

انزلاق للتربة

والظواهر المناخية القصوى معروفة في الصين، لكنها اشتدّت في الأعوام الأخيرة في البلد الذي شهد فيضانات غزيرة، وموجات جفاف حاد، ودرجات حرارة قياسية.

ويجعل التغيّر المناخي الناجم عن غازات الدفيئة البشرية المصدر الظواهر المناخية القصوى أكثر شدّة وتواتراً، مع العلم أن الصين هي أكبر ملوِث بهذه الغازات.

وفي سبتمبر (أيلول)، عانت شينزن من هطول أمطار غزيرة كانت الأشد منذ بدء تسجيل الإحصاءات المناخية في العام 1952، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.

وفي الأيام الأخيرة، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» الرسمية أنّه تمّ إجلاء أكثر من مائة ألف شخص في قوانغدونغ، ونقلهم إلى أماكن أخرى، وتم إجلاء جزء منهم من تشينغيوان الواقعة على ضفتي نهر بي في منطقة دلتا نهر اللؤلؤة.

وتسبّب سوء الأحوال الجوية في الأيام الأخيرة في انزلاقات للتربة في مناطق جبلية.

وفي هذا الإطار، أفادت قناة «سي سي تي في» الحكومية عن إصابة ستة أشخاص على الأقل جراء انزلاقات للتربة في منطقة جيانغوان في شمال مقاطعة قوانغدونغ.

وتُظهر لقطات بثّتها القناة منازل على ضفاف نهر دمّرها سيل من الطين، وأشخاصاً يعالَجون من قبل خدمات الطوارئ في ملعب رياضي غمرت المياه أرضيته.

وحذرت خدمات الأرصاد الجوية من أن المقاطعات المتاخمة لقوانغدونغ، بما في ذلك فوجيان (شرق) وقويتشو (جنوب غرب)، ستهطل عليها أمطار غزيرة.


آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من الكوارث المناخية في 2023

رجال إنقاذ تابعون لوزارة الطوارئ الكازاخستانية يقومون بإجلاء السكان من منطقة الفيضانات في كاراتشاجاناك في غرب دولة كازاخستان  (إ.ب.أ)
رجال إنقاذ تابعون لوزارة الطوارئ الكازاخستانية يقومون بإجلاء السكان من منطقة الفيضانات في كاراتشاجاناك في غرب دولة كازاخستان (إ.ب.أ)
TT

آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من الكوارث المناخية في 2023

رجال إنقاذ تابعون لوزارة الطوارئ الكازاخستانية يقومون بإجلاء السكان من منطقة الفيضانات في كاراتشاجاناك في غرب دولة كازاخستان  (إ.ب.أ)
رجال إنقاذ تابعون لوزارة الطوارئ الكازاخستانية يقومون بإجلاء السكان من منطقة الفيضانات في كاراتشاجاناك في غرب دولة كازاخستان (إ.ب.أ)

أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليوم الثلاثاء أن آسيا كانت «الإقليم الأكثر تضرراً من الكوارث» المرتبطة بالمناخ في العام 2023، حيث أودت الفيضانات والعواصف بحياة ضحايا، وكانت لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد.

وقالت الأمينة العامة للمنظمة سيليستى ساولو في تقرير صادر عن المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن «2023 كان العام الأحرَّ على الإطلاق الذي شهده الكثير من بلدان الإقليم طوال تاريخها، إلى جانب ما شهدته من وابلٍ من الظروف المتطرفة التي تراوحت من الجفاف، وموجات الحر إلى الفيضانات، والعواصف»، وفقاً لما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وأضافت «أدى تغيّر المناخ إلى زيادة تواتر هذه الظواهر، وتفاقُم شدتها، وهو ما يخلِّف آثاراً بالغة على المجتمعات، والاقتصادات، والأهم من ذلك، على حياة البشر، والبيئة التي نعيش فيها».

وسلَّط هذا التقرير عن حالة المناخ في آسيا في 2023 الضوء على المعدل المتسارِع لمؤشرات تغير المناخ الرئيسية، مثل درجة حرارة السطح، وانحسار الأنهار الجليدية، وارتفاع مستوى سطح البحر، وهي مؤشرات ستكون لها عواقب كبيرة على المجتمعات، والاقتصادات، والنظم الإيكولوجية في الإقليم.

ففي عام 2023، سجَّلت درجات حرارة سطح البحر في شمال غربي المحيط الهادئ مستويات هي الأعلى على الإطلاق، بل إن المنطقة القطبية الشمالية تأثرت بموجة حر بحرية، وفق التقرير.

وترتفع درجات الحرارة في آسيا بمعدل أسرع من المتوسط العالمي. وهذا الاتجاه للاحترار قد تضاعف تقريباً منذ الفترة 1961 - 1990.

ووفقاً لقاعدة البيانات الدولية للكوارث، أُبلِغ في عام 2023 عما مجموعه 79 كارثة حدثت في آسيا نجمت عن ظواهر جوية، وهيدرولوجية خطيرة. وارتبط أكثر من 80 في المائة من هذه الكوارث بالفيضانات، والعواصف، وأدت إلى وفاة أكثر من 2000 شخص، وتضرُّر تسعة ملايين آخرين تضرراً مباشراً.

وقالت الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ أرميدا سالسيا أليجاهبانا «تأثرت البلدان المُعرَّضة للخطر أكثر من غيرها مرة أخرى في عام 2023. فعلى سبيل المثال، ضرب الإعصار المداري موكا بنغلاديش، وميانمار، وهو أقوى إعصار تشكَّل في خليج البنغال في العقد الماضي. ويرجع الفضل إلى الإنذار المبكر، والتأهب الأفضل في إنقاذ آلاف الأرواح».


سيول: بيونغ يانغ ستواجه نهاية نظامها إذا استخدمت أسلحة نووية

إطلاق صاروخ من مكان غير معلوم في كوريا الشمالية في هذه الصورة غير المؤرخة التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية (رويترز)
إطلاق صاروخ من مكان غير معلوم في كوريا الشمالية في هذه الصورة غير المؤرخة التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية (رويترز)
TT

سيول: بيونغ يانغ ستواجه نهاية نظامها إذا استخدمت أسلحة نووية

إطلاق صاروخ من مكان غير معلوم في كوريا الشمالية في هذه الصورة غير المؤرخة التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية (رويترز)
إطلاق صاروخ من مكان غير معلوم في كوريا الشمالية في هذه الصورة غير المؤرخة التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية (رويترز)

حذّرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اليوم (الثلاثاء) من أن كوريا الشمالية ستواجه نهاية نظامها إذا حاولت استخدام أسلحة نووية، بعد أن قالت كوريا الشمالية إنها أجرت تدريبات صاروخية تحاكي هجوماً نووياً مضاداً، بحسب «وكالة الأنباء الألمانية».

وقالت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية إن الزعيم كيم جونغ أون قاد يوم الاثنين تدريبات تكتيكية تحاكي هجوماً نووياً مضاداً تشارك فيه قاذفات صواريخ متعددة كبيرة جداً ضد أهداف للعدو، وفقاً لوكالة «يونهاب» للأنباء.

وأكدت المتحدثة باسم الوزارة جيون ها كيو في مؤتمر صحافي دوري أنه «إذا حاولت كوريا الشمالية استخدام الأسلحة، فستواجه رداً فورياً، وساحقاً، وحاسماً من التحالف الكوري الجنوبي الأميركي، وسيواجه النظام الكوري الشمالي نهايته».

وقالت جيون إن استفزازات كوريا الشمالية المستمرة لن تؤدي إلا إلى تعزيز القدرات العسكرية لكوريا الجنوبية، والردع الأميركي الموسع، وتعاونهما الأمني الثلاثي الذي يشمل اليابان.


مقتل 10 في تصادم مروحيتين تابعتين للبحرية الماليزية (فيديو)

عمال الإنقاذ في موقع تحطم طائرتين هليكوبتر في ماليزيا (أ.ب)
عمال الإنقاذ في موقع تحطم طائرتين هليكوبتر في ماليزيا (أ.ب)
TT

مقتل 10 في تصادم مروحيتين تابعتين للبحرية الماليزية (فيديو)

عمال الإنقاذ في موقع تحطم طائرتين هليكوبتر في ماليزيا (أ.ب)
عمال الإنقاذ في موقع تحطم طائرتين هليكوبتر في ماليزيا (أ.ب)

قالت البحرية الماليزية في بيان إن عشرة أشخاص لقوا حتفهم، اليوم الثلاثاء، بعد تصادم طائرتين هليكوبتر في الجو خلال تدريب على عرض للبحرية الملكية الماليزية.

وأضافت أن جميع الأشخاص العشرة كانوا من أفراد طاقم الطائرتين، مشيرة إلى أن الحادث وقع في قاعدة لوموت البحرية في ولاية بيراك الغربية الساعة 9:32 صباح الثلاثاء (01:32 بتوقيت غرينتش)، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت البحرية «تم التأكد من وفاة جميع الضحايا في مكان الحادث قبل إرسالهم إلى مستشفى قاعدة لوموت العسكرية للتعرف عليهم».


زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورة تحاكي «هجوماً نووياً مضاداً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أ.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أ.ب)
TT

زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورة تحاكي «هجوماً نووياً مضاداً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أ.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أ.ب)

أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على مناورة تحاكي «هجوماً نووياً مضادّاً»، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، اليوم الثلاثاء.

وأتى هذا الإعلان غداة رصد الجيش الكوري الجنوبي إطلاق كوريا الشمالية دفعة من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى باتجاه بحر اليابان، في أحدث حلقة من مسلسل الاختبارات الصاروخية التي تجريها بيونغ يانغ منذ مطلع العام.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، صباح الثلاثاء، إنّه خلال المناورة التي جرت الاثنين وشاركت فيها «وحدات راجمات صواريخ ضخمة للغاية»، أشاد كيم «بقوة ودقة» الصواريخ التي «أصابت هدفها على جزيرة» تقع على بُعد 352 كلم.

شاشة تلفزيون في سيول تعرض عملية إطلاق صواريخ كورية شمالية (أ.ب)

وأوضحت الوكالة أنّ كيم «أشرف على تدريب تكتكي مشترك يحاكي هجوماً نووياً مضادّاً». ونقلت الوكالة عن كيم إعرابه عن «ارتياحه الكبير» لنجاح هذه التدريبات.

كان الجيش الكوري الجنوبي أعلن، الاثنين، أنّ الصواريخ الكورية الشمالية أُطلقت من منطقة بيونغ يانغ وحلّقت لمسافة تناهز 300 كيلومتر قبل أن تسقط في المياه شرقي شبه الجزيرة الكورية.

ووفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، وصف الجيش الكوري الجنوبي هذه التجربة بأنها «استفزاز صارخ».


تقرير: رمضان قديروف يعاني من مرض بالبنكرياس

رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف (د.ب.أ)
رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف (د.ب.أ)
TT

تقرير: رمضان قديروف يعاني من مرض بالبنكرياس

رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف (د.ب.أ)
رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف (د.ب.أ)

انتشرت مجدداً في روسيا شائعات بشأن صحة رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، بعدما أفادت تقارير إعلامية بأنه يعاني من مرض عضال في البنكرياس لا يمكن الشفاء منه، وفق ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية».

وتناولت صحيفة «نوفايا غازيتا يوروب»، التي تصدر خارج روسيا، الاثنين، الحالة الصحية لقديروف الموالي لروسيا.

ولم يعلق جهاز السلطة التابع لقديروف، والذي نفى شائعات مماثلة قبل أشهر قليلة، بشكل رسمي على التقرير الإعلامي الأخير، إلا أن الصحيفة، جيدة الاطلاع، كتبت أن «الحالة الصحية لرمضان قديروف (47 عاماً) لا تترك أي أمل في الشفاء». وأضافت الصحيفة أنه يتعين على موسكو الآن أن تقرر عملياً كيف ستحافظ على الاستقرار (في جمهورية الشيشان) بعد (وفاة) الديكتاتور الشيشاني القوي».

وأشارت الصحيفة التي أسسها الحائز جائزة نوبل للسلام دمتري موراتوف، إلى مصادر مقربة من قديروف وكذلك أطباء في مستشفى الإدارة الرئاسية الروسية.

في غضون ذلك، نُشر فيديو، اليوم، على قناة قديروف على تطبيق «تلغرام» يظهره وهو يشارك في اجتماع للحكومة الإقليمية في العاصمة الشيشانية جروزني. ومن غير المرجح أن يبدد التسجيل التكهنات بشأن الحالة الصحية لقديروف، حيث كان يجلس من دون حركة تقريباً أمام الطاولة، ويتحدث فقط ببطء وبصعوبة واضحة.


اتّهامات لمودي باستهداف المسلمين في خطاب انتخابي

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (أ.ب)
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (أ.ب)
TT

اتّهامات لمودي باستهداف المسلمين في خطاب انتخابي

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (أ.ب)
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (أ.ب)

تقدّم «حزب المؤتمر»، أبرز فصيل سياسي معارض في الهند، بشكوى إلى اللجنة الانتخابية، اليوم (الاثنين)، يتّهم فيها رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومي الهندوسي بـ«استهداف صارخ» للأقلية المسلمة في البلاد خلال خطاب انتخابي.

وقال زعيم «حزب المؤتمر» أبهيشيك مانو سينغفي إن بيان مودي «مرفوض تماماً» ويخرق بنود القانون التي تحظر على المرشحين مطالبة المواطنين بالتصويت أو الامتناع عن التصويت لأي شخص على أساس «الدين» أو «الجماعة» الاجتماعية أو «الرموز الدينية».

وأضاف سينغفي للصحافيين: «لقد طلبنا من لجنة الانتخابات أن توضح أن هذا هو الموقف المنصوص عليه في القانون»، وطالبها باتخاذ إجراءات ضد مودي بالطريقة ذاتها التي ستتخذها ضد أي شخص آخر متهم بارتكاب جرائم مماثلة.

والهند أكبر بلدان العالم من حيث التعداد السكاني، علمانية دستورياً وتحظر قوانينها الانتخابية من التجييش «الطائفي».

تعد سياسة مودي التي تضع الهندوس في المقام الأول عامل جذب أساسياً لناخبيه، في حين يتّهمه خصومه بتهميش مسلمي البلاد البالغ عددهم 200 مليون فرد. وعادة ما يتجنب رئيس الوزراء التطرّق صراحة إلى مسألة الديانة، كما أن عبارة «هندوس» لا ترد في البيان الانتخابي لحزبه «بهاراتيا جاناتا» الواقع في 76 صفحة.

لكن خلال تجمّع انتخابي نظّم في نهاية الأسبوع في راجستان، قال مودي إن الحكومة السابقة كانت تعد أن «للمسلمين الأحقية في ثروات الأمة».

وقال إنه في حال فاز «حزب المؤتمر» فإن الثروات «ستُوزع على من لديهم العدد الأكبر من الأولاد. ستُوزّع على المتسلّلين!!». وأضاف: «هل تعتقدون أن أموالكم التي جنيتموها بشق الأنفس يجب أن تُعطى لمتسلّلين؟ هل تقبلون بذلك؟!».

وقال معارضون إن مودي أشار في تصريحاته إلى مسلمين. وقال «حزب المؤتمر» في الشكوى التي تقدّم بها أمام اللجنة الانتخابية إن التصريحات «المثيرة للانقسام والمرفوضة والخبيثة» كانت موجّهة إلى «فئة دينية محدّدة»، وتنطوي على «انتهاكات صارخة ومباشرة لقوانين انتخابية».

وعدّ الحزب في شكواه أن التصريحات «هي الأسوأ على الإطلاق التي تصدر عن رئيس وزراء في المنصب خلال تاريخ الهند».

ويُتوقّع أن يفوز مودي وحزبه «بهاراتيا جاناتا» في الانتخابات الماراثونية التي بدأت يوم الجمعة الماضي، ويُفترض أن تصدر نتائجها في الرابع من يونيو (حزيران).

في وقت سابق من العام الحالي، حضر مودي تدشين معبد كبير مكرّس للإله رام، شيّد في موقع مسجد أثري هدمه متشدّدون هندوس. وغالباً ما يتطرّق حزب «بهاراتيا جاناتا» إلى المعبد في حملته الانتخابية.

وقال المتحدث باسم الحزب غوراف بهاتيا في تصريح لصحافيين إن مودي «كان يسمي الأشياء بأسمائها»، وإن تصريحاته تعبّر عمّا يدور في أذهان الناس.


الصين تكتسح انتخابات المالديف

مسؤولة انتخابية تعرض بطاقة اقتراع في ماليه الأحد (أ.ف.ب)
مسؤولة انتخابية تعرض بطاقة اقتراع في ماليه الأحد (أ.ف.ب)
TT

الصين تكتسح انتخابات المالديف

مسؤولة انتخابية تعرض بطاقة اقتراع في ماليه الأحد (أ.ف.ب)
مسؤولة انتخابية تعرض بطاقة اقتراع في ماليه الأحد (أ.ف.ب)

سيسمح الفوز الساحق لحزب «المؤتمر الوطني الشعبي» في الانتخابات التشريعية بالمالديف، للرئيس محمد مويزو، بإعادة الأرخبيل الاستراتيجي بالمحيط الهندي إلى فلك الصين، كما يرى دبلوماسيون ومحللون.

وقال دبلوماسي غربي في كولومبو عاصمة سريلانكا المجاورة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الصين ربحت في هذه الانتخابات في نهاية المطاف».

وتفيد النتائج الأولية، التي نشرت الاثنين، بأن المؤتمر الوطني الشعبي حزب الرئيس مويزو، سيشغل 67 مقعداً في البرلمان المؤلف من مجلس واحد، ويضم 93 عضواً فقط.

ولم يكن هذا الحزب يشغل سوى 8 مقاعد في المجلس التشريعي المنتهية ولايته، ما تسبب في شل عمل الرئيس الذي انتخب في سبتمبر (أيلول).

ويفترض أن تمضي الآن سلسلة من المشروعات التي تمولها وتبنيها الصين، قدماً.

ملصقات انتخابية في العاصمة المالديفية ماليه (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال أحد مساعدي الرئيس طالباً عدم كشف هويته: «إنها نتيجة لم تكن متوقعة» في معسكره. وأكد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «الناس آمنوا بوعوده بشأن الجسور والمطارات، خصوصاً الإسكان».

وكان الرئيس مويزو (45 عاماً) من أوائل الذين أدلوا بأصواتهم الأحد في مدرسة بماليه الجزيرة - العاصمة التي تضم أكبر عدد من السكان بين جزر الأرخبيل، وكان مويزو رئيس بلديتها بين 2021 و2023. وقد حث مواطني جزر المالديف على الاقتراع.

وكان هذا المهندس المدني وزيراً للإنشاءات في حكومة الرئيس السابق عبد الله يمين (2013 - 2018)، ومسؤولاً عن تنفيذ عدد من مشروعات البنية التحتية في المالديف تمولها الصين.

وخلال فترة حكمه الاستبدادي، اقترض يمين بكثافة من الصين لمشروعات البناء مما جعل الأرخبيل، المشهور بمنتجعاته الفاخرة، معقلاً للتنافس الجيوسياسي.

الرئيس المالديفي محمد مويزو (أرشيفية - رويترز)

الأمل في تنمية

يتعلق أكبر مشروع ببناء جزيرة تضم 30 ألف مسكن بالقرب من ماليه، تسمى رأس ماليه ودفعت الناخبين إلى التصويت على ما يبدو، كما يرى محللون.

وقالت عائشة نوزوها (29 عاماً) وهي موظفة بشركة خاصة في ماليه: «صوتّ لصالح مرشح الحكومة لتعزيز الأمل في التنمية بدائرتي الانتخابية».

وقبل أسبوع من التصويت، منح مويزو عقوداً تزيد قيمتها على 250 مليون دولار لشركات حكومية صينية لبناء 3 مصانع لاستغلال السمك.

وتشكل صادرات السمك المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية، بعد السياحة في الأرخبيل المكون من 1192 جزيرة مرجانية منتشرة على مسافة 800 كيلومتر في المحيط الهندي.

ومُنحت شركة صينية عقداً لم تكشف قيمته لتحويل مهبط طائرات وطني إلى مطار دولي.

وقالت فاطمة رشيدة (47 عاماً) وهي ربة منزل في ماليه، إن «الناس صوتوا لصالح حزب مويزو لأنهم يعتقدون أنه سيفي بوعوده».

الهند إلى الخارج

في يناير (كانون الثاني) وفي أول زيارة له إلى الخارج، اختار مويزو التوجه إلى الصين، حيث وقع نحو 20 اتفاقية.

ملصقات انتخابية في العاصمة المالديفية ماليه (أرشيفية - أ.ف.ب)

وحذرت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، الدول النامية من فخ الديون و«طريق الحرير الجديدة»، وهو مشروع صيني ضخم للاستثمار في البنية التحتية.

وحذر صندوق النقد الدولي جزر المالديف من «ضائقة المديونية»، داعياً إلى «تعديلات عاجلة في السياسة»، من دون ذكر تفاصيل.

وقدر البنك الدولي إجمالي الدين الخارجي لجزر المالديف بنحو 3.99 مليار دولار، أو 71 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2022.

وخلال الحملة الرئاسية، وعد محمد مويزو المعسكر القومي بطرد الجنود الهنود البالغ عددهم 89 عسكرياً والمتمركزين في الأرخبيل للقيام بدوريات استطلاعية فوق المناطق البحرية المالديفية الشاسعة.

وقال مسعود عماد، سفير جزر المالديف لدى سريلانكا، إن «الأعمال التجارية مع الصين لن تتم على حساب العلاقات مع الهند، ومن الممكن توسيع العلاقات مع نيودلهي أيضاً».

وغادرت دفعة أولى من العسكريين الهنود جزر المالديف الشهر الماضي، على أن يكتمل الانسحاب بحلول 15 مايو (أيار).

وقال أحد كبار الموظفين الحكوميين إن «حملة (الهند إلى الخارج) فازت» بالرئاسة، و«الوعد بتأمين السكن أكسب (مويزو) الفوز» في البرلمان.


تحقيق: الصين جمدت الجهود المحلية والدولية الهادفة لتتبع أصول «كورونا»

ممرضان بملابس واقية في إحدى المدن الصينية (أرشيفية - د.ب.أ)
ممرضان بملابس واقية في إحدى المدن الصينية (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

تحقيق: الصين جمدت الجهود المحلية والدولية الهادفة لتتبع أصول «كورونا»

ممرضان بملابس واقية في إحدى المدن الصينية (أرشيفية - د.ب.أ)
ممرضان بملابس واقية في إحدى المدن الصينية (أرشيفية - د.ب.أ)

توصل تحقيق أجرته وكالة أنباء «أسوشييتد برس» إلى أن الحكومة الصينية جمدت الجهود المحلية والدولية الهادفة لتتبع أصول فيروس «كورونا» منذ الأسابيع الأولى من تفشيه، على الرغم من تصريحاتها العلنية التي تدعم التحقيق العلمي للعثور على مصدر الوباء الذي قتل الملايين وأصاب العالم بالشلل لعدة أشهر.

ووفقاً للتحقيق، فإن هذا النمط في التعامل مع هذه الأزمة مستمر حتى يومنا هذا، مع إغلاق البلاد عدداً من المختبرات، وعدم تعاون الجهات الصحية الحكومية مع العلماء والباحثين، وإجبار العلماء الأجانب على الخروج، ومنع الباحثين الصينيين من مغادرة البلاد.

واستند التحقيق إلى آلاف الصفحات من رسائل البريد الإلكتروني والوثائق غير المكشوف عنها وعشرات المقابلات التي أظهرت أن تجميد الصين لجهود البحث عن أصل الفيروس بدأ في وقت أبكر بكثير مما كان معروفاً من قبل، وتضمن اقتتالاً سياسياً وعلمياً داخلياً في الصين بقدر توجيه أصابع الاتهام لبكين على المستوى الدولي.

وفي 6 يناير (كانون الثاني) 2020، أغلق مسؤولو الصحة في بكين مختبر عالم صيني قام بالبحث في تسلسل الفيروس ومنعوا الباحثين من العمل معه، وفقاً للتحقيق.

ومنذ ظهوره، تساءل المجتمع العلمي العالمي عما إذا كان فيروس «كورونا» قد انتقل من حيوان أم جاء من حادث معملي. ويشير تحليل للاستخبارات الأميركية إلى عدم وجود أدلة كافية لإثبات أي من النظريتين، لكن هذه الأزمة أدت إلى زيادة توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

وعلى النقيض من الولايات المتحدة، هناك القليل من النقاش حالياً حول مصدر المرض، الذي تم اكتشافه لأول مرة في مدينة ووهان بوسط البلاد.

وأُعيقت الجهود الأولية الحاسمة من قبل البيروقراطيين في ووهان الذين حاولوا تجنب إلقاء اللوم على الحكومة المركزية، التي كممت العلماء الصينيين وأخضعت مسؤولي منظمة الصحة العالمية الزائرين لجولات مرتبة من قبل المسؤولين، لتضعف الفرص المبكرة لجمع المعلومات المهمة في هذا الشأن.

وتم أول بحث معروف علناً عن الفيروس في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019، عندما زار علماء المركز الصيني لمكافحة الأمراض سوق ووهان حيث ظهرت العديد من حالات الإصابة المبكرة بـ«كورونا».

ومع ذلك، سمع مسؤولو منظمة الصحة العالمية عن تفتيش سابق للسوق في 25 ديسمبر 2019، وفقاً لتسجيل اجتماع سري لمنظمة الصحة العالمية قدمه أحد الحضور إلى وكالة «أسوشييتد برس». ولم يتم ذكر مثل هذا التحقيق علناً من جانب السلطات الصينية أو منظمة الصحة العالمية.

وفي التسجيل، ذكر كبير خبراء الفيروسات الحيوانية في منظمة الصحة العالمية، بيتر بن مبارك، التاريخ السابق للتفتيش، ووصفه بأنه «تفصيلة مثيرة للاهتمام». وقال لزملائه إن المسؤولين «ينظرون إلى ما هو معروض للبيع في السوق، وما إذا كان جميع البائعين لديهم تراخيص وما إذا كان هناك أي تجارة غير قانونية للحيوانات البرية تحدث في السوق».

وسأل أحد الزملاء بن مبارك، الذي لم يعد يعمل في منظمة الصحة العالمية، عما إذا كان هذا الأمر يبدو غير عادي. فأجاب بأن «الأمر ليس روتينياً»، وأن الصينيين «لا بد أن يكون لديهم (سبب ما) لتفتيش السوق». وأضاف: «سنحاول معرفة ما حدث ولماذا فعلوا ذلك».

ورفض طلباً من «أسوشييتد برس» للتعليق على هذا الأمر.

ومن جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية في رسالة بالبريد الإلكتروني إنها «ليست على علم» بالتفتيش الذي أجري في 25 ديسمبر.

ومن ناحيته، قال إيان ليبكين، عالم الأوبئة بجامعة كولومبيا، إن جاو فو، رئيس مركز السيطرة على الأمراض في الصين، أخبره بأنه عندما وصل مسؤولو الصحة من بكين إلى ووهان في 31 ديسمبر «قرروا تطهير السوق قبل جمع العينات»، مما أدى إلى تدمير المعلومات المهمة حول الفيروس.

وفي 20 يناير 2020، وصل وفد من منظمة الصحة العالمية إلى ووهان في مهمة استغرقت يومين. ولم توافق الصين على السماح لهم بزيارة السوق، لكنهم زاروا أحد مختبرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الصين لفحص إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها، وفقاً لتقرير سفر داخلي لمنظمة الصحة العالمية.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الصين آنذاك، الدكتور غودن جاليا، لزملائه في اجتماع خاص، إن الاستفسارات حول أصول «كوفيد-19» لم يتم الرد عليها.

وبحلول ذلك الوقت، كان العديد من الصينيين غاضبين من حكومتهم. وتزايد الشعور بين الأطباء والعلماء الصينيين بأن بكين كانت تبحث عن شخص ما لإلقاء اللوم عليه.

الصين لم تتوقف عن البحث عن أصول فيروس «كورونا»

اللجنة الوطنية للصحة

وفي بيان أُرسل بالفاكس لـ«أسوشييتد برس»، دافعت وزارة الخارجية الصينية عن تعامل الصين مع الأبحاث المتعلقة بأصول «كورونا»، قائلة إن البلاد صريحة وتتبع الشفافية، وتتبادل البيانات والأبحاث اللازمة في هذا الشأن، وإنها «قدمت أكبر مساهمة في أبحاث أصول الفيروس».

وقالت اللجنة الوطنية للصحة، وهي أعلى هيئة طبية في الصين، إن البلاد «استثمرت قوى بشرية وموارد مادية ومالية ضخمة»، و«لم تتوقف عن البحث عن أصول فيروس (كورونا)».

ويحذر بعض العلماء من أن التجاهل المتعمد لأصول فيروس «كورونا» يترك العالم عرضة لتفشٍّ آخر، إلا أن هناك علماء آخرين يقولون إن تحديد كيفية بدء تفشي المرض هو أمر صعب للغاية، ومن النادر أن نعرف على وجه اليقين كيف تبدأ بعض الفيروسات في الانتشار.