مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

قانون أنديرا غاندي

للأبناء حق على الآباء، فالأب الذي لا يتحمل المسؤولية لا يستحق الأبوة، وما أكثر الآباء المحسوبين زوراً وبهتاناً على أنهم رجال، مع أنهم لا يمتّون إلى (الرجولة) الحقّة بأي صلة.
كذلك المرأة البليدة أو الظالمة أو المريضة نفسياً، التي تجرّع ضناها مرارة العلقم دون أن ترفّ في رمشها شعرة، أو يتحرك في أعماقها ضمير، مثل تلك المرأة (المشوهة) لا تمت إلى (الأمومة) الحقّة بأي صلة.
وما أكثر الوقائع والنماذج التي تخجل المبادئ الإنسانية منها، بعضها معروف وأكثرها مستتر خلف الجدران، وياما في البيوت من أسرار يشيب لها الولدان.
انظروا مثلاً إلى ذلك الرجل الإسرائيلي الذي عرض ابنته الرضيعة ذات الـ3 أشهر للبيع، مقابل 25 ألف دولار، لسداد دين مستحق عليه بسبب لعب القمار.
وتعثرت صفقة البيع بعدما اتضح أن المشتري هو شرطي سري، فقام بالقبض على الرجل وزوجته المتواطئة معه، بينما تم إيداع الرضيعة مقر الرعاية الاجتماعية.
وفي سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ القضاء، ألزم قاضٍ في ولاية أوهايو الأميركية مواطناً بعدم الإنجاب، وذلك بسبب امتناعه عن إعالة أبنائه الأربعة منذ عام 2009 – انتهى.
ومن هذه الناحية (حدِّثوا ولا حرج)، فمثل ذلك الرجل الأميركي هناك أشباه له في بلادنا العربية، هم أكثر من الهم على قلوبنا، ولو أنكم فتّشتم في المنازل والمحاكم والشوارع بل وحتى في السجون لتزلزلت أركان عقولكم، إذا كان لديكم عقول.
مثل هؤلاء الآباء إذا ثبت عليهم ذلك يجب أن يُحكم عليهم قسراً بعدم الإنجاب.
وهناك بعض الآباء قد لا يكونون ظَلَمة ولكنهم جَهَلة، فهناك رجل حالته المادية مزرية، وإمكاناته العلمية والمهنية معدومة، وبدلاً من أن يكتفي بابن واحد أو اثنين، لا يملأ عينه سوى ستة أو سبعة في عين العدو، ليعيشوا في كنفه على البؤس والكفاف.
بل إنني سمعت عن رجل في إحدى محافظات الجنوب لديه أكثر من عشرة أبناء – يعني فريق كرة قدم – والكارثة أنهم كلهم (متخلفون عقلياً)، وهو مصرٌّ على الاستمرار في الإنجاب على أمل أن يحظى بابن صحيح – هذا هو ما سمعت عنه قبل 5 أعوام تقريباً، ولا أدري الآن كم وصل عدد أبنائه.
مثل هذا الرجل يجب ألا يُمنع من الإنجاب فقط، ولكن يجب أن يطبَّق عليه قانون رئيسة الهند الراحلة أنديرا غاندي، حيث يصبح الرجل كأي أغا من الأغوات.
غير أن الرئيسة المسكينة ذهبت ضحية قانونها، عندما اغتالها بعض الرجال الفائرين الذين فقدوا (أعز ما يملكون)، وأصبحوا هم ونساؤهم سواءً بسواء.