مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

استشارة قانونية

جاء في الحديث الشريف: «تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك».
طبعاً إذا توفرت فيها جميع الشروط، فذلك هو (عز الطلب)، ولكن (آه من لكن)!
إن كلامي السابق ليس سوى مدخل، وهو ليس موضوعي اليوم، فالذي حفزني بالدرجة الأولى هي إحصائية عدلية قرأتها، وجاء فيها: إن الأحوال الشخصية بالمملكة رصدت ما لا يقل عن 1609 قضايا في عام واحد، وكلها شكايات مرفوعة من زوجات ثريات ضد أزواجهن الطامعين في أموالهن.
ومع الأسف أن هذه أصبحت (شبه ظاهرة)، إذ إن هناك بعض الرجال يبحث الواحد منهم عن زوجة لا يهمه من صفاتها إلاّ أن تكون (مريّشة).
وقد تناقشت مع أحد المحامين في هذا الموضوع، وقد اعتقد ذلك الأهبل لأول وهلة أنني أبحث عن زوجة ذات مال، فأخرسته موضحاً له أنني لا أطلب في حياتي غير السلامة (والفكّة من جحا غنيمة).
وعندما ذكرت له ذلك اطمأن نسبياً، وبدأنا نتحاور على أرضية صلبة، وقلت له:
لديَّ يا رعاك الله استشارة قانونية، حيث إن هناك امرأة لديها ما لا يقل عن مائة مليون ما بين نقد وعقارات آلت إليها من إرث، وهي الآن مصابة بمرض، وزوجها فوق أنه طامع بالأساس في ثروتها، إلاّ أنه كذلك (يلعب بذيله)، وأنت تعرف يعني إيه اللعب ويعني إيه الذيل.
قال: أيوه أعرف، ولكن اختصر وأعطني الزبدة. قلت له: أريد أن أشير عليها أن توكّلك أنت في هذه القضية وهي تثق بي وتسمع كلامي. فانفرجت أساريره، وقال: على الرحب والسعة. فقلت له: على شرط أن أناصفك في الأتعاب. فانقبضت أساريره، وقال: طيب أمري لله. فقلت له: إذاً ضعني في الصورة في البداية، ماذا تقترح عليها؟! قال: يجب عليها أن تنشئ في الحال شركة مغلقة بينها وبين أبنائها، وتسجل جميع العقارات باسم الشركة، بحيث تخصص نصيبها من تلك الشركة 60 في المائة، وكل سنة يتناقص نصيبها من تلك النسبة، حتى إذا جاء زوجها ليرث بهذه الحالة سيرث الربع من 5 في المائة، أي أنه لن يحصل من المائة مليون في النهاية إلا على 500 ألف ريال فقط لا غير، وبمعنى آخر أنه لن يحصل من كامل جسم الجمل إلا على أذن واحدة.
ذُهلت من نصيحته، غير أنني من باب المفاكهة سألته: لا مؤاخذة، هل فيك عرق يهودي؟! فألقمني حجراً عندما قال: الله أعلم من فينا الذي فيه ذلك العرق، هل هو أنا، أم هو ذلك (النمس) الذي يريد أن يشاركني في أتعابي؟!