مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

اللواتي ليس لهن حل

بمناسبة السماح للمرأة السعودية بحضور مباريات كرة القدم في الملاعب، قال لي أحدهم:
تحت إلحاح زوجتي لاصطحابي لها لحضور إحدى المباريات، رضخت لمطلبها واصطحبنا معنا طفلتنا التي هي في العاشرة من عمرها.
وعند انتهاء اللعب أمسكت بيد زوجتي ويد ابنتي، وبدأنا بالخروج وسط حشد من الأسر، ولاحظت أن زوجتي أخذت تضغط على يدي، ثم رفعت بصرها لي وهي تبتسم قائلة: أإلى هذا الحد أنت تخاف عليَّ ولا تريد أن تفقدني؟!
فصدمتها عندما قلت لها مصححاً: بل لا أريد أن أبحث عنك.
غير أن طفلتنا أعجبتني عندما تدخلت في الموضوع وهي تقول: الحقيقة إنني أحب مشاهدة مباريات الكرة في التلفزيون، تعرف ليه يا بابا؟!، فقلت لها: ليه؟!، ردت سريعاً، لأنني أستطيع بواسطة (الريموت)، أن أغير المحطة وقتما أريد.
***
طلبت زوجة أحد المشتغلين بالإحصاء من زوجها أن يأخذ أولادهما إلى نزهة في إحدى الحدائق القريبة، أثناء خروجها لشراء بعض الحاجات، فلما عادت وجدت زوجها قد أعد تقريراً جاء فيه:
طلب مني أن أراقب الأولاد الثلاثة لمدة 120 دقيقة، حدثت مشادات بينهم 9 مرات، ثبّت لهم أربطة الأحذية 12 مرة، اشتريت لهم بالونات بمعدل 3 لكل طفل، متوسط عمر البالون 12 ثانية، حذرت الأطفال من عبور الطريق وحدهم 21 مرة، أصر الأطفال على العبور 21 مرة، الوقت الحقيقي الذي انقضى في مراقبة الأطفال 180 دقيقة، المرات التي سأقوم فيها بمراقبة الأطفال بعد ذلك صفر - انتهى.
هل تمعنتم في هذه الإحصائية؟! الحقيقة أن بعض الأطفال ما لهم حل، وإليكم ما حصل:
ففي يوم عاصف في إحدى المناطق الثلجية أخذت إحدى المدرسات في روضة للأطفال تحذر تلاميذها الصغار من خطر اللعب على الثلج، ثم قالت لهم: كان لي أخ عزيز مثلكم عمره سبع سنوات، وذات يوم عاصف، خرج بزحافته الجديدة يلعب على الثلج فأصيب بالتهاب رئوي ومات. وتفاجأت أن أغلب الأطفال أخذوا يسألونها عن الزحافة أين تكون؟!، لكي يلعبوا بها.
***
كان ربي قد رماني بين براثن امرأة في مجال عملي، وورتني الأمرّين من طولة لسانها، فالنقاش معها كان أشبه ما يكون بمن يحاول إطفاء لمبّة كهربائية بنفخة من فمه. كانت من دون مبالغة، تفعل كل شيء بصوت مرتفع، حتى لو لم تكن تفعل شيئاً. يا ساتر (!!!)، لقد ظلمت أنا الأطفال عندما قلت عنهم: إنه ليس لهم حل، الواقع أن بعض النساء مثل تلك اللبوة؛ هن اللواتي ليس لهن حل - إلاّ بما صنع الحدّاد.