مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

هكذا تكلم سيّاف!

تفاجأت بالحوار الذي أجراه الزميل ناصر الحقباني بهذه الصحيفة «الشرق الأوسط» مع أحد نجوم «الجهاد» الأفغاني خلال حقبتي الثمانينات والتسعينات، عبد رب الرسول سيّاف.
الرجل كأنه خرج من مستودعات التاريخ، لم يتغير فيه إلا بياض اللحية والرأس، وهذه خطوات الزمن المعتادة على رمل الإنسان.
بعيداً عن تعليقات سيّاف وآرائه حول الوضع الأفغاني الراهن، يلفت الانتباه حديثه عن ملفات وشخصيات من تلك المرحلة المؤثرة في السياسة والثقافة حتى اليوم.
تحدث سيّاف عن علاقته بأسامة بن لادن، وعن أول لقاء له به، ومعه عبد الله عزام، فيقول: «كنا في مناسبة خارج أفغانستان، وكان يوجد معنا في المناسبة نفسها عبد الله عزام، وتعرفت عليهما معاً، وبعدها بسنتين أو ثلاث كنت في محافظة بكتيا (جنوب شرقي أفغانستان)، وزارنا بن لادن ومعه سبعة أشخاص لا أعرف أسماءهم، وبقوا معنا شهوراً، ثم سافروا وعادوا مرة أخرى».
ويضيف: «كان مع بن لادن ابنه عبد الله... وكان صغير السن، ولم تكن له مهام، مجرد كان يقضي وقته معنا في نفس الخندق، أما بقية أفراد أسرته فلم يأت بهم في ذلك الوقت، حتى حمزة لم أسمع عن اسمه في ذلك الوقت، ولم أشاهده».
أما عن عبد الله عزام، رمز الجهاديين في العالم، وقتيل بيشاور، وصديق سيّاف، فيقول عنه الرجل: «لدي الكثير من الحقائق والشواهد حول عدد من أسرار الجهاد، بينها مقتل عزام، سأرفع الستار عنها في وقتها، تحسباً لظهور فتن جديدة».
وينقل لنا شيئاً من الكواليس قبيل مقتل عزام، فيقول: «هو نفسه كان يتحسس في آخر أيامه، وفاتحني في الموضوع، وقبل مقتله بشهرين، أرسلته إلى إحدى الجبهات الآمنة، حتى يكون بعيداً عن وصول الأيادي الخفية إليه، لكن حينما عاد إلى بيشاور قاموا باغتياله».
كما سرد تفاصيل جديدة عن ملابسات اغتيال رمز «الطاجيك» الجهادي، أحمد شاه مسعود، من قبل عناصر قاعدية من المغرب العربي على هيئة صحافيين.
المرحلة الأفغانية مؤسسة في كثير مما نراه اليوم من أدبيات وجماعات وسياسات، وكثير من صناع تلك المرحلة أحياء، مثل قلب الدين حكمتيار، ومن العرب أيضاً. سيكون من المفيد لو استطعنا توثيق ذلك التاريخ، شفوياً، ومن خلال جمع الوثائق المرئية والمكتوبة عنه، مثل مجلة «الجهاد» التابعة لعزام.
الساحة الأفغانية والباكستانية كانت في عقدي الثمانينات والتسعينات، رحماً لمولودات كثيرة، ليس آخرها «القاعدة» أو الزرقاوي والمقدسي والمقرن والظواهري ورفاعي طه... مثلاً.
من أجل ذلك، نوّهت بحوار ناصر مع سيّاف.
[email protected]