مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

وما أدراك ما الجمال

ما خلصنا واكتفينا من عمليات التجميل بالنسبة للنساء، حتى وصلنا إلى عمليات تجميل (الإبل)، وهذا هو ما حصل في مسابقة (مزايين الإبل) في السعودية التي تماثل (مسابقات الجمال للنساء) - مع الفارق، وقد اعترف رئيس أعضاء التنظيم والتحكيم أن هناك 14 عملية غش حصلت، ابتداءً مثلاً من حقن براطم الناقة (بالبوتكس والفلر) إلى حلاقة الشعر ثم تنشيفه (بالسشوار) ثم تلوينه ورشه (بالإسبريه)، بل إن بعضهم لم يتورع عن تعطير الناقة بـ(كوكو شانيل).
عندما عرفت ذلك، اكتشفت أنني لا أبتعد عن (ناقة الله وسقياها) في فهم مواصفات الجمال، فسألت أحد الخبراء في هذا المجال أن يعدد لي تلك المواصفات، وهاأنذا أكتب لكم كلامه دون (ترجمة)، حيث يقول:
يجب أن تكون رقبتها عنداً، ورأسها كبيراً، وسنامها مقهوراً، ومحادلها طويلة، وعراقيبها منهزعة، وآذانها خرعاً، وخدها متسعاً، وذيلها قصيراً - انتهى الوصف واللي يفهم يفهم، واللي ما يفهم عنّه ما يفهم.
والآن لنترك عالم النياق، وبعضهم يسمونهن (البعران أو الجملات)، لنتركهن يرتعن في صحاريهن معززات مكرمات، ولندخل في عالم (الستّات) - قرة أعيننا - فعالمهن أرحب وأكثر غرابة.
فقد سمعت مثلاً عن سيدة حقنت وجهها ومحيط فمها (بالبوتكس) في فترات متقاربة، فتسبب ذلك بارتخاء شديد أفقدها القدرة على التحكم في شفتيها ومحيط عينيها، وأصبحت ألفاظها ومخارج كلماتها غير مفهومة، فهي إذا أرادت أن تنطق حرف (س) مثلاً تنطقه (ث)، وحرف (ر) تنطقه (غ)، وحرف (ج) تنطقه (ق)، والأدهى والأمر من ذلك أنها أصبحت لا تتحكم في إغلاق فمها، ولو أنها شربت سائلاً لا بد أن (يشرشر) على صدرها وملابسها.
وإذا انتقلنا للخارج، فها هي المكسيكية ماريا كريستينا عندما خرجت من تجربة زواج فاشلة، قررت أن تحول نفسها إلى ما يشبه (مصاصة الدماء)، وبدأت برسم آلاف الوشوم على جسدها، وغيرت لون عينيها إلى أحمر بواسطة العدسات، ولتكتمل الصورة زرعت قرنين على رأسها الحليق، وزرعت نابين طويلين بين أسنانها مثل أنياب طيب الذكر (دراكولا).
أما التي تعاطفت معها حقاً فهي الأميركية رون مورس التي كانت تمارس مهنة التجميل دون ترخيص، وكانت تحقن النساء بالإسمنت وصمغ بَنْشر السيارات (!!).
وتأذى كثير من النساء من هذه العمليات، إلى درجة أن إحداهن أدخلها الأطباء سريعاً إلى غرفة العمليات، وأجروا لها كثيراً من المحاولات لإزالة الإسمنت والصمغ من مؤخرتها دون جدوى، وكانت النتيجة أن تلك المسكينة قد توفيت في النهاية.
ومن المحتمل أن يحكم على تلك الطبيبة العابثة بالسجن لمدة 100 سنة.