وصل جون ترمب، النجل الأكبر للرئيس الأميركي دونالد ترمب، في الآونة الأخيرة إلى الهند في زيارة استغرقت أسبوعا كاملا للترويج لمبيعات أبراج ترمب المزمع إنشاؤها في البلاد. وتأتي زيارة نجل ترمب بعد شهور من زيارة شقيقته إيفانكا ترمب، مستشارة الرئيس الأميركي، إلى حيدر آباد لحضور قمة للمال والأعمال هناك.
ونشر شركاء ترمب المحليون إعلانا على صفحة كاملة في إحدى الجرائد يعرضون من خلالها المشترين والمستثمرين المحتملين لأحدث برج من أبراج ترمب في غوروغرام بالقرب من العاصمة نيودلهي، وفرصة لتناول العشاء مع نجل الرئيس البالغ من العمر 40 عاما والذي يترأس مجلس إدارة مؤسسة ترمب منذ العام الماضي.
وتباع كل شقة من الشقق في البرج الفاخر الذي يبلغ 47 طابقا بسعر يتراوح بين 775 ألف دولار و1.5 مليون دولار، ومن المقرر الانتهاء تماما من أعمال بناء البرج بحلول عام 2023.
وحققت أبراج غوروغرام - حيث يقال إن الشقق الفاخرة تضم نوافذ تمتد من الأرضية وحتى السقف إلى جانب المصاعد الخاصة - مبلغا يقدر بنحو 78 مليون دولار خلال الثلاثين يوما الأولى، مما يجعله من أسرع العقارات التابعة لمؤسسة ترمب مبيعا في الهند.
وفي الواقع، تعتبر الهند بالفعل هي ثاني أكبر سوق للعقارات خارج الولايات المتحدة الأميركية للشركة التي تبلغ أصولها نحو 9.5 مليار دولار.
مشروعات ترمب العقارية في الهند
تعود العلاقة بين الهند والأعمال العقارية لمؤسسة ترمب إلى يناير (كانون الثاني) من عام 2010 عندما دخل قطب العقارات دونالد ترمب إلى سوق العقارات الهندية من خلال إنشاء برج سكني فاخر في مومباي، وتشارك مع شركة روهان لايفس - كيبس لأول مشروع تجريه الشركة في جنوب آسيا على الإطلاق. ثم عاود ترمب دخول السوق الهندية مرة أخرى في عام 2012 بعد فشل شراكته الأولى مع شركة روهان لايفس - كيبس.
وفي الوقت الراهن، تشتمل محفظة مؤسسة ترمب في الهند على أربعة مشروعات إسكانية فاخرة في أربع مدن هي: مومباي، وبيون، وغوروغرام، وكولكاتا. والمشروع الخامس للمؤسسة عبارة عن مشروع تجاري وإداري، ومن المتوقع أن يبدأ في وقت لاحق من العام الحالي في مدينة غوروغرام. ووفقا للتقارير الإخبارية من صحيفة «نيويورك تايمز»، فقد حصلت مؤسسة ترمب على ما يصل إلى 3 ملايين دولار في عام 2016 من أعمالها في الهند.
وأعلن قطب العقارات أول مشروع لمؤسسته في الهند مع الشريك الهندي شركة بانشيل العقارية، والعاملة في مجال تطوير العقارات الفاخرة، والتي تشرف على تطوير 1.4 مليون قدم مربعة من العقارات في مدينة بيون. أما التصميمات والديكورات الداخلية فقد كُلف بها المهندس ماتيو نونزياتي الحائز على الجوائز الدولية لأعماله السابقة. وسوف تغطي كل وحدة سكنية مساحة تقدر بنحو 6100 قدم مربعة، مع صالة للألعاب الرياضية، ومسبح خارجي، وناد صحي، ومعرض للفنون، وهي المرافق التي تمتد على مساحة 13.5 ألف قدم مربعة.
وفي عام 2013، دخلت شركة لودها العقارية الهندية، ومقرها في مومباي، في شراكة أعمال مع مؤسسة ترمب بهدف استخدام العلامة التجارية للمؤسسة الأميركية والمواصفات القياسية في المشروع مقابل رسوم لم يتم الإعلان عنها. وتمكن مشروع مؤسسة ترمب الثاني في الهند في إثارة ما يكفي من الاهتمام لدى شركة لودها لبيع ثلث الشقق التي لديها وتبلغ 300 شقة، حتى قبل البدء في بناء المشروع.
وسوف يكون البرج مكونا من 75 طابقا، كما ذكر تقرير بيزنس ستاندرد. وسوف تتكون الشقق من ثلاث أو أربع أو ست غرف للنوم في البرج المستوحى تصميمه من شكل الكريستال والذي تنفذ أعمال التصميمات فيه شركة إتش بي إيه من سنغافورة. وسوف تضم الشقق مطابخ بوغينبول الألمانية، وخمس غرف للنوم، وأحواضا داخلية من المياه الساخنة، وشاشات التلفاز المدمجة، وسبعة مستويات من الأمان.
وأعلن نجل ترمب مؤخرا على انتهاء الأعمال الهيكلية لأحد المشروعات الأربعة التي يتم بناؤها في مومباي وتنتهي في منتصف عام 2019 المقبل.
وتم تدشين مشروع برج ترمب الثالث، والذي يتألف من 140 شقة فاخرة للغاية، في مدينة كولكاتا. وتمكنت الشركات العقارية (يونيمارك غروب)، و(آر بي دي غروب)، و(تريبيكا للتطوير العقاري) من بيع 50 في المائة من الوحدات منذ البداية الأولية للمشروع في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2017 الماضي.
ويقدم مشروع كولكاتا إطلالة بانورامية 360 درجة للمدينة. وسوف يضم المبنى السكني الفاخر مركزا للياقة البدنية مزودا بالبخار والساونا وغرف الخزائن الخاصة. كما سوف يضم صالة راقية لتناول المشروبات، ومسرحا خاصا، وشرفة ترفيهية. ولقد بدأت أعمال التشييد بالفعل وسوف يتم تسليم المشروع بالكامل في منتصف عام 2020، كما أعلن كالبيش ميهتا الشريك الإداري لشركة (تريبيكا للتطوير العقاري).
وفي وقت سابق من مطلع العام الحالي، بدأت أولى مشاريع مؤسسة ترمب في شمال الهند من خلال شركات (إم ثري إم إنديا)، و(تريبيكا للتطوير العقاري)، والتي أطلقت مشروعات الإسكان الفاخر عبر الإعلان عنها في احتفالية أقيمت خصيصا في مدينة غوروغرام.
وقال نجل الرئيس ترمب في كلمته خلال الاحتفالية: «بفضل تصميمه المعماري الرائع، والخيارات الداخلية الجميلة، ومساحات الترفيه الفخمة، فإن هدفنا يكمن في تحقيق الأفضل لعلامة ترمب التجارية ومستوى الحياة الفاخرة في مدينة غوروغرام».
وهناك الكثير من الوحدات السكنية في أبراج ترمب الهندية تبيع القدم المربعة الواحدة بقيمة تفوق 30 في المائة السعر العادي في السوق الحالية.
ولم تستثمر مؤسسة ترمي أي أموال تُذكر في المشاريع الهندية، ولكنها تملك الترخيص لاستخدام الاسم والعلامة التجارية وتنتظر جني المكاسب من وراء كمية غير معلنة من الأرباح بناء على المبيعات. ولا تعتاد مؤسسة ترمب الإفصاح عن الدخل الذي تحققه من رسوم التراخيص، ولكن وفقا لتقرير الإقرار المالي للرئيس ترمب لعام 2017. والمقدم إلى مكتب الأخلاقيات الحكومية الأميركي، فلقد حققت شركته أرباحا تقدر بمليون دولار من العائدات من مشروع كولكاتا.
ووفقا لتقرير صادر من صحيفة «نيويورك تايمز»، حققت مؤسسة ترمب عوائد تقدر بنحو 3 ملايين دولار في عام 2016 من أعمال المؤسسة في الهند. ولم يتم التوقيع على أي مشروع جديد في الهند منذ تولي الرئيس ترمب مهامه الرئاسية. ولقد تعهد الرئيس الأميركي بالابتعاد تماما عن الاستثمارات الخاصة لشركاته في الأسواق الخارجية تجنبا لتضارب المصالح.
وقال كالبيش ميهتا الشريك الإداري لشركة (تريبيكا للتطوير العقاري): «تركز الخطة الحالية حول استكمال المبيعات وتسليم الوحدات في المشاريع القائمة»، وتعتبر هذه الشركة هي الممثل الرسمي لمؤسسة ترمب في الهند.
وفي مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونية البارزة، قال نجل الرئيس ترمب إنه موجود في الهند تحت صفة رجل الأعمال من أجل تعزيز المبيعات في المشاريع العقارية الأربعة الفاخرة في الهند والتي تحمل العلامة التجارية لمؤسسة ترمب، وإنه ليس هناك لمناقشة أي شؤون أو قضايا سياسية. ووصف الهند بأنها سوق دولية مهمة وأضاف يقول إنه قام بزيارة البلاد عدة مرات من أجل متابعة الأعمال وأقام علاقات شخصية قوية عبر السنين مع مختلف الشخصيات الهندية، الأمر الذي ينفي وجود أي مزاعم بتضارب المصالح قد أثارها خبراء الأخلاقيات في الولايات المتحدة.
وأردف نجل الرئيس الأميركي يقول: «منذ فترة طويلة وقبل دخولنا معترك الحياة السياسية، كانت الهند من الأماكن التي نتطلع إلى إبرام الصفقات معها والاستثمار فيها».
وقال ترمب الابن إن تولي والده للمهام الرئاسية قد عاد بآثار سلبية على أعمال العائلة ولكنه سوف يعاود العمل مرة أخرى فور انتهاء مهامه الرئاسية.
وتكبدت مؤسسة ترمب العقارية - وهي الشركة العقارية المملوكة للعائلة - مبالغ مالية ضخمة في الفرص الضائعة جراء انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة، كما قال ترمب الابن لصحيفة «تايمز أوف إنديا».
وقال إن الشركة لم تعد توقع على صفقات جديدة مع شركاء الأعمال خارج الولايات المتحدة ما دام لا يزال الرئيس دونالد ترمب في منصبه الرسمي تجنبا للصراعات الأخلاقية المحتملة. وأردف قائلا «إننا نمتنع عن إبرام الصفقات الجديدة ما دام لا يزال والدي في منصبه. ونرفض الكثير من الصفقات قيمتها مئات الملايين من الدولارات في جميع أنحاء العالم».
وهناك الكثير من الفرص، والكثير من الصفقات التي كنا نتناقش بشأنها خلال الشهور الماضية والتي لم تبلغ حد الإبرام النهائي، إلى جانب العلاقات مع المطورين الهنود المحليين مثل شركات بانشيل، وإم ثري إم، وتريبيكا، ويونيمارك، وآي آر إي أو، ولودها. وأغلبها من المشاريع العقارية المرخصة والتي لا تنطوي على أي استثمارات للأسهم من جانب مؤسسة ترمب.
ويتعذر في الوقت الراهن الانتهاء من الكثير من الصفقات التي عملت مؤسسة ترمب على تأمينها من خلال التسويق المكثف والمفاوضات المضنية على مدى عقد كامل من الزمان. وهناك نحو خمس أو ست صفقات محتملة قد فقدناها في السوق الهندية بسبب قرار السيد دونالد ترمب عدم الدخول في أي مشاريع جديدة خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة تفاديا لتضارب المصالح.
وقال السيد ترمب الابن: «لم يتم التوقيع عليها، وكما قلنا لا يمكننا التوقيع عليها بعد الآن. ولكن لا مشكلة في ذلك. فلا زلنا من كبار العملاء في السوق. ومتى حان الوقت للعمل، وعندما نتمكن من العودة إلى هذه الصفقات، فسوف نتطلع إلى إبرامها نظرا لإيماننا بقدرتنا حاليا كما سوف نكون كذلك في المستقبل».
وبالإضافة إلى أن مؤسسة ترمب تطلع إلى العمل في السوق الهندية، قال ترمب الابن إن الهند من أفضل الأماكن لإبرام صفقات الأعمال من الصين. «بصفتي رجل أعمال، أشعر أن الأمور هنا في الهند هي أفضل كثيرا على المدى البعيد. إن عقلية الناس لا تختلف كثيرا. وأعتقد أن هناك قدرا من الأمانة والصدق لمسته هنا عن أي مكان آخر».
وأضاف: «عندما تتحدث عن العلامة التجارية الفاخرة، لا يمكنك التعامل مع كل صفقة تسمح بها الظروف. يمكن أن ينجح الأمر لمرة أو لمرتين، ولكن ربما لن ينجح في مرات كثيرة بعد ذلك. وإنني أفضل التركيز على بناء مشروع كبير، وتسليمه في الميعاد، وأجعله مثالا للنجاح. وهذا أهم بكثير من القول اعتباطا أنني في حاجة للوجود في هذه المدينة بسبب أنها أكثر المدن أهمية. بل إن الأمر يتعلق كثيرا بالناس، وبالشراكة، وبالمنتج النهائي الذي من شأنه أن يؤسس لمعيار جديد لما نمثله ونعبر عنه كعلامة تجارية كبيرة في الهند».
7:49 دقيقة
مؤسسة ترمب العقارية تعزز حضورها في الهند بمشروعها الرابع
https://aawsat.com/home/article/1203821/%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D8%B2-%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF-%D8%A8%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9
مؤسسة ترمب العقارية تعزز حضورها في الهند بمشروعها الرابع
تعد ثاني أكبر سوق لها خارج الولايات المتحدة
- نيودلهي: براكريتي غوبتا
- نيودلهي: براكريتي غوبتا
مؤسسة ترمب العقارية تعزز حضورها في الهند بمشروعها الرابع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة