مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

وفاء نادر

هناك رجل في مدينة حائل تكالبت عليه الديون، واضطر إلى أن يحمل ناقته الغالية في سيارة شحن، ويذهب بها إلى الرياض، ويعرضها في مزاد لبيع الجمال، واشتراها منه أحد التجار بـ240 ألف ريال، وفرح بها، وعاد إلى بلده، وسدد ديونه كاملة.
وبعد نحو شهر، أفاق من نومه ليذهب إلى المسجد لصلاة الفجر، وإذا ناقته التي باعها تدور حول بيته، وما إن شاهدته حتى هرولت نحوه تتمسح به، فلم يتمالك نفسه من البكاء، متعجباً من هذه الناقة التي قطعت في مسيرتها ما لا يقل عن ألف كيلومتر، وكيف تسنى لها أن تعرف الطريق عبر الصحاري والوديان، والجبال والقرى، حتى تصل إليه في بيته!
فما كان منه إلا أن اتصل تليفونياً بمشتريها ويخبره بالحادثة، ويطلب منه أن يرسل سيارة لإعادتها له، غير أن الرجل الكريم ما إن سمع ذلك حتى قال له: «احتفظ بناقتك، واعتبر المبلغ الذي دفعته هو تبرع مني لوفاء ناقتك».. انتهى.
وما إن عرفت عن تلك الحادثة، حتى أخذت أضرب أخماساً بأسداس، متسائلاً: أيهما أكثر وفاء يا ترى في هذه الحياة، هل هي الناقة أم المرأة؟! ولا أظن أن هناك رجلاً على ظهر هذه البسيطة يحترم ويحدب ويعشق ويتمنى الخير للمرأة أكثر مني، وأنني أراهن عليها وأجزم أنها أكثر وفاء من الناقة.
ولكي لا أخسر الرهان، أتمنى من أي امرأة عاشقة ومجنونة، أن تقطع تلك المسافة التي قطعتها الناقة في مسيرتها من الرياض إلى حائل، على شرط أن تسير وهي حافية القدمين، إما في عز الصيف ودرجة الحرارة تقارب 50 درجة، وإما في عز الشتاء ودرجة الحرارة 3 تحت الصفر.
ورحم الله نزار قباني عندما قال: «إني خيرتك فاختاري».
***
كسرت امرأة إيطالية كل تقاليد الزواج الطبيعي، من خلال تزويجها نفسها لنفسها، وارتدت ثوب زفاف أبيض، ووضعت الدبلة في إصبعها، وأقامت حفل عرس ضم 70 شخصاً من العائلة والأصدقاء، ودفعت مبلغ مهر لنفسها مقداره عشرة آلاف يورو، وسافرت بمفردها إلى مصر لقضاء شهر العسل مع نفسها.
إلى هنا والموضوع مبلوع، على أساس أنها (تصطفل) مع نفسها، مثلما يقول أهلنا في الشام.
غير أن ما سطحني (وبط كبدي) وجعل نخلة تنبت في رأسي، هو تبريرها لفعلتها عندما قالت: «إنني أقدمت على ذلك لأن ليس هناك رجل يستحقني»، عندها شعرت أنا شخصياً بالإهانة. ويا ليتكم شاهدتم صورتها التي تقطع الرزق.
وأقسم لكم بالله، لو أنني تقابلت معها على انفراد في ليل أظلم، لوليت الأدبار منها فراراً.