انشغل اللبنانيون في الأيام الأخيرة بخبر مغادرة الإعلامي مارسيل غانم «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بعد 27 عاما من التعاون المستمر بينهما. ففي بيان رسمي صدر (مساء أول من أمس) عن الطرفين تم الإعلان رسميا عن ترك غانم المحطة المذكورة وفي مضمونه ما يشير إلى إنهاء كل من مارسيل غانم و«المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشيونال» صفحات تعاون مضيئة في حياة الإعلام اللبناني، وبأنه بمثابة افتراق في التعاون وليس فراقاً في النضال الإعلامي والحريات. واختتم البيان الصادر عن الطرفين (غانم وإل بي سي آي) بتوجيه كلمات شكر متبادلة بين الطرفين خص بها غانم رئيس مجلس إدارتها بيار الضاهر على قيادته لهذه المدرسة ودورها في إطلاق المواهب والطاقات الإعلامية والثقافية في لبنان والعالم العربي. فيما تمنى له الضاهر في المقابل كل التوفيق والنجاح في مسيرته الجديدة.
وبذلك يكون مارسيل آخر عنقود آل غانم الإعلامي الذي يغادر هذه المحطة بعد أن ودعها قبله شقيقه جورج غانم في عام 2012 (شغل فيها رئاسة تحرير نشرات الأخبار) ومن ثم زوجة هذا الأخير دوللي في عام 2016 (كانت مقدمة نشرات أخبار ومحاورة سياسية في برنامج «نهاركم سعيد».
واختلفت التحليلات حول الأسباب الرئيسية التي دفعت بالطرفين للتخلي عن بعضهما، إذ ربطها البعض بنواح مادية فيما رجح البعض الآخر بأنها نتيجة «قلوب مليانة». «إنها افتراضات وتوقعات غير صحيحة بتاتا» يوضح مارسيل غانم في حديثه لـ«الشرق الأوسط» ويضيف: «كل ما في الأمر هو أننا وصلنا إلى طريق مسدود فيما يخص وجهات النظر المختلفة لدى كل واحد منا. وفي لقائي الأخير مع الشيخ بيار الضاهر وضعنا أوراقنا على الطاولة، وتحدثنا بصراحة عن هواجسنا. ويمكنني القول بأنه كان اجتماعا مؤثرا جدا. فأنا بكيت، ودمعت عينا بيار الضاهر، وأنا أكن كل الاحترام لشخصه، فلطالما ساندنا بعضنا بعضا في أمور كثيرة، وأنجزنا معا أعمالا مضيئة وجبارة». ولكن تردد بأن هناك ضغوطات وضوابط معينة مورست عليك من قبل الضاهر؟ «لم يحصل ذلك أبدا، كل ما في الموضوع هو أنني شعرت بآفاق جديدة تفتح أبوابها أمامي. وقد أكون على خطأ في اتخاذ قراري هذا أو العكس، وأترك للأيام المقبلة الجواب الشافي».
وكان غانم الذي يعدّ أحد أبرز المحاورين السياسيين على الشاشات اللبنانية، قد وضع نفسه بتصرف «إل بي سي آي» حتى نهاية الشهر الحالي بحيث سيتاح له توديع مشاهديه على هذه المحطة وتقديم حلقتين جديدتين من برنامجه «كلام الناس» لأسبوعين متتاليين (في 22 و29 مارس (آذار) الحالي). ومن المتوقع أن يطل في الأخيرة منها رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر، تعبيرا عن الصداقة الوطيدة التي تربط بينهما. «ستتضمن الحلقة الأخيرة من (كلام الناس) أبرز محطات النجاح التي أنجزناها معا وأتخيل وقعها سيكون مؤثرا علي وعلى المشاهدين». يعلق غانم في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط» الذي أكد بأن اسم برنامجه الجديد على «إم تي في» لن يكون نفسه لأن ملكيته تعود إلى «إل بي سي آي»، متمنيا بأن يستطيع حمل موسيقى الجنريك خاصته معه لأنها تعني له الكثير. وعما سيتضمنه برنامجه الجديد يقول: «هو مفتوح على أبواب كثيرة منها سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها. وفي النهاية صيغة هذا النوع من البرامج باتت معروفة لدى الجميع». ومن المتوقع أن يبدأ مارسيل غانم مشواره الجديد على «إم تي في» في مايو (أيار) المقبل بعد أن يمضي فترة استراحة لمدة شهر كامل في أبريل (نيسان) المقبل.
ومن تابع تغريدات مارسيل غانم عبر حسابه الخاص على موقع «تويتر» تنبه إلى تغييرات تحصل معه، لا سيما وأنه قال في إحداها: «هناك قرارات مصيرية يجب أن تأخذها فورا عندما ينتابك الشعور الأول بأن عليك اتخاذها... اتبع الصوت». وسألته هل تبعت هذا الصوت؟: «نعم تبعته وفي تغريداتي تلك كنت أنقل ما أعيشه من أحاسيس في هذه المرحلة المصيرية، البعض تنبه لها إذ كنت أمضي في عملي ضمن ظروف لا تشبهني. وفي تلك الفترة التقيت مع الشيخ بيار الضاهر وتحدثنا عن وجهات نظرنا على أمل اللقاء مرة أخرى».
في هذا الوقت كان رئيس مجلس إدارة تلفزيون «إم تي في» ميشال المر يجري اتصالاته بغانم للوقوف على طبيعة قراره الأخير، هو الذي ردد أكثر من مرة بأنه يلاحقه منذ ربع قرن متمنيا أن ينضم إلى أسرته التلفزيونية. «كنت أشعر بالحزن تجاه العلاقة المتوترة السائدة بين المحطتين، إذ برأيي علينا توحيد نظرتنا الإعلامية لا شرذمتها».
ولكن هل انتقالك إلى «إم تي في» هو بمثابة عملية انتقام من «إل بي سي آي» في ظل الحرب الحالية القائمة بينهما؟ «هي ليست عملية انتقام بتاتا. فأنا لم ولن أفكر يوما بالانتقام من بيار الضاهر أو من (إل بي سي). ولعل البيان الصادر عنا كان خير دليل على تمسكنا بعلاقتنا معا. فنحن نكن كل الاحترام لبعضنا بعضا. وهو أمر أعتز به كثيرا. وأتمنى أن يكون هذا البيان نموذجا يتبعه الآخرون ولفتة وفاء متبادلة يعتمدونها في حالات مشابهة».
وبحسب غانم فهو سبق وتلقى عدة عروض من تلفزيونات عربية ومحلية إحداها (فضائية عربية) طلبت منه تقديم برنامج يرتكز على حلقات تصوّر في دول عربية مختلفة. «لم يناسبني هذا العرض كوني متعلقا جدا ببلدي لبنان، ولا أرى نفسي بعيدا عنه وعن عائلتي. وتأثرت بنصائح تلقيتها من سياسيين وغيرهم تطالبني بعدم ترك بلدي وبينهم النائب وليد جنبلاط، فسعدت لحرصهم على بقائي في البلد». وعن العروض الأخرى التي تلقاها في فترة الـ6 أشهر الأخيرة يقول: «قمت بمقارنتها مع عرض (إم تي في) فوجدت أنها لا تناسبني». وهل وضعت شروطا مسبقة لعملية انتقالك هذه؟ يجيب: «بطبيعتي لا أضع أي شروط على أحد، وليس لدي النية في أن أخرب بيت أحد، فهم من تواصلوا معي وألحّوا علي للانضمام إلى محطتهم، ولدي خبرتي الطويلة وسمعتي اللتين لا يمكن التفريط أو الاستهانة بهما. كما أن ميشال المر من ناحيته يقدر مشواري الطويل في الإعلام وكذلك طاقتي وطريقة عملي، ولقد وقعت عقدا مع (إم تي في) لمدة 5 سنوات متتالية».
يعتز مارسيل غانم بالدعم الذي شهده من قبل الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصف محبة الناس له بأنها زوادته وعزاءه وقوته. «أعتبر هذه المرحلة من الأصعب التي عشتها في حياتي، وتعليقات الناس ومؤازرتهم لي عبر تلك الوسائل كانت أجمل ما شعرت به خلالها». وعن تغريدته التي أنهاها بعبارة «الحرية كالنسر مجبولة بالغرور» يوضح مبتسماً: «هي رد على محام قال لي إن لدي كمية كبيرة من الأنانية (ايغو) تكاد تفوق في حجمها التلفزيونات مجتمعة. فأوضحت له بأن طموحي هو شاغلي ولا أسمح لأحد بأن يوقفه، فجاءت تلك التغريدة كرد تلقائي على كلام كنت أسمعه في النهار وأفكر به وحدي في الليل».
حامل «كلام الناس» يغادر «إل بي سي» إلى «إم تي في»
https://aawsat.com/home/article/1208221/%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%84-%C2%AB%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3%C2%BB-%D9%8A%D8%BA%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%C2%AB%D8%A5%D9%84-%D8%A8%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%C2%BB-%D8%A5%D9%84%D9%89-%C2%AB%D8%A5%D9%85-%D8%AA%D9%8A-%D9%81%D9%8A%C2%BB
حامل «كلام الناس» يغادر «إل بي سي» إلى «إم تي في»
مارسيل غانم لـ«الشرق الأوسط»: قراري كان من أصعب لحظات حياتي
حامل «كلام الناس» يغادر «إل بي سي» إلى «إم تي في»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة