مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

محمد صلاح... نجاح وحذر

اللاعب المصري الشاب محمد صلاح، نجم فريق ليفربول الإنجليزي، صار «ظاهرة» عالمية، ليس فقط مصرية أو عربية.
من نجاح لنجاح يركض هذا الفتى المصري، بكفاح وموهبة واحتراف، بكل محطاته الكروية الخارجية، منذ ترك الدوري المصري، ولم يكن حتى في أحد الفريقين القاهريين الكبيرين، الأهلي والزمالك.
صار صلاح أو «مو» أيقونة الفريق الإنجليزي العريق، ومعشوق الجماهير، بل وصلت الحالة، وهذه من أغرب العلاقات بين كرة القدم والاقتصاد، أن نجاحات وأهداف صلاح، آخرها رباعية تاريخية سجلها بفريق «واتفورد» صار لها أثر على تحسن البورصة المصرية!
العضو المنتدب بالشركة العربية لحلج الأقطان – إحدى الشركات المتداولة في البورصة المصرية – محسن حسان، كما جاء في صفحة الأسواق «العربية نت» أرجع ارتفاعات البورصة المصرية الأخيرة لحالة التفاؤل التي سببها اللاعب محمد صلاح بعد إحرازه 4 أهداف بمباراة فريقه ضد «واتفورد» وتصدره هدافي الدوري الإنجليزي.
وزير الاتصالات الأسبق ورئيس شركة فودافون مصر هاني محمود أشار إلى أن محمد صلاح تمكن من رفع «براند» مصر بصورة كبيرة أكثر مما تفعله الحكومة بأكملها.
أصبح صلاح أفضل مسجل في موسمه الأول مع ليفربول، بعدما رفع رصيده إلى 36 هدفاً في جميع المسابقات، متخطياً الإسباني فرناندو توريس صاحب 33 هدفاً في موسم 2008.
«يورغن كلوب» مدرب فريق ليفربول قال إنه بإمكان صلاح (25 عاماً) أن يخلف ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، ويصبح أفضل لاعب في العالم مؤكداً: «أعتقد أنه في طريقه لتحقيق ذلك».
لكنه بخبرة المدير الفني الحقيقي، الذي ينظر للصورة الكبيرة، أضاف: «كما هو الحال دائماً في الحياة، فإذا كان لديك الموهبة، عليك أن تظهر ذلك باستمرار».
كل هذا رائع ومفرح في خضم الصور السيئة التي يتناقلها العالم منسوبة للعرب والمسلمين، والرجل، أعني صلاح، نموذج «فخم» للنجاح والعزيمة، والانضباط.
بحكم نجوميته الساطعة صار مصدر إلهام للكثير من الشبان بالعالم، وهو يدرك القيمة المعنوية والجماهيرية التي وصل لها، لذا يقوم النجم المصري بلفتات طيبة من حين لآخر، كما صنع مع الطفل الإنجليزي الذي طلب منه أن يهديه قميصه وهو على المدرج، ففعلها، ولاقت قبولاً حسناً من الميديا البريطانية والعالمية.
النجومية، مثلما هي ميزة، مسؤولية تتطلب الحذر، يتضاعف الحذر إذا كان النجم مهاجراً مسلماً عربياً بدولة أوروبية.
أهم ما يجدر بصلاح، وهو يطوي المسافات طيّا، الحذر من التسييس أو الانسياق للطلبات الشعبوية، خاصة حول الدين، فهذا أمر حساس دقيق.
نجاح صلاح، والاستمرار بهذا النجاح، هو خير دعاية له... ولقومه وحضارته.
[email protected]