طوّرت «سكايديو»، وهي شركة أميركية ناشئة طائرة ذاتية القيادة من دون طيار (درون) أطلقت عليها اسم «آر 1» (R1)، يبلغ سعرها 2499 دولارا، قالت إن شحنها للزبائن سيبدأ خلال أسابيع قليلة. وهذه الطائرة هي أحدث تصميم لطائرة درون بآلية تامّة يمكن للناس شراؤها اليوم.
- درون السيلفي
وقد تميّزت الطائرات الذاتية القيادة بترويج دعائي قوي وجذاب متزايد. وترجح التقنية الجديدة المستخدمة في آلة «سكايديو» بداية جولة جديدة في هذا المجال، أي أنّ الطائرات التي تسيّر نفسها، سواء كانت تعمل لملاحقة صور السيلفي الخارجية كطائرة «سكايديو»، أو للاستخدامات الواسعة النطاق كتوصيل الطرود، والمراقبة، والحماية، آتية إلينا بسرعة أكبر مما نظنّ. ومن المرجّح جداً أن تصبح هذه الطائرات أرخص، وأصغر حجماً، ومدعّمة بقدرات أكثر، وقبل أن نعتاد على وجودها حولنا، ستكون هذه الطائرات قد انتشرت في كلّ مكان.
يعتمد غالبية مستخدمي الطائرات الذاتية القيادة على بعض الآلية في التحكّم. تصنّع شركة «دي.جي.آي». الصينية لصناعة طائرات الدرون، والتي تسيطر على حصة كبيرة من السوق، نماذج متعددة من الطائرات القادرة على تفادي العوائق وتعقّب الأشياء.
ولكن هذه الميزات لا ترقى غالباً إلى المثالية، لأنها تقدّم أفضل أداء لها في الأماكن المفتوحة. وكلّ طائرات الدرون الموجودة في الأسواق اليوم تتطلّب طيّاراً لتوجيهها.
وترى الشركة أن طائرات الدرون ستكون أفضل بالقيادة الذاتية. وكان هدف «سكايديو» الأساسي بناء طائرة ذاتية القيادة لا تحتاج إلى طيّار. فحين يطلق المستخدم طائرة «آر.1» عبر تطبيق موجود على هاتفه الذكي، تتحرّك الأخيرة لتقف في مواجهة الشيء الذي يريد تصويره، ثمّ تلتقط الطائرة الصورة عندما ينقر على الشخص المستهدف للتصوير على شاشة هاتفه. كما يمكنه أن يختار بين عدّة «أوضاع سينمائية» تحدّد الاتجاه الذي يريد للدرون أن تصوّر أو تسجّل منه، حتى أنه يمكن للطائرة أن تتوقع مسار المستخدم وتبقى فوقه لتلتقط له صورة سيلفي من الأمام. وبعد الإقلاع، تعود الطائرة للهبوط، لأنها تعمل بشكل مستقلّ.
- تجربة متميزة
خلال التجربة التي حضرتها وسائل إعلام أميركية واستمرّت ثماني دقائق في درب مشجّر يعجّ بالناس والكلاب، تبعت الـ«آر.1» هدفها بدقّة رهيبة، متفادية جميع العوائق تماما كما يفعل طيار من أصحاب الخبرة، ودون أن تحتاج إلى مساعدة. ولكنها تاهت عن هدفها مرّة واحدة، وكان واحدا الصحافيين، الذي حاول جاهداً ومتعمّداً أن يشتتها.
أما عن فجوات التصميم، فإن التقنية التي خرجت بها «سكايديو» ليست أبدا خالية من الشوائب، فهي لا تعمل جيداّ في الطقس العاصف أو خلال الليل. كما أنها تتطلّب معالجا قويّا جداً يستهلك طاقة البطارية سريعاً؛ وتطير «آر.1» لـ16 دقيقة، مقارنة 20 دقيقة تطيرها طائرات أخرى منافسة (ولكنها تأتي مجهزة ببطاريتين تتيح إقلاعاً جديداً بعد مدّة قصيرة من توقف الطائرة نتيجة فراغ بطاريتها الأولى).
ولكنّ طائرة «سكايديو» الذاتية القيادة تدخل إلى سوق مزدحمة وقاسية على اللاعبين الجدد فيها. فقد وصلت شركات ناشئة كثيرة متخصصة في تطوير الدرون إلى الإفلاس في السنوات الأخيرة لأنها لم تستطع منافسة معايير الصناعة والابتكار العالية الموجودة لدى «دي.جي.آي» الصينية.
- تنافس أميركي ـ صيني
وكانت شركة «ليلي» التي قدّمت وعوداً مبالغاً بها حيال الطائرة التي طوّرتها وفشلت في إعطاء أي ميزات للتحكّم الذاتي واحدة من أكبر النكسات المدوية في هذه السوق.
في المقابل، يبلغ ثمن أحدث طائرات الشركة الصينية المتفوقة «مافيك إير» التي تتميّز بكثير من الخصائص، وحصدت الكثير من التقييم الإيجابي، 800 دولار، أي ثلث سعر طائرة «آر.1». وقالت سالي فرينش، صحافية متخصصة في تغطية مجال صناعة الدرون في موقعها الإلكتروني «ذا درون غيرل»، والتي حضرت عرضاً لـ«آر.1» الأسبوع الماضي: «أعرف أن هذه التقنية أذكى بكثير، ولكنني لست متأكّدة ما إذا كان هذا الذكاء كافيا للتفوق على العملاق (دي.جي.آي)».
تعالج أجهزة الكومبيوتر العالم البصري من خلال وسيلتين أساسيتين، فيمكنها مثلاً أن تستخدم الكاميرا وحدها، أو يمكنها أيضاً أن تستعين بأجهزة استشعار للعمق، كالليزر والرادار، التي يمكنها أن تحدّد أماكن وجود الأشياء بدقة في الفضاء.
تستخدم غالبية أنظمة السيارات الذاتية القيادة أجهزة استشعار ليزر باهظة تعرف بالـ«ليدار»، وتشبه أسطوانة دوارة تتخذ مكانها على سطح العربة كقبعة مروحية.
ولكن بالنسبة لـ«سكايديو»، لم يكن الليزر مستحبا فهو ليس مكلفاً فحسب، بل أيضاً ثقيل الوزن وصعب التحريك. قبل سنوات كثيرة، دخلت «سكايديو» في مغامرة، فقرّرت أنها ستستخدم كاميرا، تزرعها في عينين على جانبي الطائرة، آملة أن تستطيع تحقيق دقّة بمستوى دقّة الليزر، باستخدام أفضل تقنيات الذكاء الصناعي المتطورة.
- ذكاء صناعي
والنتيجة كانت أن أداء الكاميرات كان أفضل مما توقع الفريق، لأن تقنية الذكاء الصناعي التي تعرف بالـ«التعلّم العميق» مستمرّة في التطوّر وبوتيرة أسرع مما توقعه المطلعون في المجال، بحسب ما أفادت «سكايديو». وأضافت أن هذه التقنية ساعدت في إتمام مهمات أكثر مما أمل المطورون، خاصة أن التقنية آخذة في التطور.
هذا يعني الوجود في كلّ مكان. ما الذي سيحصل حين سيستعين آلاف العدّائين وراكبي الدراجات والمتزلجين والسياح باستخدام الدرون الخاص بهم ليلاحقهم ويصوّرهم، خاصة أن مجتمعاتنا أثبتت ولعاً كبيراً بالتصوير؟ فماذا إن كان بإمكانكم أن تطلقوا كاميرا في الهواء لتصوركم وأنتم تتسلقون قمة عالية؟ من منّا لن يفعل ذلك؟
نأتي الآن إلى خطّة الهرب. كيف يمكن أن نتخلّص من درون «آر.1» طُلب إليها أن تلاحقنا؟ إليكم الحيلة: اعثروا على شجرة، واجروا حولها بشكل دقيق وبسرعة بشكل تبقون فيه خلف الدرون، لتحجب غصون الشجرة رؤية الطائرة لثوانٍ من الوقت. ما عليكم إلا أن تطبقوا هذه الحيلة بالشكل الصحيح لتفقدكم الطائرة، ويتوقف طيرانها بسبب الارتباك، ولكن هذا الأمر لن ينفعكم لفترة طويلة.
8:17 دقيقة
«درون السيلفي»... طائرة ذاتية القيادة بنظام ذكاء صناعي
https://aawsat.com/home/article/1231266/%C2%AB%D8%AF%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%81%D9%8A%C2%BB-%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A
«درون السيلفي»... طائرة ذاتية القيادة بنظام ذكاء صناعي
تلتقط صوراً بأوضاع سينمائية بواسطة تطبيق في الهاتف
«درون السيلفي»... طائرة ذاتية القيادة بنظام ذكاء صناعي
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة