هاني عبد السلام
مسؤول قسم الرياضة
TT

التطعيم ضد سواريز

بقدر موهبته في لدغ شباك المنافسين، يتمتع لويس سواريز مهاجم منتخب أوروغواي وفريق ليفربول بصفة أخرى أكثر شراسة تتمثل في عض المدافعين.
لم يرتدع سواريز من إيقافه سبع مباريات عام 2010 عندما كان لاعبا في صفوف أياكس أمستردام الهولندي، لعضه لاعب أيندهوفن عثمان بقال، وكرر فعلته مرة ثانية الموسم الماضي وهو بقميص ليفربول وعض مدافع تشيلسي برانيسلاف إيفانوفيتش، ليتم إيقافه عشر مباريات. وجاء مونديال البرازيل ليثبت أن المهاجم الأوروغواياني يعاني من داء العض بقضم كتف مدافع منتخب إيطاليا جورجيو كييليني من الخلف دون أي داع.
كان دائما يمثل سواريز مصدر خطر على المدافعين بسبب موهبته، لكنه أضاف مصدرا آخر يجعل المنافسين يخشون اللعب أمامه وربما في مرحلة جديدة اللعب معه.
مهما كانت العقوبة التي سيفرضها الفيفا عليه، فإن حوادث العض المتوالية لسواريز تستدعي عرضه على أطباء نفسيين، فلا معنى لإيقافه عدة مباريات ثم يعود ليكرر فعلته دون اكتراث للأسباب.
الغريب أن اللاعب لا يرى أن ما يفعله شيء خارج عن العادة، بل خرج بعد عضه لكييليني ليشير إلى أن ما قام به شيء مألوف ويحدث مثله كثيرا في أرض الملعب!!
إذا كان سواريز ذا الأسنان الحادة يرى العض من الأمور العادية في الملاعب، فنحن نطالب فورا بأن يقوم مسؤولو كرة القدم بطرح «تطعيم» مضاد يتناوله المنافسون قبل مواجهة لاعب الأوروغواي وليفربول. أو يفرض الحكام عليه وضع كمامة على الفم أو خلع أسنانه الحادة.
لقد غطت واقعة عض سواريز على فوز منتخبه على إيطاليا والتأهل للدور الثاني للمونديال، وكان من السخف أن يتناول البعض الأمر كمزحة في محاولة للدفاع عن اللاعب، دون النظر في الضرر الذي ألحقه وسيلحقه بالفرق التي يلعب لها وأيضا بمنافسيه.
ربما كانت عناوين الصحف البريطانية التي جاءت عقب الواقعة بها شيء من الفكاهة بوصف سواريز بـ«مصاص الدماء» وبسمكة القرش في فيلم «الفك المفترس 3»، لكن المحتوى كان أكثر تركيزا على ضرورة اتخاذ موقف صارم ضد تصرفات المهاجم الذي بات من الصعب على ناديه ليفربول الوقوف للدفاع عن تصرفاته بصلابة كما فعل في مرات كثيرة سابقة (واقعة عض إيفانوفيتش وواقعة سب إيفرا بألفاظ عنصرية).
وسواء تم إيقاف سواريز أم لا، فإن عودته للملاعب لا بد أن تكون مشروطة بالتزام عدم تكراره مثل هذه الأفعال المجنونة.