مارتا فييرا دا سيلفا
لاعبة كرة قدم برازيلية دولية
TT

توقعت المزيد من البرازيل

يوم الأحد بدأت البرازيل مسيرتها أخيرا في كأس العالم وكانت بداية لشيء جديد والفرصة للتحرر من العناوين والكوابيس التي حدثت قبل أربعة أعوام عندما خسر المنتخب الوطني 7-1 أمام ألمانيا لتدخل الجماهير في حالة حداد.
كانت رحلة طويلة بالنسبة لنا كبرازيليين لكن شهر بعد شهر عادت الأمور إلى طبيعتها واستعدنا الثقة في الأداء تحت قيادة المدرب تيتي وتسببت إصابة نيمار في مخاوف بالتأكيد لكن كان واضحا منذ البداية أنه يستطيع اللعب في روسيا.
وصلنا إلى روسيا في حالة جيدة وبآمال كبيرة لكن بعد دقائق من مباراتنا الأولى ضد سويسرا في روستوف شاهدنا أنها ستكون مباراة صعبة.
سويسرا بدأت بشراسة وأظهرت كيف ستتعامل مع أكبر نجم في البرازيل وهو نيمار.
راقبوه بقوة طوال المباراة وجعلوا الوضع صعبا عليه، يمكن مشاهدة أنه كان يشعر بالغضب من الانتباه الذي منحوه إياه ولوح للحكام من أجل الحصول على حماية أكبر، وفي النهاية كانت النتيجة تعني أنه لم يقدم أفضل ما لديه وعانى هجوم البرازيل بسبب ذلك.
الحكم لم يساعد أيضا فهدف التعادل لسويسرا كان مثيرا للجدل والإعادة التلفزيونية توضح وجود دفع ضد ميراندا مدافع البرازيل من ستيفن تسوبر صاحب الهدف.
وما زاد من سوء الأمور أن البرازيل كان يجب أن تحصل على ركلة جزاء في الشوط الثاني عندما سقط جابرييل جيسوس في منطقة الجزاء.
في الواقعتين لم يتحرك حكم الفيديو المساعد ويخبر الحكم بمراجعة اللعبتين. لماذا لا يحدث مثل التنس أن يطلب الفريق المتضرر بإعادة مراجعة القرار؟
ورغم القرارين شعرت أن البرازيل فعلت ما عليها لتحقق الفوز وحصلوا على أفضل الفرص ولم أشعر أن سويسرا هددت مرمى إليسون بعد هدف التعادل.
ورغم كل العمل الذي قام به الفريق والجهاز في الاستعداد للبطولة توقعت المزيد من البرازيل لكنها كانت المباراة الأولى فقط في البطولة وأتوقع عودة المنتخب يوم الجمعة عندما نواجه كوستاريكا.
ولكي أكون منصفة للبرازيل فلم تكن المرشحة الوحيدة للقب التي فشلت في الارتقاء لمستوى التوقعات في الجولة الأولى.
وبعد افتتاح كأس العالم بمفاجأة الفوز الكبير لروسيا على السعودية شاهدنا ما يطلق عليهم المنتخبات الصغيرة تلعب بذكاء لتحرم الفرق الأخرى من تفوق لاعبيها الواضح.
وكانت أوروغواي وهي من المنتخبات القوية دائما في كأس العالم مرشحة للفوز على مصر بدون محمد صلاح لكن هيكتور كوبر ولاعبيه قاموا بعمل مذهل للتأكد من عدم تسجيل لويس سواريز وإديسون كافاني للأهداف طيلة المباراة وكان من المؤلم للمنتخب القادم من افريقيا أن تهتز شباكه بهدف متأخر بعدما قام بكل شيء صحيح حتى ذلك الوقت.
وواحدة من أكثر المباريات إثارة في الجولة الأولى كانت الارجنتين ضد أيسلندا وجارتنا القادمة من أميركا الجنوبية كانت مرشحة بقوة للفوز بالمواجهة لكن أيسلندا مرة أخرى حرمتها من الفرص وسببت المشاكل لدفاع الارجنتين.
كان من المذهل أن تنجح أيسلندا في مباراتها الأولى على الإطلاق في كأس العالم في الحصول على نقطة من ليونيل ميسي وزملائه لكنها أوضحت ما الذي يمكن أن تحصده بالاجتهاد والتنظيم الجيد.
وربما يجب ألا نشعر بهذا القدر من المفاجأة فمباراة أيسلندا الأولى في يورو 2016 وهي الأولى لها على الإطلاق في بطولة كبيرة كانت أمام فريق يملك نجما كبيرا ونجحت في التعادل وكان ذلك ضد البرتغال في سانت إيتيين وتأخرت بهدف لكنها عادت وحصلت على نقطة.
وفي المباراتين كانت الخطة واحدة وهي الدفاع المنظم الجيد الذي يحاول إلحاق الضرر عن طريق الهجمات المرتدة والكرات الثابتة لكنها الآن تتمتع بمرونة أكثر مما حدث قبل عامين وسيكون من المثير أن نرى إلى أي مدى يمكن أن تتقدم ايسلندا بهذا الأسلوب.
وما ظهر في الجولة الأولى أن المرشحين للقب لا يمكنهم ضمان أي ضد في البطولة الحالي وستكون اسبانيا والبرتغال والبرازيل والمانيا والارجنتين تحت الضغط لتحقيق الفوز في الجولة الثانية وستزيد الإثارة في روسيا.