مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

تابعاك القلوب

هناك ظاهرة تفشت في بريطانيا، عندما يقوم أشخاص يركبون الدراجات النارية بخطف الحقائب النسائية والتليفونات الجوالة من المشاة في الشوارع.
وقد قرأت وأنا أضحك تصريحاً لوزير الداخلية البريطاني (ساجد أويد)، في مقابلة له مع صحيفة (صن)، من أنه سوف يضرب بيد من حديد على كل هؤلاء الأوباش الذي يفعلون ذلك، كما أنه يسعى لإدخال تغييرات على قواعد البوليس للمساعدة في مواجهة هذه المشكلة.
سبب ضحكي ليس ما قرأته من تصريحه، ولكن ما تعرض له هو شخصياً بعد يومين من تلك المقابلة، عندما كان خارجاً من محطة (بوستن) بلندن، وبيده تلفونه الجوال يريد أن يتصل بسيارة أجرة، وإذا بأحدهم يجتاحه بدراجة نارية، ويخطف تليفونه من يده قبل أن يتم مكالمته، ويلوذ بالفرار ويختفي عن الأنظار.

***

استمتعت مثلما استمتع غيري بمشاهدة رئيسة كرواتيا الحسناء (كوليندا) وهي تعانق لاعبي دولتها واحداً واحداً وهم في غرفة الملابس، بعد انتصارهم في إحدى المباريات بكأس العالم، وتمنيت ساعتها لو أنني لاعب من ضمن منتخب كرواتيا لكي تنالني (طرطوشة) من ذلك العناق.
والمحزن أنها سافرت مع فريقها بالطائرة التي أقلتهم إلى مدينة (سوتشي)، وجميعهم بمن فيهم هي بالدرجة السياحية، في الوقت الذي كان فيه طاقم الفريق السعودي يركبون بالدرجة الأولى الممتازة، والحمد لله أنني لم أكن من ضمن ذلك الفريق.
وبالمناسبة، بعث لي صديق سوداني بهذه الأبيات من الشعر باللهجة السودانية الدارجة، يصف فيهما رئيسة كرواتيا قائلاً:
تابعاك القلوب/ يا الفي المحاسن عاتية
وما بقارنوك/ بالقمرا التنور ساطية
إن ما ادوك كاسهم/ وتوجت كرواتيا
تبقى الفيفا تائهه/ وبنت الذين وخاتيه
ويبدو أنني وذلك الصديق نعزف على الوتر نفسه.
ومن حسن الحظ أنني قبل أن أبعث هذه المقالة، سعدت في الليلة البارحة بمشاهدة فوز كرواتيا على إنجلترا، لتصل إلى المباراة النهائية لكأس العالم أمام فرنسا.
ومن كان منكم مثلي يصفق لرئيسة كرواتيا، فعليه أن يشجع فريقها إلى آخر رمق، لكي تأخذ الكأس، ولا تبقى (الفيفا) تايهه، لا سمح الله.

***

عندما توفي عم الكاتب الفرنسي (بلزاك)، وترك له ثروة لا بأس بها، كتب بلزاك رسالة لكل أصدقائه، جاء فيها: في الساعة الخامسة من صباح أمس، انتقلت أنا وعمتي إلى حياة أفضل لكل منّا.