التهاب الكبد الفيروسي... مخاطر ومحاذير

حملة توعية بمناسبة يومه العالمي

التهاب الكبد الفيروسي... مخاطر ومحاذير
TT

التهاب الكبد الفيروسي... مخاطر ومحاذير

التهاب الكبد الفيروسي... مخاطر ومحاذير

يوافق يوم غد السبت 28 يوليو (تموز)، (15 ذو القعدة)، «اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي - 2018»، حيث تجتمع جميع الدول تحت شعار واحد بأهداف محددة لرفع مستوى الوعي بالعبء العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، وبذل كثير من الجهود لإحداث تغيير ملموس ونتائج مثمرة في الحد من الانتشار وبالتالي القضاء على التهاب الكبد الفيروسي، وتحديداً النوعين «بي B» و«سي C. ما أنواع الفيروسات؟ وما الفروق بينها من حيث الشدة، وطرق العدوى، والعلاج، واللقاح المتاح؟

- التهاب الكبد
التقت «صحتك» بأحد المختصين في هذا المجال؛ الدكتورة أشواق حامد الصحافي، استشارية أمراض الباطنة والكبد وأمراض ومناظير الجهاز الهضمي بمستشفى الملك فهد بجدة، فذكرت أن كثيرا من الجمعيات الأوروبية والشرق أوسطية قامت في 1 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2004 بتنظيم الحدث الافتتاحي الأول ليوم التوعية العالمي بالتهاب الكبد الفيروسي، وكان مقتصرا في تلك السنة على النوع (C). وفي عام 2010 تم توحيد الجهود العالمية لتتكاتف في يوم واحد هو 28 يوليو، ويوافق هذا اليوم ذكرى ميلاد العالم باروخ صامويل بلومبيرغ، الحائز جائزة نوبل إثر اكتشافه فيروس الكبد الوبائي بي (B).
وأضافت أن «اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي» يعد فرصة لتعميم عملية تنفيذ أول استراتيجية عالمية بشأن التهاب الكبد للفترة من 2016 – 2021، والتي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية في مايو (أيار) 2016. وتشمل أهداف المشروع تخفيض حالات التهاب الكبد «بي» و«سي» الجديدة بنسبة 30 في المائة، وتخفيض معدل الوفيات بنسبة 10 في المائة بحلول عام 2020.
كيف يحدث التهاب الكبد؟ الكبد عضو حيوي يقوم بمعالجة العناصر الغذائية، وبتصفية الدم، ويكافح العدوى. عندما يحدث التهاب أو تضرر في الكبد، فيمكن أن تتأثر الوظيفة. ويمكن أن يتسبب في ذلك شرب المواد الكحولية والسموم وبعض الأدوية وبعض الحالات الطبية. ومع ذلك، يعد التهاب الكبد الفيروسي المسبب الرئيسي لالتهابات الكبد في المملكة وعلى مستوى العالم.
يعد التهاب الكبد الفيروسي أحد أكبر التهديدات الصحية العالمية في عصرنا، فهو مسبب أساسي لكل اثنتين من 3 وفيات بسبب سرطان الكبد، ويتم تسجيل 1.34 مليون حالة وفاة سنويا، وهناك نحو 300 مليون شخص حول العالم مصابون بالفيروس وهم غير مدركين. والإصابة تؤدي إما لالتهاب مؤقت بالكبد، أو التهاب مزمن، وبالتالي تليف الكبد وارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الكبد.

- أنواع الفيروسات
أوضحت الدكتورة أشواق الصحافي أنه حتى اليوم توجد 5 أنواع من التهاب الكبد الفيروسي: «إيه»، و«بي»، و«سي»، و«دي»، و«إي» (A، B، C، D، E). ويعد فيروس «إيه» و«بي» و«سي» الأكثر شيوعا حول العالم، وكذلك في المملكة.
> فيروس الكبد «إيه»: يسبب إصابة مؤقتة لفترة لا تتجاوز الستة أشهر. وينتقل عن طريق تناول الأطعمة، أو استخدام المقتنيات الملوثة ببراز أو بعض إفرازات الشخص الحامل للمرض. قد تمر العدوى دون أي أعراض لدى معظم الأطفال المصابين، أو تصاحبها أعراض بسيطة، كارتفاع درجة الحرارة والخمول. أما لدى الكبار، فقد تكون الأعراض أكثر حدة، فارتفاع درجة الحرارة يصاحبه غثيان وقيء، وقد تكون شديدة في بعض الحالات وتحتاج إلى التنويم لتعويض السوائل المفقودة والأملاح. وفي حالات أخرى قد يشكو المريض من تغير لون القرنية إلى اللون الأصفر، وتغير لون البول، أو ألم في الجنب الأيمن الأعلى من البطن. وفي جميع الحالات تكون إنزيمات الكبد مرتفعة بدرجات متفاوتة. وفي حالات نادرة جدا أقل من واحد في المائة يحدث فشل بالكبد ويحتاج المريض لزراعة كبد. لا يحتاج المصاب بفيروس الكبد «إيه» إلى علاج من نوع معين، ولكن عليه التأكد من شرب كميات كافية من السوائل، واستعمال خافض الحرارة، حسب إرشادات الطبيب. وفي حال استمرار أو تفاقم الأعراض أو ظهور أعراض جديدة، فعلى المريض مراجعة الطبيب. يوجد لقاح فعال لفيروس الكبد «إيه» وقد تم إدراجه ضمن «البرنامج الوطني للتحصينات».
> فيروس الكبد «بي»: أوضحت الدكتورة أشواق الصحافي أن فيروسي الكبد «بي» و«سي» هما من أكثر الفيروسات شيوعا، وهما المسببان الرئيسيان لحالات المراضة والوفيات التي يمكن أن تحصل بسبب التهاب الكبد الفيروسي، لأن لهذين النوعين القدرة على إحداث إصابة مزمنة والتهاب بالكبد على فترات طويلة، مما يؤدي إلى تلف الكبد عند حدوث التليف ومضاعفاته بعد مرور سنوات طويلة من الإصابة الأولية. كما أنهما سببان رئيسيان لسرطان الكبد بالمملكة العربية السعودية والعالم.

- انتقال العدوى
قد يتعرض الإنسان للعدوى في مراحل عمرية مختلفة، وكلما كانت الإصابة في فترة عمرية مبكرة زادت نسبة تحول الفيروس إلى النوع المزمن، وذلك يعكس مدى تطور الجهاز المناعي في المرحلة التي انتقلت فيها العدوى. ومعظم حالات العدوى التي تحدث في مراحل عمرية مبكرة أثناء الحمل والطفولة قد تتحول إلى التهاب مزمن. بينما تشفى معظم حالات العدوى التي تحصل لدى الكبير، ونسبة قليلة منها تتحول إلى عدوى مزمنة.
ينتقل الفيروس عن طريق الدم وبعض سوائل الجسم أثناء وخز الإبر، أو مشاركة الإبر مع مريض حامل للمرض، كما ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي؛ ولكن بنسبة قليلة، وتعد الأم الحامل للمرض سببا رئيسيا لنقل العدوى أثناء فترة الحمل والولادة في حال كان الفيروس نشطاً. قد تصاحب العدوى أعراض بسيطة كارتفاع درجة الحرارة، وغثيان، وقيء، أو ألم في البطن، ولكن أغلب الحالات تمر دون أعراض تذكر، ويتم اكتشاف الفيروس عن طريق الصدفة أثناء عمل تحاليل لأي غرض آخر كفحص الزواج مثلا.
ويتوجب المبادرة بالفحص لفيروس الكبد «بي» لدى الأشخاص المولودين في الصين والدول الآسيوية الأخرى، والأطفال المولودين لأم حامل للمرض، وعند وجود شخص مصاب في المنزل، وعند وجود اختلال بوظائف الكبد.

- علاج فيروس «بي»
الإصابة بالفيروس قد تؤدي لحدوث عدوى حادة مؤقتة تستمر لفترة لا تتجاوز الستة أشهر، أو إصابة مزمنة تستمر لسنوات طويلة.
في الحالات المزمنة يمر الفيروس بخمس مراحل مختلفة داخل جسم الإنسان، ويختلف نشاط الفيروس واستجابة جهازنا المناعي له في كل مرحلة.
في حالات العدوى الحادة لا يحتاج المريض إلى علاج خاص بالفيروس إلا في أمثلة نادرة كحدوث فشل بالكبد، أما نحو 90 في المائة من الحالات فتنتهي دون مضاعفات ويزول الفيروس تماما ويقوم الجسم بتكوين أجسام مضادة للفيروس قد تمنع حدوث عدوى مرة أخرى.
في حال تحول العدوى من حادة إلى مزمنة، يحتاج المريض إلى التقييم بصفة مستمرة كل ما بين 3 و6 أشهر حسبما تستدعي الحالة، وذلك لمتابعة انتظام إنزيمات الكبد ونسبة الفيروس في الدم. لا يتم علاج الفيروس إلا إذا كان في حالة نشاط مستمر. يتم تحديد نشاط الفيروس من عدمه عن طريق حساب عدد الفيروسات في الدم أو ارتفاع إنزيمات الكبد، فكلما ارتفع عدد الفيروسات وإنزيمات الكبد عن النسب المحددة علميا، كان دلالة على نشاط الفيروس والحاجة للعلاج.
كما أن وجود تليف كبدي هو أحد الأسباب الرئيسية التي تستدعي العلاج. يتم تحديد وجود تليف من عدمه باستخدام إما الأشعة التلفزيونية أو أشعة الفايبروسكان التي تعد أكثر دقة من الأشعة التلفزيونية وتقارب في دقتها خزعة الكبد.
حتى اليوم لا يوجد علاج يقضي على فيروس الكبد من النوع «بي» بصفة دائمة؛ حيث إن العلاج في أغلب الحالات يسيطر على قدرة الفيروس على التكاثر، ولكن لا يقضي عليه تماما.
في معظم الحالات التي تحتاج إلى العلاج قد يستمر العلاج لفترات زمنية طويلة وغير محددة الأمد. وفي حال توقف المريض عن تناول الدواء، فإن ذلك يؤدي إلى معاودة نشاط الفيروس مرة أخرى ويعرض المريض لمخاطر الالتهابات الحادة أو حدوث مقاومة من الفيروس للدواء فلا يستجيب له المريض مرة أخرى بالطريقة المنشودة.
والانتظام على العلاج يحد من قدرة الفيروس على إحداث تلف دائم بالكبد (تليف الكبد) ويمنع تكون خلايا سرطانية في الكبد، وهما العاملان الرئيسيان لحالات المراضة والوفيات من فيروس الكبد «ب».
وعلى الرغم من عدم وجود علاج شافٍ للفيروس، فإنه يوجد تطعيم فعال يساعد الجسم على تكوين مناعة ضد الإصابة بالعدوى في حال التعرض للفيروس. يؤخذ التطعيم على 3 جرعات منفصلة منذ الولادة.

- علاج الفيروس «سي»
أشارت الدكتورة أشواق الصحافي إلى أنه يعد من الفيروسات الكبدية الأكثر شيوعا في المملكة والعالم. ويعد أيضا سببا رئيسيا لحالات زراعة الكبد في المملكة والعالم أجمع. يتسم الفيروس بوجود عدة أنماط مختلفة: 1 - 2 - 3 - 4، وتختلف هذه الأنماط في قدرتها على إحداث ضرر بالكبد واستجابتها للعلاجات المتوفرة. لدى هذا الفيروس القدرة على إحداث عدوى حادة أو مزمنة، على عكس فيروس الكبد «بي»، فتتحول معظم حالات العدوى إلى الشكل المزمن.
والعدوى الحادة يمكن أن تتراوح في الشدة من مرض معتدل جدا مع أعراض قليلة أو معدومة، إلى أعراض شديدة الخطورة وفي حالات نادرة تتطلب دخول المستشفى. لأسباب غير معروفة، نحو 20 في المائة من الناس قادرون على الإزالة أو التخلص من الفيروس دون علاج في أول 6 أشهر.

> كيف تحصل العدوى؟ عادة ما ينتشر التهاب الكبد الوبائي «سي» عندما يدخل دم من شخص مصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي «سي» لشخص غير مصاب، عادة ما يكون ذلك عن طريق مشاركة الإبر والأدوات الملوثة بدم الشخص المصاب. وقبل بدء الفحص المخبري واسع النطاق في عام 1991، تفشى الفيروس أيضا عن طريق نقل الدم وزراعة الأعضاء. أما في الوقت الحاضر، فقد أصبح فحص المتبرعين بالدم والأعضاء لجميع أنواع الفيروسات المعروفة ومنها فيروس الكبد «بي» و«سي»، أمرا إلزاميا، مما أدى إلى الحد من انتشار العدوى بهذا الطريق. قد ينتقل الفيروس بنسبة 6 في المائة من الأم المصابة إلى المولود. حتى اليوم ما زال هناك كثير من الحالات لا يمكن تحديد سبب العدوى فيها.
في معظم الحالات لا تظهر على الشخص المصاب بعدوى حادة أي أعراض إلا ما ندر، وغالبا ما تكون أعراضا بسيطة كارتفاع درجة الحرارة، والخمول، والغثيان، أو آلام بسيطة بالبطن، وفي حالات نادرة قد يصاحبها يرقان (اصفرار لون قرنية العين وتغير لون البول إلى لون داكن).
أما في حال العدوى المزمنة فقد لا تظهر على المريض أي أعراض ولا يتم اكتشاف الفيروس إلا عن طريق الصدفة أثناء عمل تحاليل لأي سبب آخر، أو قد تظهر على المريض أعراض تليف الكبد بعد إصابة فيروسية قديمة لم يتم اكتشافها. وتتوجب المبادرة بالفحص لفيروس الكبد «سي» على الأشخاص المولودين في ما بين 1945 و1965، والذين لديهم أمراض مزمنة بالكبد أو مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، أو يعانون من قصور مزمن بالكلى وغسل للكلى، أو اختلال في وظائف الكبد، وجميع المواليد لأمهات يحملن المرض.

> العلاج: قبل عدة سنوات كان علاج فيروس الكبد «سي» رحلة شاقة على المريض، فنسبة الاستجابة للعلاج كانت لا تتجاوز 40 أو على الأكثر 60 في المائة في أفضل الحالات، ولا تخلو تلك الرحلة من مضاعفات العلاجات التي كانت على شكل إبر تؤخذ في العضل مع حبوب عن طريق الفم.
في السنوات القلائل الماضية، كان اكتشاف علاجات لديها القدرة على التخلص بشكل دائم من فيروس الكبد «سي» من أهم الاكتشافات الثورية التي حصلت في المجال الطبي.
يتمثل العلاج في حبوب تؤخذ عن طريق الفم لفترة تتراوح بين 8 أسابيع و6 أشهر حسب حالة المريض، ووجود مشكلات صحية أخرى، ونمط الفيروس، وعدده في الدم. تفوق نسبة الشفاء 90 في المائة في أغلب الحالات مع العلاج المتوفر حاليا، ويتخلص المريض من الفيروس تماما مع بقاء الأجسام المضادة إيجابية في دلالة على إصابة في وقت سابق.
لا يوجد حتى اليوم لقاح فعال للوقاية من فيروس الكبد «سي»، وتتمثل طرق الوقاية في:
- تجنب مشاركة أو إعادة استخدام الإبر أو المحاقن أو أي أجهزة أخرى لتحضير وحقن الأدوية أو المنشطات أو الهرمونات أو أي مواد أخرى.
- لا تستخدم الأدوات الشخصية التي قد تكون لامست دم شخص مصاب، حتى في الكميات الصغيرة جداً التي لا يمكن رؤيتها، مثل شفرات الحلاقة، أو قصاصات الأظافر، أو فرش الأسنان، أو أجهزة مراقبة الجلوكوز.
- لا تقم بعمل الوشم أو ثقوب الجسم في منشأة غير مرخص لها أو في بيئة غير رسمية.

- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

سرطان الثدي قد يزيد احتمالات الإصابة بورم آخر

صحتك مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

سرطان الثدي قد يزيد احتمالات الإصابة بورم آخر

قالت دراسة جديدة إن النساء المصابات بسرطان الثدي اللواتي تلقين العلاج الكيميائي قد يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك علماء: الزبادي علاج مذهل لأمراض عديدة بينها ضغط الدم والسكري !

علماء: الزبادي علاج مذهل لأمراض عديدة بينها ضغط الدم والسكري !

ذكرت تقارير علمية أن الزبادي الطبيعي يمكن أن يساعد في التحكم بضغط الدم والسكر ؛ فهو غني بالبكتيريا «الجيدة» اللازمة للحفاظ على صحة الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة صادمة: العديد من أدوية السرطان لا فائدة سريرية لها !؟

دراسة صادمة: العديد من أدوية السرطان لا فائدة سريرية لها !؟

وجدت دراسة جديدة أن حوالى 40 % من العلاجات المضادة للسرطان التي تم تقديمها من خلال مسار الموافقات المعجلة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بينها الصداع وتساقط الشعر...آثار جانبية سيئة لأدوية الحموضة والمعدة

بينها الصداع وتساقط الشعر...آثار جانبية سيئة لأدوية الحموضة والمعدة

كشف الطبيب الروسي المعروف الدكتور ألكسندر مياسنيكوف أن بعض أدوية علاج الحرقة وقرحة المعدة لها آثار جانبية عديدة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
صحتك خريطة خلوية للعضلات البشرية من أجل محاربة الشيخوخة !

خريطة خلوية للعضلات البشرية من أجل محاربة الشيخوخة !

أصبحت كيفية تغير العضلات مع الشيخوخة ومحاولة محاربة آثارها مفهومة بشكل أفضل على المستوى الخلوي والجزيئي من خلال أول أطلس.

«الشرق الأوسط» (لندن)

سرطان الثدي قد يزيد احتمالات الإصابة بورم آخر

مريضة بسرطان الثدي (رويترز)
مريضة بسرطان الثدي (رويترز)
TT

سرطان الثدي قد يزيد احتمالات الإصابة بورم آخر

مريضة بسرطان الثدي (رويترز)
مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

قالت دراسة جديدة إن النساء المصابات بسرطان الثدي اللاتي تلقين العلاج الكيميائي قد يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة.

وبحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد شملت الدراسة أكثر من مليوني امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 و84 عاماً، وخضعن لتصوير الثدي بالأشعة السينية بين عامي 2010 و2023.

وركز الفريق على النساء المصابات بسرطان الثدي وبحثوا في العلاقة المحتملة بين مرضهن وإصابتهن بسرطان الرئة الأولي في وقت لاحق.

ووجدت الدراسة التي أجراها باحثون من منظمة Epic Research الصحية، ومقرّها ولاية ويسكونسن، أن النساء المصابات بسرطان الثدي اللاتي يتلقين العلاج الكيميائي لديهن خطر أعلى بنسبة 57 في المائة للإصابة بسرطان الرئة من النساء اللواتي تلقين العلاج الإشعاعي.

مريضة بالسرطان (رويترز)

وقال الباحثون في بيان إن دراستهم تشير إلى أن «المريضات اللواتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي معرّضات بأكثر من الضعف لخطر الإصابة بسرطان الرئة الأولي، خاصة إذا كان علاجهن يشمل العلاج الكيميائي».

حقائق

 سرطانات الثدي والرئة

هي أكثر أنواع الأورام الخبيثة شيوعاً بين النساء

وأضاف الباحثون: «على الرغم من ذلك، فإن نتائجنا لا تعني أن كل امرأة أصيبت بسرطان الثدي ستصاب بسرطان الرئة، لكنها تؤكد فقط على ضرورة إجراء مريضات سرطان الثدي فحوصاً دورية على الرئة للتأكد من سلامتها».

وتعد سرطانات الثدي والرئة أكثر أنواع الأورام الخبيثة شيوعاً بين النساء، وفقاً للوكالة الدولية لبحوث السرطان.


علماء: الزبادي علاج مذهل لأمراض عديدة بينها ضغط الدم والسكري !

علماء: الزبادي علاج مذهل لأمراض عديدة بينها ضغط الدم والسكري !
TT

علماء: الزبادي علاج مذهل لأمراض عديدة بينها ضغط الدم والسكري !

علماء: الزبادي علاج مذهل لأمراض عديدة بينها ضغط الدم والسكري !

ذكرت تقارير علمية أن الزبادي الطبيعي يمكن أن يساعد في التحكم بضغط الدم والسكر ؛ فهو غني بالبكتيريا «الجيدة» اللازمة للحفاظ على صحة الأمعاء.

ويُعتقد أن الكالسيوم والمغنيسيوم والأحماض الدهنية الموجودة في الزبادي تساعد في تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وقبل عقد من الزمن، أفاد علماء بجامعة هارفارد بأن تناول 28 غرامًا من الزبادي يوميًا ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 18%.

وفي الشهر الماضي، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن الشركات المصنعة ستكون قادرة على الادعاء بأن منتجاتها من الزبادي العادي قد تساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني. ومن المعروف أيضًا أن العناصر الغذائية الموجودة في الزبادي، بما في ذلك الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، تشارك في تنظيم ضغط الدم، وقد تبين أن تناوله يوميًا يخفضه لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وفقًا لدراسة أجريت في الولايات المتحدة وأستراليا. وفي هذا الاطار، اقترح العلماء الذين قاموا بالتجربة أيضًا أن البكتيريا الموجودة في الزبادي تساعد في تعزيز إطلاق البروتينات التي تخفض ضغط الدم. ولكن فقط «تأكد من تجنب الأصناف فائقة المعالجة». وذلك وفق ما أفاد موقع «gloucostershirelive» الإخباري.

من أجل ذلك يوصي الخبراء باختبار الزبادي العادي دون إضافة أي شيء آخر إليه، للحصول على أكبر الفوائد، وتجنب منتجات الزبادي المحلاة والمنكهة.


دراسة صادمة: العديد من أدوية السرطان لا فائدة سريرية لها !؟

دراسة صادمة: العديد من أدوية السرطان لا فائدة سريرية لها !؟
TT

دراسة صادمة: العديد من أدوية السرطان لا فائدة سريرية لها !؟

دراسة صادمة: العديد من أدوية السرطان لا فائدة سريرية لها !؟

وجدت دراسة جديدة أن حوالى 40 % من العلاجات المضادة للسرطان التي تم تقديمها من خلال مسار الموافقات المعجلة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بين عامي 2013 و2017 لم تظهر فائدة سريرية بتجارب المتابعة بعد مرور أكثر من خمس سنوات.

وتم إنشاء برنامج الموافقات المتسارع التابع لإدارة الغذاء والدواء الأميركية استجابة لوباء فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في الثمانينيات وأوائل التسعينيات،

وقد سمح منذ عام 1992 بالموافقة المبكرة على الأدوية التي تعالج الحالات الخطيرة، وتلبية الاحتياجات الطبية غير الملباة.

وتعد الموافقات المعجلة من إدارة الغذاء والدواء أمرًا شائعًا، خاصة بالنسبة لعلاجات السرطان. إذ يمر ثلث جميع الموافقات على أدوية الأورام عبر مسار الموافقات المعجلة، ويتم منح أكثر من 80 في المائة من جميع الموافقات المعجلة لعلاجات السرطان.

ومع ذلك، تعتمد الموافقات المعجلة على علامات بديلة لفعالية الدواء والتي يعتقد أنها تتنبأ بالفوائد السريرية، دون قياس الفائدة بشكل مباشر؛ على سبيل المثال، تُعَد مستويات الكوليسترول علامة بديلة لأمراض القلب، ولكن ما تحتاج شركات الأدوية إلى إظهاره، في التجارب التأكيدية بعد الموافقة، هو أن الدواء المعتمد حديثا يمنع الوفاة بسبب أمراض القلب.

وفي تجارب السرطان، فإن إثبات أن المرضى يعيشون لفترة أطول مع علاج معين (يشار إليه بالبقاء الشامل) هو نقطة النهاية السريرية المثالية. لكن التجارب غالبا ما تستخدم مقياسا بديلا للبقاء على قيد الحياة دون تطور المرض؛ وهو المدة التي يعيشها الشخص مع السرطان قبل أن يصبح أسوأ. ومن خلال تحليل موافقات إدارة الغذاء والدواء الأميركية المتسارعة على أدوية السرطان على مدى العقد الماضي، قام الباحثون السريريون بمستشفى بريغهام ببوسطن بتوسيع الأبحاث التي سبق لها التدقيق في نتائج البرنامج، الذي تعرض لانتقادات لاستخدامه معايير تنظيمية أقل من الموافقات التقليدية، مقابل تكلفة باهظة. وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن «Journal of the American Medical Association» العلمية المرموقة.

أدوية ذات فائدة غير مؤكدة

وكتب عالم الأوبئة إيان ليو وزملاؤه بورقتهم المنشورة «على الرغم من أن الموافقة السريعة يمكن أن تكون مفيدة، إلا أن بعض أدوية السرطان لا تؤدي في النهاية إلى إظهار فائدة في إطالة حياة المرضى أو تحسين نوعيتها؛ فبين عامي 2013 و2023، تم منح 59 دواءً للسرطان علامة الموافقة المؤقتة من خلال مسار الموافقات المعجل لإدارة الغذاء والدواء، والمنتشر عبر 129 مؤشرًا أو استخدامًا. ومن بين المؤشرات الدوائية الـ 46 التي تمت الموافقة عليها بين عامي 2013 و2017، لا تزال نتائج التجارب التأكيدية معلقة بالنسبة لسبعة أدوية بحلول منتصف عام 2023. وفي الوقت نفسه، تم سحب 10 أدوية. لكن الباحثين وجدوا أن 41 % - أو 19 من أصل 46 دواءً للسرطان منحت موافقة سريعة في تلك الفترة؛ لم تطل حياة المرضى أو تحسن نوعيتها. أضف إلى ذلك التجارب السبع الجارية والتي لم تتوفر نتائجها بعد، ويرتفع هذا الرقم إلى 57 % من أدوية السرطان سريعة المسار التي تفشل في إظهار الفائدة بعد خمس سنوات من الموافقة عليها. ومع ذلك، هناك بعض الدلائل على أن النظام آخذ في التحسن. وقد تم سحب الأدوية السريعة التي أثبتت عدم فعاليتها في تجارب المتابعة من عملية الموافقة بشكل أسرع، في 3.6 سنة فقط بعام 2017، بعد أن كانت حوالى 10 سنوات في عام 2013. باستثناء أن شركات الأدوية تستغرق وقتًا أطول لإثبات فعالية الأدوية في الدراسات الإلزامية بعد الموافقة، ما يعني أن هذه الأدوية متاحة لسنوات قبل أن يتمكن الأطباء ومرضاهم من التأكد من أن العلامات البديلة تعكس فعليًا الفائدة السريرية».

وفي هذا الاطار، وجد الباحثون أن الوقت الذي تستغرقه الأدوية السريعة للحصول على الموافقة التقليدية إذا أظهرت فائدة قد امتد خلال فترة الدراسة: حيث زاد من 1.6 سنة إلى 3.6 سنة خلال مدة الدراسة؛ وهذا يوازي الأبحاث الأخرى التي تظهر أن التأخير في التجارب التأكيدية يمكن أن يؤدي إلى استخدام بعض الأدوية لأكثر من عقد من الزمن دون التأكد من أنها تساعد المرضى على العيش حياة أطول أو أفضل. وهذه ليست القضية الوحيدة التي تعاني منها أبحاث السرطان السريرية. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2022 أن البيانات من أكثر من نصف 300 تجربة سريرية مدققة من العقد الماضي ظلت غير قابلة للوصول على الرغم من تلك التجارب التي تدعم الموافقات على الأدوية المضادة للسرطان؛ وهذا يعني أن الباحثين والأطباء لا يمكنهم فحص الأدلة التي استندت إليها إدارة «الغذاء والدواء» في قراراتها. لكن الموافقات المتسارعة لا تزال تتعرض لانتقادات، خاصة في أعقاب قرار إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعام 2021 بالموافقة على عقار «أدوكانوماب»، وهو جسم مضاد لمرض ألزهايمر يزيل كتل البروتين المرتبطة بالمرض، لكنه لم يبطئ التدهور المعرفي.

وهذا العام، ستقوم الشركة المصنعة له، Biogen، بإيقافه؛ مستشهدة بأولويات أخرى.

وفي يونيو (حزيران) 2022، أقرت الحكومة الأميركية إصلاحات تشريعية لمسار الموافقة المتسارعة، والتي قال الباحثون إنها «طال انتظارها». إذ ستعني هذه التغييرات أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية يمكنها أن تطلب من شركات الأدوية أن تبدأ على الأقل تجارب تأكيدية قبل منح الموافقات المعجلة، ويجب أن تقدم تقريرًا عن التقدم المحرز في دراساتها مرتين سنويًا. وسيحدد الوقت مدى تأثير هذه الإصلاحات.


بينها الصداع وتساقط الشعر...آثار جانبية سيئة لأدوية الحموضة والمعدة

بينها الصداع وتساقط الشعر...آثار جانبية سيئة لأدوية الحموضة والمعدة
TT

بينها الصداع وتساقط الشعر...آثار جانبية سيئة لأدوية الحموضة والمعدة

بينها الصداع وتساقط الشعر...آثار جانبية سيئة لأدوية الحموضة والمعدة

كشف الطبيب الروسي المعروف الدكتور ألكسندر مياسنيكوف أن بعض أدوية علاج الحرقة وقرحة المعدة لها آثار جانبية عديدة. قائلا «ان بعض أدوية علاج الحرقة وقرحة المعدة قد تكون لها آثار سيئة على الصحة، وقد تتسبب بآلام في الرأس وتساقط للشعر؛ إذ ان أدوية مثبطات مضخة البروتون على سبيل المثال تؤدي إلى نقص المغنيسيوم والعديد من العناصر الضرورية لصحة الجسم». مضيفا «أن هذه الأدوية منذ 35 عاما، ومنها الأوميبرازول والبانتوبرازول وكل الأدوية من هذا النوع التي تنتهي بـ(برازول) وتوصف عادة لعلاج حرقة المعدة والقرحة وأمراض الجهاز الهضمي الأخرى، لم يكن أحد يعرف سابقا أن لها تأثيرات سيئة في حال استعمالها على المدى الطويل.. ففي البداية كانت توصف ليتم استعمالها لمدة أقصاها 28 يوما؛ لكن بعد ذلك تقرر أن هناك إمكانية لتناولها فترات طويلة، ونتيجة لهذا الأمر عانى من استعملها لفترة طويلة من مشكلات كضعف امتصاص المغنيسيوم والكالسيوم والحديد وفيتامين ب 12». وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن «فيستي» المحلي.

وفي هذا الاطار، نصح الطبيب الروسي من يستخدم هذه الأنواع من الأدوية بالتحقق من النشرات المرفقة بها بعناية، وخصوصا إذا كان يعاني من أعراض نقص المغنيسيوم ويعاني من الصداع وتساقط الشعر وآلام العضلات وهشاشة الأظافر.


خريطة خلوية للعضلات البشرية من أجل محاربة الشيخوخة !

خريطة خلوية للعضلات البشرية من أجل محاربة الشيخوخة !
TT

خريطة خلوية للعضلات البشرية من أجل محاربة الشيخوخة !

خريطة خلوية للعضلات البشرية من أجل محاربة الشيخوخة !

أصبحت كيفية تغير العضلات مع الشيخوخة ومحاولة محاربة آثارها مفهومة بشكل أفضل على المستوى الخلوي والجزيئي من خلال أول أطلس شامل لعضلات الشيخوخة لدى البشر.

فقد قام باحثون من معهد «ويلكوم سانجر» ومعاونوهم بجامعة «صن يات صن» الصينية بتطبيق تقنيات الخلية الواحدة والتصوير المتقدم لتحليل عينات العضلات الهيكلية البشرية من 17 فردًا على مدار عمر البالغين.

ومن خلال مقارنة النتائج، ألقوا ضوءًا جديدًا على العديد من العمليات المعقدة الكامنة وراء التغيرات العضلية المرتبطة بالعمر.

ويكشف الأطلس الجديد، الذي نُشر اليوم (الاثنين) بمجلة «Nature Aging»، عن مجموعات جديدة من الخلايا قد تفسر سبب شيخوخة بعض الألياف العضلية بشكل أسرع من غيرها. كما يحدد الآليات التعويضية التي تستخدمها العضلات لمكافحة الشيخوخة. فيما توفر النتائج طرقًا للعلاجات والتدخلات المستقبلية لتحسين صحة العضلات ونوعية الحياة مع تقدمنا في العمر. وذلك وفق ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

وتعد هذه الدراسة جزءًا من مبادرة «أطلس الخلايا البشرية الدولية» لرسم خريطة لكل نوع من الخلايا بجسم الإنسان، لتغيير فهم الصحة والمرض.

فمع تقدمنا في العمر، تضعف عضلاتنا تدريجياً. ويمكن أن يؤثر ذلك على قدرتنا على أداء الأنشطة اليومية مثل الوقوف والمشي.

وبالنسبة لبعض الأشخاص، يتفاقم فقدان العضلات، ما يؤدي إلى السقوط وعدم القدرة على الحركة وفقدان الاستقلالية وحالة تسمى ضمور العضلات.

وقد ظلت الأسباب التي تجعل عضلاتنا تضعف بمرور الوقت غير مفهومة جيدًا.

وفي هذه الدراسة الجديدة، استخدم علماء بمعهد ويلكوم سانجر وجامعة صن يات صن في الصين تقنيات تسلسل الخلية الواحدة والنواة الواحدة إلى جانب التصوير المتقدم لتحليل عينات العضلات البشرية من 17 فردًا تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 75 عامًا. فاكتشف الفريق أن الجينات التي تتحكم في الريبوسومات، المسؤولة عن إنتاج البروتينات، كانت أقل نشاطا في الخلايا الجذعية العضلية المأخوذة من العينات القديمة؛ وهذا يضعف قدرة الخلايا على إصلاح وتجديد ألياف العضلات مع تقدمنا في السن.

علاوة على ذلك، أنتجت مجموعات الخلايا غير العضلية الموجودة في عينات العضلات الهيكلية هذه المزيد من جزيء مؤيد للالتهابات يسمى CCL2، ما يجذب الخلايا المناعية إلى العضلات ويؤدي إلى تفاقم تدهور العضلات المرتبط بالعمر. كما لوحظ أيضًا فقدان نوع فرعي من الألياف العضلية سريعة الانقباض مرتبط بالعمر؛ وهو مفتاح الأداء العضلي المتفجر.

ومع ذلك، اكتشف العلماء لأول مرة عدة آليات تعويضية من العضلات التي يبدو أنها تعوض الخسارة؛ وشملت هذه التحولات في الألياف العضلية بطيئة الانقباض للتعبير عن الجينات المميزة للنوع الفرعي المفقود سريع الانقباض، وزيادة تجديد الأنواع الفرعية المتبقية من الألياف سريعة الانقباض.

كما حدد الفريق أيضًا مجموعات من النوى المتخصصة داخل الألياف العضلية التي تساعد في إعادة بناء الروابط بين الأعصاب والعضلات التي تتراجع مع تقدم العمر.

وفي هذا الاطار، أكدت التجارب التي أجراها الفريق على خلايا العضلات البشرية المزروعة في المختبر أهمية هذه النوى في الحفاظ على وظيفة العضلات.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قالت فيرونيكا كيدليان المؤلفة الأولى للدراسة بمعهد ويلكوم سانجر «ان نهجنا غير المتحيز ومتعدد الأوجه لدراسة شيخوخة العضلات، والجمع بين أنواع مختلفة من التسلسل والتصوير والتحقيق يكشف عن آليات خلوية غير معروفة سابقًا للشيخوخة ويسلط الضوء على مجالات لمزيد من الدراسة».

من جانبه، يقول البروفيسور هونغبو تشانغ كبير مؤلفي الدراسة بجامعة صن يات صن بقوانغتشو، «في الصين والمملكة المتحدة وبلدان أخرى، لدينا شيخوخة السكان، ولكن فهمنا لعملية الشيخوخة نفسها محدود. ونحن الآن نحصل على رؤية تفصيلية حول كيفية سعي العضلات للحفاظ على وظيفتها لأطول فترة ممكنة، على الرغم من آثار الشيخوخة».

بدورها. بينت الدكتورة سارة تيشمان، كبيرة مؤلفي الدراسة بمعهد ويلكوم سانجر المؤسس المشارك لأطلس الخلايا البشرية «من خلال أطلس الخلايا البشرية نتعرف على الجسم بتفاصيل غير مسبوقة، منذ المراحل الأولى للخلية البشرية؛ بدءا من التنمية البشرية وحتى الشيخوخة. فمع هذه الأفكار الجديدة حول شيخوخة العضلات الهيكلية الصحية، يمكن للباحثين في جميع أنحاء العالم الآن استكشاف طرق لمكافحة الالتهابات، وتعزيز تجديد العضلات، والحفاظ على الاتصال العصبي، وغيرها». مؤكدة «أن اكتشافات مثل هذه الأبحاث لديها إمكانات هائلة لتطوير استراتيجيات علاجية تعزز الصحة والشيخوخة وخاصة للأجيال القادمة».


علماء يكشفون عن مصدر معظم عدوى المستشفيات؟!

علماء يكشفون عن مصدر معظم عدوى المستشفيات؟!
TT

علماء يكشفون عن مصدر معظم عدوى المستشفيات؟!

علماء يكشفون عن مصدر معظم عدوى المستشفيات؟!

يعتقد مقدمو الرعاية الصحية والمرضى تقليديًا أن العدوى التي يصاب بها المرضى أثناء وجودهم في المستشفى ناتجة عن جراثيم خارقة يتعرضون لها أثناء وجودهم بمنشأة طبية. غير ان البيانات الجينية من البكتيريا المسببة لهذه العدوى (مثل CSI لـ E. coli) تكشف شيئا آخر؛ حيث ان معظم حالات العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية تنتج عن بكتيريا غير ضارة سابقًا كانت موجودة بالفعل على أجساد المرضى قبل دخولهم الى المستشفى.

وتُظهر الأبحاث التي تقارن البكتيريا الموجودة في الميكروبيوم (تلك التي تستعمر أنوفنا وجلودنا ومناطق أخرى من الجسم) مع البكتيريا التي تسبب الالتهاب الرئوي والإسهال والتهابات مجرى الدم والتهابات المواقع الجراحية، أن البكتيريا التي تعيش بشكل غير ضار على أجسامنا عندما نكون بصحة جيدة غالبًا ما نكون مسؤولين عن هذه العدوى السيئة عندما نمرض.

ويضيف البحث الجديد المنشور حديثًا إلى العدد المتزايد من الدراسات التي تدعم هذه الفكرة. إذ يوضح أن«العديد من حالات العدوى في الموقع الجراحي بعد جراحة العمود الفقري تنتج عن ميكروبات موجودة بالفعل على جلد المريض». وذلك وفق ما ذكر موقع «ساينس إليرت» العلمي.

وتعتبر الالتهابات الجراحية مشكلة مستمرة من بين الأنواع المختلفة للعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، وتبرز عدوى الموقع الجراحي باعتبارها مشكلة بشكل خاص. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن العدوى في الموقع الجراحي تساهم بشكل كبير في التكاليف السنوية للعدوى المكتسبة من المستشفيات، والتي يبلغ مجموعها أكثر من 33 % من 9.8 مليار دولار أميركي يتم إنفاقها سنويًا.

كما تعد التهابات الموقع الجراحي أيضًا سببًا مهمًا لإعادة الدخول إلى المستشفى والوفاة بعد الجراحة. ويقول فريق الدراسة «في عملنا كأطباء بمركز هاربورفيو الطبي بجامعة واشنطن رأينا كيف تبذل المستشفيات جهودًا غير عادية لمنع هذه العدوى. ويشمل ذلك تعقيم جميع المعدات الجراحية، واستخدام الأشعة فوق البنفسجية لتنظيف غرف العمليات، واتباع بروتوكولات صارمة للملابس الجراحية ومراقبة تدفق الهواء داخل غرف العمليات. ومع ذلك، تحدث العدوى في الموقع الجراحي بعد إجراء واحد تقريبًا من بين كل 30 إجراءً، وعادةً ما يكون بدون أي تفسير».

وفي حين أن معدلات العديد من المضاعفات الطبية الأخرى أظهرت تحسنا مطردا مع مرور الوقت، فإن البيانات الصادرة عن «وكالة أبحاث وجودة الرعاية الصحية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» تظهر أن مشكلة العدوى في الموقع الجراحي لا تتحسن.

ونظرًا لأن إعطاء المضادات الحيوية أثناء الجراحة هو حجر الزاوية في الوقاية من العدوى، فمن المتوقع أن يؤدي الارتفاع العالمي في مقاومة المضادات الحيوية إلى زيادة معدلات الإصابة بعد الجراحة.

من أجل ذلك، حاول فريق من الأطباء والعلماء من ذوي الخبرة بما في ذلك الرعاية الحرجة والأمراض المعدية والطب المخبري وعلم الأحياء الدقيقة والصيدلة وجراحة العظام وجراحة الأعصاب، أن يفهم بشكل أفضل كيف ولماذا تحدث العدوى الجراحية لدى المرضى على الرغم من اتباع البروتوكولات الموصى بها للوقاية منها. فلقد اقتصرت الدراسات السابقة حول العدوى في الموقع الجراحي على نوع واحد من البكتيريا واستخدمت طرق التحليل الجيني القديمة. لكن التقنيات الجديدة فتحت الباب لدراسة جميع أنواع البكتيريا واختبار جيناتها المقاومة للمضادات الحيوية في وقت واحد.

ويقول الباحثون «لقد ركزنا على الالتهابات في جراحة العمود الفقري لعدة أسباب. أولاً، تخضع أعداد مماثلة من النساء والرجال لجراحة العمود الفقري لأسباب مختلفة طوال حياتهم، ما يعني أن نتائجنا ستكون قابلة للتطبيق على مجموعة أكبر من الأشخاص. ثانيًا، يتم إنفاق المزيد من موارد الرعاية الصحية على جراحة العمود الفقري أكثر من أي نوع آخر من العمليات الجراحية في الولايات المتحدة. ثالثًا، يمكن أن تكون العدوى بعد جراحة العمود الفقري مدمرة بشكل خاص للمرضى لأنها تتطلب غالبًا عمليات جراحية متكررة ودورات طويلة من المضادات الحيوية للحصول على فرصة للشفاء». واضافوا «على مدار عام واحد، قمنا بأخذ عينات من البكتيريا التي تعيش في الأنف والجلد والبراز لأكثر من 200 مريض قبل الجراحة. ثم قمنا بتتبع هذه المجموعة لمدة 90 يومًا لمقارنة تلك العينات بأي إصابات حدثت لاحقًا. وقد كشفت نتائجنا أنه على الرغم من أن أنواع البكتيريا التي تعيش على الجلد الخلفي للمرضى تختلف بشكل ملحوظ بين الأشخاص، إلا أن هناك بعض الأنماط الواضحة؛ فالبكتيريا التي تستعمر الجزء العلوي من الظهر حول الرقبة والكتفين تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في الأنف. وتلك الموجودة عادة في أسفل الظهر هي أكثر تشابها مع تلك الموجودة في القناة الهضمية والبراز. وإن التكرار النسبي لوجودها في هذه المناطق الجلدية يعكس بشكل وثيق عدد مرات ظهورها في الالتهابات بعد الجراحة على تلك المناطق المحددة نفسها من العمود الفقري». وأوضحوا أن «86 % من البكتيريا المسببة للعدوى بعد جراحة العمود الفقري كانت متطابقة وراثيا مع البكتيريا التي يحملها المريض».

منع الالتهابات الجراحية

ويبين الباحثون «قد تبدو نتائجنا بديهية، فالتهابات الجروح تأتي من البكتيريا الموجودة حول هذا الجزء من الجسم. ولكن هذا الإدراك له بعض الآثار القوية المحتملة على الوقاية والرعاية؛ فإذا كان المصدر الأكثر احتمالا للعدوى الجراحية (الميكروبيوم الخاص بالمريض) معروفا مسبقا، فإن هذا يوفر للفرق الطبية فرصة للحماية منه قبل الإجراء المقرر».

جدير بالذكر أن البروتوكولات الحالية للوقاية من العدوى، مثل المضادات الحيوية أو المطهرات الموضعية، تتبع نموذجا واحدا يناسب الجميع؛ على سبيل المثال، يُستخدم المضاد الحيوي سيفازولين لأي مريض يخضع لمعظم الإجراءات؛ ولكن التخصيص قد يجعله أكثر فعالية؛ فإذا كنت ستجري عملية جراحية كبرى اليوم، فلن يعرف أحد ما إذا كان الموقع الذي سيتم إجراء الشق فيه مستعمرًا ببكتيريا مقاومة لنظام المضادات الحيوية القياسي لهذا الإجراء أم لا.

وفي المستقبل، يمكن للأطباء استخدام المعلومات حول الميكروبيوم الخاص بك لاختيار مضادات الميكروبات الأكثر استهدافًا. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول كيفية تفسير تلك المعلومات وفهم ما إذا كان مثل هذا النهج سيؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج أفضل.

وخلص الباحثون الى القول «نعتقد أن التحول نحو أساليب فردية تركز على المريض للوقاية من العدوى يمكن أن يفيد المستشفيات والمرضى على حد سواء».


دراسة: الحبل الشوكي يتعلّم ويتذكر بشكل مستقل عن الدماغ !

دراسة: الحبل الشوكي يتعلّم ويتذكر بشكل مستقل عن الدماغ !
TT

دراسة: الحبل الشوكي يتعلّم ويتذكر بشكل مستقل عن الدماغ !

دراسة: الحبل الشوكي يتعلّم ويتذكر بشكل مستقل عن الدماغ !

كشفت أبحاث الحبل الشوكي بمركز «RIKEN» لعلوم الدماغ (CBS) في اليابان، بقيادة آيا تاكيوكا، عن رؤى ثورية حوله، ما يدل على قدرته على التعلم الحركي المستقل والذاكرة.

وقد حدد الخبراء مجموعتين رئيسيتين من الخلايا العصبية داخل الحبل الشوكي؛ واحدة ضرورية لاكتساب مهارات حركية جديدة، وأخرى لاستعادة هذه المهارات المكتسبة.

قدرات العمود الفقري

تقليديا، كان يعتقد أن دور الحبل الشوكي في التحكم الحركي هو مجرد دور رجعي، ويعتمد على أوامر الدماغ. ومع ذلك، فإن الأدلة من الطبيعة، مثل الحشرات مقطوعة الرأس التي لا تزال قادرة على التكيف مع حركات أرجلها، تشير إلى وظيفة أكثر استقلالية.

وحتى الآن، ظلت الآليات الكامنة وراء مثل هذه الظواهر لغزا.

وفي هذا يوضح تاكيوكا «ان اكتساب نظرة ثاقبة حول الآلية الأساسية أمر ضروري إذا أردنا فهم أسس تلقائية الحركة لدى الأشخاص الأصحاء واستخدام هذه المعرفة لتحسين التعافي بعد إصابة النخاع الشوكي». وذلك وفق ما نقل موقع «earth.com» عن مجلة «العلوم» المرموقة.

الفئران تتعلم حركات الساق عبر الحبل الشوكي

وللتعمق أكثر في هذه القدرة الذاتية، ابتكر فريق تاكيوكا تجربة باستخدام الفئران. حيث خلق ظروفًا تمكّن الحبل الشوكي للفأر أن يتعلم ويتذكر حركات الساق دون تدخل الدماغ.

وتعرضت الفئران للتحفيز الكهربائي بناءً على موضع رجليها الخلفيتين.

ومن الجدير بالذكر أنه إذا تدلت ساق الفأر، فإن ذلك يؤدي إلى تحفيز، ومحاكاة حدث ضار من الطبيعي أن يرغب الحيوان في تجنبه.

التعلم الدائم للعمود الفقري

لقد كانت النتائج مذهلة؛ إذ انه بعد عشر دقائق فقط من هذا الإعداد، قامت الفئران التجريبية بتعديل أوضاع أرجلها لتجنب التحفيز.

ويعد هذا السلوك مثالًا واضحًا للتعلم الحركي الذي يحدث مباشرة على مستوى العمود الفقري.

علاوة على ذلك، لم يكن هذا التعلم عابرًا؛ فبعد يوم واحد فقط احتفظت الفئران نفسها بأوضاع أرجلها المعدلة، حتى عندما تم عكس الأدوار مع فئران التحكم.

مزيد من الاستكشاف

وفي وقت لاحق، توصل الفريق إلى اكتشاف مهم هو تعطيل الخلايا العصبية في الجزء العلوي من الحبل الشوكي، وخاصة تلك التي تعبر عن الجين Ptf1a، الذي يعيق قدرة الفئران على التكيف مع حركاتها. ونتيجة لذلك، لم تتمكن الفئران من تجنب الصدمات الكهربائية بشكل فعال.

وعلى العكس من ذلك، أثبتت الخلايا العصبية الموجودة في الجزء السفلي البطني من الحبل الشوكي، والتي تعبر عن جين En1، أنها حاسمة في عملية التعلم هذه.

كما كان لإسكات هذه الخلايا العصبية بعد يوم من التكيف الأولي تأثير كبير؛ فلقد جعل الحبل الشوكي غير قادر على تذكر ما تم تعلمه، ما أدى إلى محو «الذاكرة» بشكل فعال.

وفي اكتشاف مهم، كان لتحفيز هذه الخلايا العصبية المعبرة عن En1 أثناء مرحلة الاستدعاء تأثير كبير؛ فلم يقم التحفيز بإعادة السلوك المكتسب فحسب، بل عزز أيضًا سرعة الاستجابة بنسبة 80 في المائة. وهذا يشير إلى قدرة تذكر متضخمة.

نقلة نوعية في التعلم الحركي

وتتحدى هذه النتائج الرائدة وجهة النظر التقليدية القائلة إن التعلم الحركي والذاكرة يتمحوران بشكل حصري حول الدماغ.

من أجل ذلك يقول تاكيوكا «لا تتحدى هذه النتائج فقط الفكرة السائدة بأن التعلم الحركي والذاكرة يقتصران فقط على دوائر الدماغ، ولكننا أظهرنا أنه يمكننا التلاعب في الاسترجاع الحركي للحبل الشوكي؛ الأمر الذي له آثار على العلاجات المصممة لتحسين التعافي بعد تلف الحبل الشوكي».

ويؤكد تاكيوكا «ان هذه الدراسة تعيد تشكيل فهمنا لدور الحبل الشوكي في الوظيفة الحركية. بالإضافة إلى ذلك، انها تفتح آفاقًا جديدة لاستراتيجيات إعادة التأهيل بعد إصابات العمود الفقري، ما يوفر الأمل لتعزيز التعافي والاستقلال لدى الأفراد المتضررين».

التطبيقات المحتملة للحبل الشوكي في التعلم الحركي

يعد استخدام الحبل الشوكي للتعلم، خاصة في سياق الوظائف الحركية، مجالًا مثيرًا لعلم الأعصاب يمكن أن تكون له آثار كبيرة على إعادة التأهيل وتعزيز القدرات الحركية.

إليك كيف يمكننا تسخير قدرات التعلم في الحبل الشوكي:

إعادة التأهيل بعد إصابات العمود الفقري

إن فهم أن الحبل الشوكي يمكن أن يتعلم ويتذكر المهام الحركية بشكل مستقل يفتح طرقًا مبتكرة لإعادة التأهيل بعد إصابات الحبل الشوكي.

يمكن لبرامج إعادة التأهيل المصممة خصيصًا والتي تتضمن التعلم الحركي للعمود الفقري أن تساعد المرضى على استعادة الوظائف الحركية. وقد تتضمن تمارين متكررة ومحددة المهام تشجع الحبل الشوكي على «إعادة تعلم» الحركات حتى في حالة تلف بعض المسارات من الدماغ إلى الحبل الشوكي.

تعزيز اللدونة العصبية

يمكن أن تركز العلاجات على تعزيز اللدونة العصبية داخل الحبل الشوكي.

قد يشمل ذلك الأساليب الدوائية التي تعزز نمو وتقوية الروابط العصبية أو عوامل التغذية العصبية التي تدعم صحة الخلايا العصبية ونموها.

علاجات التحفيز الكهربائي

مثل تحفيز العصب الكهربائي عبر الجلد (TENS) أو العمود الفقري.

يمكن أن يوفر هذا النهج تحكمًا أكثر سهولة في الأطراف الاصطناعية، حيث يمكن للحبل الشوكي أن يتعلم ويتكيف مع الأطراف الصناعية كما لو كان جزءًا طبيعيًا من الجسم.

التدريب الرياضي التكيفي

بالنسبة للرياضيين، وخاصة أولئك الذين يتكيفون مع التغيرات في الحركة أو أولئك الذين يستخدمون الأجهزة المساعدة، يمكن تصميم برامج التدريب لتعظيم قدرات التعلم الحركي للحبل الشوكي.

من شأن هذا التدريب أن يحسن قدرة الحبل الشوكي على تنسيق الحركات المعقدة الخاصة بالرياضات المختلفة، ما يعزز الأداء وكفاءة الحركة.

الارتجاع العصبي والبيولوجي

يمكن استخدام التقنيات التي توفر تعليقات في الوقت الفعلي حول نشاط الحبل الشوكي لتدريب الأفراد على تعديل استجابات الحبل الشوكي لتحسين التحكم الحركي.

كما يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص في تدريس مهارات حركية جديدة أو في سيناريوهات التعافي؛ حيث تكون الأساليب التقليدية التي تركز على الدماغ أقل فعالية.

البحوث التي تنطوي على الحبل الشوكي والتعلم الحركي

إن الاستمرار في البحث عن قدرات التعلم في الحبل الشوكي يمكن أن يؤدي إلى نماذج جديدة من الوظائف الحركية والاضطراب.

يمكن لهذه النماذج تحسين فهمنا وعلاجنا لمختلف الحالات التي تؤثر على التحكم الحركي، بدءًا من الشلل وحتى ضمور العضلات.

ومن خلال الاستفادة من قدرة الحبل الشوكي على التعلم والتكيف بشكل مستقل عن الدماغ، يمكننا تطوير استراتيجيات وتقنيات علاجية أكثر فعالية تعمل على تحسين القدرة على الحركة، وتعزيز الأداء، وتقديم أمل جديد للأفراد الذين يعانون من إعاقات حركية.

.


أطعمة لذيدة تقلل ضغط الدم وأمراض القلب وتعزز الذاكرة

أطعمة لذيدة تقلل ضغط الدم وأمراض القلب وتعزز الذاكرة
TT

أطعمة لذيدة تقلل ضغط الدم وأمراض القلب وتعزز الذاكرة

أطعمة لذيدة تقلل ضغط الدم وأمراض القلب وتعزز الذاكرة

أفاد الدكتور مايكل موسلي بأن هناك مجموعة متنوعة من الأطعمة اليومية اللذيذة يمكن أن تقلل من ضغط الدم وأمراض القلب وتعزز الذاكرة. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولونها بانتظام هم أقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار النصف.

وحث الدكتور موسلي الناس على اتباع نظام غذائي متوسطي في محاولة لتحسين صحتهم. قائلا «إن النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط يركز على الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقول. ويشمل أيضًا زيت الزيتون». وذلك وفق ما ذكر موقع «gloucostershirelive».

وأضاف الدكتور موسلي أنه «يجب على الناس تناول المزيد منه في طعامهم». وتابع «ان النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط يرتبط بجميع أنواع الفوائد الصحية. فيما يلعب زيت الزيتون دورًا مركزيًا وبطوليًا. ففضلًا عن كونه جيدًا للطهي، فإنه يضفي نكهة جميلة؛ فزيت الزيتون البكر الممتاز غني بشكل خاص بالبوليفينول؛ وهي مركبات موجودة في النباتات توفر مجموعة واسعة من الفوائد الصحية. كما أنه غني بما يسمى حمض الأوليك؛ إذ ان تناول جرعة جيدة من زيت الزيتون ليوم واحد يمكن أن يقلل الالتهاب ويحسن الذاكرة ويخفض ضغط الدم. والأهم أن الجوانب الإيجابية كبيرة خاصة فيما يتعلق بالقلب وأمراضه والالتهابات».


دراسة: المحُلّيات تحافظ على فقدان الوزن وتدرأ الإصابة بالأمراض !

دراسة: المحُلّيات تحافظ على فقدان الوزن وتدرأ الإصابة بالأمراض !
TT

دراسة: المحُلّيات تحافظ على فقدان الوزن وتدرأ الإصابة بالأمراض !

دراسة: المحُلّيات تحافظ على فقدان الوزن وتدرأ الإصابة بالأمراض !

أفادت دراسة جديدة أجراها مجموعة من الباحثين والخبراء بأن استخدام المحليات منخفضة أو خالية السعرات الحرارية بدلاً من السكر بعد فقدان الوزن قد يساعد في إدارة الوزن دون زيادة خطر الإصابة بالأمراض.

وشهد الأشخاص الذين استخدموا المحليات تحسنًا في الحالة المزاجية، وانخفاض الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة، وزيادة الرضا عن النظام الغذائي.

ورغم أن نتائج هذه الدراسة واعدة، إلا أنها تتعارض مع دراسات أخرى حول سلامة المحليات؛ فغالبًا ما يلجأ الأشخاص القلقون بشأن وزنهم إلى المنتجات المحلاة صناعيًا للحصول على حلوى خالية من السعرات الحرارية أو منخفضة السعرات الحرارية، ولكن هل تساعد هذه الاستراتيجية حقًا بإدارة الوزن؟ في هذا الاطار، تشير دراسة جديدة إلى أنها قد تكون واعدة. فقد وجد البحث المعروف باسم «Sweet Project». أن الأشخاص الذين فقدوا الوزن بسرعة ثم استبدلوا الأطعمة والمشروبات السكرية بتلك التي تحتوي على مواد التحلية ومحسنات الحلاوة (S&SE) استمروا في فقدان الوزن لمدة عام.

كما اكتشف الباحثون، الذين سيقدمون نتائجهم في المؤتمر الأوروبي للسمنة بمايو (أيار) المقبل، وجود صلة بين استهلاك المُحليات وتحسين الحالة المزاجية، وزيادة الرضا عن النظام الغذائي، وتقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات.

علاوة على ذلك، لا يبدو أن تناول بدائل السكر يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني أو أمراض القلب. وذلك وفق ما ذكرت مجلة «health» الطبية المرموقة.

وتتناقض هذه النتائج مع المراجعة المنهجية التي أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2023 والتي خلصت إلى أن المحليات الصناعية تزيد من احتمالات الإصابة بتلك الحالات المزمنة وأن استبدال المنتجات السكرية بأخرى محلاة صناعيًا لا يساعد بالتحكم في الوزن على المدى الطويل.

وبناء على أبحاثها، أوصت المنظمة بعدم تناول المحليات الصناعية لإنقاص الوزن.

وقالت الدكتورة آن رابين الأستاذة بقسم التغذية بجامعة كوبنهاغن التي قادت الدراسة الجديدة، في بيان لها «من الصعب تحقيق الحفاظ على الوزن بعد فقدان الوزن، وتدعم النتائج التي توصلنا إليها استخدام العناصر الغذائية الصغيرة والمتوسطة الموجودة في العديد من الأطعمة والمشروبات في جميع أنحاء العالم كبدائل للمنتجات المحلاة بالسكر للمساعدة بالتحكم في الوزن لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن».

كيف يمكن للمحليات أن تؤثر على فقدان الوزن؟

وفي تجربة مدتها عام واحد، قام الباحثون بتجنيد ما يقرب من 350 شخصًا بالغًا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، بالإضافة إلى ما يقرب من 40 طفلًا يعانون من زيادة الوزن.

وخلال الشهرين الأولين من الدراسة، أمر الفريق المشاركين البالغين باتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية يهدف إلى مساعدتهم على فقدان ما لا يقل عن 5 % من وزنهم. وطلبوا من الأطفال المشاركين الحفاظ على وزنهم. ثم قاموا بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين. اتبعت إحدى المجموعات نظامًا غذائيًا مغذيًا يحتوي على أقل من 10 % من السعرات الحرارية من الأطعمة والمشروبات المضاف إليها السكر، والتي لا يمكن أن تشمل المنتجات التي تحتوي على مواد التحلية الاصطناعية. واتبعت المجموعة الأخرى نفس خطة الأكل، ولكن سمح لهم باستهلاك المنتجات المحلاة صناعيا.

وخلال الدراسة، أكمل المشاركون استبيانات حول نظامهم الغذائي وعاداتهم الغذائية ونشاطهم البدني ونوعية حياتهم. كما قام الباحثون بتتبع وزنهم وقياسات الجسم وعلامات مرض السكري وأمراض القلب. وبعد عشرة أشهر، وجد العلماء أن البالغين في المجموعة التي استهلكت المُحليات فقدوا الوزن، وكانوا أكثر رضا عن نظامهم الغذائي، وكان لديهم مزاج أكثر إيجابية، وكانت لديهم رغبة أقل في تناول المُحليات مقارنة بالمشاركين في المجموعة الأخرى. كما ان البالغين في المجموعة الذين لم يتمكنوا من تناول المُحليات فقدوا أيضًا الوزن، ولكن ليس تمامًا مثل نظرائهم الذين تناولوا المُحليات.

من جانبه، يقول المؤلف المشارك الدكتور جيسون هالفورد رئيس كلية علم النفس بجامعة ليدز رئيس الرابطة الأوروبية لدراسة السمنة «تم التشكيك باستخدام المحليات منخفضة السعرات الحرارية بإدارة الوزن، ويرجع ذلك جزئيًا إلى العلاقة بين استخدامها وزيادة الوزن الواضحة في الدراسات الرصدية».

موضحا «مع ذلك، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الأمر ليس كذلك في الدراسات طويلة المدى». وكانت النتيجة الوحيدة التي توصل إليها الأطفال المشاركون هي أن استبدال الأطعمة والمشروبات السكرية بالمنتجات المحلاة كان مفيدًا؛ خاصة للأطفال الذين يعانون من مستويات عالية من الأكل غير المنضبط ولم يظهر التحليل ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب في أي من المجموعتين.

وفي هذا الاطار، لاحظ الباحثون بعض القيود في الدراسة، بما في ذلك قلة عدد الأطفال المشاركين واختبار المحليات بشكل جماعي دون التمييز بين الأطفال.

وهناك أيضًا سؤال حول إمكانية تعميم النتائج لأن معظم المشاركين كانوا من النساء ذوات مستويات التعليم العالي.

وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن السكريات المزيفة يمكن أن تسبب مشاكل في القلب والأوعية الدموية والسكري.

من جهتها، تقول الدكتورة ريخا كومار طبيبة الغدد الصماء المديرة الطبية السابقة للبورد الأميركي لطب السمنة «في حين أن الباحثين لا يعرفون كيف يمكن أن يحدث ذلك، يعتقد بعض الناس أنها قد تحفز الرغبة الشديدة في تناول السكر أو تغير ميكروبيوم الأمعاء بطريقة تؤثر سلبًا على عملية التمثيل الغذائي».

ويشير رابين، الذي قاد الدراسة، إلى أن معظم الأبحاث حول سلامة المحليات جاءت من دراسات أجريت على الحيوانات باستخدام جرعات أعلى بكثير من تناول البشر المعتاد.

وعلى الرغم من توصيات منظمة الصحة العالمية، فإن وزارة الزراعة الأميركية لم تغير موقفها بشأن المُحليات.

وقد وجدت الوكالة أن المحليات تعتبر آمنة بشكل عام، وفق الدكتورة سارة هورماتشيا اختصاصية التغذية المسجلة بنوريش. مؤكدة «يتفق الخبراء الذين تمت مقابلتهم على أن فوائد بدائل السكر في هذه المرحلة تفوق أي جانب سلبي محتمل».

وتشرح الدكتورة كايلي بنسلي اختصاصية التغذية المسجلة مالكة شركة «Suluni Nutrition» «ان هناك العديد من المخاطر الصحية المرتبطة بزيادة الوزن أو السمنة مقارنة باستهلاك المحليات الصناعية».

وتبين كومار أن «إدارة الوزن أو فقدانه ليست عملية واحدة تناسب الجميع». منوهة بأن الأمر يتطلب «نهجًا شخصيًا وشاملًا». لكنها اشارت الى «الاستراتيجيات التي يمكنها دعم الصحة الأيضية باستمرار». مقترحة «ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا من النشاط البدني المعتدل الشدة، مثل ركوب الدراجات أو المشي السريع».

من أجل ذلك، تقترح الدكتورة لوري رايت اختصاصية التغذية المسجلة أستاذة مشاركة بكلية الصحة العامة بجامعة جنوب فلوريدا «تناول نظام غذائي نباتي مليء بالبروتينات الخالية من الدهون، ومجموعة واسعة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون الصحية من الأطعمة؛ مثل المكسرات والبذور وزيت الزيتون والأسماك الدهنية». وتوصي أيضًا بـ«تجنب الأطعمة فائقة المعالجة». كما تقترح بنسلي «تطوير طرق سهلة لإشباع شهيتك للحلويات من خلال السكريات الطبيعية. وإنها من أشد المعجبات بشرائح التفاح مع الكراميل او مع زبدة الفول السوداني ورقائق الشوكولاتة». وقالت «يمكننا تناول طعام حلو مرة واحدة يوميًا».


الصداع النصفي الحيضي يصيب ثلث النساء... فماذا خلف نوباته المتكرّرة؟

الصداع النصفي مؤلم جداً (جامعة باستير)
الصداع النصفي مؤلم جداً (جامعة باستير)
TT

الصداع النصفي الحيضي يصيب ثلث النساء... فماذا خلف نوباته المتكرّرة؟

الصداع النصفي مؤلم جداً (جامعة باستير)
الصداع النصفي مؤلم جداً (جامعة باستير)

وجدت دراسة أميركية أنّ ثلث نحو 20 مليون امرأة أبلغن عن إصابتهن بالصداع النصفي أثناء الحيض.

وأوضح الباحثون في المركز الطبي بـ«جامعة جورج تاون»، أنّ 11.8 مليون سيدة، أو 52.5 في المائة من المُشاركات، كنَّ في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. وستُقدَّم الدراسة في 16 أبريل (نيسان) الحالي أمام الاجتماع السنوي للأكاديمية الأميركية لطبّ الأعصاب.

ويمكن أن يُسبّب الصداع النصفي ألماً شديداً أو إحساساً بالنبض، عادة على جانب واحد من الرأس، وغالباً ما يكون مصحوباً بالغثيان، والقيء، والحساسية الشديدة للضوء والصوت.

وبسبب قلّة استخدام الأدوية للمساعدة في علاج الصداع النصفي المرتبط بالحيض أو الوقاية منه، أراد الباحثون فهم مدى شيوعه، وأي مجموعات من النساء يمكن أن تستفيد أكثر من العلاجات المُحتملة.

واستخدموا المسح الوطني للصحة بالولايات المتحدة لعام 2021 لتحليل استجابات النساء اللواتي أبلغن عن علاجات الصداع النصفي الحالية وتكرارها من خلال اختبار تقييم إعاقة الصداع النصفي.

ووجدت الدراسة أنه بالنسبة إلى جميع النساء خلال فترات الحيض، حدثت نوبات الصداع النصفي بشكل متكرّر يصل إلى 4.5 مرة، وأنّ الصداع النصفي الشهري فقط استمر 8.4 يوم في المتوسّط.

وكانت 56.2 في المائة من النساء يعانين إعاقات متوسّطة إلى شديدة مرتبطة بالصداع النصفي.

وعند النظر إلى العلاجات التي استخدمنها في الاستطلاع للمساعدة في السيطرة على أعراض الصداع النصفي، وجد الباحثون أنّ 42.4 في المائة من المشاركات استخدمن الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، بينما استخدمت 48.6 في المائة الأدوية الموصوفة.

ومن بين 63.9 في المائة من النساء اللواتي استخدمن علاجات الصداع النصفي للأعراض الحادة، كانت أدوية «التريبتان» الأكثر استخداماً، وهي طُوِّرت في التسعينات لتهدئة الأعصاب المفرطة النشاط المرتبطة بالصداع النصفي والصداع العنقودي.

وتُستخدم أحياناً المُسكنات غير الأفيونية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، ومنها «النابروكسين»، أو «الإيبوبروفين»، أدويةً وقائية للنساء اللواتي يعانين فترات الحيض المُنتظمة.

وفي هذه الدراسة، أبلغت 21.1 في المائة من النساء عن استخدام أدوية أو علاجات للوقاية من الصداع النصفي.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة الدكتورة جيسيكا إيلاني: «الخطوة الأولى في مساعدة المرأة التي تعاني الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية هي إجراء التشخيص، وبعدها وصف العلاج».

وعن سبب تكرار نوبات الصداع، أضافت عبر موقع الجامعة: «حدوث نوبات الصداع النصفي المرتبطة بالحيض قد يكون بسبب انتظام دورات النساء قبل انقطاع الطمث، مما يزيد من تواتر الصداع. ومع دخول النساء في هذا الانقطاع، يحدث تحوّل كبير في مستويات الهرمونات، مما يزيد أيضاً تكرار تلك النوبات».