مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

لطافات يسارية عربية برواية «مولانا»!

أعرف، وقبلي ثلة من الأولين، عن تمكّن داء الحقد، الذي أعيا الطبيب المداوي، في الفؤاد العربي اليساري والقومي، في نسخ اليسار القومي والقومية اليسارية، ضد السعودية، وكل دولة عربية لا تحفل بأباطيلهم وأسمارهم.
لن نتحدث عن عداء نسخ التيارات المتأسلمة، سنية وشيعية، للسعودية، لأسباب تتعلق بالحرص على تجريد السعودية من رأسمالها المعنوي، وهي كونها نبع الإسلام ومهبط الوحي ومثوى النبي، وقبلة المسلمين.
هذا حديث معلوم وما هو عن أهل البصر والبصيرة بخافٍ، لكن بالتأشير على «الحالة» اليسارية والتقدمية العربية، من ذلك بعض تجلياتها العروبية الزاعقة الجوفاء من أي «لحم» عملي يشبع الناس... بالتأشير على هذه الحالة نحن نظفر ظفائر الرأس الدميم المثلث: الخمينيون والإخوان واليسار (+بعض القوميين) التي تخبط خبط الثيران الجامحة بقرون الهجاء ضد السعودية.
أريد اليوم، معكم، مطالعة مفكر عربي، لأنه مهجوس بالهم العربي، أستاذ الدارسات الإسلامية اللبناني رضوان السيد.
الدكتور رضوان السيد، أو كما يعرفه عارفوه بلقب تحببي «مولانا» وهو نعت عائد لتملك رضوان أسباب العلم التقليدي «الأزهري» والحديث «الإفرنجي» من خلال دراسته بألمانيا أيضا بحقل «الإسلاميات».
كتب رضوان مقالته الأخيرة في هذه الصحيفة، بعنوان: «النجاح والفشل في موازين اليساريين والقوميين».
سجّل فيها مرارته من أمراض اليسار والقوميين العرب مما يجري في سوريا والعراق، واصطفافهم خلف القاتل بشار الأسد، وجماعات إيران في العراق ولبنان واليمن، ومؤخراً تركيا التي أعجبتهم مشاكسات إردوغان الأخيرة فيها والدفء الجديد الساري بينه وبين ملالي طهران وأباطرة موسكو.
يقول رضوان: «هل يعتبر القوميون واليساريون الأشاوس لبنانيين وغير لبنانيين والذين وقف معظمهم مع سوريا الأسد، ومع «حزب الله»، أنهم فازوا؟ وكيف وبماذا وإلى أين؟ الحقيقة ما نجحوا في شيء إلاّ في استضعاف مواطنيهم والاستغناء عن شراكتهم، وفرض الهيمنة عليهم وتخويفهم، وإلاّ فماذا الذي يجمع هؤلاء الليبراليين والديمقراطيين العريقين مع سلاح الحزب الطائفي، ونظام ولاية الفقيه».
ثم يصل «مولانا» لبيت القصيد، ومعقد الداء، فيقول: «مشكلة اليساريين القوميين، والقوميين اليساريين سابقاً ولاحقاً، أنهم يكرهون مصر ويكرهون المملكة العربية السعودية. وهم مستعدون لتأييد الأميركيين والروس والصينيين والهنود، بشرط أن لا يكونَ بين هؤلاء وبين العرب الكبار حائطٌ عامر».
خاض رضوان السيد عبر عمره الحافل، عافاه الله، الكثير من النقاشات، ونقض وفتل، وكتب ونقّب وساجل وسوجل، وطاف معاهد العلم وسيّر طرفه بين تلك المعالم، فما رأى، بعد لأي، إلا قارعاً سن نادم أو واضعاً كفّ حائر من أهل الكلام اليساري العربي.
خلاصة الخلاصات الكاشفة لمرض العقل العربي «النخبوي».

[email protected]