مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

أهم مكان في الدنيا

لو طرح هذا السؤال على أحدهم: ما هو أهم مكان لأي إنسان في الكرة الأرضية؟!
إذا كان الموجه له السؤال إنساناً طبيعياً لقال إنه (الوطن)، وإذا حشرناه لقال: المدينة التي أسكنها، ولو حشرناه أكثر لقال: منزلي الذي أسكنه، ولو ضيقنا عليه الخناق لقال: غرفة النوم، ولو ضيقنا عليه الخناق أكثر وأكثر لقال من دون شك إنه (السرير) ما غيره، وجانب الصواب الشاعر المتنبي عندما قال: أعز مكان في الدنى سرج سابح - أي الفرس.
وفي بلادنا العربية تكاد تكون الاستبيانات الاجتماعية شبه معدومة مع الأسف، غير أنهم في الغرب يولونها أهمية قصوى، وهي تأتي في المرتبة الأولى، قبل السياسة والاقتصاد، بل وحتى قبل المسابقات الرياضية والحفلات الغنائية.
السرير أو الفراش هو السلطان غير المتوج في حياة أي إنسان، أقول هذا بملء فمي وأنا مرتاح ومكبّر المخدّة، وسوف أطرح أمامكم هذا الاستبيان البريطاني الذي قرأته وبَصمتُ عليه بالعشرة والذي جاء فيه:
إن دراسة جديدة تقول إن البريطانيين يتبادلون كل عام مع نسائهم 4160 قبلة و480 جلسة حميمة على الأقل.
وقالت إن السرير العادي لم يعد يقتصر على النوم بل ويستخدم الآن، بالإضافة إلى تلك النشاطات، إرسال 14000 رسالة نصية و360 تغريدة كل عام.
وأضافت أنهم يقضون فيه 36 ساعة و50 دقيقة يتحدثون على الهاتف، وما يصل إلى 70 يوماً في متابعة مواقع الشبكات الاجتماعية خلال عشر سنوات من عمرهم، ووجد أنهم يقضون ما يعادل عامين وثمانية أشهر من متوسط أعمارهم في النوم على أسرّتهم، ويأكلون 120 وجبة فطور.
وقالت إن الأطفال يعرقلون نوم آبائهم وأمهاتهم في الأسرّة وينضمون إليهم تحت الأغطية ثلاث ليالٍ كل شهر.
ووجدت الدراسة كذلك أن السرير يشهد ست مشاجرات بين كل شهر بسبب احتكار اللحاف وأسباب أخرى مثل الشخير والأرجل الباردة وإطفاء التلفزيون - انتهى.
والحمد لله أنني أقضي وقتي في السرير وحيداً (كالنسناس) اليتيم، لا يعكر مزاجي غير أحلام العصافير أحياناً، أو زيارة بعض العفاريت في الليالي المظلمة أحياناً أخرى.
وتصديقاً على أهمية السرير إليكم هذا الخبر الموثق: فقد احتفل زوجان في نيويورك بعيد زواجهما رقم 80 وسط أجواء تؤكد ارتباطهما التام.
وأكد كل من جون البالغ من العمر 101 عام وألن التي تبلغ من العمر 97 عاماً، أن السر في استمرار الحياة الزوجية بينهما هو وجود أسس من التفاهم والاحترام المتبادل في (السرير) المريح على وجه الخصوص.