الروائي المغربي عبد الكريم جويطي: الرواية صارت «حمار الإبداع»

قال إن كل ما يتمناه الكاتب هو أن يذكره القراء ولو بنص واحد

عبد الكريم جويطي
عبد الكريم جويطي
TT

الروائي المغربي عبد الكريم جويطي: الرواية صارت «حمار الإبداع»

عبد الكريم جويطي
عبد الكريم جويطي

في هذا الحوار، يتأسف الكاتب المغربي عبد الكريم جويطي على واقع الثقافة والمثقفين في بلده، فهو يرى أنه «لا مكان للمثقف في مغرب اليوم، ولا أحد يريد سماع صوته».
واعتبر جويطي أن «الإقبال على الرواية كتابة وقراءة لا يعني أنها انتصرت، في العالم العربي، على الشعر»، مبرراً وجهة نظره، بقوله إن «الذات العربية تتذوق الشعر أكثر من الرواية وتتفاعل مع الغنائية أكثر من التحليل».
وفيما يلي نص الحوار:

> حققت رواية «المغاربة» حضوراً قوياً، مغربياً وعربياً. ألا تتخوف من أن تكون حالتها شبيهة بـ«الخبز الحافي» لمحمد شكري و«موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح، بحيث تغطي على سابق ولاحق أعمالك، فيقترن اسمك بها دون باقي الإبداعات؟
- الكاتب لا يتحكم في قدر نصوصه. ما إن يخرج النص من بين يديه حتى يختط لنفسه مساراً خاصاً. قد تنال رواية ما اهتماماً كبيراً وتتعدد طبعاتها ويواكبها النقد، وقد لا ينتبه أحد لنص عميق ومجدد. كتبت كل نصوصي بالإخلاص نفسه والجهد أيضاً. وأعتز بها جميعاً، خصوصاً رواية «كتيبة الخراب» التي هناك من يفضلها على رواية «المغاربة». تكتب آلاف النصوص، وكل ما يتمناه الكاتب هو أن يذكره القراء ولو بنص واحد. ما يقتل الكاتب هو النسيان والتجاهل. أتمنى أن تصمد رواية «المغاربة» وألا يكون الاهتمام بها عابراً، وأن تجد فيها الأجيال القادمة ما هو جدير بالقراءة. منذ بدأت الكتابة وأنا أطور مشروعي بصبر وعناء، ومع كل نص جديد أغنم مساحة جديدة في الخيال واللغة. بإمكاني أن أكتب أفضل مما كتبت، ولن أسمح لرواية «المغاربة» بأن تغتالني.
> عبر مسؤولون وسياسيون مغاربة عن إعجابهم برواية «المغاربة». هل يمكن أن يغير عمل أدبي في أداء وطريقة اشتغال مسؤول أو سياسي في البلد؟
- يعاب على الفاعل السياسي الحالي، بصفة عامة، خلو خطابه من مرجعية ثقافية. نادراً ما تتم الإحالة على كتاب في نقاش سياسي. نادراً ما يستشهد سياسي بقول أو فكرة لكاتب أو مفكر. هذه إحدى مظاهر تهافت الخطاب السياسي ولوكه الفراغ. نعم، قرأ البعض منهم «المغاربة»، وأسعدني ذلك، لأن واقع المغاربة لا يوجد في الحواري والأزقة، بل يوجد، أيضاً، في النصوص المتخيلة: في الرواية والقصة والمسرح والسينما والفنون التشكيلية. يوجد في تعبيرات المغاربة عما يقلقهم ويشغل بالهم. على الحياة السياسية في المغرب أن تلد سياسيين لهم مرجعية ثقافية رصينة ولهم معرفة بتاريخ المغرب وصيرورته الحضارية، مع اطلاع على ما يجري في العالم من أفكار. كانت لنا نماذج من هؤلاء في الماضي البعيد والقريب. في الحركة الوطنية وفي اليسار بمختلف تلويناته، لكننا صرنا نفتقدها اليوم.
> عبرت رواية «المغاربة» عن «الهوية المركبة» للمغاربة. كيف تتعامل مع ثنائية دارجة - فصحى على صعيد الكتابة الروائية؟
- المسألة اللغوية في المغرب من القضايا الشائكة جداً، إن لم نحسن التعامل معها فسنزيد انقساماً آخر على الانقسامات الكبيرة التي نعاني منها. هناك تساكن وتلاقح بين العربية الفصحى والدارجة منذ قرون. كان لكل واحدة منهما مجالها، ولكل فرد نصيب منهما. وكان الانتقال بينهما يتم بيسر وسلاسة ما جعل المغاربة يبدعون. والإبداع، كما تعرف، هو أرقى ممارسة داخل لغة معينة، بالفصحى والدارجة، بل ابتدع المغاربة لغة ثالثة هي مزيج بين الفصحى والعامية نجد أبلغ نماذجها في «الملحون»، مثلاً. لم يحس المغاربة، في الماضي، بأن هناك معضلة لغوية ينبغي حلها. ماذا حدث اليوم؟ أعتقد أن ظاهر النقاش لغوي وعمقه سياسي. صار المغرب، منذ مدة غير يسيرة، يعيش تمفصلاً ضارياً بين مشروعين حضاريين وسياسيين؛ مشروع اللوبي الفرنكوفوني المتنفذ اقتصادياً وسياسياً ولغوياً، الذي يريد فصل المغرب ثقافياً ولغوياً عن امتداده الحضاري، ومشروع الإسلام السياسي بكل أشكاله الذي يرى أن المغرب جزء لا يتجزأ من الأمة ويسري عليه ما يسري على كل جزء فيها، ولهذا ينبغي قتل كل خصوصية لفائدة الوحدة. يمكنك العودة للنقاش الجاري، ستجد أن المسألة اللغوية ليست سوى مجال من مجالات صراع المشروعين. للأسف، الصوت الثالث ضعيف ولا يمتلك الوسائل والكتائب التي يمتلكها المشروعان المذكوران. حين كنت بصدد كتابة رواية «زغاريد الموت»، اشتغلت على الدارجة المحلية وفوجئت لكون معظم الكلمات التي تستعمل عربية أصيلة، يمكن العثور عليها في «لسان العرب». ومن يومها لا أتردد في استعمال كلمة دارجة حين أحس بأنها تفي بالغرض. تنتمي الدارجة لمجال الشفوي، وهو عالم قائم بذاته ولا علاقة له مع عالم اللغة المكتوبة. إن لم نفهم أن الشفوي شيء والمكتوب شيء، سنرتكب كوارث وفي أحسن الأحوال سيتمخض الجبل ويلد فأراً.
> تنطلق، في أغلب أعمالك، من البيئة المحلية. كيف تعيش هذا الاختيار في زمن العولمة والتكنولوجيات الحديثة؟
- لا يملك الكاتب إلا ما يعرف حقاً. والعالم يوجد أمام عتبة البيت. لم أسافر كثيراً كما تعرف. قضيت حياتي في الحيز نفسه الذي أدين له بكل شيء: لغتي خيالي ورؤيتي للعالم. أحس بأن حياة واحدة لا تكفي لأكتب كل ما يخطر ببالي. لا تعني العولمة الذوبان وفقدان الخصوصية. والأدب، عموماً، من المقاومين الكبار. ينتصر الأدب الحقيقي، دوماً، للمختلف والشاذ ويتصدى للآلية العمياء التي تحملها العولمة في أحشائها: جعل البشر سواسية، متساوين في كل شيء، وقتل المختلف لفائدة الشبيه. منذ رواية «ليل الشمس»، وأنا أكتب عن هذا الحيز الجغرافي الصغير الذي ولدت فيه، وأجد في كل مرة أنه يعيش التراجيديات الكبرى للبشرية.
> على ذكر الحيز الجغرافي الصغير والتراجيديات الكبرى للبشرية، وسعت، في رواية «المغاربة»، من الحيز الجغرافي لـ«محاكمة» بلد بناسه، ماضيه وحاضره. هل يمكن القول إن نجاح هذه الرواية يكمن في أن المغاربة رأوا حقيقتهم في مرآة عمل روائي؟
- لا أعرف لماذا ازدهرت في تاريخ المغرب الحضاري الرحلة والتصوف، مع أن علاقة كل واحد منهما بالمكان عابرة. البلد نفسه الذي أعطى ابن بطوطة وغيره أعطى متصوفة لا يستقرون في مكان. المغرب بلد السياحة في الأرض. لماذا علاقتنا بالمكان متوترة؟ لماذا نعيش تبرماً مزمناً في علاقتنا مع أمكنتنا؟ لقد حاولت أن أكتب رواية أرى فيها وجهي أنا بالأساس. كتبتها بصدق وجرأة. وقد أحس القراء المغاربة بهذا. وبكل صدق، لم أكن أتصور أبداً أن النص سيحوز المكانة والشهرة والإقبال الكبير الذي حظي به.
> هناك من يتحدث عن استسهال وإقبال زائد على كتابة الرواية ونشرها في العالم العربي، في غياب «الحد الأدنى من المعرفة والقدرة على فحص النتاج»...
- كما يقال عن الرجز «حمار الشعراء»، بالإمكان القول إن الرواية صارت «حمار الإبداع». هناك نزوح جماعي نحو الرواية وهذا يدل، في نظري، على الدخول المتأخر للثقافة العربية لأزمنة الحداثة التي قوامها صعود المدينة وذوبان القبيلة وسيطرة القيمة التبادلية على القيمة الاستعمالية وانتصار التشييء. غير أن هذا الدخول ما زال عسيراً ومتعثراً بحيث إن إنجازات التحديث تتم بنوع من التلفيق المحزن. والمثير للسخرية أنه سرعان ما تفقد المدينة العربية كل مكتسباتها وإنجازاتها، ولنا في حالات بيروت ودمشق وبغداد والقاهرة والدار البيضاء نماذج واضحة على قدرة القوى التي قتلتها الحداثة أن تنبعث من جديد وتحكم قبضتها على المدن من جديد. أفكر في القبيلة والمذهب والطائفة. تكتب الرواية العربية، اليوم، في واقع مضطرب، يعرف نكوصاً مهولاً نحو الماضي. وقد يتأتى تهافت بعض النصوص من عدم وضوح الرؤية لهذا الواقع المعقد جداً وعدم التسلح بالمعرفة اللازمة التي تقتضيها كتابة الرواية. قد يكتب الشعر وثقافة صاحبه هزيلة، أما الرواية فتتطلب مجهوداً معرفياً كبيراً. كبار كتاب الرواية كانوا دوماً قراء كباراً، لذا تجد في رواياتهم خيالاً، ولكنك تجد، أيضاً، معرفة بدواخل النفس البشرية وتأملات فلسفية وملاحظات يمكن إدراجها في الأنثروبولوجيا أو السوسيولوجيا. لا يعني الإقبال على الرواية كتابة وقراءة أنها انتصرت في العالم العربي على الشعر. ما زلت أعتقد أن الذات العربية تتذوق الشعر أكثر من الرواية وتتفاعل مع الغنائية أكثر من التحليل وترى نفسها في الملحمة ولا تراها في نثرية عوالم الرواية.
> ما مقياس نجاح عمل روائي، من وجهة نظرك؟ ومن له حق تقييمه والحكم عليه؟
- هناك نجاحات عابرة مثل الفقاعات، لا ينبغي التوقف عندها. وهناك نجاحات تقاوم الزمن، وهذا هو المطلوب. على النص الجيد أن يمتلك ما يتعذر سبره. حيز من السحر والغموض يتحدى الزمن، ومثلما قرأت أجيال بشغفٍ النص في الماضي تجد الأجيال الحالية والمستقبلية الشغف نفسه والمتعة أيضاً. يرى خوان غويتيسولو أن أفضل مقياس لقياس نجاح عمل معين هو تحريكه لرغبة دائمة في إعادة قراءته. النص الذي لا تعاد قراءته لا يعتد به. عموماً نشهد، حالياً، خفوت الصوت النقدي وسطوة وسائل التواصل الاجتماعي التي يملك فيها الكل حق الكلمة وحق تقويم النصوص. داخل اللغط يمكنك أن تجد رأياً حصيفاً، كما يمكنك أن تجد إعلاء لنص ركيك وجعله من الروائع.
> هل يُسهم تناسل جوائز الرواية العربية سلباً أم إيجاباً في تأكيد حضور وتطور الراوية العربية؟
- لا تناسلَ للجوائز في الحياة الثقافية العربية. الجوائز قليلة جداً. ففي فرنسا وحدها هناك أكثر من 400 جائزة تحتفي بالأدب في مختلف أشكاله. تبقى الجوائز من الآليات الكبرى للتعريف بأدب ما، وللتحفيز على القراءة. الكاتب الحقيقي يكتب لحاجة وجودية ولا يضع جائزة ما هدفاً له. ومثلما تجذب حلاوة جائزة ما نحلاً، فهي تجذب، أيضاً، أسراباً من الذباب. بقدر ما لعبت بعض الجوائز العربية دوراً مهماً في لفت الأنظار لنصوص معينة وفي تكريس الرواية جنساً مهيمناً في الأدب العربي، أثارت لغطاً كثيراً وجانبت الصواب في اختيار نصوص معينة. وهذا هو واقع الأدب وواقع عالم عربي مأزوم ومتخبط. جوائزنا تشبهنا، فيها كل أعطابنا وفيها بعض بوارق أمل.
> هناك من يتحدث عن تراجع دور المثقف المغربي، مقارنة بالستينات والسبعينات وحتى الثمانينات. كيف ترى وضع الثقافة والمثقفين ودرجة تأثيرهم في حاضر البلد، بشكل خاص؟
- سياق الستينات والسبعينات ليس هو السياق الحالي. كان المثقف، آنذاك، منخرطاً في مشروع الحركة الوطنية في شقها اليساري. وكان معظم الكتاب أعضاء فاعلين في الأحزاب السياسية، وكانت الثقافة أحد مجالات إدارة الصراع ضد السلطة. علماً أن هذه الأخيرة كانت عاجزة عن خلق تيار ثقافي مساند لها. الأمور تغيرت كثيراً. الأحزاب تآكلت من الداخل، ومعظمها لا مشروع له. تشابهت البرامج واللغة والمفاهيم المستعملة، وصرت تحس بأن السياسة في المغرب صارت تمارس دون مرجعية ثقافية. لا مكان للمثقف في مغرب اليوم، ولا أحد يريد سماع صوته. فقد ملأ مكانه التكنوقراطي الذي يقدم حلولاً آنية لمشكلات عويصة تتطلب بعد نظر. قد يحقق التكنوقراطي نجاحات، لكنها مؤقتة ومفعولها سريع الزوال.



بعد شهر من إعلان إصابة كيت بالسرطان... الأمير ويليام يعود لمهامه الرسمية اليوم

غاب الأمير ويليام عن ارتباطاته الرسمية منذ إعلان إصابة كيت بالسرطان في محاولة من الزوجين وأطفالهما الثلاثة الصغار للتأقلم مع تأثير هذه الصدمة (رويترز)
غاب الأمير ويليام عن ارتباطاته الرسمية منذ إعلان إصابة كيت بالسرطان في محاولة من الزوجين وأطفالهما الثلاثة الصغار للتأقلم مع تأثير هذه الصدمة (رويترز)
TT

بعد شهر من إعلان إصابة كيت بالسرطان... الأمير ويليام يعود لمهامه الرسمية اليوم

غاب الأمير ويليام عن ارتباطاته الرسمية منذ إعلان إصابة كيت بالسرطان في محاولة من الزوجين وأطفالهما الثلاثة الصغار للتأقلم مع تأثير هذه الصدمة (رويترز)
غاب الأمير ويليام عن ارتباطاته الرسمية منذ إعلان إصابة كيت بالسرطان في محاولة من الزوجين وأطفالهما الثلاثة الصغار للتأقلم مع تأثير هذه الصدمة (رويترز)

يعود الأمير البريطاني ويليام إلى مهامه الرسمية، اليوم (الخميس)، لأول مرة منذ أن كشفت زوجته كيت عن أنها تخضع إلى علاج كيميائي وقائي من مرض السرطان، حسبما نشرت «رويترز».

وفي مقطع فيديو الشهر الماضي، قالت كيت أميرة ويلز (42 عاماً) إن الفحوصات التي أجريت بعد عملية جراحية كبيرة في البطن خضعت لها في يناير (كانون الثاني) الماضي كشفت عن إصابتها بالسرطان، وهو الأمر الذي وصفته بأنه «صدمة كبيرة».

وغاب ويليام (41 عاماً) عن ارتباطاته الرسمية منذ ذلك الحين في محاولة من الزوجين وأطفالهما الثلاثة الصغار للتأقلم مع تأثير هذه الصدمة.

وعلى الرغم من التقاط صور لويليام مع ابنه الأكبر الأمير جورج وهما يشاهدان فريقهما المفضل لكرة القدم أستون فيلا يلعب الأسبوع الماضي، فإن ظهور ويليام اليوم سيكون الرسمي الأول منذ إعلان كيت.

ومن المقرر أن يتابع عمل مؤسسة خيرية لإعادة توزيع فائض الغذاء قبل زيارة مركز للشباب يتلقى شحنات منتظمة من تلك المنظمة.

وقال مكتب كيت إنها ستعود إلى مهامها العامة عندما يقول فريقها الطبي إنها بصحة جيدة بما يكفي للقيام بذلك، من دون أن يُحدد إطاراً زمنياً للأمر.

ويأتي مرض كيت في نفس الوقت الذي يخضع فيه الملك البريطاني تشارلز للعلاج من نوع لم يتم الكشف عنه من السرطان. وتغيّب هو الآخر عن مهامه الرسمية منذ تشخيص إصابته، لكنه قدم التحية لحشود خلال جولة بعد قداس عيد القيامة في نهاية مارس (آذار) الماضي.


بريجيت ماكرون المعلّمة التي تزوّجت تلميذها بمسلسل من 6 حلقات

سيرة شيّقة تستميل صنّاع المسلسلات (أ.ف.ب)
سيرة شيّقة تستميل صنّاع المسلسلات (أ.ف.ب)
TT

بريجيت ماكرون المعلّمة التي تزوّجت تلميذها بمسلسل من 6 حلقات

سيرة شيّقة تستميل صنّاع المسلسلات (أ.ف.ب)
سيرة شيّقة تستميل صنّاع المسلسلات (أ.ف.ب)

أعلنت شركة «غومون» للإنتاج والتوزيع السينمائي عن مسلسل روائي قيد الإعداد مستوحى من حياة زوجة الرئيس الفرنسي.

وهي المرّة الأولى التي تُلهم فيها سيرة بريجيت ماكرون، معلّمة الأدب التي تزوّجت تلميذها، صنَّاع الأفلام الذين يجازفون بإخراج عمل فنّي عن سيدة تشغل موقعاً مرموقاً، ولا تزال على قيد الحياة.

وذكرت الشركة، في بيان، أنّ عنوان المسلسل سيكون «بريجيت امرأة حرة»؛ هي صفة تنطبق عليها منذ أن انفصلت عن زوجها ووالد أطفالها الأربعة لتقيم علاقة مع شاب يصغرها بربع قرن، ثم تتزوّجه وتسانده في معركته للرئاسة وتدخل معه «الإليزيه» لتصبح سيدة فرنسا الأولى. ويتألّف العمل من 6 حلقات، مدّة كل منها 45 دقيقة. واشترك في كتابة السيناريو كلٌّ من بينديكت شارل وأوليفييه بوبونو. وسبق للثنائي أن تعاونا في كتابة مسلسلات بوليسية من إنتاج القناة التلفزيونية الثانية.

وفور صدور بيان الشركة، أعلنت أوساط السيدة الأولى أنْ لا علاقة لها بهذا المسلسل. وهو يبدأ من اللقاء الأول بينها، مدرِّسة اللغة الفرنسية في إحدى ثانويات مدينة أميان، وبين تلميذها المراهق المتفوّق أثناء تدريب مسرحي جرى عام 1992، ثم تستمرّ الأحداث حتى الفترة الراهنة.

وفي تصريح لصحيفة «لو فيغارو»، أوضحت بينيدكت شارل أنّ ثمة مَشاهد من نوع «الفلاش باك» تستعيد جانباً من أهم الأحداث التي مرَّت بها فرنسا خلال السنوات الـ30 الماضية. وأضافت: «إنه رهان كبير لأنّ موضوع المسلسل حسّاس، ويستوجب منا أن نمسكه، ثم نحرّر أنفسنا منه من أجل تقديم الخيال. بريجيت ماكرون شخصية رائعة، وأردنا أن نتعامل معها بطريقة روائية، ميلودرامية تقريباً، بسبب الروح الرومانسية لمصيرها».


يوم التراث العالمي... السعودية تحتفي بغنى كنوزها

أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)
أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)
TT

يوم التراث العالمي... السعودية تحتفي بغنى كنوزها

أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)
أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)

بينما يحلّ «اليوم العالمي للتراث» اليوم الموافق 18 أبريل (نيسان)، تحتفي السعودية بما حققته من تحولات نوعية في قطاع التراث والآثار منذ انطلاق استراتيجيتها الوطنية للثقافة، ووضعت صونه وحمايته في أجندة العمل لتحقيق وتعميق مستهدفات «رؤية 2030».

وبذلت السعودية خلال السنوات الماضية جهوداً جبارة للحفاظ على موروثها الثقافي المتنوع.

أزياء تقليدية تعكس الهوية الوطنية، وموروث ثقافي متنوع في المناطق الواسعة للمملكة، وأنامل محترِفة في تقديم المنتجات التقليدية وأداء الحِرف اليدوية المتقَنة، كانت مصدر الرزق وضمان الحياة الكريمة لأفراد المجتمع في الماضي، وامتداد الهوية الثقافية والتراث العريق في الحاضر، فضلاً عن عديد من مشاريع التنقيب التي أزاحت الركام عن كنوز أثرية واكتشافات ثمينة تعود لأزمنة موغلة في مختلف المواقع الأثرية.

ويسلّط هذا الموروث المتجذر الضوء على ما تحويه السعودية من ثروة ثقافية وطنية وعالمية، تعكس حجم العمل الذي قدمته السعودية في قطاع التراث والآثار خلال الفترة الماضية. وتبلورت هذه الثروة الثقافية في أرقام وإحصاءات مهمة التقت مع عمر الإرث وعراقة الثقافة في قطاع التراث السعودي، ومن ذلك ارتفاع عدد المواقع الأثرية المسجلة في مناطق المملكة كافة إلى 8917 موقعاً، ونحو 3646 موقعاً للتراث العمراني المسجل في المملكة، وأكثر من 5393 حِرفياً مسجلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية.


السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %

السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %
TT

السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %

السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %

بدأت وزارة الداخلية السعودية، الخميس، تطبيق قرار تخفيض سداد المخالفات المرورية المتراكمة على مرتكبيها بنسبة 50 في المائة من قيمة الغرامات المسجلة عليهم قبل تاريخ 18 أبريل (نيسان) الحالي، وذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وأوضحت الوزارة أن الاستفادة من التخفيض تقتضي مبادرة المخالف بسداد جميع المخالفات المتراكمة عليه خلال 6 أشهر من بدء سريانه، سواء بسدادها دفعة واحدة، أو كل منها على حدة، وعدم ارتكاب ما يؤثر في السلامة العامة.

وأشارت إلى أن المخالفات المرتكبة مع بدء سريان التخفيض سيطبق بحقها المادة 75 من نظام المرور، التي تتيح تخفيضاً للمخالفة الواحدة بنسبة 25 في المائة، مع إقرار الحجز والتنفيذ في حال عدم السداد بعد انتهاء مدة الاعتراض ومهلة السداد المقررة نظاماً، مهيبة بالجميع الالتزام بقواعد السير لتحقيق متطلبات السلامة المرورية، وعدم ارتكاب المخالفات.

من جانبه، قال العقيد منصور الشكرة، المتحدث الرسمي للمرور، إن هذا القرار يهدف إلى حث المجتمع على الالتزام بالسلامة المرورية للمحافظة على الأرواح والممتلكات، وتعزيز السلامة المرورية في الطرق للمواطنين والمقيمين والزوار، وعدم تكرار ارتكاب المخالفات المؤثرة.

وأضاف أن التخفيض يشمل المواطنين والمقيمين والزوار «مما يؤكد اهتمام القيادة بكل من يعيش على أرض المملكة»، لافتاً إلى أنه يُسهم في تعزيز وعي المجتمع بالتقيد بالأنظمة المرورية مما يحقق السلامة لمرتادي الطرق.

وبيّن العقيد الشكرة أن تخفيض المخالفات بنسبة 50 في المائة، لا يشمل مخالفات التفحيط، أو قيادة المركبة تحت تأثير ممنوعات أو مخدر أو عقاقير محذر من القيادة تحت تأثيرها، وتجاوز السرعة المحددة بأكثر من 50 كيلومتراً في الساعة في الطريق التي تبلغ سرعتها 120 كيلومتراً، أو أكثر من 30 كيلومتراً في الطريق المحددة سرعتها بـ140 كيلومتراً.


أوبرا «زرقاء اليمامة» تطلق عروضها من الرياض الأسبوع المقبل

سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)
سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)
TT

أوبرا «زرقاء اليمامة» تطلق عروضها من الرياض الأسبوع المقبل

سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)
سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)

تستعد الرياض، الأسبوع المقبل، لعروض أول أوبرا سعودية، هي الأكبر عربياً، بعد عمل استغرق نحو ثلاث سنوات، حتى أضحت جاهزة للعرض وتقديم واحدة من أشهر الأساطير العربية على خشبة المسرح.

وكشفت هيئة المسرح والفنون الأدائية عن تفاصيل من رحلة بناء العمل على «زرقاء اليمامة» بوصفها أول أوبرا سعودية، التي يزمع تقديم عروضها الأسبوع المقبل خلال الفترة بين 25 أبريل (نيسان) و4 مايو (أيار) المقبل، على مسرح مركز الملك فهد الثقافي بعد إتمام تجهيزه على نحو يقدم تجربة فنية وبصرية فريدة وغير مسبوقة.

سلطان البازعي يستعرض جوانب مختلفة حول أوبرا «زرقاء اليمامة» (تصوير: صالح الغنام)

وقال سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية، إن الإنتاجات الأوبرالية نادرة وقليلة، لأن إنتاجها يتطلب عملاً معقداً ومجهوداً يضم الكثير من التفاصيل الفنية والتقنية. وحول أوبرا «زرقاء اليمامة» أكد البازعي أنها أوبرا سعودية بنكهة عالمية، وذلك بمشاركة مبدعين في مختلف الفنون من 18 جنسية مختلفة، وإتاحة الظهور والحضور لمواهب سعودية متعددة.

وتعرض أوبرا «زرقاء اليمامة»، التي تنتجها «هيئة المسرح والفنون الأدائية»، قصة خالدة من عمق تراث الجزيرة العربية، عبر أداء أخّاذ واستثنائي يجمع عدداً كبيراً من الممثلين والموسيقيين السعوديين والعالميين البارزين، في أكبر عمل أوبرالي باللغة العربية.

حضور إعلامي دولي للمؤتمر الصحافي الذي كشف عن تفاصيل عمل «زرقاء اليمامة» بالرياض (تصوير: صالح الغنام)

وقال البازعي، خلال مؤتمر صحافي عُقد الأربعاء للكشف عن تفاصيل المشروع، إنه استغرق العمل عليه نحو ثلاث سنوات، وبدأت التعاقدات لتنفيذه منذ عامين، مشيراً إلى أن العمل يحقق الأهداف الاستراتيجية لهيئة المسرح، ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة، ويقدم الأوبرا بوصفها فناً جديداً على الذائقة العربية.

وكشف البازعي عن أن أوبرا «زرقاء اليمامة» ستكون باللغة العربية لأول مرة في المنطقة، وتتوفر في مكان العرض شاشات لنقل الحوار الشعري باللغتين العربية والإنجليزية، لتمكين الجمهور من متابعة التفاصيل الفنّية المستوحاة من جماليات القصة الأصلية، من مشهدية الصحراء والعيون المشوبة باللون الأزرق، والليالي القمراء.

جانب من المؤتمر الصحافي للكشف عن تفاصيل العمل على أوبرا «زرقاء اليمامة» (تصوير: صالح الغنام)

وأشاد بكل العناصر التي شاركت في بناء التجربة الفنية الفريدة، من كاتب النص الشاعر السعودي صالح زمانان، إلى المواهب السعودية والعالمية ممن اجتمعوا في الرياض لأداء تجربة ثقافية لا مثيل لها، مستوحاة من عمق التراث العربي والأرض السعودية.

وأشار البازعي إلى أن التاريخ العربي والتراث السعودي يزخران بالعديد من الشخصيات التاريخية الملهمة، وأضاف: «لدينا قصص فريدة لم تروَ بعد، ولم تحظَ بحقها من التركيز وتقديمها في أعمال فنية مؤثرة»، واعداً بأن تكون أوبرا «زرقاء اليمامة» أول الطريق في إعادة تقديم شخصيات من الموروث السعودي في قوالب فنية وإبداعية مشعة بالجمال والتأثير.

سلطان البازعي أعلن إطلاق أكاديمية لتدريب المواهب بمختلف الفنون المسرحية والأدائية هذا العام (تصوير: صالح الغنام)

وكشف الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح عن أن أكاديمية متخصصة في التدريب على مختلف الفنون المسرحية والأدائية ستنطلق هذا العام، بالإضافة إلى أكاديمية متخصصة في فنون الموسيقى ستبدأ العمل خلال شهور، معرباً عن نية القطاع الثقافي تخريج مواهب في مختلف الفنون، وإقامة دورات تدريبية في فن الأوبرا من سن الطفولة، تتولى هيئة الموسيقى تنفيذها بمعايير دولية متقدمة.


أمير المصري لتجسيد سيرة الملاكم اليمني نسيم حميد في «العملاق»

الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)
الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)
TT

أمير المصري لتجسيد سيرة الملاكم اليمني نسيم حميد في «العملاق»

الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)
الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)

أعلن الفنان المصري البريطاني أمير المصري عن مشاركته في فيلم «عملاق»، الذي يحكي السيرة الذاتية للملاكم البريطاني اليمني «البرنس» نسيم حميد، وكتب المصري عبر حسابه الرسمي في موقع «إنستغرام»، تعليقاً على مشاركته بالفيلم «حصلت على شرف كبير يفوق توقعاتي، يا له من شرف أن ألعب دور الأسطورة البرنس نسيم حميد، إلى جانب أسطورة أخرى بيرس بروسنان في دور بريندان إنجل».

ويشارك في «عملاق» الذي سيُصوّر في مدينة ليدز الإنجليزية مع أمير المصري عدد كبير من النجوم أبرزهم بيرس بروسنان الذي اشتهر بتجسيده لدور العميل السري جيمس بوند في 4 أفلام وهم «Golden Eye» عام 1995، و«Tomorrow never dies» عام 1997، و«The world is not enough» عام 1999، و«Die another day» عام 2002، كما يشارك في الإنتاج سيلفستر ستالون.

ولد نسيم حميد في مدينة شفيلد البريطانية عام 1974، لأبوين يمنيين، وتعلم حميد الملاكمة في سن السابعة، ولعب أول مباراة احترافية عام 1992، وحسب تصريحات سابقة لوالده حميد كشميم للتلفزيون اليمني، أنه عقب هجرته للعمل في بريطانيا دفع بابنه نسيم إلى إحدى صالات الملاكمة للتمرن.

الملاكم نسيم حميد ومحمد علي كلاي (صفحة حميد على إنستغرام)

وتقلد حميد عرش بطولات الملاكمة على يد مدرب آيرلندي، وحصد ألقاباً عالمية تابعة لـ«منظمة الملاكمة العالمية» و«الاتحاد الدولي للملاكمة» و«المجلس العالمي للملاكمة»، كما اشتهر بلقب «البرنس»، وأصبح الملاكم الأفضل عالمياً في وزن الريشة خلال مسيرته الاحترافية التي استمرت 10 سنوات.

وحسب وسائل إعلامية، فإن حميد لم يخسر سوى في نزال واحد طيلة مشواره الرياضي أمام المكسيكي بيريرا عام 2001، وعقب خسارته أعلن اعتزاله مباشرة بعد سنوات حافلة بالبطولات والأحزمة.

من جانبها، ترى الناقدة الفنية المصرية فايزة هنداوي أن «تقديم السيرة الذاتية لشخصيات شهيرة في الفن والأدب والرياضة متاح وموجود بالفعل في مصر وفي العالم أجمع، وأمر متعارف عليه لأجل التطرق لعرض حياتهم بتفاصيلها مجدداً للناس».

نسيم حميد واللاعب محمد سالم العنزي ومحمد سعدون الكواري (صفحة العنزي على إنستغرام)

وتضيف هنداوي لـ«الشرق الأوسط» أن «صناعة السير الذاتية لا بد أن تتم بشكل متقن وسرد للأحداث بواقعية وموضوعية، وهذا هو الأساس في تقييمه والحكم عليه سواء بالنجاح أو الفشل، كما أن الناحية الفنية مثل الإخراج والتمثيل والديكور والموسيقى وغير ذلك عليها عامل كبير أيضاً».

وتؤكد هنداوي أن «اختيار المصري لتقديم الشخصية هو رؤية مخرج ومنتج يريان أنه الأصلح بالتأكيد».

الملاكم نسيم حميد (صفحته بإنستغرام)

وشارك الفنان أمير المصري الذي يجسد شخصية «البرنس» نسيم حميد، في أعمال فنية عالمية من بينها الفيلم السينمائي «Lost in London»، كما شارك في مسلسل «The State»، وقام ببطولة فيلم «المحارب العربي»، وهو أول فيلم روائي طويل إنتاج أميركي سعودي، ثم شارك في السلسلة الشهيرة «Star Wars Episode IX - The Rise of Skywalker» وتصدر أمير المصري بطولة فيلم «Limbo»، الذي عُرض في «مهرجان كان السينمائي»، كما حصل على 3 جوائز من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، وفاز عنه أمير بجائزة أفضل ممثل ضمن جوائز «بافتا» في أسكوتلندا.

وقدم المصري بطولة مسلسل «The One»، وجسد شخصية محمد الفايد في المسلسل الأميركي العالمي «The Crown»، كما قدم شخصية طبيب مصري في الحرب العالمية الثانية بالمسلسل البريطاني «SAS Rogue Heroes»، وكان أحدث الأعمال التي قدمها المصري المسلسل التلفزيوني «مليحة» الذي عرض في موسم الدراما الرمضاني وتدور أحداثه حول أسرة فلسطينية تحاول العودة إلى غزة عن طريق مصر، لكنها تواجه صعوبات كثيرة.


اكتشاف دلائل استيطان بشري في كهف غرب السعودية

اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)
اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)
TT

اكتشاف دلائل استيطان بشري في كهف غرب السعودية

اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)
اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)

توصّل علماء آثار في هيئة التراث السعودية، إلى دلائل استيطان بشري بكهف أم جرسان في «حرة خيبر» بمنطقة المدينة المنورة (غرب المملكة)، وذلك ضمن أعمال «مشروع الجزيرة العربية الخضراء» القائم على أبحاث ميدانية متعددة التخصصات، بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني.

وتُعد هذه الدراسة العلمية التي نشرتها مجلة «بلوس ون plos one»، الأولى بمجال البحث الأثري في الكهوف بالسعودية، واشتملت على مسوحات أثرية وتنقيب في أجزاء متعددة من «أم جرسان»، بيّنت أن أقدم الدلالات الأثرية بالموقع تعود إلى العصر الحجري الحديث، إذ يتراوح عمر أقدمها ما بين 7 - 10 آلاف سنة من الآن، وتستمر حتى فترة العصرين النحاسي والبرونزي.

الكهف غني بعشرات الآلاف من عظام الحيوانات جمعيها بحالة جيدة رغم مرور الزمن (واس)

وأثبتت الدراسة استخدام الكهف من قبل الجماعات الرعوية؛ حيث تمثلت آثارهم في مجموعة من البقايا العظمية الحيوانية التي تم تأريخها بواسطة «الكربون المشع c14»، ويعود أقدمها إلى 4100 سنة قبل الميلاد، والجماجم البشرية 6 آلاف سنة قبل الميلاد.

وكشفت عن بعض المعثورات؛ مثل الخشب والقماش وأدوات حجرية، وواجهات الفن الصخري التي هي عبارة عن مشاهد لرعي الماعز والغنم والبقر باستخدام الكلاب وأخرى للصيد، تُظهر أنواعاً مختلفة من الحيوانات البرية.

أقدم الدلالات الأثرية في الموقع تعود إلى العصر الحجري الحديث (واس)

وأوضحت الهيئة أن الاكتشافات العلمية أسفرت عن دلالات وجود استيطان بشري في الكهف الغني بعشرات الآلاف من عظام الحيوانات، منها الضبع المخطط، والجمال، والخيل، والغزال، والوعل، والماعز، والبقر، إضافة إلى الحمير البرية المتوحشة والأليفة، وجمعيها بحالة جيدة رغم مرور الزمن.

وأظهر تحليل البقايا العظمية البشرية باستخدام النظائر المُشعة اعتماد الجماعات على أكل اللحوم بشكل أساسي، ووجدت دلالات على أكلهم النباتات، ما يعطي مؤشرات على ظهور الزراعة.

وبيّنت الدراسة أن الحيوانات مثل الأبقار والأغنام تتغذى على الأعشاب والشجيرات البرية، مشيرة إلى وجود تنوع حيواني كبير بالمنطقة عبر العصور. وخلصت إلى أهمية الكهوف التي استخدمتها الجماعات البشرية ومسارات الصهارة البركانية القديمة في السعودية.


آثار جانبية للحمل بـ«أطفال أوزمبيك»... البدانة تعود من الباب الواسع

 دواء «أوزمبيك» (رويترز)
دواء «أوزمبيك» (رويترز)
TT

آثار جانبية للحمل بـ«أطفال أوزمبيك»... البدانة تعود من الباب الواسع

 دواء «أوزمبيك» (رويترز)
دواء «أوزمبيك» (رويترز)

انتشر خبر «أطفال أوزمبيك» سريعاً، بعدما أبلغ عدد من النساء على وسائل التواصل الاجتماعي عن أنهن أصبحن حوامل بعد استخدام أدوية إنقاص الوزن على الرغم من استخدامهن وسائل منع الحمل أو وجود تاريخ من مشكلات الخصوبة، إلا أن البعض منهن يقول إنهن يعانين أعراضاً حادة مثل الجوع الشديد وزيادة الوزن السريعة بعد التوقف عن هذه الأدوية لحماية صحة أجنتهن، حسب تقرير لموقع «يو إس إيه توداي».

وأدوية إنقاص الوزن هذه التي تحاكي هرمون GLP-1 (الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1) مثل «أوزمبيك»، مشهورة بأنها «علاج سحري للبدانة».

وعلى الرغم من أن الجوع وزيادة الوزن أمران طبيعيان في أثناء الحمل، فإن هؤلاء النساء يُبلغن عن أن شدة الأعراض التي يعانين منها تختلف عن تلك التي كانت في حملهن السابق، وفق التقرير.

وحسب التقرير، ليس من الواضح ما إذا كان الحمل يؤدي إلى تفاقم انسحاب أدوية فقدان الوزن، لكنّ خبراء الخصوبة وأمراض السمنة يقولون إن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل يمكن أن تفسر التأثيرات الشديدة.

يوصي مصنعو الأدوية النساء بالتوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن قبل شهرين على الأقل من الحمل المخطَّط له. وعندما تتوقف مريضة غير حامل عن تناول هذه الأدوية، عادةً ما يساعدها الأطباء على التوقف عن تناولها للتخفيف من الآثار الجانبية، لكنَّ النساء اللاتي يكتشفن أنهن ينتظرن الحمل يتوقفن على الفور.

ومع ازدياد عدد النساء اللاتي يحملن في أثناء تناول أدوية إنقاص الوزن، يوصي الخبراء بالتحدث إلى أطبائهم على الفور، خصوصاً إذا كانوا يتناولون أدوية مثل «أوزمبيك» لعلاج مرض السكري.

عندما تصطدم أعراض «أوزمبيك» بالحمل

وأشار التقرير إلى أن أماندا بريرلي (42 عاماً)، بدأت بتناول سيماغلوتيد (العنصر النشط في أوزمبيك) العام الماضي لعلاج مقاومة الإنسولين الناجمة عن متلازمة تكيّس المبايض (PCOS). وفي غضون شهر، عادت دورتها الشهرية للانتظام بعد سنوات. ثم بعد تسعة أشهر، علمت بريرلي أنها حامل، وكان ذلك خبراً صادماً نظراً لأن الأطباء أخبروها بأنها لن تكون قادرة على الحمل من دون مساعدة الأطباء بعد آخر حمل شديد الخطورة لها منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وتوقف بريرلي عن تناول الدواء على الفور، وفقاً للتوصيات المستنِدة إلى الدراسات التي أُجريت على الحيوانات والتي وجدت أنه يمكن أن يسبب الإجهاض والعيوب الخلقية إذا تم تناوله في أثناء الحمل.

وبعد أسبوع، أصابها جوع حاد وقالت: «كنت أرغب في الحصول على طعام حقيقي، مثل اللحوم والجبن وغيرها من البروتينات الغنية، والذي كان مختلفاً تماماً عن حملي الأول. لقد كنت مثل رجل الكهف. لم أستطع التوقف. لقد كان جنونياً».

اكتسبت بريرلي 20 رطلاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حملها. وبحلول الوقت الذي وُلدت فيه، كان وزنها قد زاد 65 رطلاً. وخلال حملها بابنها الأكبر، اكتسبت 19 رطلاً إجمالاً.

وبالمقارنة، تكتسب معظم النساء ما بين 25 و35 رطلاً طوال فترة الحمل، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة.

ومن المعروف أن إيقاف أدوية فقدان الوزن يسبب جوعاً شديداً وزيادة الوزن وتقلبات مستويات السكر في الدم، وكلها يمكن تخفيفها عن طريق توقيف تلك الأدوية ببطء بتوجيهات من الطبيب المختص. ومع ذلك، قالت د.أليسون رودجرز، طبيبة أمراض النساء والتوليد، إنه لم تقم أي دراسات حتى الآن بتحليل كيفية تداخل هذا الانسحاب مع أعراض الحمل، والعكس بالعكس.

وتساءلت: «هل تعمل أدوية إنقاص الوزن على قمع بعض أعراض الحمل التي تعود بعد ذلك بشكل أكثر كثافة عندما يتخلص منها الشخص؟ أم أن الحمل يؤدي إلى تفاقم أعراض الانسحاب؟ من الصعب حقاً أن نعرف».


للعالقين بدوامة الكر أو الفر... 5 طرق لتخطي التوتر

بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)
بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)
TT

للعالقين بدوامة الكر أو الفر... 5 طرق لتخطي التوتر

بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)
بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)

هل تتذكر وقتاً شعرت فيه بالتوتر قبل حدث كبير في حياتك، ثم شعرت بعد ذلك وكأن ثقلاً قد رفع عن عاتقك؟ هذا ما يسمى بتكثيف الاستجابة للضغط، ومن ثم الشعور بالاستقرار مرة أخرى، أي اكتمال «دورة التوتر»، وفق تقرير لموقع «ذي كونفرسايشن».

وبطبيعة الأمر، فإن بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه. لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي، إذ يزيد التوتر المزمن من الحالات المرضية المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى الإرهاق، أو الاكتئاب.

وتساعد الأنشطة الرياضية والمعرفية والإبداعية والاجتماعية والتهدئة الذاتية على معالجة التوتر بطرق صحية لإكمال دورة التوتر.

للتوتر دورة، كيف تعمل؟

يشير العلماء والباحثون إلى «الاستجابة للضغط النفسي»، مع التركيز غالباً على ردود فعل الكر أو الفر (القتال، أو الهروب) (fight or flight mode). لقد أصبحت عبارة «دورة الإجهاد» (stress cycle) شائعة بين خبراء المساعدة النفسية، والتنمية البشرية، ولكن لها أساس علمي.

ووفق التقرير، فإن دورة التوتر هي استجابة الجسم لحدث مرهق، سواء كان حقيقياً، أو متصوراً، جسدياً، أو نفسياً، مثل من يطارده كلب شرس، أو امتحان قادم، أو محادثة صعبة.

وتتكون دورة التوتر من ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى هي إدراك التهديد.

المرحلة الثانية هي الاستجابة للقتال، أو الهروب، مدفوعة بهرمونات التوتر لدينا: الأدرينالين، والكورتيزول.

المرحلة الثالثة هي الراحة، بما في ذلك الراحة الفسيولوجية، والنفسية. وهكذا تكتمل دورة التوتر.

ويستجيب كل شخص للتوتر بشكل مختلف عن الآخر بناءً على تجارب الحياة، وعلم الوراثة، بحسب التقرير.

ولسوء الحظ، يعاني العديد من الأشخاص من ضغوطات متعددة، ومستمرة خارجة عن سيطرتهم، بما في ذلك أزمة تكلفة المعيشة، والظواهر الجوية المتطرفة، والعنف المنزلي، كما لحظ التقرير.

ويمكن أن يؤدي البقاء في المرحلة الثانية، أي القتال أو الهروب، إلى إجهاد مزمن، والذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع الكورتيزول، وزيادة الالتهابات في الجسم، مما يؤدي إلى إتلاف الدماغ، والأعضاء الأخرى.

ويوضح التقرير أنه «عندما تكون عالقاً في وضع القتال، أو الهروب المزمن، فإنك لا تفكر بوضوح، ويتم تشتيت انتباهك بسهولة أكبر»، وأكد أن «الأنشطة التي توفر متعة مؤقتة، مثل تناول الوجبات السريعة، أو الحلويات، هي استراتيجيات غير مفيدة، ولا تقلل من آثار التوتر على الدماغ، والجسم. كما أن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ليست وسيلة فعالة لإكمال دورة التوتر، بل على العكس هي تؤدي إلى زيادة الاستجابة للضغط النفسي».

الإجهاد والدماغ

في الدماغ، يمكن أن يؤدي ارتفاع الكورتيزول المزمن إلى تقليص الحصين. وهذا يمكن أن يضعف ذاكرة الشخص، وقدرته على التفكير، والتركيز.

يؤدي ارتفاع الكورتيزول المزمن أيضاً إلى تقليل النشاط في قشرة الفص الجبهي، ولكنه يزيد من النشاط في اللوزة الدماغية.

قشرة الفص الجبهي مسؤولة عن التحكم العالي بأفكارنا، وسلوكياتنا، وعواطفنا، وهي موجهة نحو الأهداف، والعقلانية. وتشارك اللوزة الدماغية في الاستجابات الانعكاسية، والعاطفية. ويفسر نشاط اللوزة الدماغية الأعلى ونشاط قشرة الفص الجبهي السفلي سبب كوننا أقل عقلانية، وأكثر عاطفية، وتفاعلية عندما نكون متوترين.

وعدد التقرير 5 أنواع من الأنشطة التي يمكن أن تساعد أدمغتنا على إكمال دورة التوتر.

1. التمرين- دورة الإجهاد الكاملة الخاصة به

عندما نمارس الرياضة نحصل على ارتفاع قصير المدى في الكورتيزول، يليه انخفاض صحي في الكورتيزول، والأدرينالين.

كما تعمل التمارين الرياضية على زيادة هرموني الإندورفين، والسيروتونين، مما يحسن المزاج.

ويسبب الإندورفين شعوراً بالبهجة يُطلق عليه غالباً تسمية «نشوة العداء»، وله تأثيرات مضادة للالتهابات.

2. الأنشطة المعرفية- تقليل التفكير السلبي

يمكن أن يؤدي التفكير السلبي المفرط إلى تحفيز أو توسيع الاستجابة للضغط النفسي. في بحث أجراه الموقع عام 2019، وجد أن العلاقة بين التوتر والكورتيزول كانت أقوى لدى الأشخاص الذين لديهم تفكير أكثر سلبية.

يمكن أن يؤدي ارتفاع نشاط اللوزة الدماغية والتفكير الأقل عقلانية عندما تكون متوتراً إلى تفكير مشوه، مثل التركيز على السلبيات، والتفكير الجامد «إما أبيض أو أسود».

يمكن للأنشطة التي تهدف إلى تقليل التفكير السلبي وتعزيز رؤية أكثر واقعية أن تقلل من الاستجابة للضغط النفسي. في البيئات السريرية، يُسمى هذا عادةً بالعلاج السلوكي المعرفي.

في المنزل، قد يكون هذا بمثابة تدوين اليوميات، أو تدوين المخاوف. وهذا يشرك الأجزاء المنطقية والعقلانية من دماغنا، ويساعدنا على التفكير بشكل أكثر واقعية.

3. الإبداع - طريق للخروج من «الهروب أو القتال»

يمكن أن تكون الأنشطة الإبداعية، مثل الفن، أو حرفة، أو بستنة، أو الطبخ، أو أنشطة أخرى، مثل حل الألغاز، أو ألعاب الخفة، أو الموسيقى، أو المسرح، أو الرقص، أو مجرد الاستغراق في عمل ممتع. هذه الأنشطة تزيد من نشاط قشرة الفص الجبهي، وتعزز التدفق، والتركيز.

والتدفق هو حالة من المشاركة الكاملة في النشاط الذي تستمتع به. فهو يخفض مستويات التوتر العالية من النورادرينالين، والأدرينالين في الدماغ.

4. التواصل الاجتماعي وإطلاق هرمونات الشعور بالسعادة

التحدث مع شخص آخر، معانقة شخص، أو حيوان أليف، والضحك، كلها يمكن أن تزيد من الأوكسيتوسين، هذا هو الناقل الكيميائي في الدماغ الذي يزيد من الترابط الاجتماعي، ويجعلنا نشعر بالتواصل، والأمان.

5. تهدئة النفس

تمارين التنفس، والتأمل تحفز الجهاز العصبي السمبتاوي (الذي يهدئ استجاباتنا للتوتر حتى نتمكن من إعادة الضبط) عن طريق الأعصاب المبهمة، وتقليل الكورتيزول.

البكاء أيضاً يمكن أن يساعد من خلال إطلاق طاقة التوتر، وزيادة الأوكسيتوسين، والإندورفين.


ما تأثير إدمان الإنترنت على المراهقين؟

الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)
الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)
TT

ما تأثير إدمان الإنترنت على المراهقين؟

الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)
الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)

أفادت دراسة فنلندية بأن إدمان الإنترنت، وعدم الحصول على ساعات النوم الكافية أو ممارسة الرياضة، مرتبط بخطر التغيب عن المدرسة بسبب المرض في سن المراهقة.

وأوضح الباحثون بجامعة هلسنكي، أن المراهقات يبدون أكثر عرضة من المراهقين للاستخدام المفرط للإنترنت، وعرضت النتائج، الثلاثاء، في دورية (Archives of Disease in Childhood).

وعلى الرغم من أن التقييمات والتصنيفات المتباينة للاستخدام المفرط للإنترنت قد تجعل قياسه صعباً، فإن الوسائط الرقمية يمكن أن تكون عاملاً جاذباً للمراهقين للبقاء في المنزل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، ويمكن أن تعوق التعلم بسبب قلة النوم، كما يشير الباحثون.

ولتقدير التأثير الذي قد يحدثه الاستخدام المفرط للإنترنت على الحضور المدرسي، استخدم الباحثون بيانات من دراسة تعزيز الصحة المدرسية، وهي دراسة استقصائية وطنية تُجرى كل سنتين في فنلندا.

وحلل الباحثون بيانات 86 ألفاً و270 تلميذاً في الصفين الثامن والتاسع، تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاماً. وسُئل المراهقون عن علاقتهم بوالديهم من حيث مدى مشاركتهم مخاوفهم، ومقدار نومهم ليلاً، وعدد أيام ممارسة الرياضة في الأسبوع.

وتم تقييم الاستخدام المفرط للإنترنت باستخدام مقياس يرصد إهمال الأسرة والأصدقاء والدراسة، والقلق من عدم الاتصال بالإنترنت، وتأثير الانشغال بالإنترنت على النوم والتغذية.

ووجد الباحثون أن الاستخدام المفرط للإنترنت، مع إهمال الأنشطة الأخرى وقلة النوم وعدم ممارسة الرياضة، يرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة بسبب المرض بين المراهقين.

وفي المتوسط، ينام المراهقون 8 ساعات في ليالي الدراسة، و9 ساعات في ليالي نهاية الأسبوع.

ووجد أن 35 في المائة قضوا أقل من 8 ساعات في الليالي المدرسية، و11 في المائة ناموا أقل من 8 ساعات في عطلة نهاية الأسبوع.

بالإضافة إلى ذلك، أفاد الثلث بممارسة نشاط بدني لمدة ساعة على الأقل في 4 أيام من الأسبوع، في حين أبلغ ثلث المشاركين عن مستويات منخفضة من النشاط البدني، أقل من 3 أيام في الأسبوع.

وأشارت الدراسة إلى أن قضاء وقت طويل على الإنترنت كان مرتبطاً بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (38 في المائة زيادة في المخاطر) والغياب عن المدرسة لأسباب طبية (24 في المائة زيادة في المخاطر).

وأظهرت العلاقات الأبوية الجيدة، والنوم الأطول ليلاً خلال أيام الأسبوع، وممارسة النشاط البدني، أنها عوامل وقائية بشكل كبير، مع ارتباط كل عامل بانخفاض مطرد في خطر التغيب عن المدرسة والغياب بسبب المرض.

ويشير الباحثون إلى أن نتائج الدراسة لها آثار مهمة على تعزيز الصحة والتحصيل التعليمي للمراهقين، وتقدم فوائد ملموسة للمهنيين الذين يعملون في خدمات الصحة والرفاهية المدرسية.