مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

دعوة سلفية مضحكة

هل تعلمون أن تقرير «الأمم المتحدة» يقول إن 800 مليون إنسان لا يزالون يعيشون في فقر مدقع، ويعانون الجوع؟! وجاء في تقريرها أن نصف هؤلاء يعيشون على أقل من 1.25 دولار يومياً، وأن تزايد أعداد اللاجئين في الأعوام الماضية في شتى بلدان العالم شهد ارتفاعاً عالياً، خصوصاً هذا العام، حيث وصل عددهم إلى عدّة ملايين.
فمن بين كل 122 شخصا في العالم هناك لاجئ أو نازح أو طالب حق اللجوء السياسي، وأغلبهم في مناطق مختلفة بأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
وكان السبب الرئيسي في ارتفاع عدد اللاجئين والنازحين في منطقتنا العربية المنكوبة، هو فوضى الحروب من 2011، أو ما يسمى زوراً وبهتاناً بـ«الربيع العربي»، في سوريا والعراق وليبيا واليمن، ولا أنسى كذلك الدولة التي «ليس لها بالعير ولا بالنفير»، ألا وهي الصومال. كل هذه الدول الفاشلة إنما هي تنتمي لأعظم منظمة في العالم – مع وقف التنفيذ - التي تسمى «جامعة الدول العربية».
أعلم أنها صدمة، وأعلم أن هذا ليس هو مجالي، لهذا لا بد أن أعود سريعاً 180 درجة إلى جحري، وأترك «الجمل بما حمل»!
***
دعا قيادي في «الدعوة السلفية الجهادية» المصرية، إلى تحطيم الأصنام والتماثيل التي تمتلئ بها مصر، مؤكداً أن المسلمين متكاسلون عن تطبيق تعاليم الشرع الحكيم، حسب تعبيره.
ودعا إلى تحطيم تمثال «أبو الهول» والأهرامات والتماثيل في مصر كلها، وذلك على غرار ما قامت به حركة طالبان إزاء تمثال بوذا في أفغانستان.
ولا أدري أي عقليات مريضة تحرض على مثل هذه الدعوات؟! وهل هم أفهم وأصلح من عشرات الرجال من الصحابة، الذين دخلوا مصر وعاشوا فيها، وبعضهم مات فيها؟! ولكنهم لم يحطموا تلك التماثيل التي يسميها ذلك الداعية الجهبذ «الأصنام»؟!
وحسب علمي وعلى كثرة ما شاهدت من تلك التماثيل، لم أجد واحداً يعبدها. والله أعلم.
***
سألوا عالم الرياضيات القديم الخوارزمي عن الإنسان، فأجاب...
إذا كان الإنسان ذا أخلاق فهو «1»، وإذا كان ذا جمال أضف صفراً إلى الواحد ليصبح «10»، وإذا كان ذا مال أضف أيضاً صفراً ليصير «100»، وإذا كان ذا حسب ونسب أضف أيضاً صفراً ليكون «1000».
أما إذا ذهب العدد «1» وهو الأخلاق، فما عليك إلا أن تضيف صفراً رابعاً، ليكون العدد أو ذلك الإنسان «0000» فقط لا غير!