مساجد السعودية صديقة للبيئة بـ10 ملايين شجرة

تنبه خبراء البيئة في السعودية إلى إمكانية الاستفادة من المياه الناتجة عن الوضوء (المياه الرمادية) في المساجد، ليبتكروا طرقاً لإعادة تدويرها واستخدامها في ري المزروعات، مع العمل على زراعة 10 ملايين شجرة تحيط بأكثر من 100 ألف مسجد في السعودية، وذلك ضمن «مبادرة المساجد الصديقة للبيئة» التي أطلقتها جمعية آفاق خضراء البيئية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية.
وأوضح الدكتور عبد الرحمن الصقير رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن «مبادرة المساجد الصديقة للبيئة» جزء من مشروع بيئي كبير تستهدفه الجمعية، عنوانه «المباني الصديقة للبيئة» وتشمل المساجد والمدارس والمستشفيات والمجمعات التجارية والبنوك ومحطات الوقود وغيرها، حيث يُستفاد من الطاقة النظيفة قدر الإمكان وتُزرع المزيد من الأشجار لتحقيق أهداف بيئية واقتصادية وجمالية.
وأضاف الصقير لـ«الشرق الأوسط» أن المملكة تضم ما يقارب 100 ألف مسجد، يهدر فيها سنويا ملايين الأمتار المكعبة من المياه النظيفة، وتستهلك من الكهرباء ما قيمته مليارات الريالات. لذا جاءت فكرة الاستفادة من مياه الوضوء والغسيل في زراعة أشجار مناسبة حول المساجد تجمل المكان وتقلل الملوثات وتحد من آثار التطرف المناخي وتقلل استهلاك الطاقة في التبريد والتدفئة بما تتجاوز نسبته 25 في المائة.
ولفت إلى أن زراعة 100 شجرة في محيط كل مسجد سيؤدي إلى زرع 10 ملايين شجرة تسقى من مياه كانت ستهدر ما يسهم في أنسنة الأحياء السكنية، كما أن التوجه للاستفادة من الطاقة النظيفة في المساجد سيقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وهذا يعود بفوائد بيئية واقتصادية كبيرة.
وذكر أن التفاعل مع المبادرة فاق التوقع سواء عند رجل الشارع أو بعض الجهات الحكومية ذات العلاقة أو عبر وسائل الإعلام الحديثة والتقليدية، إذ حققت بعض التغريدات الخاصة بالمبادرة في «تويتر» ملايين المشاهدات، وزادت الاستفسارات من داخل المملكة وخارجها عبر موقع الجمعية على شبكة الإنترنت وحسابها في «تويتر»، كما وصل للجمعية الكثير من طلبات تنفيذ المبادرة من مسؤولين عن بعض المساجد. وعن الخطط المستقبلية للمبادرة، قال الصقير: «نطمح أن تتحول المبادرة إلى مشروع وطني يغطي كل مساجد المملكة، وهذا الطموح ليس صعب التحقيق إذا توفرت الهمة والقناعة والدعم، ونسعى حالياً لتنفيذ المبادرة في أكبر عدد من المساجد وفقا لما تتيحه الإمكانيات المادية للجمعية، كما نقدم المشورة للراغبين في تنفيذها». وشدد على أهمية تعاون وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة الأعمال الخيرية لعمارة المساجد والمؤسسة الخيرية للعناية بمساجد الطرق، اللتين أبدتا اهتماما بالمبادرة ورغبة في توسيع نطاقها.
يذكر أن جمعية آفاق خضراء البيئية هي جمعية تطوعية تسهم في تنمية الوعي البيئي، وداعمة لحماية البيئة وزيادة رقعة المساحة الخضراء. وتتضمن رسالتها نشر الوعي البيئي وتنظيم وتأطير العمل التطوعي فيما يتعلق بحماية البيئة والتشجير، وتشجيع الأفكار والمبادرات الهادفة إلى تحسين البيئة وزيادة رقعة المساحة الخضراء، والتعاون مع المؤسسات والجمعيات الحكومية والأهلية في تنمية البيئة والتشجير ومكافحة التلوث. وكانت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية قد أعلنت في أبريل (نيسان) الماضي، أنها أنهت أولى مشروعاتها في التحول إلى مفهوم الأبنية الخضراء، في مبنى الوزارة الجديد بالرياض، وتضمن ذلك إيجاد محطة معالجة رمادية لتنقية مياه الوضوء وإعادة استخدامها مرة أخرى في أعمال ري المزروعات وخزانات الطرد في دورات المياه. يشار إلى أن إعادة تدوير مياه الوضوء واستخدامها في الري فكرة جرى تطبيقها في عدة دول إسلامية.