مهرة سعيد المهيري
TT

المساس بالنهضة السعودية استهداف لنا جميعاً

لا يروق لمن يكن العداء لمنطقتنا أن يشهد نهضة لبلد أصيل وعميق الجذور مثل السعودية. لا نستطيع أن نفسر الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المملكة إلا بكونها استهدافاً لمشروع النهضة لا علاقة له من قريب أو بعيد بقضية ستبتّ بها التحقيقات والمحاكم. لا يمكن أن نشاهد الحرب الإعلامية التي تستهدف بلد الحرمين الشريفين ولا نقول إنها أوركسترا أعدت بهدوء وكانت تنتظر حدثاً، مهما كبر أو صغر، لكي تنطلق وتملأ الصفحات والشاشات.
ما المقلق من نهضة السعودية؟ ولماذا تستهدف قيادتها بهذه الشراسة؟
في مقدمة الأمر هو التصدي الشجاع لمشروع تفكيك العالم العربي بدعاوى «الربيع العربي» أو الإسلام السياسي. السعودية كانت القوة الوازنة التي غيرت المعادلة لصالح قوى الاعتدال ومنعت التخريب الممنهج لمنجزات دفعت المنطقة لها غالياً من جهودها وثرواتها على مدى أكثر من 50 عاماً.
التطور المهم الثاني هو قبول السعودية للتحدي الإيراني، والعمل الجاد على التصدي لمشروع تغيير معالم المنطقة، وهز السلم الاجتماعي بين مجتمعاتها على أسس غريزية وطائفية مقيتة. تصدت السعودية وإلى جانبها دولة الإمارات العربية المتحدة، للتهديد الحوثي المدعوم إيرانياً، وعملت على بسط الأمن في حوض البحر الأحمر والقرن الأفريقي من خلال السعي إلى تطويق الفتنة الإخوانية الإيرانية.
التطور المهم الثالث هو عدم اكتفاء القيادة السعودية بالإصلاحات الاجتماعية التي طال انتظارها، ولكنها ذهبت في العمق وقررت أن تحول المملكة إلى قوة صناعية واقتصادية كبرى تتناسب مع ثروة البلاد المالية والنفطية والبشرية. في قلب الهجمة الأخيرة سنرى الاستهداف المنظم لمؤتمر الاستثمار الذي يعقد هذه الأيام. القوى المعادية للسعودية هالها أن ترى هذا الحشد الهائل من رؤساء شركات ومديرين تنفيذيين يمثلون كل المؤسسات المالية والصناعية الكبرى في العالم وهم يأتون إلى السعودية ليناقشوا آفاق المستقبل ضمن رؤية أعلنت عنها القيادة السعودية لتكون خريطة طريق للمنطقة في مرحلة مهمة من تاريخها. جندوا الإعلام من كل حدب وصوب في حملة تخويف لرؤساء الشركات، بعد أن هالهم ما تحظى به القيادة السعودية من تقدير واحترام شاهدوه في جولات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في كبريات عواصم العالم، وفي أرجاء مؤسساته الاقتصادية والصناعية الكبرى.
الأصوات النشاز التي تسعى للنيل من السعودية كانت تريد أن تكتفي القيادة بإصلاحات تجميلية تبقي الحال على ما هو عليه. كانت تريد أن تحذف من المقالات الصحافية الغربية فقرة «قيادة المرأة للسيارة» و«رجال الحسبة» التي كانت ترافق كل مقال عن السعودية، ثم تستمر الأمور على ما هي كدولة نفطية وسوق استهلاكية.
النهضة السعودية ضرورة للمنطقة. هي مشروع التنمية الواعد مادياً وبشرياً للخروج بالمنطقة من تيه وفتنة تستهدف الإنسان الخليجي والعربي وتحيط به بمشاريع إقليمية تمنع قيام مشروع إقليمي رائد يحقق التوازن ويحفظ للمنطقة ناسها وثرواتها.
السعودية هي دولة أساس في الأمن الإقليمي. والإمارات تحديداً تقف ضد كل من يمس شبراً من الخليج العربي، أرضاً أو معنى. وفي هذه الظروف نحن شعب الإمارات نقول ما قاله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي إن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف بكل قوة وحسم مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، في مواجهة كل التحديات التي تستهدف أمنها وأمن المنطقة واستقرارها. فأمن المملكة وكرامتها وعزتها جزء لا يتجزأ من أمننا وكرامتنا وعزتنا. ويد الشر المستطير لن تنال من عزيمة أشقائنا في المملكة، وإن حزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كفيل بإحباط كل أشكال العدوان والتآمر ضد المملكة والمنطقة.
* كاتبة إماراتية