انضم اللاعب الإسباني رودريغو مورينو إلى نادي بولتون واندررز الإنجليزي على سبيل الإعارة عام 2010، وقضى معه موسماً واحداً قبل أن يعود إلى نادي بنفيكا البرتغالي الذي لعب له لثلاثة مواسم وسجل معه أكثر من 50 هدفاً، ثم انتقل في نهاية المطاف إلى فالنسيا الإسباني.
لعب رودريغو عاماً واحداً في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكانت أول مباراة له أمام نادي بيرنلي، لكن آخر مباراة له في إنجلترا كانت في بداية الشهر الجاري عندما لعب مع ناديه فالنسيا أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» في إطار مباريات دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
وقبل أربعة أسابيع من ذلك سجل هدف الفوز للمنتخب الإسباني في مرمى إنجلترا على ملعب ويمبلي. والآن أصبح رودريغو واحداً من تسعة لاعبين في المنتخب الإسباني لعبوا لأندية إنجليزية، حتى وإن كانت حالته مختلفة عن باقي اللاعبين لأنه لم ينتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في صفقة مدوية ولم ينتقل إلى نادٍ من أندية القمة مثل تشيلسي أو مانشستر يونايتد أو ليفربول، ولم يترك بصمة كبيرة في كرة القدم الإنجليزية.
يقول رودريغو: «اللعب في إنجلترا كان جيداً بالنسبة إليّ. عندما يذهب أي لاعب إلى هناك فهو يعرف جيداً أن اللعب هناك يتطلب قدرات بدنية هائلة، ولا يوجد أمامه خيار آخر سوى التكيف، وهو ما يجعل اللاعب يطور من مستواه. لقد استفدت كثيراً من اللعب هناك، وقد استمتعت أيضاً».
وعندما سئل وردريغو عما إذا كان من الممكن أن يعود للعب في إنجلترا مرة أخرى، قال وهو يبتسم: «لقد أحببت اللعب في إنجلترا كثيراً. بولتون مكان صغير ويعيش الناس هناك بشكل مختلف تماماً عنه في إسبانيا، لكنني كنت هناك من أجل لعب كرة القدم، وكان النادي يعتني بي كثيراً».
وُلد رودريغو في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية ولعب في نادي فلامنغو قبل انتقال العائلة إلى مدينة فيغو الإسبانية حيث عمل والده، وهو جناح سابق اسمه أدالبرتو، في إدارة مدرسة لكرة القدم افتتحها مازينهو الفائز بكأس العالم مع منتخب البرازيل عام 1994.
يذكر أن مازينهو هو والد «ابن عم» رودريغو، تياغو ألكانتارا، وكان رودريغو وألكانتارا لا يفترقان عندما كانا صغيرين حتى انضم ألكانتارا إلى برشلونة وانضم رودريغو إلى ريال مدريد. واجتمع اللاعبان معاً مرة أخرى في صفوف المنتخب الإسباني تحت 19 عاماً ثم المنتخب الإسباني تحت 21 عاماً وأخيراً في المنتخب الإسباني الأول.
يقول رودريغو: «قبل اهتمام نادي بنفكيا بالتعاقد معي، كان نادي بولتون واندررز مهتماًً بالحصول على خدماتي. لقد اخترت بنفيكا لأنه كان يلعب في دوري أبطال أوروبا، لكنني عرفت أن فرصي ستكون قليلة في المشاركة خلال العام الأول. كان من المفترض أن أنتقل إلى فريق برتغالي آخر على سبيل الإعارة، لكن بولتون كان خياراً مثيراً للاهتمام حقاً، خصوصاً أن الدوري الإنجليزي الممتاز أقوى بكثير من نظيره البرتغالي».
ورغم أن رودريغو لم يكن يشارك كثيراً فإنه لم يكن يشكو من ذلك. ويقول: «كانت الأجواء لطيفة للغاية في غرفة خلع الملابس. وكان المدير الفني لنادي بولتون، أوين كويل، شخصاً جيداً ودائماً ما يساعد اللاعبين الأصغر سناً».
ويضيف: «السنة الأولى لأي لاعب دائماً ما تكون صعبة بالنسبة إلى المدير الفني، لأنه لا يعرف قدرات اللاعب جيداً، وبالتالي يتعين على اللاعب أن يحترم مراحل التطور. قد يرغب المدير الفني في الدفع باللاعب الجديد، لكن تقديم هذا اللاعب مستوى سيئاً على مدى ثلاث مباريات قد لا يجعل المدير الفني قادراً على استمرار الدفع به».
وتابع: «لقد كان بولتون يقدم موسماً جيداً، وعندما يحقق الفريق الفوز يكون من الصعب على المدير الفني أن يُجري تغييرات على التشكيلة الأساسية. لقد انضم دانييل ستوريدج إلى الفريق في فترة الانتقالات الشتوية آنذاك، وكان كيفن ديفيز هو قائد الفريق، كما كان يوهان إلماندير يحرز الأهداف. وعلاوة على ذلك، فقد كنت أشارك في المباريات دائماً، سواء كان ذلك لمدة خمس أو عشر أو عشرين دقيقة».
وقال رودريغو: «لقد شاركت مع بولتون واندررز، وكان ذلك هو أول موسم لي مع الفريق الأول وقد تعلمت خلاله الكثير. يتعين عليك أن تتكيف مع السرعة الهائلة والقوة البدنية. إنها دائماً ما تكون خطوة للأمام بعد اللعب مع فرق الشباب، كما أن الدوري الإنجليزي الممتاز يعد خطوة إضافية، لأنه أكثر بطولة في العالم تتطلب قوة بدنية كبيرة وحركة متواصلة وعدم التوقف عن الركض في الناحية الدفاعية والهجومية».
وأضاف: «الناس هناك يعيشون كرة القدم بطريقة مختلفة أيضاً، وهذا هو ما يجعل الدوري الإنجليزي الممتاز مميزاً للغاية ومختلفاً عن الدوريات الأخرى، ومن هذا المنطلق فإنه أقوى من باقي الدوريات».
وتابع: «الثقافة هناك مختلفة وهناك احترام للتاريخ. وما زلت أتذكر إحياء ذكرى أولئك الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية، وقد تأثرت كثيراً بدقيقة الحداد التي وقفناها في هذه الذكرى لأن الصمت كان يخيّم على المكان تماماً. في إسبانيا، يكون هناك دائماً بعض الغوغاء الذين يصرخون في أثناء دقيقة الحداد، والبعض الآخر يصفر ويردد عبارات مسيئة. ثقافة كرة القدم في إنجلترا مختلفة تماماً عن أي شيء في إسبانيا أو فرنسا أو البرتغال أو البرازيل أو الأرجنتين».
وإذا كان يتعين على رودريغو أن يتكيف مع اللعب في إنجلترا ويتعلم لغة جديدة، فقد وجد شخصاً إنجليزياً آخر يكافح من أجل التكيف في إسبانيا عندما أصبح غاري نيفيل هو مديره الفني في فالنسيا. يقول رودريغو عن ذلك: «ربما وجد نيفيل صعوبة في فهم الطريقة التي ننظر بها إلى كرة القدم في إسبانيا بوجه عام، وفي فالنسيا بوجه خاص. لدينا جمهور متحمس للغاية ومتعطش دائماً للفوز. لقد بدأنا الموسم بشكل سيئ وأُقيل المدير الفني، وقد حاول تطبيق أفكاره، لكن الوقت لم يكن جيداً لذلك».
وأضاف: «من الصعب أن نقول ما الذي كان من الممكن القيام به بشكل أفضل، لأن ما حدث قد حدث وانتهى الأمر. لكن ربما لو تولى نيفيل مهمة تدريب الفريق في بداية الموسم وكان لديه الوقت الكافي لإعداد الفريق، لحقق نتائج أفضل».
وتابع: «قد تكون هناك حالة من الجدل في ما يتعلق بما إذا كان مديراً فنياً جيداً أم لا، لكن الشيء المؤكد هو أن الوضع كان صعباً وكانت اللغة تمثل عائقاً بالنسبة إليه من دون أدنى شك. صحيح أن المدير الفني الذي يتحدث لغة مختلفة يكون لديه مترجم، لكنّ ذلك لا يكون له نفس الأثر بكل تأكيد، حيث يفقد المدير الفني تأثيره وتأثير الرسالة التي يحاول أن ينقلها إلى اللاعبين».
لقد كان فالنسيا يعاني من أزمة كبيرة ومشكلات تتجاوز كثيراً المدير الفني للفريق، لكنّ النادي تعاقد في نهاية المطاف مع مارسيلينو غارسيا تورال، الذي نجح في إحداث تغيير هائل في النادي. وكان رودريغو من أكثر المستفيدين من هذا التغيير، حيث تألق الموسم الماضي وأحرز 19 هدفاً بعدما فشل خلال المواسم الثلاثة الماضية في إحراز أكثر من تسعة أهداف في كل موسم.
وقال رودريغو عن ذلك: «لقد وُلدنا جميعا ولدينا قدرات معينة. وإذا كان هناك لاعب لا يمتلك القدرات من الأساس فإنه لن يصل إلى هذا المستوى مهما تدرب. يمكنني أن أضرب مثالاً بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، فمن الممكن أن أتدرب لمدة 50 ساعة في الأسبوع لكنني لن أصل أبداً إلى مستواه. ومع ذلك، يجب العمل بكل قوة والتدريب بشكل متواصل وأن يكون لدى اللاعب الطموح اللازم والرغبة في تحقيق المزيد، وكل هذه العناصر يجب أن تتوافر معاً».
وأضاف: «لقد ساعدني اللعب في إنجلترا على تطوير مستواي. لقد كانت هذه هي أول سنة لي مع الفريق الأول، وقد علّمتني كيف أستعدّ للمباريات وكيف أتغلب على العقبات، ولذا فقد كانت سنة مهمة للغاية».
وقد ضم المدير الفني السابق للمنتخب الإسباني جولين لوبيتيغي، رودريغو لقائمة الفريق المشاركة في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا. وبعدما تولى لوبيتيغي مهمة تدريب ريال مدريد كان يرغب في ضم رودريغو للنادي الملكي. لكن رودريغو بقى في فالنسيا وقاد خط هجوم المنتخب الإسباني، الذي فاز على إنجلترا في ويمبلي وسحق كرواتيا بسداسية نظيفة وفاز على ويلز بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
رودريغو مورينو: الانضمام لمنتخب إسبانيا مكافأة على الصبر
نجم فالنسيا يؤكد استفادته من تجربته في بولتون ويتطلع للعب في إنجلترا مجدداً
رودريغو مورينو: الانضمام لمنتخب إسبانيا مكافأة على الصبر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة