مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

هي أمي وأنا ولدتها

كتب الروائي الأميركي مارك توين في إحدى نوادره يقول فيها:
انتحر أحد سكان فيلادلفيا، تاركاً بطاقة جاء فيها: تزوجت أنا أرملة لها بنت صبية، فوقع أبي في حب ابنة زوجتي، وتزوجها فأصبح هكذا صهري، وأصبحت ابنة زوجتي أمي لأنها زوجة أبي، وولدت زوجتي طفلاً فكان بالطبع أخاً لزوجة أبي، وخالي أيضاً لأنه أخو زوجة أبي.
ثم ولدت زوجة أبي طفلاً، فكان بالطبع أخي، وحفيدي لأنه كان ابن ابنتي – أي ابنة زوجتي - وهي جدتي لأنها كانت أم أمي، وأكون زوج زوجتي وحفيدها في نفس الوقت، ولما كان زوج جدة المرء هو جداً، فأكون أنا جد نفسي (!!!!!) – انتهى.
وبما أن مستر مارك - سامحه الله - قد سرح بي وحيرني، فدعوني إذن أن أسرح بكم قليلاً، مع هذا اللغز العربي الصرف، الذي سمعته لأول مرّة في طفولتي، ولم أستطع حلّه حتى الآن، وهو:
سألتك يا قاضي تها، عن امرأة تزوجتها، هي أمي وأنا ولدتها.
ومن استطاع منكم أن يغششني الحل، فله مني (سلام مربّع).
***
قال لي الرجل البخيل الفاحش الثراء وهو يحاول أن يتفاكه ويخفف دمه أكثر مما هو (مقرف): آه يا ليتني آخذ كل الذهب الذي أملكه وأدفنه معي في القبر!
طبعاً قال لي هذا الكلام وهو يمزح، ولا أستبعد أنه كان مؤجراً في تلك الأمسية الطابق العلوي من (نافوخه)، لهذا عذرته نوعاً ما ولكنني رددت عليه وأنا أمزح كذلك: ألا تخاف يا شيخ أن (يسيح) عليك هناك من شدة الحرارة؟!
فقهقه من سؤالي وهو يصفق بيديه ويرفس بقدميه قائلاً: البركة (بالآيركوندشن) يا أهبل.
فعاجلته قائلاً: من تحت وأنت الصادق.
***
أعجبتني تلقائية وصدق فتاة تقدمت للالتحاق بعمل في إحدى الشركات، ولاحظ المسؤول عن التوظيف ارتباكها، وأراد أن يختبر قدراتها فقال:
كان ثلاثة رجال يعملون في تكسير الصخور، وأراد متعهد استخدام أحدهم، فتقدم من الأول وسأله ماذا يفعل فأجاب: إني أكسر الصخور. وانتقل إلى الثاني وطرح عليه السؤال عينه فأجاب: إني أحطم صخوراً ستستخدم لتشييد بناية. وحمل السؤال إلى الرجل الثالث الذي أجاب: إني أبني معبداً.
وظن المسؤول أن الفتاة فهمت مغزى القصة فسألها: أيّاً من الرجال الثلاثة تستخدمين لو كنت أنت المتعهدة، فأجابت بكل عفوية وبراءة: لا أدري، ربما اخترت الأكثر جاذبية.