كشفت مصادر في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية أن إطلاق سراح المواطن عصام عقل (53 عاماً)، الذي أدين في المحكمة بتهمة بيع عقارات فلسطينية في القدس الشرقية المحتلة لشركات الاستيطان، تم بعد ممارسة ضغوط أميركية شديدة وتهديدات إسرائيلية باحتلال مقرات هذه الأجهزة.
وأكدت مصادر إسرائيلية هذه المعلومات جزئياً، وقالت إن عقل موجود حالياً في إسرائيل وسيتم ترحيله إلى الولايات المتحدة بناء على طلب أميركي، كونه يحمل الجنسية الأميركية.
وعقل هو فلسطيني من سكان القدس الشرقية المحتلة، حصل على بطاقة هوية إسرائيلية. في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية من مكان سكناه في سلوان، للاشتباه بتسريبه لعقار داخل البلدة القديمة من القدس. والعقار هو عمارة تقع في عقبة درويش في حارة السعدية من البلدة القديمة، تتقاسم ملكيته عائلتان، الحلبي (40 في المائة من العقار) والعلمي (60 في المائة). وقد اشترى عقل الحصة الأكبر، حسب لائحة الاتهام، وقام ببيعها إلى جمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية، بمبلغ يقدر بنصف مليون دولار. وتبين أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية ونشطاء حركة «فتح» في القدس أنشأوا آلية لملاحقة من يبيع هذه العقارات وإفشال صفقات البيع، بالإقناع في البداية ثم اللجوء إلى القوة والعنف. وفي هذا الإطار أقدمت أجهزة السلطة الفلسطينية على إجراءات عقابية عدة على من يضبط بهذه التهمة، بما في ذلك حجز أملاك والسيطرة على حسابات بنكية وخطف واعتقال، وجميعهم شكوا من التعذيب في السجون الفلسطينية.
وأصدرت محكمة الجنايات الكبرى التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله، في يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حكماً بالسجن بالأشغال الشاقة المؤبدة على عصام عقل، بعد إدانته بتهمة بيع عقار في القدس القديمة للمستوطنين.
وخلال كل فترة الاعتقال، حاولت إسرائيل ممارسة الضغوط لإطلاق سراحه. وجندت أولاً الولايات المتحدة، باعتبار عقل يحمل الجنسية الأميركية. وقام وفد من القنصلية الأميركية في القدس بزيارة عقل في المعتقل الفلسطيني، واستمع منه إلى شكاوى بالتعذيب وناشده العمل على إطلاق سراحه. ثم دعا السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، السلطة لإطلاق سراحه، مهدداً بعقوبات. ثم اتخذت إسرائيل إجراءات عقابية وانتقامية من المسؤولين في حركة «فتح» وموظفي السلطة ورجال أمنها. فاعتقلت محافظ القدس، عدنان غيث، و40 ناشطاً من كوادر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ونحو عشرة مسؤولين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ولكن، أمام إصرار السلطة على اعتقاله ومحاكمته، وإعلانها بأن تسريب العقارات للمستوطنين اليهود هو «خيانة وطنية»، لأنه يقود يساعد مشاريع تهويد القدس وتكريس احتلالها، لجأت إسرائيل إلى التهديد باحتلال مقرات الأجهزة الأمنية وتدميرها وإطلاق سراح السمسار بالقوة. وقال تهديد الشاباك (جهاز الأمن العام في إسرائيل): «إن لم تطلقوا سراحه أنتم، فسنحرره نحن بالقوة». وقد وجه الأميركيون تهديدات شبيهة، وعندها رضخت السلطة الفلسطينية ووافقت على إطلاق سراح عقل للسلطات الإسرائيلية، بحسب ما طلب المفاوضون الأميركيون.
8:17 دقيقة
الإفراج عن «سمسار » بعد ضغوط إسرائيلية وأميركية
https://aawsat.com/home/article/1552051/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%B9%D9%86-%C2%AB%D8%B3%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%C2%BB-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B6%D8%BA%D9%88%D8%B7-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9
الإفراج عن «سمسار » بعد ضغوط إسرائيلية وأميركية
«الشاباك» للسلطة: سنحرره بالقوة إن لم تطلقوه
الإفراج عن «سمسار » بعد ضغوط إسرائيلية وأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة