زاهي حواس
عالم آثار مصري وخبير متخصص بها، له اكتشافات أثرية كثيرة. شغل منصب وزير دولة لشؤون الآثار. متحصل على دبلوم في علم المصريات من جامعة القاهرة. نال درجة الماجستير في علم المصريات والآثار السورية الفلسطينية عام 1983، والدكتوراه في علم المصريات عام 1987. يكتب عموداً أسبوعياً في «الشرق الأوسط» حول الآثار في المنطقة.
TT

الإمارات في سوق عكاظ

بعد أن زرت المنطقة التي توجد فيها الخيام التي تعرض أعمال الفنانين المصريين وأبهرتني الخيامية وأوراق البردي وصورة الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في ذلك الوقت الذي يتولى حالياً هيئة الفضاء، على بردية عبارة عن شكر من المصريين؛ لأنه استطاع أن يقدم الفنانين المصريين إلى الشعب السعودي الشقيق، انتقلت إلى خيام الإمارات التي يعرضون فيها الحرف التقليدية وملابس المرأة الإماراتية ومنتجات من الخوص والكثير من الملابس التقليدية الأخرى. وكان كل المعروض عبارة عن منتجات تعبر عن تراث الإمارات. وبعد ذلك خصصوا ركناً للقهوة والتوابل والبخور والعطور، بالإضافة إلى منتجات عسل النحل والتمر.
وجلست معهم في المنطقة التي يُقدم فيها الشاي والقهوة، ودعوني لمشاهدة فرقة الإمارات للفنون الشعبية التي تقدم فنوناً من التراث الشعبي ويغني أفرادها وهم ممسكون بالعصا في أيديهم.
وبعد ذلك وجدت رئيس الفرقة يطلب أن أشاركهم الرقص، وفعلاً تقدمت ورقصت مع الفرقة بعد أن أعطوني عصا، ووجدت المتفرجين السعوديين سعداء بمشاركتي لفرقة الفنون الشعبية، وصوروني مع الفرقة.
وبعد ذلك عرضت فرقة مصرية تعزف بالطبل والمزمار، وهي مكونة من ستة عازفين فقط، وكان أهم ما قدمته هذه الفرقة نشيد «بلادي بلادي»، وبالطبع كان الجميع من مصريين وغير مصريين يغنون هذا النشيد مع الفرقة المصرية التي يعيش أعضاؤها في السعودية.
ووجدت أن وزارة السياحة المصرية أرسلت 17 مشاركاً سواء من الفنانين الذين عرضوا منتجات سيناء أو البردي أو الخيامية، بالإضافة إلى الفرقة، مع عروض دار الأوبرا؛ لأن مصر هي ضيف شرف سوق عكاظ هذا العام.
وجاءت فرقة عربية أخرى وهي فرقة عمان للفنون الشعبية وقدمت عرضاً مشوقاً آخر بعد الفرقة المصرية. وعند خروجي من أماكن عروض الفرق الشعبية، وجدت أن هناك صفاً من الرجال يلبسون الملابس التقليدية القديمة ويمسكون عِصياً طويلة، ويطلقون على أنفسهم لقب «حماة عكاظ». ووجدت أن كل المواطنين يلتقطون صوراً معهم.
وبعد ذلك دخلت إلى خيمة «راوي عكاظ» وتُعرض فيها كتب وأبيات شعرية، أغلبها قصائد غزل تُلقى، بالإضافة إلى مكان آخر يوجد فيه «طبيب عكاظ».
ويظهر في العرض الطب القديم وآلات بدائية لخلع الضروس وأعشاب طبية، وعرض آخر لتاجر عكاظ، وعرض الأقمشة والحرير والبن السعودي وبائع الحلي ومرسم عكاظ.
ونجد أن الأطفال يكتبون باللغة العربية أسماءهم ويقومون بعمل رسومات. أما الذي أعجبني هو الحطّاب، أو حطّاب عكاظ، ويظهرونه وهو يذهب إلى الوديان لتقطيع الأخشاب. وأعتقد أنني مهما كتبت عما رأيت، فلن أستطيع أن أنقل لكم هذا الحدث الثقافي المنظم العظيم.
وقد أبهرني أكثر من العروض والفعاليات هو النظام والرؤية والتطوع من طلاب الثانوية العامة والنظام والأمن.
وكل هذا يجب أن نتعلمه من العرض؛ لأن هذه العروض تدرس خلال 11 شهراً من السنة كي نستمتع بـ17 يوماً من الثقافة والفن تقدمه سوق العرب سوق عكاظ العريقة.