أظهرت بيانات رسمية أن أسعار المنازل في 70 مدينة صينية كبرى ظلت مستقرة إلى حد كبير في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وقالت مصلحة الدولة للإحصاء، إن أسعار المنازل الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، هي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ارتفعت بنسبة 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير الماضي، متراجعة عن الزيادة بنسبة 1.3 في المائة في ديسمبر (كانون الأول).
وارتفعت أسعار المساكن الجديدة بنسبة 0.7 في المائة في 31 مدينة من الدرجة الثانية، وارتفعت 0.6 في المائة في 35 مدينة من الدرجة الثالثة، ومقارنة مع ارتفاع أسعار المساكن الجديدة بشكل طفيف، أظهرت أسعار المنازل التي أعيد بيعها المزيد من علامات الهدوء في الأسعار.
وسجلت 17 مدينة انخفاضات شهرية في أسعار المنازل المعاد بيعها في يناير الماضي، وظل الرقم مرتفعاً لأربعة أشهر متتالية، وشهدت المدن الأربع الأولى أيضاً انخفاض الأسعار أو عدم تغييرها لأربعة أشهر متتالية.
وقال ليو جيان وي الخبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن أسعار المنازل في الصين كانت مستقرة بشكل عام في الشهر الماضي، حيث التزمت السلطات المحلية بسياسات السيطرة لتحقيق الاستقرار في الأراضي والأسواق المحلية وتوجيه التوقعات.
وعلى أساس سنوي، سجلت كل من أسعار المنازل الجديدة والمعاد بيعها زيادة في معظم المدن الصينية، حيث شهدت المدن من المستويين الثاني والثالث نمواً أقوى من المدن الكبرى مثل بكين وشانغهاي. ومن المتوقع أن تواصل مبيعات العقارات في المدن الصينية الرئيسة انكماشها في الربع الأول من العام الحالي، مع قيام الحكومات المحلية بتأسيس لوائح تنظيمية لسوق العقارات.
وتراجعت المساحة الأرضية الإجمالية بالنسبة للمساكن التجارية في 40 مدينة تمت مراقبتها من قبل معهد «إي هاوس تشاينا للأبحاث والتطوير» الصينية العقارية، بنسبة 31 في المائة على أساس شهري في يناير الماضي.
وأرجع شنغ شين الباحث في المعهد المذكور، إشارات هدوء المبيعات العقارية إلى الجهود القوية التي تبذلها السلطات المركزية والمحلية لمحاربة وكبح المضاربات، والحفاظ على استقرار أسعار المنازل في البلاد. وأضاف شنغ أن من المتوقع أن تواصل أعداد الصفقات في 40 مدينة تراجعها خلال الربع الأول من العام الحالي، مع تراجع أكبر في مدن الصفوف الثانية والثالثة والرابعة.
وقالت الأكاديمية الصينية للمؤشرات - هيئة بحثية في العقارات - إن صانعي السياسة سيحافظون على تركيزهم على استقرار السوق في المستقبل، فيما يتوقع أن تستقر أسعار المنازل.
وشهد قطاع العقارات الصيني توسعاً بخطوات أبطأ في السنوات الأخيرة بسبب إجراءات السيطرة الحكومية. وحققت مبيعات العقارات 12.2 في المائة من نموها في عام 2018، بانخفاض 1.5 نقطة مئوية عن العام الأسبق.
ويضخ مستثمرون أجانب المزيد من الاستثمارات في قطاع العقارات التجارية بالصين، وفقاً لتقارير صادرة عن شركات خدمات أجنبية في قطاع العقارات التجارية. وقالت مجموعة «سي بي آر إي» العاملة في خدمات العقارات التجارية، إن إجمالي الاستثمارات الأجنبية في مشروعات العقارات التجارية الرئيسية بالصين تجاوز العام الماضي 70 مليار يوان (10.38 مليار دولار)، بزيادة أكثر من 50 في المائة على أساس سنوي.
وفي 2018، كان المستثمرون الأجانب مشترين نشطين للمباني الإدارية بالصين. ومثلت الاستثمارات الأجنبية نحو 60 في المائة من الصفقات العقارية الرئيسية في شانغهاي خلال الربع الرابع من 2018، حسب ما ذكرت مؤسسة «سافيلس» العالمية في مجال العقارات.
كما أشارت تقارير إلى أنه من المتوقع أن يزيد طلب الاستثمارات الأجنبية في سوق العقارات الصينية خلال عام 2019 استناداً لدراسات حديثة بشأن عمليات جمع الأموال من قبل مطورين أجانب. كما تتوقع مجموعة «سي بي آر إي» أن ترتفع قيمة الأصول المستثمرة للصناديق العقارية المتطلعة للصين إلى أكثر 35 مليار دولار خلال الفترة من 2019 إلى 2024، مع الاستثمار بشكل رئيسي في المشروعات العقارية ذات القيمة المضافة التي تمثل فرصاً واعدة.
وفي 2019، أبدى المستثمرون الأجانب اهتماماً أكبر بالعقارات التجارية في الصين. وفي 7 يناير الماضي، أعلنت «كابيتال لاند» السنغافورية اعتزامها شراء نحو 70 في المائة من برج بوفا في حي الأعمال المركزي في شانغهاي عبر شركة مشتركة بقيمة تبلغ 2.75 مليار يوان.
وأوضح لوه تشن يويه، رئيس الشركة السنغافورية في مجال العقارات، أن «هذا الاستحواذ يشير إلى ثقة (كابيتال لاند) المتنامية في التنمية الاقتصادية المستقبلية للصين»، مضيفاً أن «فتح الصين لقطاعها المالي سيعزز تلبية الطلب المتنامي من قبل المستثمرين الأجانب للتوسعات التجارية والإدارية».
إلى ذلك سجلت الصين نمواً نشيطاً في قطاع الاستثمار في البنية الأساسية في الربع الرابع من عام 2018، فيما تلقت معظم شركات البناء المسجلة بالبورصة طلبات جديدة أكثر في هذه الفترة، وفقاً لما ذكرت صحيفة «شانغهاي سيكيوريتيز نيوز» مؤخراً.
ومن ضمن الشركات، سجلت كل من مجموعة «باورتشاينا» ومجموعة «قهتشوبا» نمواً أكثر من 60 في المائة في عدد الطلبات الجديدة. كما كشفت الكثير من المقاطعات عن خططها لتطوير البنية الأساسية في العام الحالي، حيث تخطط كل من مقاطعة خنان بوسط الصين ومقاطعة سيتشوان في جنوب غربي الصين لاستثمار أكثر من 3 تريليونات يوان (443 مليار دولار) وفقاً للصحيفة الصينية.
وأظهرت خطط العام الحالي التركز المتزايد على الاستثمار في مجالات مثل التصنيع المتقدم والخدمات الحديثة، فيما شجعت حكومات محلية الاستثمار الخاص في مشروعات البناء.
في شأن آخر سجلت مجموعة «إيفر جراندي» العقارية الصينية انخفاضاً في المبيعات في يناير الماضي، مع استقرار سوق العقارات للبلاد إلى جانب القيود الحكومية. وبلغت مبيعات الشركة 43.17 مليار يوان (نحو 6.4 مليار دولار) في الشهر الماضي، بانخفاض 33 في المائة من 64.36 مليار يوان في الفترة نفسها من العام الماضي، مقارنة بزيادة قدرها 10.1 في المائة في العام 2018 بأكمله، وفقاً لبيان الشركة.
وبلغت مساحة المبيعات المتعاقد عليها 3.88 مليون متر مربع، بانخفاض عن 6.24 مليون في يناير 2018. وباعت الشركة عقارات بقيمة 551.34 مليار يوان في العام الماضي، بينما تهدف إلى زيادة المبيعات إلى 600 مليار دولار هذا العام.
وتوسّع قطاع العقارات في الصين بوتيرة أبطأ في السنوات الأخيرة بسبب السيطرة الحكومية. فيما ارتفعت مبيعات العقارات من حيث القيمة بنسبة 12.2 في المائة في 2018، بانخفاض 1.5 نقطة مئوية عن العام السابق.
7:57 دقيقة
أسعار المنازل تستقر بشكل كبير في الصين
https://aawsat.com/home/article/1609406/%D8%A3%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%84-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%B1-%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%84-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86
أسعار المنازل تستقر بشكل كبير في الصين
مستثمرون أجانب يضخون المزيد من الاستثمارات في قطاع العقارات التجارية
أسعار المنازل تستقر بشكل كبير في الصين
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة