الملك سلمان... تأثير الموروث الأُسري في مواجهة التحدّيات

عدد محدود من البحوث والدراسات تطرّق إلى نشأته المبكّرة وإلى صلته بوالديه

TT

الملك سلمان... تأثير الموروث الأُسري في مواجهة التحدّيات

أستهلّ الحديث باستذكار ما توافق عليه المعاصرون، عن القدرات القياديّة لشخصيّة مؤسّس السعودية المعاصرة (الملك عبد العزيز 1876 - 1953) والتأمّل في الوقت نفسه في العوامل الفكريّة والفسيولوجيّة الموروثة عند خلفه السادس (الملك سلمان المولود أواخر عام 1935) فهما أبرز شخصيّتَي هذه المشاركة.
لقد ظلّ المجتمع السعودي يستعيد على مدى قرن ونيّف، قصص الملك المؤسّس وقسماته الذهنيّة، ويستذكر العابرون في أرجاء شبه الجزيرة العربيّة أسطورة إنجازاته في توحيد معظم أركانها، وكيف ساد محيطه بالمعروف، وأسَر شعبه بالمحبّة، ووطّد علاقاته بالدّهاء، في وقت لم تكن الشهادات مقياس النبوغ ومبعث التفوّق، لكنه قرأ تاريخ أسلافه منذ صغره، وأدركت بصيرته توازنات المنطقة، والتزم في منهجه فوق هذا وذاك بتحكيم الشرع، وبأخلاق الإسلام في سلوكه.
ولد في الرياض، وأجبرته الظروف وهو في الخامسة عشرة للرحيل عنها مع والده وأسرته بدءاً من عام 1891 ثم عاد مع صفوة من رجاله بعد أحد عشر عاماً من الغربة في الكويت، ليسعى وهو في السادسة والعشرين، من أجل تأسيس الدولة من جديد، على مدى حقبة زمنيّة استغرقت ثلاثة وخمسين عاماً متّصلة، قضى نصفها في مداواة رواسب الضغائن ومعالجة الفتن، وفي الفتوحات والمناورات ومقارعة الخصوم بين انتصار وانكسار، وأمضى النصف الثاني في البناء والتحديث، وإقامة دولة المؤسّسات والنظام.
ولمّا وحّد شتات المملكة الجديدة وأرسى أُسس بنائها، وبلغ من العمر ثمانية وسبعين عاماً ميلاديا، استودع اللهَ الكيانَ الكبير أمانة في أيدي أبنائه وحفَدته من بعده، وقد اكتسبوا قدرات قياديّة على مواجهة التحدّيات، ومعرفة عميقة بتاريخ الدولة، وبالأحداث التي مرّت عليها منذ تأسيسها قبل ثلاثة قرون، وإلماماً شاملاً بالمراحل الثلاث التي اجتازتها، وعلماً بأسباب قوّة الدول وضعفها، وأصبحوا أكثر خبرة بجغرافيا الجزيرة العربيّة، وإحاطة بحاضرتها وباديتها وبموروثها الحضاري والثقافي، بعد أن تلقّنوا من مدرسة والدهم دروساً عمليّة في التعامل مع نوازل السياسة وصروفها.
لقد تناول عدد من الباحثين العرب والغربيين الذين عرفوا الملك المؤسّس عن قرب وكتبوا في سيرته - ومنهم عبد الله فيلبي وأمين الريحاني وخيرالدين الزركلي ومحمد أسد وفؤاد حمزة وحافظ وهبة - تناولوا ملامح شخصيّته، وسجّلوا نماذج من مشاركة عشيرته وأسرته ومستشاريه في الأحداث وإدارة دفّة الحكم، واطلاعهم على شؤون الدولة، وعلى اتّصالاته الخارجيّة، فجاءت كتب المؤرّخين الغرباء، على قدر أكبر من التحليل والتجديد، لكن معظمها لم يسلم من الأهواء والخيال الإنشائي.
وظل الأبناء على الدوام يستعيدون في ذكرياتهم تعامل والدهم وعلاقتهم به، توجيهاً وممارسة، حيث لم تكن تشغله أمور الدولة عن الاهتمام بتنشئتهم، فنشأوا متأثّرين بطباعه وأسلوب معالجته للأمور.
وحفظت عشرات الكتب جوانب من تاريخه، وأفاضت في وصف سمات شخصيّته، وركّزت على مواهبه الفطريّة والمكتسبة، وعلى جهوده في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد، وكان من أبرز الكتابات المحلّيّة التي حفظت تلك الموضوعات، مؤلّفات إبراهيم بن عيسى وخالد الفرج وأحمد عبد الغفور عطّار وعبد الله بن محمد البسّام ومحمد بن عبد الله امانع وحمد الجاسر ود.عبد الله العثيمين وغيرهم، لكن كتبهم التي تفاوتت من حيث الشمول والتجديد والشفافية، لم تستوعب كل ما يتّصل بتأثير الموروث الأُسَري على تكوين الأبناء وشخصيّاتهم، وتأثّرهم به، وكان من الواضح أن بعض المثقّفين المحليين خضعوا لحذر بالغوا فيه، فضاعت عليهم بنسب مختلفة، فرص الإسهام في قراءة الحوادث والشخصيّات التي مرّت بهم وتحليلها، ومن المعلوم ما للمؤرّخ المحلّي في كل المجتمعات من فضل الأصالة في معرفة المعلومات ودقّة تشخيصها والحكم على ظروفها، متى ما تمكّن من روايتها، وتوافر لديه التأهيل المعرفي لها.
والكلام نفسه، يمكن أن يُقال عن معظم الكتب التي تناولت حياة خلَفه من أبنائه الملوك، فلم تتضمّن أبحاثاً معمّقة عن تكوينهم الأُسَري وتأثير الجينات الوراثيّة عليهم من أصولهم، مع أنه من الواضح وجودَ قواسم مشتركة، وعلاقة تأثّر بوالدهم وأمهاتهم، مما يستلزم أن يُؤسّس له المتخصّصون في الاجتماع والعلوم السياسيّة، لمقارنة الثابت والمتحوّل بين الأصل والفروع، من تشابه الخصائص الفيسيولوجيّة، وفي منهج الحكم وقدرات التعامل والإدارة، بشكل خاص.
في ندواتهم العامة ومجالسهم الخاصة، تحدّث الأبناء والأحفاد عن سيرة والدهم، واجتهد بعضهم بالإضافة إلى ذلك بالتدوين المنشور، ومنه ما كتبه عام 1948 الأمير (الملك) فيصل عن والده، وعدّ من خصاله قوّة الإيمان ومتانة الإرادة، والحكمة والأناة والحزم، والجمع بين الرحمة والشدّة في تربيته، مع العطف على الجميع، وأنه كان لا ينفكّ عن التفاؤل بجمع كلمة العرب والمسلمين، وعن حب الانتفاع بالعلوم الحديثة والأخذ من المدنيّة بخير ما فيها، ومن هذه الذكريات المدوّنة، ما سجّله الأمير طلال والملك سلمان في كتب مطبوعة، مع تخصيص جوانب من مكتباتهم المنزليّة لما أُلّف عن تاريخ السعودية وسير حُكّامها السابقين من المراجع، بينما حَرَص الملك سلمان مع ذلك على إلقاء محاضرات في الجامعات عن سيرة والده.
من جانب آخر، عُني عدد من المؤرّخين والرواة السعوديين، كحمد الجاسر وعبد الله بن خميس وأحمد علي أسد الله الكاظمي وسعد بن رويشد وعثمان الصالح وعبد الرحمن الرويشد، بالحديث عن حال التعليم في العاصمة عند منتصف القرن الهجري الماضي قبيل ولادة الملك سلمان، فوصفوا أجواء حلقات التعليم الديني في المساجد والكتاتيب في تلك الفترة وذكروا معلّميها، في وقت لم يكن التعليم الحديث قد بدأ بعدُ في الرياض، حيث سبقتها مكة المكرمة والمدينة المنوّرة وجدة والهفّوف بسنوات تزامنت بوجه خاص مع تأسيس مديريّة المعارف العموميّة عام 1925 واختيار مديريها من الشخصيّات اللّامعة في ذلك الوقت، من أمثال صالح شطا ومحمد كامل القصّاب ومحمد ماجد كردي وحافظ وهبة ومحمد أمين فودة وإبراهيم الشورى ومحمد طاهر الدباغ ومحمد عبد العزيز المانع، بمدد متفاوتة انتهت بتأسيس وزارة المعارف في مطلع عهد الملك سعود وتعيين الأمير (الملك) فهد وزيراً لها.
وذكر هؤلاء المؤرّخون أن الملك عبد العزيز كان وجّه بتأسيس مدرسة خاصة في قصر الحكم عند إنشائه عام 1910 فالتحق فيها أبناء أسر الرياض، وانضمّ إليها فيما بعد الأمراء فهد وناصر ومنصور وسعد وعبد الله وبندر ومساعد ومشعل وعبد المحسن وسلطان، وقد حضر لها عدد من المعلّمين روّاد التعليم الحديث، الذين يُدين كثير من الأمراء لهم بالفضل، ومنهم أحمد العربي وصالح خزامي وعبد الله عبد الغني خياط وأحمد علي أسد الله الكاظمي وحامد الحابس ومحمد الحساوي ومحمد بن عبد الله العماني (السنّاري) وكان الملك يستقبل الأساتذة ويتحدث معهم بصراحة عمّا يرغبه للتعليم، ويوجّههم بالاهتمام بالقرآن الكريم والكتابة ثم بقية الدروس، وكيف يحسن أن يكون سيرهم باللّين والحسنى مع الجميع، وألا يشدّدوا عليهم في أول الأمر حتى لا ينفروا من التعليم.
في هذه الأثناء، قُدِر لسلمان بن عبد العزيز، الخامس والعشرين في ترتيب الأبناء، أن يولد في يوم الحادي والثلاثين من ديسمبر (كانون الأول) عام 1935 في المنزل الطيني المخصّص لوالدته (الأميرة حصّة بنت أحمد السديري) في محيط قصر الحكم وسط الرياض، وأن ينتقل - وهو في الخامسة تقريباً - مع إخوته وأخواته إلى قصور المربّع الطينيّة الحديثة آنذاك، حيث وُلد شقيقهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، أما موقع منزل والدتهم القديم بجوار قصر الحكم، فقد أوصت في حياتها بجعله وقفاً خيريّاً.
لم يكن غريباً، أن يُقارب الملك سلمان خطى والده في بعض أسلوب حياته، وأن يترسّم تاريخه المعيش والمروي والمدوّن، وأن يكتسب مهارة القيادة وإرث استحقاقات الحكم وهيبته، من خلال فرص تراكميّة متنوّعة تجلّت فيه عبر السنين، فكان - شأنه شأن إخوته - يشترك مع والده بدرجات متفاوتة، من الاستعداد الفطري وشَبَه الملامح والعادات والتقاليد، وفي حضوره الاجتماعي، ومقاربته في اتّخاذ القرار.
ويلحظ من يدرس شخصيّة الملك سلمان، ما تأثّر به من أعمامه وأخواله، ومن والدته المعروفة بريادة العمل الخيري والإنساني، تضفي على ذريّتها من الرعاية والتربية والتنشئة الفاضلة مما فصّلت فيه حكايات وروايات شفهيّة مأثورة من أبنائها وبناتها وأحفادها، ومما يتذكّره إلى اليوم بعض من كان قريبَ الصِلة بها، وهو ما يجري البحث في هذه الأيّام لتدوينه.
رُصدت سيرة الملك سلمان وأخباره ومبادراته الإنسانيّة ونشاطاته الإداريّة في مقالات كُثر، وفي بعض المحاضرات والمؤلّفات، لكن عدداً محدوداً من البحوث والدراسات تطرّق إلى نشأته المبكّرة في مرابع طفولته، وإلى صلته بوالديه وإلى نواحي تأثّره بهما، خلال السنوات التسع عشرة التي عاشها بجوار والده حتى وفاته عام 1953 والأعوام الخمسة والثلاثين التي عاصر فيها والدته حتى وفاتها سنة 1969.
من المؤلّفات القليلة التي صدرت عن سيرته قبل تولّيه الحكم، كتاب زين العابدين الركابي ذو العنوان «سلمان بن عبد العزيز، الوجه الآخر 2008» لخّص فيه عشر خصائص مشتركة في فنّ الحكم بين الملك عبد العزيز وابنه، وهي: الصِلة بالقرآن الكريم، وعمق الإيمان، والفطنة المتوهّجة، وقوّة الذاكرة، وتقدير الوقت والالتزام بالمواعيد وبرنامج العمل، والتنوّع المعرفي، والاطّلاع المتجدّد عَلى الأحداث من حوله، واستحضار حوادث التاريخ، والتوفيق بين شؤون الحكم والتزاماته الأسريّة، ثم ختم بيانَ تلك الصفات المتماثلة بين الوالد ونجله بالقول «كان الملك عبد العزيز متسامحاً جداً، يتجاوز ويعفو إلا في ثلاثة أمور؛ العقيدة، والدولة، وحقوق الناس ودمائهم وأعراضهم، وإن سلمان رجل التفكير الخلّاق، ذو الرؤية الواضحة، المتّسمة بالمبادأة والاستقلال والنزوع إلى التنوير، صاحب رؤية فكريّة سياسيّة في الجمع المتناغم بين الدين والدنيا، والوطنيّة والعالميّة، والإثبات والمرونة، والشورى والعزم، والأسرة الخاصة والوطن الكبير» انتهى.
والواقع أنه ليس من السهل حصر الخصال الشخصيّة والأسريّة والقياديّة المثيلة التي ورثها الأبناء من والدهم، فالموضوع أوسع من أن يُطال في مقام محدود، لكنها تتّضح للعيان، عند قراءة ملامح شخصيّة الأب القدوة، وعند مشاهدة تطبيقات الملوك الأبناء المقتدين، يأتي في مقدّمتها قدراتهم الواسعة على الإحاطة بمجريات الأمور، والمتابعة المستمرّة للأحداث، والإدراك المتوازن لما حولهم، واستباق المخاطر، ومواجهة التحدّيات، بتوفيق الله ثم بعزيمة معاونيهم ومستشاريهم ومساندتهم، بذاكرة ممشوقة تُحرج موظّفي الدواوين.
لكن تلك السمات المتماثلة بين الأب والأبناء، لا تكتمل إِلَا بإبراز صفة موروثة عمّقتها خبرة سلمان بن عبد العزيز الطويلة من الحكم الإداري للعاصمة، وهي حزم يصون بإذن الله حدود البلاد من المخاطر، وعزم لا يقبل أنصاف الحلول، ولا يُجامل على حساب الدين والأمن الاجتماعي والسياسي، مما لمسه المجتمع عين اليقين، وتفاجأ به العالم الخارجي بأسره عبر السنوات الخمس التي يعبرها في الحكم، وإذا كانت تلك الصفة من أوضح ما جمعه مع والده ويُجمع عليها المراقبون، فإن الأشباه الأخرى التي يلتقيان بها أكثر، من موروثات كُليّة تظهر بنسب متفاوتة في العديد من الأبناء.
ثم إن هناك عاملين إضافيين، أحسب أن لهما أثراً ملموساً في تحقيق الانفراد والتميّز في شخص الملك سلمان:

- العامل الأوّل:
فرصة بقائه أميراً للعاصمة، مما يُذكّر بفرصة مكوث الملك عبد العزيز في الكويت في معيّة والده (الإمام عبد الرحمن الفيصل) وذلك من زاوية كونها بمثابة تأهيل للأمير الشاب عبد العزيز قبل إقدامه على استعادة الحكم وممارسته فيما بعد.
فلقد تمكن الشاب عبد العزيز في مقتبل عمره، عبر معايشته المبكّرة لأحداث المنطقة، من الاطّلاع عن كثب على تقلّبات السياسة وعلى صراعات النفوذ وعلى التوازنات الإقليميّة، من خلال إدراك الحجم الحقيقي للقوى الموجودة في الخليج وتلك المحيطة ببلاده داخل الجزيرة العربيّة؛ وهي البريطانيّة والعثمانيّة بخاصة، وكانت فرصة له لفهم حركة التاريخ، وللتعمّق في العوامل والأسباب التي أدّت إلى سقوط الدولتين السعوديّتين الأولى والثانية، وصار الأمير عبد العزيز على يقين بأن القوّة الذاتيّة هي البُعد الحاسم في تحجيم تلك القوى، وفي الحيلولة دون أن يكون أداة في التبعيّة لها.
في المقارن، كانت الفترة التي أمضاها سلمان بن عبد العزيز في إمارة منطقة الرياض فرصة لقراءة الأحداث على الصعيد الداخلي والإقليمي والعالمي، من خلال قربه المكاني والأسري وموقعه السياسي ومعايشته للأحداث الدائرة في محيط العاصمة بخاصة وفي البلاد بعامة، خلال عهود إخوته الملوك الخمسة السابقين، كان فيها معهم مستشاراً وفاعلاً ومشاركاً وصانعاً للحلول.

- العامل الثاني:
اطّلاعه الواسع على التاريخ، فلقد كان الملك سلمان منذ صغره شغوفاً بالقراءة بشكل عام، وبكتب التاريخ الوطني بوجه خاص، ثم ازداد الولع بها بحكم إشرافه المباشر منذ عقود على أهم مؤسّستين توثيقيّتين في البلاد؛ مكتبة الملك فهد الوطنيّة التي تبنّى مع أعيان العاصمة (الرياض) فكرة إنشائها عام 1983 ودارة الملك عبد العزيز (لحفظ التاريخ الوطني) فكان يطّلع بشكل واسع على المؤلّفات السعودية والعربيّة والمترجمة التي كُتبت عن تاريخ المملكة وسيرة مؤسّسيها، وعلى كل معلومة تاريخيّة نادرة تصل إلى المكتبة والدارة.
ولأن الابن ورث «بكوريّة» النشاط منذ نشأته، بما يماثل طباع أسلافه، فإنه يحاول السير على منوالها، فيبدأ برنامج تواصله في الصباح المبكّر، بينما يعمل موظفو ديوانه على هذا المستوى الدؤوب من النشاط، ومكّنه سحر الشخصية وعلاقاته الواسعة في الداخل والخارج، من أن يحتفظ بسجل طويل من الصلات مع المواطنين والمثقّفين، مما يدلّل بجلاء على جاذبيّة شخصيّته للتواصل معه، خاصة أنه لا يهمل أي اتصال، وأنه يستقبل زائريه بعفويّة وتلقائيّة وبساطة تمثّل أركاناً أساسيّة في القبول والانصهار الكيميائي والاتصال الجماهيري، لا يحوزها إلا الندرة من الزعامات.
ومن الفضيلة في هذا المقام، التذكير بخصلة الوفاء التي تلقّنها سلمان من أسلافه، حين تستعيد الذاكرة على مرّ العقود مواقفه الموجبة مع كل من يرتبط به بصلة قرابة أو صداقة أو عمل، وتقدير من كانت لهم جهود مشهودة في خدمة الوطن من الأُسر والقبائل والمدن، فهو الذي يكتظّ برنامجه المسائي بعيادة المرضى ومواساة التعازي بالحضور أو بالمهاتفة، والمشاركة في المناسبات الاجتماعيّة والمعايدات، وملازمة أسرة أحبابه في بأساء المرض مهمّاً بعُد مكان الاستشفاء أو طال زمنه. وكما بدأ الحديث باستدعاء صفات موروثة، يعرّج بالتذكير بإيجاز، بديوان إمارة الرياض، الذي يُمثّل منذ القِدَم ولا يزال مكتب الحاكم الإداري، وقصر الدولة التاريخي في وسط العاصمة، ومقرّ المناسبات الوطنية الكبرى، حيث تُعقد فيه بيعات الملوك وأولياء العهود، وكان سلمان بن عبد العزيز إبّان ولايته أميراً للرياض، يواظب على العمل اليومي، في هذا المبنى المطلّ على ساحة العدل، حيث تُقام أمامه الحدود، والقصر تُذكّر رمزيّة أرجائه بهيبة الملك المؤسس، وببرنامجه اليومي في إدارة شؤون الحكم، واستقبال المواطنين والوفود والزوّار، كما يرتبط المكتب وجدانيّاً بالمنزل الذي ولد فيه الملك سلمان وإخوته، فقال عنه يوماً «بدأت حياتي العمليّة هنا في قصر الحكم حيث وُلدت، وعُدت إليه أعمل لخدمة بلادي».
والأمل كبير في أن يسعى الباحثون والدارسون، لتسجيل ما تختزنه الوثائق وذاكرة التاريخ الشفهي عن تلك الحقبة التاريخيّة المهمة، فالبيئة التي توارثها جيل اليوم من أسلافهم ظلّت من أقوى المؤثّـرات في تكوينهم ومنهجهم، وفي صقل شخصيّاتهم وطباعهم، وكانت مَعيناً نهلوا منه معارفهم الأساسيّة وتقاليدهم الأسريّة، وسمات الإقدام والجسارة في مقارعة التحدّيات التي واجهتها الدولة في عهودها.
وبعد؛ إن من حقّ الأجيال أن تعرف تاريخ ماضيها وحاضرها، وإن تشخيص مواهب القادة لا يكتمل الإحاطة به إِلَا عند تدوين هذا التاريخ، والمرجوّ من المراجع العلميّة والتوثيقيّة الوطنيّة أن تعمل على كتابة فصول مسيرة الرموز والأعلام، والحوادث بكل مراحلها ومكوّناتها، ومن حسن حظ هذه المراكز أنها تعيش عهد خازن التاريخ الوطني المعاصر، وقارئ الكثير فيه، والعاكف على تصويب ما وقع في كتب السيَر من أغاليط وأخطاء.

- محاضرة في ندوة «الملك سلمان: الإنجاز في مواجهة التحدّيات والمستقبل» جامعة أم القرى بمكة المكرمة



بلدة يابانية «تؤدّب» السياح ببناء سياج يحجب جبل فوجي عن عدساتهم

بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)
بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)
TT

بلدة يابانية «تؤدّب» السياح ببناء سياج يحجب جبل فوجي عن عدساتهم

بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)
بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)

قرّرت سلطات بلدة يابانية صغيرة محاذية لجبل فوجي، إقامة سور عالٍ يحجب منظر الجبل سعياً إلى الحدّ من الأعداد الضخمة للسياح الذين يقصدون الموقع بكثافة لالتقاط صور للبركان الشهير، ويُقدِم بعضهم على تصرّفات سيئة.

وتعتزم مدينة فوجيكاواغوتشيكو إقامة سياج شبكي الأسبوع المقبل بارتفاع مترين ونصف متر، وطول 20 متراً.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن أحد مسؤولي المدينة قوله: «من المؤسف أننا مجبرون على القيام بذلك، لأنّ بعض السياح لا يحترمون القوانين»، مُبدياً سخطه تحديداً من النفايات التي يرميها الزائرون أو من المخالفات المرورية.

يشكل هذا القرار أحدث إجراء تتّخذه اليابان للحدّ من أعداد السياح الضخمة، بعدما منعت السلطات السياح من ارتياد أزقة حيّ في كيوتو يشتهر بعروض فتيات الغيشا.

وزار اليابان أكثر من 3 ملايين سائح أجنبي خلال مارس (آذار)، وهو رقم قياسي شهري للبلاد التي بقيت حدودها مغلقة أمام السياح لمدّة طويلة بسبب جائحة «كوفيد - 19».

الجبل الساحر (رويترز)

ويمكن التقاط صور لجبل فوجي، أعلى قمة في اليابان (3776 متراً)، من مواقع عدّة في فوجيكاواغوتشيكو ومناطق أخرى.

لكنّ الموقع الذي سيُبنى فيه الحاجز يرتاده السياح كثيراً، لأنّ متجراً تابعاً لسلسلة «لوسون» المنتشرة في كل أنحاء الأرخبيل، يظهر في الخلفية.

ووجود متجر ياباني خلف جبل فوجي «أكسب هذا الموقع في فوجيكاواغوتشيكو شهرة عبر مواقع التواصل، ما دفع السياح إلى زيارته بأعداد هائلة لالتقاط صور»، وفق مسؤول في المدينة.

وبعدما حاولت بلدية المدينة عبثاً الحدّ من أعداد السياح الهائلة من خلال إجراءات توعوية مثل اللافتات، قرّرت اللجوء إلى بناء الحاجز.

ويهدف هذا القرار أيضاً إلى حماية عيادة أسنان مجاورة يتسلّق بعض السياح سطحها لالتقاط صور، وفق المسؤول الذي أوضح أنّ هذا الإجراء سيستمر حتى يتحسّن الوضع.

وفي سياقٍ موازٍ، وبسبب الأعداد الضخمة من السياح، فرضت سلطات مدينة البندقية الإيطالية رسم دخول إليها مقداره 5 يورو.


أبطال الفيلم المصري «شرق 12» يواجهون صعوبات قبل «كان»

مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)
مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)
TT

أبطال الفيلم المصري «شرق 12» يواجهون صعوبات قبل «كان»

مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)
مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)

يواجه صنّاع الفيلم المصري «شرق 12»، المُشارك في عروض «أسبوع المخرجين» ضمن مهرجان «كان السينمائي الدولي» في نسخته المقبلة، صعوبات مادية ولوجيستية، قد تحول دون مشاركتهم في العرض العالمي الأول لهذا الفيلم المصري الذي يُعدّ التجربة الروائية الطويلة الثانية لمخرجته هاله القوصي.

ونشرت المخرجة عبر حسابها في «فيسبوك» تدوينة عن معاناتها في محاولة سفر الفريق لحضور العرض في «كان»، عقب تواصلها مع مسؤولين من جهات عدّة، ووصولها إلى طريق مسدودة.

وأكدت القوصى لـ«الشرق الأوسط» أنّ فريق العمل واجه مشكلة مادية، في ظلّ عدم دعوة المهرجان أبطال الفيلم للحضور، واقتصار الدعوة على المخرجة فقط، وهي مشكلة حاولوا حلّها بالحصول على دعم رسمي من وزارة الثقافة، عبر نقابة السينمائيين، يتعلّق بتسهيل إجراءات السفر، وتوفير التذاكر، من دون تبلُّغ رد رسمي حتى الآن.

«بوستر» الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضافت أنّ مسؤولي الوزارة أخبروها بشكل شفهي عن تطبيق قرار بترشيد النفقات، ومن ثم عدم إتاحة إمكانية لدعم سفرهم إلى المهرجان، وهو ما دفعهم للتحرّك ومحاولة تدبير أموال السفر والإقامة، بوقت لم تتحرّك فيه الوزارة لمساعدتهم في الحصول على التأشيرات من السفارة الفرنسية في القاهرة.

لكن وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني أكدت لـ«الشرق الأوسط» عدم تسلّمها أي خطابات رسمية بشأن الفيلم وفريق عمله، إلا عبر رسالة من بطله أحمد كمال بشأن رغبتهم في تسهيل إجراءات السفر، عبر تطبيق «واتساب»؛ ما جعلها تطلب منه تقديم طلب رسمي للوزارة، السبت، لاستخراج الأوراق المطلوبة، ومخاطبة السفارة الفرنسية في القاهرة لإنهاء الإجراءات.

وأضافت أن «لا ميزانية لدى الوزارة لتوفير دعم مادي لسفر فريق عمل الفيلم، ولا تقدّم مثل هذا النوع من الدعم للأعمال الفنّية، لكنها تقدّم تسهيلات في الإجراءات اللازمة للسفر ومخاطبة الجهات المعنيّة، وهو ما سيتم على الفور بعد التواصل مع البطل».

أحمد كمال في مشهد من الفيلم (الشركة المنتجة)

وبدوره، أشار أحمد كمال لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنّ «دعوة المهرجان لفريق العمل تقتصر على الطلب منهم حضور الفعاليات من دون أي تسهيلات إضافية»، لافتاً إلى أنّ هذه الدعوة «وصلت قبل أيام، بينما يتطلّب الحصول على تأشيرة أسابيع، ما يجعل الحاجة ملحَّة لتدخّل استثنائي من الفريق لإنهاء الإجراءات».

يُذكر أنّ «شرق 12» هو أول بطولة سينمائية للفنان أحمد كمال، وتشاركه فيه الفنانة منحة البطراوي، مع عمر زريق، وفايزة شامة، وأسامة أبو العطا، وباسم وديع؛ علماً أنّ مخرجته هالة القوصي كتبت السيناريو والحوار للفيلم الذي صُوِّر بإدارة مدير التصوير عبد السلام موسى. وهو من نوعية الكوميديا السوداء، تدور أحداثه في إطار من الفانتازيا الساخرة، وصُوِّر على خام السينما وجرى تحميضه في معامل مدينة السينما، ليكون أول فيلم يُصوَّر بهذه الطريقة ويجري تحميضه في مصر منذ أكثر من عقد، وفق القوصي.

المخرجة المصرية هالة القوصي (حسابها في «فيسبوك»)

وأكدت المخرجة أيضاً أنهم استطاعوا توفير بعض الأموال لإنهاء حجوزات الطيران والإقامة خلال فترة المهرجان، لكن المشكلة تكمن في احتمال تعرّضهم لخسارة آلاف الجنيهات في حال عدم الحصول على التأشيرة في الوقت المناسب، معربةً عن أملها بتدخُّل وزارة الثقافة سريعاً لإنهاء هذا الأمر.


هل ينجح أحفادنا في تحفيزنا على الوقاية من مخاطر التدخين؟

المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)
المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)
TT

هل ينجح أحفادنا في تحفيزنا على الوقاية من مخاطر التدخين؟

المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)
المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)

منذ نحو 10 سنوات، أصدر لبنان قانوناً يحمل رقم 174 للحدّ من التدخين. يومها، لم يجد سبيلاً لتطبيقه لأسباب عدّة، بينها اعتراض نقابة أصحاب المطاعم عليه من جهة، وتلكؤ الدولة في تطبيقه من جهة ثانية.

اليوم، تحاول وزارتا الصحة والتربية، بدعم من شركة «الصبّاح أخوان» للإنتاج، سلوك طريق أخرى تُسهم في الوقاية من مخاطر هذه الآفة. ووقع الاختيار على الجيل الثالث لتوكيله بالمهمّة. ومن باب توعية تلامذة المدارس من عمر 8 إلى 12 عاماً، تُنظَّم حملة «طفّيها قبل ما تطفيك».

من أهم الخطوات التي ستساعد الوزارتين على تحقيق هذه الغاية، هي زيارة 1800 مدرسة رسمية وخاصة، والالتقاء بتلامذتها ليسهموا في الحدّ من التدخين. ومن خلال مسابقة مدرسية تنفّذها «الصبّاح»، وتستمر حتى 31 مايو (أيار) المقبل، يُطلب من التلامذة تصوير فيديوهات قصيرة ينبغي ألا تتجاوز الـ30 ثانية، تتناول فكرة مبتَكرة تُسهم في الوصول إلى هذا الإنجاز.

الأحفاد، إذن، هم مَن سيتولّون إقناع الأكبر منهم سناً بالامتناع عن التدخين. وضمن نموذج حيّ قدّمته مدرسة الـ«آي سي» في بيروت، انطلقت الحملة، وكانت مناسبة تحمل رسالة صريحة من الوزارتين.

وبالتعاون مع «الصبّاح» ممثَّلة بصادق الصبّاح، وبحضور الوزيرين فراس أبيض وعباس الحلبي، افتُتحت الحملة. استُهلت بعرض فيديو من إنتاج الشركة يحاكي شعار «طفّيها قبل ما تطفيك»، لتتوالى بعدها كلمات المشاركين في تنظيم الحدث ودعمه.

صادق الصبّاح مع حفيده فارس متوجّهاً من خلاله إلى التلامذة (الشرق الأوسط)

وأشار رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري، في كلمته، إلى أنّ نسبة التدخين عند اللبنانيين تلامس الـ70 في المائة، ونصفهم تقريباً، هم من المدمنين على السجائر. بدوره، لفت وزير التربية إلى أنّ من شأن هذه الحملة توعية الجيل الجديد بخطورة التدخين، وإلا فسيدفع المدخّنون الثمن غالياً من صحتهم ومستقبلهم.

كذلك، شدّد رئيس الخطة الوطنية لمكافحة السرطان البروفيسور عرفات طفيلي على أهمية الوقاية من السرطان، لافتاً إلى أنّ الدخان يُعدّ من أبرز مسببات هذا المرض. وتابع أنّ اختيار التلامذة للتوجُّه إليهم في حملة التوعية هذه، جاء من منطلق الحرص على تحصينهم من التدخين عندما يكبرون. وقال إنّ الأهم هو مشاركة فاعلة ممَن سيُطلب منهم إعداد فيديو من 30 ثانية حول كيفية محاربة هذه الآفة، وذلك ضمن مسابقة ستُعلَن نتائجها في 31 مايو تزامناً مع اليوم العالمي للحدّ من التدخين.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكد وزير الصحة فراس أبيض بأنه متفائل بهذه الحملة. ورأى أنّ عدم تطبيق قانون 174 ناتج عن ضعف الدولة في ظلّ أزمات عدّة تواجهها، وتابع: «سنحاول تطبيقه، لكننا نتمسّك بالوقاية عبر التوعية. سنزور جميع تلامذة لبنان في 1800 مدرسة لنشرح لهم المخاطر، ونلفت انتباههم إلى مشكلة الإدمان التي يواجهها المدخّنون».

وأضاف: «في لبنان، ثمة مَن يحاول العمل ضدّ هذا التيار. إنه (لوبي) شرس قد يفعل المستحيل لإبقاء الإدمان على الدخان قاعدة عامة. اليوم، يُدرك الجميع الكلفة الباهظة التي يتكبّدها المدخّن، وفي مقدّمتها مرض السرطان. لا مفرّ من تطبيق قانون منع التدخين رقم 174».

الفنان جورج خباز كفَّ عن التدخين منذ أشهر (الشرق الأوسط)

أما مدير شركة «الصبّاح» للإنتاج صادق الصبّاح، فتوجّه في كلمته خلال المؤتمر إلى حفيده فارس، طالباً منه عدم الانجرار وأصدقائه خلف هذه الآفة. وتمنّى لو كان هذا النوع من الحملات حاضراً في الماضي، لكان وفّر عليه وعلى غيره تجربة التدخين المُرّة. وتابع لـ«الشرق الأوسط»: «قصدتُ مشاركة قصة حفيدي لأنّ الحملة موجَّهة للتلامذة في سنّه، واقتنعنا في الشركة بضرورة مساندتها والمساهمة في إنتاجاتها. علينا قبل بداية عطلة الصيف بذل كل ما بوسعنا لضمان وقاية الجيل الجديد من الإدمان على التدخين».

ومن ناحيته، أكد الفنان جورج خباز المُشارك في الحدث لـ«الشرق الأوسط»، بأنه اتّخذ قرار التوقّف عن التدخين منذ نحو 4 أشهر. وحضر للمساهمة في الحملة ليُشكّل نموذجاً حيّاً عن تغييرات إيجابية عاشها منذ اتّخاذه هذا القرار.


النشاط البدني بالأماكن المفتوحة قد يحد من الأمراض المزمنة

النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)
النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)
TT

النشاط البدني بالأماكن المفتوحة قد يحد من الأمراض المزمنة

النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)
النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)

وجدت دراسة بريطانية أن ممارسة النشاط البدني في الأماكن المفتوحة تُساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة، بما في ذلك الاكتئاب والسّكري من النوع الثاني.

وأوضح الباحثون أن النشاط البدني في الطبيعة يمنع ما يقرب من 13 ألف حالة من الأمراض غير المعدية سنوياً في إنجلترا، ويوفّر تكاليف العلاج بأكثر من 100 مليون جنيه إسترليني، ونشرت النتائج، الخميس، في دورية «البيئة الدولية».

وتؤدي الأمراض المزمنة أو غير المعدية مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسرطان، والسّكري وأمراض الرئة المزمنة إلى 74 في المائة من الوفيات عالمياً.

ويرتبط الخمول البدني بزيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض ومن ضمنها الأمراض العقلية.

ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2022، يُتوقع أن ترتفع الإصابات الجديدة بالأمراض غير المعدية إلى 500 مليون حالة عالمياً بين 2020 و2030 إذا استمرت معدّلات النشاط البدني كما هي، ما سيتسبب في تكاليف علاج تصل إلى أكثر من 21 مليار جنيه إسترليني سنوياً.

وتوصي المنظمة بأن يمارس البالغون 150 إلى 300 دقيقة من النشاط الهوائي متوسط الشدة، أو 75 إلى 150 دقيقة من النشاط عالي الشدة أسبوعياً، للحفاظ على صحة جيدة. ورغم ذلك، لا يحقق 27.5 في المائة من البالغين عالمياً هذه التوصيات.

وخلال الدراسة، ركّز الباحثون على رصد تأثير النشاط البدني في الأماكن المفتوحة، وسط بيئة طبيعية مثل الحدائق والغابات والشواطئ والجبال والأنهار، في الوقاية من الأمراض المزمنة.

وباستخدام البيانات بما في ذلك مسحٌ مقطعي تمثيلي للسكان الإنجليز، قدّر الباحثون عدد حالات 6 أمراض مزمنة هي اضطراب الاكتئاب الشديد، ومرض السّكري من النوع الثاني، وأمراض القلب الإقفارية، والسّكتة الدماغية، وسرطان القولون، وسرطان الثدي.

وفي عام 2019، زار 22 مليون بالغٍ في إنجلترا، البيئات الطبيعية مرة واحدة على الأقل أسبوعياً.

وقدّر الباحثون أن هذه الزيارات منعت 12 ألفاً و763 حالة من الأمراض المزمنة، ما أدى لتوفير تكاليف رعاية صحية بقيمة 108.7 مليون جنيه إسترليني سنوياً.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة إكستر البريطانية الدكتور جيمس غريليير لـ«الشرق الأوسط»: «تُظهر دراستنا أهمية النشاط البدني في البيئات الطبيعية مثل المتنزهات، والشواطئ، والريف في الوقاية من الأمراض المزمنة ببريطانيا، ما يعود بفوائد كبيرة على الصحة العامة، ويسهم في خفض تكاليف الرعاية الصحية».

وأضاف أن النتائج تكشف أيضاً أن الاستثمار في المساحات الطبيعية التي يَسهل الوصول إليها يُعدّ استراتيجية فعالة للصحة العامة، ويساعد في تعزيز النشاط البدني بين السكان.

وأشار إلى أن فريق البحث يعمل على مشروع لدراسة ما إذا كان سكان المناطق الأكثر خُضرة في المملكة المتحدة يتمتعون بمرونة أكبر في التعامل مع الضغوط الحياتية.


يسرا لـ«الشرق الأوسط»: لم أشبع فنياً

يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)
يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)
TT

يسرا لـ«الشرق الأوسط»: لم أشبع فنياً

يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)
يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)

قالت الفنانة المصرية يسرا إنَّ شغفها لم ينطفئ رغم مسيرتها الممتدّة لقرابة 50 عاماً، التي قدَّمت خلالها أكثر من 150 عملاً درامياً. وفي حوارها مع «الشرق الأوسط»، كشفت عن تفاصيل مُشاركتها ضيفةَ شرف في فيلم «شقو» الذي يُنافس على إيرادات أفلام موسم عيد الفطر، وعن عودتها إلى المسرح مجدداً مع الفنان أحمد عزّ في عمل يُعرض بالرياض، وتفاصيل المكالمة الأخيرة التي جمعتها بالفنان عادل إمام قبل أيام.

بدايةً، تناولت مشاركتها في فيلم «شقو» الذي يجمعها بأمينة خليل، ودينا الشربيني، وعمرو يوسف، ومحمد ممدوح، قائلة: «(درية السيد أحمد) هي المحرّك الرئيسي للأحداث. إنها (دكتورة في الإجرام)، وزعيمة مافيا، فسُعدت جداً لتفكير الشركة المُنتجة بي لتجسيدها، وفخورة بمشاركتي في هذا العمل الذي يقدّمني للجمهور بشكل جديد ومختلف».

تكريم يسرا في بيروت التي تُحبّها (حسابها الشخصي)

وأشارت يسرا إلى أنّ «تفاصيل قصة (درية) الحقيقية لم تتّضح بعد ضمن أحداث الجزء الأول من الفيلم، لكن الجمهور سيتعرّف إليها كاملةً مع عرض الجزء الثاني منه، الذي لم يُحدَّد موعده بعد».

وأكدت سعادتها بترشيحها لتجسيد شخصية شريرة: «أبحثُ دائماً عن الدور المميّز، ولم أشبع فنياً رغم مسيرتي الطويلة. لا أزال أطارد شغفي الفنّي، ولا بدّ أن أتحدّى نفسي لتقديم جميع الأدوار، حتى لو لم تتحلَّ بصفات تمثّلني. هذه ليست المرّة الأولى التي أقدّم فيها دوراً شريراً، فمنذ نحو 7 سنوات، لعبتُ الشرّ في مسلسل (فوق مستوى الشبهات)»، لافتة إلى أنّ «شخصيتها هذه كانت مكتوبة لرجل، لكن الفنان عمرو يوسف أصرَّ على تغييرها إلى سيدة، كما أصرَّ على مشاركتي. وحين أرسل النصَّ إليّ، أُعجبتُ بها ووافقت على تجسيدها في الجزأين».

ورأت يسرا أنه «على الفنان أن يوافق على أيّ دور جيّد، وإنْ تألَّف من مشهدين: الفنان الحقيقي لا بدّ أن يكون متواضعاً، ولا يتعامل مع التمثيل بعدد المشاهد. نصيحتي لأي فنان هي: إياك والغرور. الغرور هو بداية الوقوع في الفشل. أعلمُ قيمتي جيداً، لكن عليَّ أن أكون واثقة من نفسي وأحترم المُشاهد».

الفنانة المصرية يسرا تعود إلى المسرح (حسابها الشخصي)

وأشادت الفنانة المصرية بعدد كبير من المشاركين في العمل: «صناع الفيلم كانوا في أعلى درجات توهّجهم؛ فأمينة خليل رائعة، ودورها لم يكن متوقَّعاً. كذلك دور دينا الشربيني الذي قد يراه المُشاهد سهلاً، لكن صعوبته تكمن في تقديمها إياه وفق المطلوب بالضبط. ولفتتني الكيمياء بين عمرو يوسف ومحمد ممدوح، كما أشكر الموزّع الموسيقي النابلسي على الموسيقى الرائعة التي قدّمها، علماً بأنه حفيد الفنان الراحل عبد السلام النابلسي».

وما سبب غيابها عن السباق الدرامي الرمضاني؟ ردّت: «أعتقدُ أنّ الجمهور يحتاج إلى استراحة مني لبعض الوقت، فيشتاق لعودتي. سأعود بالتأكيد، ولكن لا بدّ أن تكون عودتي قوية».

وأعربت يسرا عن سعادتها لتكريمها ضمن فعاليات «مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة»: «تلك فرحةٌ كبيرةٌ لأنّ التكريم جاء من بلد له مكانة كبيرة في قلبي. كنتُ مشتاقة جداً إلى بيروت، بعد غيابي عنها لنحو عامين. وحين هبطت الطائرة في مطارها، شعرتُ بحالة من الحزن تعمّ لبنان. لا أنكر أنني تخوّفتُ من الحضور بسبب الأحداث المشتعلة التي تمرّ بها المنطقة، لكن حين نظرتُ في عيون اللبنانيين، علمتُ قيمة هذا الشعب وعظمته، وحبّه للحياة مهما اشتدّت الصعوبات».

جانب من العرض الخاص لفيلم «شقو» بدبي (حساب يسرا في «إنستغرام»)

وشوّقت الفنانة المصرية جمهورها العربي لعودتها من جديد إلى المسرح من خلال عمل سيُعرض في الرياض: «التحضيرات جارية لإنجازه مع أحمد عزّ الذي أراه نجماً من نجوم الشباب، لكنه يحمل جينات الجيل القديم في الاحترام والأسلوب والمعاملة الطيبة؛ علماً بأنه ليس وحده من هذا الجيل الذي يحمل تلك الصفات، فهناك أيضاً عمرو يوسف، وتايسون، وكريم عبد العزيز وآخرون...».

وفي سياق منفصل، كشفت عن المكالمة الهاتفية الأخيرة مع الفنان عادل إمام: «(الزعيم) بصحة جيدة، وأطلب الابتعاد عن نشر الشائعات حول صحته، فهي تزعجه وأسرته. دعوه يعيش بسلام مع زوجته وأولاده وأحفاده. لقد قدَّم لنا أجمل لحظات حياتنا، وعلينا احترام حياته الشخصية».


بقايا الحساء تُصيب برازيلية بالشلل

الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)
الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)
TT

بقايا الحساء تُصيب برازيلية بالشلل

الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)
الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)

أُصيبت شابة برازيلية تبلغ 23 عاماً بالشلل بعد تناولها بقايا حساء. ورغم أنّ كثيرين يتناولون عادةً بقايا الطعام يومياً، فإنه لحُسن الحظّ، تُعدّ نادرةً جداً التقارير عن أشخاص يعانون ردود فعل شديدةً تتجاوز التسمُّم الغذائي، بما فيها فقدان الأطراف.

وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أنّ التفاعلات البكتيرية مع بقايا الطعام التي جرى تسخينها أو تخزينها بشكل خاطئ يمكن أن تؤدّي إلى إصابات تُغيِّر حياة الشخص.

وحذَّر الأطباء من ذلك بعد إصابة الشابة بالشلل جراء عدوى بكتيرية نادرة يُعتقد أنها التقطتها بسبب تناول بقايا حساء.

ودخلت كلوديا دي ألبوكيرك سيلادا المستشفى في ولاية كولورادو الأميركية للعلاج من الإصابة بالشلل، والدوخة، وازدواجية الرؤية، وضيق التنفس.

وبعد أسبوعين، شُخِّصت إصابتها بالتسمُّم الوشيقي؛ وهي حالة نادرة وخطيرة يُهاجم فيها السمّ أعصاب الجسم، مما اضطرها إلى الاستعانة بجهاز التنفُّس الاصطناعي.

أرجع مسؤولو الصحّة المحلّيون في الولايات المتحدة سبب العدوى إلى حساء اشترته سيلادا في مدينة أسبن، لكنه أُخضِع للفحص وكانت النتيجة سلبية، لذلك يُعتَقد أنَّ إصابتها سببها طريقة تخزينه أو طهيه.

وحضَّ المسؤولون الناس على ضرورة تخزين الطعام في حرارة تبلغ 4 درجات مئوية أو أقل، وتسخينه جيداً قبل تناوله مرّة أخرى، مشيرين إلى أنه ينبغي عدم تركه في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعة.


عملية «جسر ميناي»... خطط جنازة الملك تشارلز تحدث بانتظام بعد تشخيصه بالسرطان

الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
TT

عملية «جسر ميناي»... خطط جنازة الملك تشارلز تحدث بانتظام بعد تشخيصه بالسرطان

الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
الملك البريطاني تشارلز (رويترز)

الظروف الصحية للملك البريطاني تشارلز تتدهور تدريجياً، مما دفع مسؤولي قصر باكنغهام إلى الاحتفاظ بخطة محدّثة بانتظام لجنازته «الوشيكة»، والتي بدأت الاستعدادات لها في اليوم التالي لدفن الملكة الراحلة إليزابيث، حسبما نقلت صحيفة «نيويورك بوست» عن مطلعين.

ظل الملك البالغ من العمر 75 عاماً بعيداً عن الأضواء إلى حد كبير منذ إعلان تشخيص إصابته بالسرطان في فبراير (شباط) لإخفاء حالته المتدهورة، حيث نقلت «نيويورك بوست» أن الوضع «ليس جيداً».

ولم يكشف الملك تشارلز أبداً عن نوع السرطان الذي تم تشخيص إصابته به، لكنه اعترف بأنه ليس سرطان البروستاتا، وهو أحد أكثر أشكال المرض قابلية للعلاج.

كما تم التزام الصمت بشأن رحلته الطبية، لكن المطلعين والمعلقين السياسيين تحدثوا علناً عن كيفية «استجابة الملك بشكل جيد حقاً» للعلاج.

ولكن خلف الكواليس، يقوم مساعدو الملك تشارلز بانتظام بمراجعة نسخ من وثيقة مؤلّفة من مئات عدة من الصفحات تحدد خطط جنازته الملكية، والتي يطلق عليها اسم «عملية جسر ميناي».

وتم إنشاء الوثيقة المفصلة للغاية في اليوم التالي لدفن الملكة إليزابيث في 8 سبتمبر (أيلول) 2022، وتستخدم جنازة الملكة الأطول خدمة دليلاً ميدانياً لضمان سير تشارلز بشكل أكثر سلاسة.

وأكد المسؤولون العسكريون، حسبما نقلت «نيويورك بوست»، أن عملية «جسر ميناي» يتم تحديثها بانتظام، لكنهم أكدوا أنها كانت إجراءً قياسياً، وأنه «سيكون من السخافة قراءة أي شيء» في هذه الحقيقة.

قام جميع الأعضاء الملكيين في الخطة بتحديث خطط الجنازة التي تم تصنيفها حسب كلمات مشفرة تعتمد على الجسور، ومن أشهرها «عملية جسر لندن» الخاصة بالملكة إليزابيث.

تمت تسمية خطة وفاة أمير ويلز السابق على اسم الجسر المعلق الذي يربط جزيرة أنغلسي بالبر الرئيسي لويلز.

وقال مسؤول كبير مشارك في التخطيط للجنازات الملكية: «بالطبع إنهم ينظرون إلى كل جانب من جوانب جسر ميناي. سارت جنازة الملكة كالساعة ورفعت السقف. إن الأمر ليس شيئاً عاطفياً، إنه عمل، يؤخذ على محمل الجد، ومن المفهوم أنه لا أحد يخطط للقبض عليه».

وأضاف مسؤول آخر أن «التخطيط للأسوأ هو ما يفعله الجيش... عليك أن تتذكر حجم هذا الشيء».

وتابع: «أنت في حاجة إلى عملية أمنية عملاقة لأن كل (VVIP) على هذا الكوكب موجود هناك. نحن نتحدث عن كل شيء بدءاً من الدفاع الصاروخي وحتى الحماية ضد هجوم الذئاب المنفردة».


حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»: أتعبني مسلسل «محارب» وبكيت وحيداً

ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)
ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)
TT

حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»: أتعبني مسلسل «محارب» وبكيت وحيداً

ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)
ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)

للممثل المصري حسن الرداد شعبية كبيرة في العالم العربي. وفي لبنان تعرّف عليه المشاهد في مسلسل «اتهام» من كتابة كلوديا مرشيليان. وها هو اليوم يدخل تجربة جديدة من خلال البرنامج الترفيهي «الليلة دوب»، النسخة العربية من «That’s my jam» الأميركي. انطلقت أول حلقة منه مساء الأربعاء الفائت عبر «إم بي سي».

يقول حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»، إنه شاهد بعض مقتطفات البرنامج من النسخة الأصلية لمقدمه جيمي فالكون؛ ولكنه طبعه بشخصيته وبأسلوبه الخاص. لماذا رغب في خوض هذه التجربة؟ يرد: «لقد أُعجبت بالفكرة وبالجهة التي تنتج البرنامج. سعدت باختيارهم لي وعملت على أن يشبهني البرنامج».

يقول إن التقديم التلفزيوني يلزمه العفوية (الشركة المنتجة)

«أنا والكاميرا أصحاب»، هكذا يصف الرداد علاقته بها، وكان اعتاد على مواجهتها في مجال التمثيل. ويتابع: «في عالم التقديم تمسّكت بالعفوية، بعيداً عن أي أداء مصطنع. فالانسجام بين المقدم والكاميرا يجذب المشاهد. ومفتاح هذا البرنامج روحه الجميلة، فتماهيت مع أجوائه إلى آخر حدٍّ وكنت على طبيعتي».

يقول الرداد، إن في داخل كل إنسان جوانب كثيرة لم تُكتشف. وهو شخصياً أحب التقديم التلفزيوني. «البرنامج خفيف الظل، يجمل ضحكاً وطرافة. وفيه حاولت أن أطلق العنان لنفسي بلا قيود، بعكس الممثل، الذي يتحكم المشهد بأدائه».

تشهد كل حلقة من «الليلة دوب» 4 تحديات مع 4 فنانين، يتغير اثنان منهم بين حلقة وأخرى، وتُختبر معلومات وذاكرة الضيوف، وقدرتهم على إيصال أفكارهم تحت ضغط وقت محدود للإجابة. وتضمّ كل حلقة تحدياً ثابتاً هو «كاراوكي مش أوكي»، حيث يتنافسون من خلال أدوار فنية يختارها لهم الحظ.، أما التحدي الأخير «غني أو تتغسل»، فهو اختبار طريف لقدرة النجوم على أداء أشهر الأغنيات.

في «محارب» جسّد شخصية أتعبته (الشركة المنتجة)

انخرط الرداد بسرعة في برنامج غنائي مُسلٍ، وبديناميكية وخفة ظل لافتتين أدار أولى حلقاته ببراعة. فهو سبق وأدّى من وحي مسلسله الرمضاني «محارب» أغنية «محارب ولعها»، شاركه فيها عدد من أبطال العمل، منهم، أحمد زاهر ونرمين الفقي. وعن دوره في هذا العمل الذي حصد نجاحاً واسعاً يقول: «أتعبتني شخصية (عزيز محارب) كثيراً، وتطلّبت مني جهداً كبيراً؛ لأنها بعيدة عن السطحية وعميقة. ومن أولى حلقاته يواجه مصاب فقدانه والدته بحادثة قتل حصلت بالخطأ. وتمثيل فقدان الأم يحمل الصعوبة بحد ذاته. وأنا بطبعي أحب العائلة وأتفانى من أجلها وأراها الأهم في الحياة. فلقد تربيت على هذا المبدأ وتمسكت به. وسبق لي أن فقدت والدتي؛ لذا أثّر بي الدور كثيراً».

مشاهد كثيرة صوّرها وطبعته بالحزن والإحباط. يروي منها: «في أحد المشاهد أقف أمام جثة أمي في ثلاجة المشرحة وأقول لها (ما اتفقناش على كده). وهي عبارة استخدمتها حقيقة عندما فقدت والدتي. أذكر يومها عندما عدت إلى البيت انفجرت باكياً وحدي في غرفتي. لا أحب أن يتأثر أفراد عائلتي بمهنتي وبمشاعر تُفرض عليّ».

مع ضيوفه في الحلقة الأولى من «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)

وهل أنت من الممثلين الذين يعتمدون الذاكرة الانفعالية في مشاهدهم؟ «لست من هذه المدرسة، وقد تبيّن بأنها خاطئة. لأن استحضارنا أحياناً، مواقف معينة مرّت بنا، قد لا تناسب مشاعر مشهد نصوره. والفرق بين حزن وآخر مختلف. ولكن من دون شك رافقني طيف أمي مرّات مع فيضان من المشاعر وتأثرت إلى حد بعيد».

وعن الشخص الذي يركض إليه اليوم ليتكئ على كتفه بعد غياب والدته يصارح «الشرق الأوسط»: «لا أحد يمكنه أن يحتلّ مكان الأم، ولكن إذا ما شعرت بضرورة البوح أو الاتكاء على أحدهم فأركن إلى رب العالمين. أبتعد قدر الإمكان عن إقحام عائلتي بمشكلاتي، وأحاول إحاطتهم بطاقة إيجابية تُفرحهم بدلاً من أن أزيد من همومهم بطاقة سلبية تغمرني».

يصف الرداد المشهدية الدرامية ككل في موسم رمضان بالمتنوعة، ويقول: «أرضت أذواق الناس على اختلاف مشاربهم ومزاجاتهم. حضرت المسلسلات الكوميدية كما الاجتماعية والشعبية. ولكن أعتقد أن هذه الأخيرة تلاقي رواجاً كبيراً لأنها تخاطب الناس بلسان حالهم». ومن ناحية ثانية، يؤكد الرداد بأن فكرة التميّز والإبداع بما يخص الدراما العربية صارت أمراً صعباً؛ «كلّما مرّ الزمن وتطور يصعُب على أقلام الدراما إيجاد الفكرة الجديدة. كما أن الانفتاح والسوشيال ميديا والمنصات الإلكترونية تقدم كل أنواع الدراما. فالمشاهد العربي بات ملماً بالدراما العالمية والعربية. ولذلك؛ من الصعب إرضاؤه إلا بما يشبهه ويختلف عن موضوعات الغرب».

قريباً يطلّ حسن الرداد في أعمال فنية مع زوجته إيمي سمير غانم. «هناك مشاريع عدّة نحضّر لها معاً، ولا تزال في مرحلة الورق، وهي الأصعب بنظري. ومن بينها فيلم سينمائي وعمل درامي لمنصة إلكترونية».

وفي رأيك، لماذا يتحمّس الناس لرؤية ثنائي متزوج في عمل واحد؟ يجيب: «حسب الثنائي ومدى تقبل الناس لهما. فالمشاهد يرى فيهما ترجمة لهالة أُعجب بها وأحبها؛ كما يرى في العمل الذي يطلان من خلاله معاً، وكأنه ينبع من واقع حياتهما، خصوصاً، إذا كانت العلاقة بينهما حقيقية وليست مجرد تمثيل».

يعترف بإعجابه بالممثلة نادين نسيب نجيم «لقد برهنت عن قدرتها ممثلة ممتازة». وهل تحب التعاون معها في عمل معين؟ «نعم، أكون سعيداً بهذا التعاون، فأنا ممّن يحبون العمل مع الممثل المجتهد».

ويختم الرداد حديثه بقوله، إن وسائل التواصل الاجتماعي أنتجت كثيراً من الشهرة المزيفة، «فيها ظهر أشخاص غير موهوبين، وصدّقوا هذا الوهم مع الأسف. أما الموهبة الحقيقية فتصل الناس مباشرة».


منها متى وكيف يعتذرون... 4 نصائح لتربية أطفال أقوياء

الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)
الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)
TT

منها متى وكيف يعتذرون... 4 نصائح لتربية أطفال أقوياء

الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)
الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)

إذا كان لديك أولاد، فربما تريد أن يكون أطفالك قادرين على مواجهة أكبر تحديات الحياة، مع المرونة اللازمة للتعامل مع كل ما يأتي في طريقهم، وهذا يعني على الأرجح تعليمهم كيف يكونون أقوياء عقلياً، حسب تقرير بشبكة «سي إن بي سي».

وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من قوة عقلية يظهرون مجموعة من السمات والصفات التي تجعلهم أكثر عرضة لأن يكونوا أشخاصاً سعداء وناجحين، بما في ذلك الثقة والمثابرة والمرونة.

ووفق الباحثين، فإن الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت.

وفي ما يلي أربعة أشياء يمكن للأهل القيام بها لتربية أطفال أقوياء عقلياً، وفقاً لعلماء النفس وخبراء الأبوة والأمومة:

ساعدهم على تمكين أنفسهم

تعد الثقة والتحفيز الذاتي جانبين مهمين من القوة العقلية، مما يعني أن أطفالك لا ينبغي أن يعتمدوا على أشخاص آخرين ليشعروا بالرضا عن أنفسهم، وفقاً للمعالجة النفسية إيمي مورين.

وأوضحت مورين للشبكة أنه بإمكان الأهل مساعدة الأطفال على تمكين أنفسهم من خلال تعليمهم عبارات متكررة تذكرهم بأنهم «مسؤولون عن طريقة تفكيرهم وشعورهم وتصرفاتهم، بغض النظر عن أداء من حولهم».

ويجب أن تكون العبارات قصيرة وسهلة التذكر، وفقاً لمورين، وعرضت هذه الأمثلة الأربعة:

-كل ما يمكنني فعله هو أن أبذل قصارى جهدي.

-أنا أتصرف بثقة.

-أنا جيد بما فيه الكفاية.

-أختار أن أكون سعيداً اليوم.

أظهر لهم قيمة إنجاز أمر صعب

قد يكون من الصعب رؤية الأطفال يفشلون في شيء ما. ومع ذلك، يحتاج الآباء إلى أن يُظهروا لأطفالهم أن قبول التحدي الصعب يمكن أن يعلمهم الكثير، مثل كيفية أدائهم تحت الضغط، سواء نجحوا أم فشلوا.

وتوصي عالمة النفس ماري سي مورفي في حديث لـ«سي إن بي سي»، بأن «تحتفل بأطفالك عندما يظهرون الشجاعة لمواجهة التحدي الصعب، ساعدهم على التفكير في ما تعلموه وكيف يمكنهم تطبيق تلك الدروس والمهارات الجديدة للمضي قدماً».

وقالت: «حاول أن تحكي لأطفالك قصصاً شخصية عن الأوقات التي ثابرت فيها في المواقف الصعبة، وما تعلمته من أخطائك الماضية، هذا النوع من القصص يساعد في تطبيع الأطفال، ويظهر لهم أن أي شيء يستحق القيام به عادة ما ينطوي على القليل من النضال، خصوصاً في البداية».

كن متفائلاً

التفاؤل يمكن أن يكون سلوكاً معدياً، ولهذا السبب يقول علماء نفس الأطفال إنه من المهم للآباء أن يكونوا نموذجاً للسلوك الجيد لأطفالهم. ويشمل ذلك التفاؤل، وهو عنصر أساسي في القوة العقلية، وفقاً لعالمة الأعصاب ويندي سوزوكي.

وقالت عالمة النفس التربوي ميشيل بوربا لـ«سي إن بي سي»: «يشعر الأطفال المتفائلون والمفعمون بالأمل بقدر أكبر من السيطرة على حياتهم وعادة ما يكونون أكثر ثقة عند مواجهة التحديات الجديدة».

وأضافت أن «التفاؤل يمكن تعلمه وتعليمه، لذا تذكر أن الأطفال يستمعون دائماً ويراقبون الإشارات حول كيفية التصرف.

علّمهم كيف ومتى يعتذرون

أحد الجوانب الرئيسية للقوة العقلية هو الذكاء العاطفي، الذي يتضمن التعاطف والوعي الذاتي. علّم أطفالك أهمية احترام الآخرين وأنفسهم، بما في ذلك الاستماع باحترام إلى وجهات نظر الآخرين والاعتذار بصدق عندما يظلمون شخصاً ما، كما نصحت مورين.

لكنها أوضحت أن «هذا لا يعني أنك أو أطفالك يجب أن تعتذروا باستمرار»، محذرة من الوقوع في فخ «لوم الذات السام»، الذي يحدث عادة عندما تستنزف الأفكار السلبية ثقتك بنفسك.

وقالت: «فقط تذكر أن الأشخاص الأقوياء عقلياً يتحملون مسؤولية سلوكهم. إنهم يقدمون اعتذارات صادقة عندما يندمون على أفعالهم ويسعون جاهدين للتعويض كلما أمكن ذلك».


لماذا يدمّر مشاهير قصوراً بملايين الدولارات؟

جانب من منزل ويست الرمادي (شاترستوك)
جانب من منزل ويست الرمادي (شاترستوك)
TT

لماذا يدمّر مشاهير قصوراً بملايين الدولارات؟

جانب من منزل ويست الرمادي (شاترستوك)
جانب من منزل ويست الرمادي (شاترستوك)

هل تبحث عن منزل على الشاطئ؟ لربما تكون محظوظاً، بعدما خفَّض كايني ويست سعر قصره في ماليبو، كاليفورنيا، إلى 39 مليون دولار، ضمن خصم يبلغ 14 مليوناً على سعره الأصلي. ولكن ثمة مشكلة. فالقصر لا يحتوي على نوافذ، أو أبواب، أو كهرباء، أو مستلزمات منزلية. وهو غير صالح للسكن تماماً، إلا إذا كنت طير نورس!

تروي صحيفة «الغارديان» البريطانية، أنّ السبب خلف الانطباع بأنّ القصر مهجورٌ، يعود إلى التخلّي عنه. ففي عام 2021، أنفق المغنّي 57 مليون دولار عليه. إنه واحد من منازل قليلة في الولايات المتحدة صمَّمها المهندس المعماري الياباني الشهير تاداو آندو، المعروفة عنه تصاميمه الخرسانية الصندوقية التي تبدو للبعض مثل «المخابئ البشعة»، ولكنها، في الواقع روائع معمارية، مما دفع موقع «آرت نيوز» إلى التعريف عنه بالقول: «منزل غير مكتمل، ونحت غير مكتمل». ثم قرَّر إعادة تصميم المكان بالكامل. ووفق أحد المقاولين الذي يقاضي ويست بتهمة انتهاك قوانين العمل وعدم دفع الأجور، أراده الأخير أن يبدو كأنه «ملجأ من القنابل من العشرية الأولى للقرن العشرين». وذكر أنه يعتزم الاستغناء عن جميع السلالم و«لا يريد كهرباء». في النهاية، تخلّى عن المشروع. ليس لأنه كان «مجنوناً تماماً»، وفق الصحيفة، ولكن لاعتقاده بأنّ القصر كان «ظلاً خاطئاً من اللون الرمادي. كان يأمل في درجة لونية أكثر دفئاً، أو مزيد من اللون الرمادي المتوافق».

زار ويست المنزل عند شروق الشمس وغروبها فقط، قبل التوقُّف عن زيارته تماماً، تاركاً هذا السؤال: «لا بدَّ أنه أمرٌ جميلٌ، في خضمّ أزمة الإسكان العالمية، أن تكون لديك 57 مليون دولار لتنفقها على منزل تدمّره على الفور، أليس كذلك؟!». ولكن ويست ليس المشهور الوحيد الذي أنفق ثروة على منزل للتخلُّص منه. فكريس برات وزوجته كاثرين شوارزنيغر أيضاً خصما 12.5 مليون دولار من سعر منزل يعود تاريخه إلى منتصف القرن الماضي، صمّمه المعماري الشهير كريغ إلوود. وقد أثار الاثنان ضجّة عارمة لتسويتهما إياه بالأرض لبناء منزل مزرعة. منزل المزرعة هو المعادل المعماري لقهوة التوابل باليقطين: موجود في كل مكان وغير جاذب على الإطلاق. وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» بالقول: «إنه إجابة الألفية عن منازل طفرة المواليد غير المتّسمة بأي ذوق»، وتابعت أنّ شعبية تلك المنازل قد تكون استجابةً للاضطرابات الاجتماعية ذات الصلة. قد يكون قصر برات - شوارزنيغر غير ملهم، لكنه أكثر جاذبية من بيت كايني ويست الخرساني باللون الرمادي، الذي قورِن بـ«جناح العزل النفسي». فوفق الصحيفة، يعاني «فقر التصميم الشديد لدرجة أنّ كيم كارداشيان تُعطي الموظفين إرشادات حول كيفية تنسيق الألوان مع النغمات المحايدة، وعلى ما يبدو أنها تشتري وجبات خفيفة لأطفالها باللون الرمادي أيضاً». تعمل كارداشيان حالياً على بناء منزل على شكل سفينة فضاء في بالم سبرينغز، بكاليفورنيا، تصفه بأنه «خرساني، رمادي اللون، ومريح». وكما قالت الشاعرة الأميركية دوروثي باركر: «إذا أردتَ معرفة الرأي الصريح في المال، فانظر إلى الناس الذين يملكونه».