هاني عبد السلام
مسؤول قسم الرياضة
TT

مدرب «نحس»

يتعامل الإنجليز مع الأحداث اليومية بالمنطق، ويحللون الأسباب والأرقام للوصول إلى حلول للمعوقات والمشاكل التي يواجهونها، لكن ما يحدث لفريق مانشستر يونايتد بطل إنجلترا من تراجع لافت في الفترة الأخيرة جعل الجماهير تردد كلمة «النحس» كثيرا وتربطها بوصول المدرب الجديد ديفيد مويز.
لقد سمعت كلمة «نحس مويز» من بعض المشجعين ليونايتد خارج إنجلترا عقب الخسارة أمام توتنهام، ثم تردد اللفظ على مسامعي أكثر من مرة في إنجلترا عقب سقوط الفريق أمام سوانزي ثم سندرلاند!
الجدير بالإشارة إلى أن الأمر لم يكن يحمل شكل الدعابة أو السخرية من الواقع الذي وصل إليه الفريق، بل كان المتحدثون يتناقلون الكلام بجدية رافضين تحليل الأسباب والواقع الجديد للفريق، ومرجعهم أن مويز لم يحقق أي إنجاز عبر 13 عاما قاد فيها إيفرتون قبل وصوله إلى يونايتد.
بالطبع هناك من البشر من يحظاهم الله بالتوفيق في خطاهم وقراراتهم، وهناك آخرون يسقطون في العراقيل حتى ولو كانت مثل ذرة رمل أمام أعينهم، ويخضع ذلك على مدربي الكرة حيث منهم من يتفوق بأقل الإمكانات بينما يفشل آخر وهو يملك بين يديه كل مقومات النجاح.
دائما ما كنت أؤيد فكرة أن مناخ النجاح قادر على أن يجلب الانتصار وراء الانتصار، والتاريخ والأرقام والظواهر في عالم كرة القدم تؤكد ذلك، وبالطبع الأمر ينطبق على مانشستر يونايتد الذي اعتلى قمة أندية إنجلترا من حيث الألقاب على مدى 20 سنة، بل وتخطى ذلك بتصدره قائمة أغنى أندية العالم.
سبق أن أشرت في هذه الزاوية قبل شهور من التأثير السلبي المحتمل للخطوة التي قام بها مويز بتغيير كامل الجهاز التدريبي ليونايتد الذي كان يعمل مع السير اليكس فيرغسون، والآن أشعر أن هذا السبب ربما يكون الأكثر تأثيرا على تدهور النتائج.
لقد تغير مناخ النجاح والانتصار الذي كان يحيط باللاعبين.. مدربون متحمسون وإدارة حازمة تراقب وتحفز، وهو الأمر الذي كان يجب على مويز الالتزام به ليحتفظ بسلامة المنظومة خاصة في أول موسم له مع الفريق.
المشجعون المحبطون من «النحس» يرون أن مويز تسلم فريقا متوجا بطلا للدوري بفارق 12 نقطة عن أقرب منافسيه، ولا يمكن هضم الهزائم المتتالية التي يسقط فيها الفريق خاصة في معقله «أولد ترافورد» الذي كان مصدر رعب للمنافسين. المشجعون يتساءلون.. أليس اللاعبون هم أنفسهم نفس اللاعبين الذين حصدوا لقب الدوري الموسم الماضي، ما السبب في إصابتهم بعدم الثقة وتراجعهم للمركز السابع وخروجهم من كأس إنجلترا؟ والإجابة واحدة.. هي المدرب وطريقته الفاشلة في إدارة الفريق.
إذا كان مويز قد أخطأ بتغيير طاقم التدريب المعاون الذي كان يعلم كل صغيرة وكبيرة عن قدرات وطبائع اللاعبين، فإن إدارة يونايتد قد أخطأت أيضا في الموافقة على ذلك. الفريق البطل لم يكن في حاجة لثورة تغيير بل لبعض التدعيم في صفوفه خاصة بعد اعتزال نجوم مؤثرين أو تقدم سن آخرين. ما يؤخذ على مويز هو فشله في تثبيت تشكيلة يثق في قدرتها على صنع الانتصارات، وأيضا قيامه بتغيير في المراكز واستبدال غير مبرر للاعبين، وهو الأمر الذي كان يمكن أن يتفاداه لو احتفظ بمعاوني فيرغسون. الأمر لا يتعلق بـ«النحس»، بقدر افتقاد الرؤيا لفك شفرة المشهد المرتبك ليونايتد الآن.