مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

الحب شو بيذلّ

ما هو الفرق بين إمبراطور اليابان السابق أكيهيتو وبين الرئيس السوداني السابق عمر البشير؟! الذي يجمع بينهما أن كليهما حكما 30 سنة بالتمام والكمال، والذي يفرق بينهما بسيط جداً، حيث إن الأول تنازل عن العرش برغبته قبل أسبوع، والثاني خلع عن الكرسي خلعاً قبل شهر.
لا أريد أن أسترسل بالحديث عن البشير، لأن الضرب بالميت حرام.
ولكن قبل تنازل إمبراطور اليابان بعدة عقود تنازل إدوارد الثامن ملك بريطانيا، عن العرش (كرمال) عيون حبيبته الأميركية المطلقة سمبسون.
ويقول عنها أحد أصدقاء إدوارد المقربين إنها كانت ذات شخصية قوية ومتسلطة، بينما كان هو شديد التهذيب والرقة، وظل طوال حياته يتعلم الأدب على يد المربيات.
وحاول إدوارد الزواج منها، غير أن رئيس الحكومة رفض ذلك الزواج، حيث إن التقاليد ترفض أن يتزوج الملك بمطلقة، وخيروه بين العرش وبين حبيبته، فاختار الحبيبة، وذهب ليعيش معها في باريس إلى أن توفي عام 1972.
نعود إلى أكيهيتو الذي تعرف إلى زوجته ميتشيكو التي هي من عامة الشعب في ملعب التنس، حيث تغلبت عليه في المباراة، ومن يومها تعلق قلبه بها وقرر أن يتزوجها.
وبعد أن تمت مراسم الزفاف أسرعت العروس إلى غرفتها لتخلع فستان الزفاف الذي كانت ترتديه، ولفستان الزفاف هذا قصة مثيرة: حيث إنه كان نفس الفستان الذي ارتدته حماتها والدة الأمير، وذلك عندما تزوجت والده الإمبراطور هيروهيتو، وهو فستان أثري قديم يزن أكثر من 20 كيلوغراماً، ويتكون من 12 عقيقة من الحرير المطرز، وزين بالألوان الأخضر والأحمر والأبيض ولم تستطع العروس أن تحتمل وزن هذا الفستان الأثري لأكثر من ربع ساعة.
وبهذا انتهت قصة الغرام التي حطمت التقاليد التي ظلت قائمة في اليابان مدة تزيد عن 2500 سنة تقريباً، وأكيهيتو هو الإمبراطور رقم 125 لليابان، وقد جلس على عرش اليابان خلفاً لأبيه الإمبراطور هيروهيتو عام 1989.
ولا أدري هل الحب هو مجرد لعب عيال أم ماذا؟! وإلا مثلاً ما الذي ضرب على عقل سلطان ماليزيا محمد الخامس، الذي ما إن تعرف على ملكة جمال موسكو حتى طار ثلاثة أرباع عقله، وتزوجها في الحال، ولم يكتفِ بذلك بل إنه تنازل عن العرش وهو يضحك بمنتهى السعادة، ولسان حاله يقول: «يا دي النعيم الذي أنت فيه يا قلبي».
ولا أعلم هل صدق أم كذب غوار الطوشة عندما قال: (الحب شو بذل)؟!